أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مرتضى العبيدي - القمة الدولية للمناخ: رهانات وعوائق















المزيد.....

القمة الدولية للمناخ: رهانات وعوائق


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 22:15
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


تحتضن باريس فيما بين 30 نوفمبر و11 ديسمبر الجاري الدورة الحادية والعشرين للقمة الدولية للمناخ بحضور ما يزيد عن 150 بين رؤساء دول ورؤساء حكومات. وإذ تعلق بعض الجهات آمالا كبيرة في توصل الأطراف المجتمعة إلى اتفاق يجنّنب الإنسانية الكارثة المحدّقة بها من جرّاء الاحتباس الحراري الناتج على الانبعاث المفرط لبعض أصناف الغازات، فإن جهات أخرى عبرت بعد من داخل القمة ومن خارجها عن خيبتها من مجريات النقاش وعن شكوكها في إمكانية التوصل إلى أيّ اتفاق ناجع.

الهند متشائمة

وقد عبّر وزير البيئة الهندي عن خيبة أمله من عدم التزام البلدان المصنّعة في الإيفاء بالتزاماتها السابقة في مقاومة هذا الخطر، وقال أنه بحكم تفوقها الصناعي والتنكنولوجي، فإنه على الدول الغنية المساهمة بأكثر حجم في مقاومة هذه الآفة، ودعا زملاءه في كل من البرازيل والصين وجنوب إفريقيا في الرفع في مساهماتها المالية المرصودة لتنفيذ المخطط الأممي لدرء الاحتباس الحراري. وذكّر أن مبلغ الـ 100 مليار التي تقرّر جمعه سنويا منذ قمة 2009 لم يتمّ التوصل إليه في أي سنة من السنوات الماضية، وهو المبلغ الذي كان من المقرّر توفيره لصالح البلدان النامية حتى تحدّ من انعكاسات الاحتباس الحراري عليها وهي ضحيته الأولى، إذ أنها لا تساهم في أسبابه إلا بالقسط اليسير، لكنها تدفع ثمن انعكاساته غاليا، وحتى توفر لنفسها كذلك إمكانية تطوير مصادر الطاقة البديلة والمتجددة.

إفريقيا المتضرّر الأكبر

ولعل مثال البلدان الإفريقية خاصة منها الواقعة جنوب الصحراء يغني عن كل تعليق. فهي المنطقة الجغرافية التي لا تساهم إلا بـ 4٪-;- من الحجم الجملي لانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون الملوث، مقابل 26٪-;- للصين و 15٪-;- للولايات المتحدة حسب إحصائيات 2012. لكنها بالمقابل هي من أكبر المتضررين من الاحتباس الحراري الذي يتسبب لها باستمرار في الثنائية الكارثية جفاف / فياضنات، إذ أصبحت هاتان الجائحتان تتناوبان عن البلدان الإفريقية لتقضّان مضاجع السكان الذين أصبحوا يعيشون تراجعا كبيرا في مردود الإنتاج الفلاحي، مما يسبب لهم أزمة غذائية حادة ومتواصلة، تبلغ حد المجاعة في عديد السنوات. كما تتسبب في تنقل أعداد غفيرة منهم بحثا عن سبل للرزق.

بان كي مون: الكارثة محدقة

وقد شدد الأمين العام للمنتظم الأممي في خطابه الافتتاحي لهذه الدورة على خطورة الوضع الذي تعيشه البشرية وتحدّث عن كارثة حقيقية محدقة إن لم تتخذ الإجراءات الوقائية الضرورية. وقال إن الهدف المرسوم لا يفي بالحاجة وعلينا أن نكون أكثر طموحا وأن نتجاوز هذا الهدف. وشدد على دور البلدان المصنّعة والغنية في ضرورة التوصل إلى اتفاق ينقذ البشرية من هذه الكارثة. واتجه باللوم/النصيحة إلى القطاع الخاص والشركات الكبرى التي يجب، حسب رأيه، أن تقبل بكبح جماح رغبتها في الربح السريع لأن المواصلة على هذا المنهاج سيقضي لا على الأرباح فحسب بل على رأس المال ذاته.

