أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - أن تكون شيوعيا، فهو التزام يومي (الجزء الأول)















المزيد.....

أن تكون شيوعيا، فهو التزام يومي (الجزء الأول)


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 01:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تقديم

"أن تكون شيوعيا، فذاك التزام يومي" هو كرّاس في التربية الشيوعية وضعه أحد أبرز قادة الحزب الشيوعي بالبرازيل في سنوات الجمر، لمّا كان الحزب محظورا ومناضلوه عرضة للاضطهاد والسجن وحتّى الاغتيال تحت الحكم الفاشي للجنرالات. لكن كان على الحزب أن يستمرّ ويؤمّن نشاطه في صلب الجماهير، ولم يكن ذلك بالأمر الهيّن، وهو ما حدا بالرفيق "أرّودا" ، أحد أبرز قادة ذلك الحزب، أن يحوصل تجربة الحزب وكوادره ومناضليه في هذا الكراس الذي يُعتبر ـ على صغر حجمه ـ حاملا لأثمن ما يتربّى عليه المناضلون الشيوعيون ، إذ هو يذكّر في كلّ فقرة من فقراته أنّ الالتزام بالمبادئ الشيوعية وتبنّي خط الحزب وبرنامجه يجب أن يجد ترجمة له في السلوك اليومي للمناضل الشيوعي وليس فقط عند إنجازه لمهمّة ما قد يُكلّفه بها الحزب.
ولقد سارع حزب العمال بتونس إلى الاستفادة من هذه التجربة كغيرها من التجارب التي يزخر بها التراث الماركسي اللينيني، فقام بترجمته ونشره تباعا في جريدة "صوت الشعب" السرّية، اللسان المركزي للحزب، تعميما للفائدة. وما أن اكتملت الترجمة حتّى نشر في كرّاس طُبع كسائر أدب الحزب آنذاك في ظروف السرّية وكان مناضلو الحزب واتحاد الشباب يتداولونه في إطار التكوين الذاتي وفي الندوات المخصّصة للتكوين الفكري.
واليوم وقد أصبح من الممكن نشره في ظروف أفضل، أعاد الحزب طبعه قصد تعميمه من جديد نظرا لثراء محتواه، حتّى يكون أداة تساهم في شحذ عزيمة المناضلين وتذكّرهم باستمرار أنّ اختيارهم الانحياز للطبقة العاملة وجماهير الشعب الكادح هو انحياز طوعي يقتضي منهم الالتزام به بصفة يومية وليس بصفة ظرفية ومن باب الهواية. إنّ الظروف التي يناضل فيها الشيوعيون تتغيّر باستمرار لكن التزامهم بقضايا الشعب ثابت لا يتغيّر، وهو ما يحتّم عليهم ترجمته في ميادين النضال وعلى كلّ الواجهات حتّى يؤدّوا واجباتهم على أفضل وجه.
فلا غرابة إذن من نشر هذا الكراس في هذا الظرف بالذات والحزب يناضل في ظروف لم يعتد عليها في السابق والتي قد يؤدّي عدم التأقلم معها إلى الوقوع في انحرافين كريهين، إمّا الانعزالية المقيتة وإمّا الليبيراية المفرطة. إنّ الاستفادة من تجارب الشيوعيين في جميع أنحاء المعمورة لا يعني البتّة استنساخها بل ملاءمتها مع الواقع الموضوعي والذاتي لكل بلد.

ن تكون شيوعيا، فهو التزام يومي

إن المسألة التالية لمن أهم المسائل المبدئية المطروحة: ماذا يعني أن تكون شيوعيا؟ وما هي أبعاد هذا الانتماء طيلة حياتك؟ وكيف تعمل للحفاظ على نقاوتك؟
يتنامى نشاط الحزب الشيوعي يوما بعد يوم ويصبح في كل مرة أكثر اتقادا وإنه لمن قبيل الوهم التصور بأنه من السهل ممارسة هذا الالتزام يوميا، فأن يطرح الإنسان على نفسه التزاما من هذا النوع ويواضب عليه باستمرار وتماسك، في سيرته ونشاطه يعني أن يقوم بعملية بناء ذاتي يومي، لأن الشيوعي ليس أي ثوري ولكنه ثوري بروليتاري، منظم بالضرورة ومناضل، يحمل إيديولوجيا إشتراكية بروليتارية، وسياسة ونشاط طليعيين مطابقين للمصالح الطبقية للبروليتاريا.

بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم

إنه صعب ومعقد أن تبقى طيلة حياتك شيوعيا وأن تحفظ نقاوتك على الدوام، وليس المقصود كون الشيوعي إنسانا كاملا، أي ضربا من السوبرمان، كلا، يمكن أن يخطئ الشيوعي وأن تكون له نقاط ضعف ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك، ولكن خصاله الذاتية هي التي ينبغي أن تظل دوما، هذه الخصال التي تستوجب دوام الصقل بالمعارف والنضالات الجديدة. ففي تكونه تحتل التعاليم الثورية المستمدة من تجربة نضالات البروليتاريا والحزب، والمحوصلة في النظرية مكانة خاصة ولا يمكن للشيوعي أن يتوقف عند هذا المستوى بل عليه إلى جانب ذلك أن يبحث عند ممارسة النضال الثوري كيف يثري ميزاته باكتساب العديد من المميزات الأخرى للمناضل البروليتاري الثوري الأصيل. و من أجل ذلك على الشيوعي أن يتخذ موقفا نقديا ثوريا إزاء أي نشاط من أنشطة الحزب وأي ممارسة يقوم بها في حياته، كما ينبغي أن يكون على درجة من الشجاعة لتعاطي النقد الذاتي دائما ومن وجهة نظر بروليتارية ثورية وحزبية، أي أن يعتمد النقد والنقد الذاتي على الوجه المناسب كطرق مجربة قصد التجاوز الواعي للأخطاء واستخلاص التعاليم الثورية حتى يتمكن من مزيد النضال وتحسينه في سبيل انتصار الثورة الاشتراكية والشيوعية ولكن رغم أهمية كل ذلك فهو لا يكفي لأن الخطوة الحاسمة هي التحول الفعلي والحقيقي للشيوعي بهدف الصقل والتطوير الدائم لخصاله الثورية البروليتارية في الممارسة. فأن تكون شيوعيا ليس أن تعلن عن ذلك رسميا وأن تقسم عليه، بل قبل كل شيء أن تشهد عملية تحول فعلية في الأفكار والممارسة، في المسلكية الإيديولوجية والأخلاقية في ترقية مستوى الفهم السياسي والقدرات العملية، في تطوير النشاط الحزبي والمسؤوليات بغية اكتساب متزايد لوجهات النظر البروليتارية الثورية وليس لشيء آخر. إن هذا التحول المتواصل والمتسق في تصور الحياة ، في السلوك، في النشاط والنضال كشيوعي، ليس كما وقع ترويجه لدى بعض الفئات الثورية عن خطأ مجرد العيش وسط مجموعة من الفلاحين الفقراء مثلا، وذلك نظرا إلى أن هؤلاء ونضالاتهم وأفكارهم، ممارستهم وأهدافهم، عادتهم وتقاليدهم...الخ لن تكون أبدا عناصر للشيوعي من وجهة نظر البروليتاريا وحزبها الماركسي اللينيني [م،ل]، إنه الانحراف عن الم الل القبول بجنس فلسفة بؤس برودونية على أنها ركيزة الأفكار والممارسات الشيوعية أو بصورة أوضح القبول بتصور فلاحي للعالم وليس بروليتاريا، وبالتالي بورجوازي صغير في الأساس، وقد يتكون في كنف هذه الظروف ديمقراطيون ثوريون، ولكن لن نحصل على مناضلين ماركسيين لينينيين حقيقيين ولا يمكن القبول في هذه النقطة الأساسية من البناء البروليتاري الثوري للحزب بأي خلط، إذ أن ذلك يجعل مستحيلا التكوين الم الل المكتمل لقيادته ومناضليه وتحويلهم إلى مقاتلي طليعة البروليتاريا الأصليين، القادرين لا فحسب على حل مسألة هيمنة البروليتاريا في مسار الثورة الديمقراطية، بل أيضا ورئيسيا على تقديم الحلول السليمة لمسائل القيادة البروليتارية في الثورة الاشتراكية، هذه المسائل التي لا يمكن مجابهتها بصورة متماسكة إلا بقوة النظرة البروليتارية للعالم وانسجامها، إن أساس وجهات النظر الإيديولوجية والسياسية والعملية للشيوعي لا تكون شيئا آخر غير الفلسفة الم الل التي تعبر وتدافع تماما عن مصالح البروليتاريا للطبقة والحزب، أن يتبنى المرء عن وعي هذا الاختيار الحياتي في حمل صفة الشيوعي والحفاظ على نقاوته على الدوام يعني التحول الأكثر جذرية في أفكار مناضل طليعي وممارسته، ذلك لأنه تحول قوامه وعي نقدي وثوري بروليتاري فعلا، لا بورجوازي صغير سواء كان مدينيا أو ريفيا.
