أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - الشباب المغربي يخوض معارك شهر يناير بروح 20 فبراير















المزيد.....

الشباب المغربي يخوض معارك شهر يناير بروح 20 فبراير


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ مستهلّ السنة السياسية، يشهد المغرب الشقيق نضالات شعبية على جميع الأصعدة. فبعد مهزلة الانتخابات المحلية والتي أسقطت ورقة التوت على "ديمقراطية المخزن" وأوضحت بما لا يدع مجالا للشك تقلص مساحات الحرية وتوجّه النظام إلى مزيد من الاستبداد، عكس ما تروّج له صحافة السلطة أو الورقات الصفراء مدفوعة الأجر في الخارج، فبعد تلك المهزلة التي فضحتها القوى الديمقراطية ودعت إلى مقاطعتها حتى لا تكون شاهد زور على ديمقراطية مزعومة، عرفت البلاد موجة عارمة من الاحتجاجات الشعبية شملت وتشمل قطاعات عديدة على خلفية ما طبخته حكومة عبدالإلاه بنكيران، وهي في سنة حكمها الأخيرة، من مخطّطات وما اتخذته من قرارات لمزيد تحميل الجماهير الشعبية تبعات أزمتها التي تفاقمت وتعمّقت سنة بعد أخرى.

طلبة الطب يتصدرون الدفاع عن المنظومة العمومية

فقد أضرب في بداية السنة الجامعية طلبة كليات الطب والصيدلة وكذلك الأطباء الداخليين والمقيمين لما يقارب الشهرين الأمر الذي بلغ حدّ التهديد بسنة بيضاء في تلك المؤسسات، وجاء إضرابهم على خلفية ما سُمّي بـ"إصلاح المنظومة الصحية" والتي تصدّى لها الطلبة بكل قوة وحققوا انتصارا رائعا ولم يعلقوا إضرابهم إلا بعد إمضاء ممثليهم لمحضر اتفاق مع وزارتي الصحة والتعليم العالي، ينص في إحدى نقاطه على إلغاء مشروع "الخدمة الوطنية الصحية"، أو ما يعرف بـ"الخدمة الإجبارية"، وهو المشروع الذي شكّل عصب احتجاجات الطلبة والأطباء المقيمين والداخليين، والذي كان يقضي بإلزامهم بالعمل لمدة سنتين في المناطق النائية مباشرة بعد تخرّجهم، دون التزام من الدولة على إدماجهم بعد ذلك في الوظائف العمومية. وقد عملت الآلة الإعلامية الرسمية على تشويه تلك النضالات بادّعائها رفض طلبة الطب العمل في المناطق النائية، ولم تذكر عدم التزام الحكومة بانتدابهم بعد تخرّجهم وهي السياسة التي ليست سوى تطبيق فجّ لاملاءات المؤسسات المالية الدولية التي "تنصح" دوما مريدها بالتقليص في الانتدابات في القطاع العمومي وفصل التكوين عن التوظيف. وبعبارة أخرى فإنّ المجموعة الوطنية التي أنفقت الأموال الطائلة في تكوين هؤلاء الطلبة ليس من حقها الاستفادة منهم بعد تخرّجهم إذ هم سيجدون أنفسهم مُجبرين على العمل في القطاع الخاص الذي لا تستفيد منه إلا القلة القليلة من الأثرياء.