النقاط المعطلة للتوصل إلى اتفاق

ومنذ البداية كانت النقاشات داخل الهيئات الفنية ومجالس الوزراء تصطدم بثلاث نقاط أساسية:
ـ تحديد درجة الاحتباس المسموح بها حتى نهاية القرن الحالي، إذ تمّ التعبير عن وجهتي نظر، ترى الأولى أنّ النزول إلى درجتين هو في حد ذاته إنجاز كبير، بينما تطالب الثانية بتحديد الدرجة القصوى في مستوى 1,5 فقط. وفي الكواليس، أعربت 110 من الدول الحاضرة على هذا المقترح الثاني متبنية الشعار الذي رفعته الدويلات الصغرى المقامة على جزر والقائل "أقل من 1,5 حتى نستمرّ في الوجود" وهي الدويلات المهددة بالزوال بفعل ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات.
ـ تمويل البرنامج: وهي النقطة الشائكة حقا، إذ ليس هناك من دولة تقبل عن طواعية تحمل مسؤولياتها في ما آلت إليه الأوضاع المناخية في العالم. فكلما أثيرت مسألة التمويل إلا وظهر التصدع مجدّدا بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب. هذه الأخيرة هي التي تساهم بأقل نسبة في تلويث المناخ ولكنها هي التي تدفع الثمن باهضا. وترمي بعض دول الشمال المسؤولية على ما يسمى بـ "البلدان الناشئة" كالصين والهند التي تساهم بقسط كبير في التلوث. إلا أن ردّ هذه الأخيرة، أنه رغم ذلك فإنها لا تلوث المناخ بالحجم الذي بلغته البلدان الرأسمالية المصنعة في أوروبا وأمريكا في السابق واليوم. لذلك تقترح الصين أن لا يكون حجم المساهمة ملزما بل تقرّره كل دولة على حدة وعن طواعية.
ـ أما النقطة الثالثة، فتتعلق بروزنامة تطبيق الاتفاقات الحاصلة ـ إن حصلت ـ ومراقبة تنفيذها. فبينما تقترح بعض الدول أن تكون الروزنامة ملزمة للجميع، يرى البعض الآخر أن تنص الاتفاقات على ضرورة مراجعتها بصفة دورية.

إيفو موراليس: الخطاب المغاير

أما إيفو موراليس، رئيس جمهورية بوليفيا، فإنه اختار في خطابه الإشارة إلى أصل الداء والابتعاد عن الطرق الملتوية والصيغ الديبلوماسية، معتبرا أن الرأسمالية هي السبب الأول والأخير لمعاناة الشعوب في جميع المجالات، بما فيها تدهور المناخ الذي يسبّبه الجري وراء الربح السهل والاستغلال المفرط لمصادر الطاقة الملوثة وعدم الاستثمار في البحث عن الطاقات البديلة والمتجدّدة. وقال إنّ البشرية إذا ما واصلت اتباع المنوال الرأسمالي، فإنّ "أمّنا الأرض" مهدّدة بالزوال. وقد جاء في خطابه: "إن الرأسمالية هي السبب في جميع الأمراض التي تعرفها البشرية. فهي السبب الأصلي في تدمير الأرض من خلال تطويرها للنزعات الاستهلاكية المفرطة وتمجيد الفردانية التي تقتل في البشر كل مشاعر التضامن والتعاون. فعلينا بالتالي الوقوف بجدية للكف عن ترويج ثقافة الحرب هذه إذا ما أردنا أن نترك شيئا ما للأجيال القادمة..."

يبدو إذا من خلال ما سبق أن الأمل في التوصل إلى اتفاق يمنع تجاوز الاحتباس الحراري مستوى الـ 1,5 درجة أو حتى درجتين خلال كامل القرن الحالي صعب المنال بالنظر للسياسات الامبريالية النهابة المتبعة في جميع أرجاء العالم والمتسمة باللهث وراء الربح السريع.

مرتضى العبيدي



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علامات من ثقافة المقاومة زمن الاستبداد
- ثنائية الأمن والحرية في مواجهة الإرهاب
- حوار مع الأستاذ عبد الحميد الطبابي حول كتابه الجديد -دراسات ...
- ماذا يحصل في تركيا بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات ...
- لا لسياسة الحرب والإرهاب والبؤس! من أجل جبهة مشتركة لنضال ال ...
- العمليات الإرهابية في باريس ترسم مجددا خط الفرز بين القوى ال ...
- حوار مع الأستاذ مصطفى القلعي حول كتابه الجديد -التيار الإخوا ...
- اليونان من الاستفتاء إلى قبول المذكّرة الجديدة
- أمام هجمة رأس المال، الطبقة العاملة العالمية تتجنّد للدفاع ع ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مرتضى العبيدي - القمة الدولية للمناخ: رهانات وعوائق