أن تكون شيوعيا يعني أن تشارك مشاركة فعالة في النضال الثوري للبروليتاريا وحزبها بتبني إيديولوجيا وسياسة ومسلكية بروليتارية متماسكة، وذلك لأن هذه الطبقة وليس أي طبقة أو فئة اجتماعية أخرى، هي القوة الوحيدة الثورية في النضال من أجل النصر التام للثورة والاشتراكية والشيوعية. إنّ هذا الالتزام لهو بالتالي التزام على مدى طويل، تاريخي، وهو تنظيمي وسياسي وإيديولوجي معا، التزام من وجهة نظر البروليتاريا ورسالتها التاريخية التي تأخذ كركيزة لها كل جوانب الماركسية اللينينية وكلّ مقوّمات النظرة البروليتارية للعالم. وإنّها لمسألة مبدأ في الأساس لأنّ الفرق الجوهري بين الشيوعيين الحقيقيين ورفاق الدرب الكثيرين في صفوف أيّ حزب شيوعي وهو يجابه مرحلة الديمقراطية من الثورة، كما علّمنا إيّاه لينين، كون هؤلاء لا يستوعبون بعض جوانب الماركسية وبعض أجزاء من تصوّرنا للعالم، ثمّ يقول بكامل الوضوح : "حتى يسيطر الاشتراكي على الأحداث عوض أن يكون لعبة بين أيديهم، يجب أن تكون لديه نظرة صلبة ومكتملة للعالم، ويقول لينين إنّ ماركس وانجلس قد رسما منذ 1848 في "بيان الحزب الشيوعي" هذا التصوّر البروليتاري للعالم "بوضوح ونفاذ بصر عبقريين". إنّ المادية المتماسكة المطبّقة أيضا في مجال الحياة الاجتماعية، والجدلية كأكثر مذاهب التطوّر اكتمالا وعمقا، ونظرية الصراع الطبقي والدور التاريخي الثوري والعالمي للبروليتاريا صانعة المجتمع الجديد، المجتمع الشيوعي "تلك هي المكوّنات الأساسية التي أبرزها لينين للنظرة البروليتارية للعالم التي تكوّن وبكل وضوح نظاما متناسقا ومنسجما من وجهات النظر السياسية والإيديولوجية والأخلاقية حول العالم والحياة الاجتماعية والشخصية، حول ظواهر وأحداث محدّدة أو حولها جميعا، وجهات نظر تؤلّف تجربة عدّة قرون من صراع الطبقات المضطهدة ضدّ مضطهديها وتعبّر عن المصالح الحيوية للطبقة العاملة وكلّ الشغّالين في نضالهم من أجل التحرّر التام ومن أجل التحوّل الثوري للمجتمع. إنّ الأهمية الأساسية التي تكتسيها ضرورة الاستيعاب الكامل للنظرة البروليتارية للعالم من طرف الشيوعيين تكمن في كونها تعطينا قناعات علمية ومواقف ثورية صلبة متّفقة تمام الاتفاق ومصالح الطبقة العاملة، وهي قناعات ومواقف ضرورية للنضال الدائب من أجل الانتصار الكامل للثورة، للاشتراكية والشيوعية. فإذا ما اعتمدنا وبحزم على النظرة البروليتارية للعالم أو بأكثر وضوح على النظرة البروليتارية للتطوّر الاجتماعي، فسنتمكّن نحن الشيوعيين من بناء سليم لخط الثورة البرازيلية في المرحلة الديمقراطية والمرحلة الاشتراكية، وسنتمكّن دوما من خوض نضال بروليتاري ثوري.
إذن لنقل إنّ استيعاب النظرة البروليتارية للعالم هي العامل الأساسي لتحويلنا إلى بروليتاريين ثوريين حقيقيين في سلوكنا ونشاطنا وفي نضالنا، إنّها القوّة الوحيدة التي ستدفعنا طيلة حياتنا كي نحافظ على نقاوة شيوعيتنا.

تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي

قال الرفيق ديمتروف ذات مرّة وهو يشيد بالمميّزات البلشفية لتيلمان، إنّ الثوري الحقيقي والقائد البروليتاري الفعلي يتربّى في خضمّ الصراع الطبقي وفي استيعاب النظرية الماركسية اللينينية، وأكّد أنّه لا يكفي أن يكون له مزاج ثوري بل يجب أن يصهر في نفسه طبعا وإرادة فولاذيين وصلابة بلشفية حقّة. وقال أيضا إنّه لا يكفي معرفة ماذا ينبغي أن نفعل بل يجب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية لإتمام مهمّتنا وأن نكون على استعداد تامّ لإنجاز كل ما يمكن أن يخدم الطبقة العاملة مهما كان الثّمن وأن نكون قادرين على إخضاع حياتنا بأكملها لمصالح البروليتاريا وحزبها الماركسي اللينيني، ولن تكون حياة الشيوعي سوى تعلّم يومي وتطوّر مستمرّ من أجل صنع المناضل الحقيقي البروليتاري بشيوعيته، والتلميذ المخلص لماركس وانجلس ولينين وستالين.
صحيح أنّ مجموع الحزب يخلق لدى الشيوعي قوّة جديدة وحيوية، قوّة لا يحصل عليها المرء بمجرّد الانخراط في الحزب بل تنتج من المحتوى الجديد ومن القوة المادية والمعنوية التي تتولّد عن وحدة الفكر ووحدة الإرادة ووحدة العمل، وصحيح أيضا أنّ كلّ شيء مناهض للشيوعي في المجتمع الرأسمالي حيث يحيا المناضل مع الإيديولوجيا والنفسية السائدتين، النواميس الأخلاقية، العادات، الأعباء العائلية الثقيلة، الحياة الشاقّة التي ينبغي تحمّلها، الصعوبات والتقلّبات التي يجب تجاوزها، القمع والملاحقات البوليسية التي تُفرض مواجهتها...
ولهذا السبب بالذات، على الشيوعي أن يتحلّى بقوّة الإرادة والشجاعة ليصارع ويتعلّم، ويتعلّم ويصارع دون انقطاع، رابطا بين الممارسة والنظرية، النظرية والممارسة دون السقوط البتّة في الرضا الذاتي بما تعلّمه، لأنّ هنالك دائما جديد للتعلّم ولا بما قام به لأنّ المهامّ التي لم تُنجز بعد أكثر، كما أنّه يُطرح على الشيوعي أن يكون دائم الاستعداد لبذل الجهود اللازمة، مهما كانت، من أجل الانغماس في معارك الصراع الطبقي، والتحسين الدائم لتجاربه ومعارفه السياسية والإيديولوجية، وحتّى يكون أفضل مناضل من بين خيرة المناضلين الثوريين الطلائعيين للبروليتاريا، عليه أن يبرهن على قدرته السياسية والعملية خلال النضال الذي يخوضه، على قدرته بصفة ملموسة في تقديم اقتراحات صحيحة ومناسبة، وفي اتّخاذ القرارات والتفاني من أجل النضال وعبر النضال بوقوفه في الصفّ الأوّل لمجابهة الصعوبات وتحمّل التضحيات.
إنّ الشيوعي الحقيقي جندي للحزب، ينظّم حياته في اتفاق تام مع مصالح الحزب ويخلّص نفسه من كل ما يمكن أن يعوقه عن ممارسة النضال الثوري، علما بأنّه يُمكن أن يُطلب منه أداء أيّ مهمّة وأنّه يجب أن يكون دائم الاستعداد لإنجازها مهما كلّفه ذلك. ولهذا السبب بالذات، يتحتّم عليه تجنّب الغرور، أيّا كان نوعه، الذي قد يوصل الشيوعي إلى مواقع غريبة عن مصالح البروليتاريا والحزب، إذ بمرور الزمن، وبقدر ما يغفر لنفسه الأخطاء، فإنّ هذه الأخيرة المتراكمة تشوّه نقاوة شيوعيته كمناضل، وتتمكّن منه شيئا فشيئا آفات الحياة اليومية للبورجوازية الصغيرة وحتّى البورجوازية وهي حياة أقلّ مشقّة وخادعة، غالبا ما تفرضها عليك العائلة وعلاقات المهنة، ولهذا السبب، لا يحقّ لنا اختلاق التعلاّت لخداع أنفسنا وخداع رفاقنا، ولا في البحث عن تبريرات لانعدام الصلابة البروليتارية لدينا. بالعكس من ذلك يتوجّب على الشيوعي أن يواجه بثقة وشجاعة المثل الذي يقدّمه الحزب لأنّه الوحيد الكفيل بتمكينه من بلوغ النضج الثوري ومن المساعدة الضرورية لتطوّره البروليتاري.
وبالنقد والنقد فقط الذي يباشره المجموع المؤلف للحزب، دون وفاقية أو مجاملة، ولكن في ذات الوقت المليء حرارة ورفاقية شيوعية، يمكننا مساعدة الرفيق على بناء نفسه البناء اليومي البروليتاري الثوري، بناء المناضل الطليعي الذي يرغب صادقا في التطوّر كماركسي لينيني حقيقي.
أن تكون شيوعيا فهي طريقة عيش وليس ذلك لوقت معيّن فقط، بمناسبة مهمّة أو معركة بالذات ولكن في كلّ وقت وفي كلّ المهامّ وكافّة المعارك.
أن تكون شيوعيا يعني أن تفعل كلّ شيء من أجل الارتقاء بنفسك كبروليتاري ثوري، صلب وشجاع ونشيط، النضال عنصره، ولا ينفكّ يحدوه فيه الإصرار والجرأة والشغف، أن تكون مناضلا عنيدا ومغوارا ضدّ الأعداء الطبقيين للبروليتاريا والحزب وأن تقدّم لهم شواهد الصلابة البروليتارية الثورية الثابتة والشجاعة المثالية مثل التضحية بالنفس إذا فرضت الحاجة ذلك.
أن تكون شيوعيا يعني أن تُطبّق حكمة هوراس ضدّ الأعداء الطبقيين للبروليتاريا والحزب القائلة : "إذا لم أكن الموسى التي تقطع، فسأكون الحجر الذي يشحذها". وأن تكون شيوعيا، يعني أيضا أن تغدق بالروح الرفاقية على من يحملون نفس الفكر ويناضلون معك وذلك في كلّ لحظة من حياتك وفي أيّ موطن عمل حزبي.
أن تكون شيوعيا يعني لزوم اليقظة حتّى لا تفقد لونك في خضمّ المعارك الطبقية وفي كل المواقع التي تجري فوقها ومهما كانت تعقيداتها وضراوتها، يعني امتلاك إرادة فولاذية لتثوير أفكارك وممارستك بشكل متواصل ومتماسك حتّى تتمكّن من أن تفكّر وتناضل وتحيا دائما كبروليتاري في الصدارة في كامل نشاطه الثوري، يعني بذل قصارى الجهد وإتيان حتّى ما يبدو مستحيلا من أجل الحفاظ على حُمرة رايتك دائما وهّاجة والتقدّم بهذه الكيفية على كل جوانب نظرتك للحياة، على مستوى تصرّفك ونشاطك وعملك.
أن تكون شيوعيا فهو مسألة بناء ماركسي لينيني لا ينقطع، مسألة ممارسة بروليتارية ثورية متكاملة، فهوالتزام يومي.



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة الفرنسية تنهض لصدّ هجمة رأس المال
- مقرّر حول الأممية الشيوعية وحركة الشبيبة الشيوعية (ترجمة)
- الاتفاق النووي مع الدول الامبريالية يلقي بظلاله على الانتخاب ...
- فيفري: شهر الإضرابات العامّة في البلدان الإفريقية
- هل تتجاوز بلدان أمريكا اللاتينية أزمتها الاقتصادية الراهنة؟
- المغرب: هل يساهم إضراب 24 فبراير في إرساء دعائم الوحدة العمّ ...
- الحركة الشيوعية وتحرير النساء (ترجمة)
- القوى الديمقراطية في ألمانيا وباقي أوروبا تتصدّى للنازية الج ...
- رأي حول -الحكومات التقدمية- بأمريكا اللاتينية
- الشباب المغربي يخوض معارك شهر يناير بروح 20 فبراير
- هل تدفع بوركينا فاسو ضريبة التدخل الامبريالي الفرنسي في بلدا ...
- أردوغان يستغلّ انشغال العالم بالحرب على سوريا ليشنّ الحرب عل ...
- -التنمية في تونس-، كتاب جديد للأستاذين محمود مطير وحسين الرح ...
- الطبقة العاملة تستقبل السنة الجديدة بموجة من النضالات في أنح ...
- الانتخابات التشريعية في فنزويلا: هل هو انتصار للثورة المضادّ ...
- هل هي نهاية الاستقطاب الثنائي على الساحة السياسية الإسبانية؟
- الانتخابات الجهوية بفرنسا: الشعب يعبّر عن رفضه لبرامج الأحزا ...
- صدور العدد 31 (أكتوبر 2015) من مجلة -وحدة وصراع- في نسخته ال ...
- خلفيات إسقاط الطائرة الحربية الروسية وتداعياته
- القمة الدولية للمناخ: رهانات وعوائق


المزيد.....




- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...
- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - أن تكون شيوعيا، فهو التزام يومي (الجزء الأول)