الأساتذة المتدربون يأخذون المشعل

وفي سياق متصل، شهدت شوارع الرباط يوم 17 ديسمبر الماضي تظاهر أعداد غفيرة من الأساتذة المتدربين احتجاجا على مرسومين أقدمت الحكومة على إصدارهما بتاريخ 23 جويلية بحقهم ويقضي الأول بفصل التكوين عن التوظيف ـ كما في حالة طلبة الطب ـ أي بالتراجع في الانتداب الآلي في القطاع العمومي للأساتذة المتدربين مثلما جرت عليه العادة منذ عشرات السنين وبإخضاعهم إلى طريقة انتقائية جديدة في نهاية التدريب، رغم أن التحاقهم بهذه المراكز كان عن طريق مناظرة يشهد القاصي والداني بجدّيتها وصعوبتها. أمّا المرسوم الثاني فيخصّ التخفيض في المنحة المسندة إليهم إلى النصف أي مرورها من 2454,51 درهم (أي ما يعادل 227 يورو) إلى 1200 درهم فقط (أي ما يعادل 111 يورو). وكان هؤلاء الأساتذة قد تظاهروا قبل هذا التاريخ في عديد المدن المغربية لنفس الغرض وهم في حالة إضراب عن العمل منذ العودة المدرسية، عازمين على مواصلة النضال حتى إلغاء المرسومين الجائرين. وتلت هذه المسيرة، مسيرات عديدة في جميع المدن المغربية التي توجد فيها مراكز لتدريب الأساتذة واجهتها السلطات بقمع وحشي. وهو ما حدا بالتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إلى الدعوة إلى مسيرة وطنية ثالثة بالرباط يوم 24 جانفي الجاري رفضت السلطة الترخيص لها وأعلنت مسبقا أنها ستمنعها بالقوة. بل وفرضت حالة من الحصار على محطات القطارات والحافلات في جميع المدن التي بها مراكز لتدريب الأساتذة مانعة إياهم من التوجّه نحو العاصمة وهو إجراء لم تشهد المغرب مثيلا له إلا في حالات نضالية نادرة في السابق (إضراب عمال مناجم الفوسفاط في اليوسفية سنة 1986 أو إضراب البحارة في الجنوب سنة 1999). ومرّة أخرى، فشلت الدولة في مسعاها ونجحت مسيرة 24 يناير بفضل إصرار الأساتذة المتدربين وكذلك بفضل الدعم الذي يجده نضالهم من قبل الهيئات السياسية والحقوقية والشبيبية، التي وقعت على بيان مشترك موجه إلى الرأي العام جدّدت من خلاله إدانتها للقمع الهمجي الذي قوبلت به معركة الأساتذة المتدربين... ورفضها للحلول الترقيعية والالتفافية المقدمة من طرف الحكومة واستنكارها قرار منع تلك المسيرة والذي "لا مبرر له سوى الرغبة في مواصلة القمع والتنكر لمطالب المحتجين". كما دعت الهيئات الموقعة على البيان "كافة المواطنات والمواطنين إلى المشاركة المكثفة في هذه المسيرة تجسيدا وتعزيزا للتضامن الشعبي مع الأساتذة المتدربين على الصعيد الوطني ومساهمة في مواجهة سياسة التقشف ودفاعا عن المدرسة العمومية". ودعت كذلك "القوى الديمقراطية إلى توسيع رقعة التضامن"، معتبرةً "أن أفضل شكل تضامني الآن هو الإعلان عن الإضراب العام الوطني الشامل من طرف المركزيات النقابية الأربعة."

"إصلاح" منظومة التقاعد يُشعل الفتيل مع النقابات

ولم تكتف حكومة بنكيران بهذه الإجراءات التي شملت قطاعين من أكثر القطاعات حساسية وشعبية بل واصلت في غيّها إذ أعلنت يوم 23 ديسمبر، عن قرارها بإدخال تغييرات على منظومة التقاعد تتمثل أهمها في الترفيع التدريجي في سنّ التقاعد إلى 63 عاما عوضا عن الـ 60 الحالية. وكذلك الترفيع في نسبة مساهمة الأجراء بعنوان التقاعد إلى 24% عوضا عن الـ 20% الحالية، وهو ما قوبل بالرفض من قبل المركزيات النقابية الأربعة : الاتحاد العام لعمال المغرب، الاتحاد المغربي للشغل، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل التي قرّرت التصدّي بشتى الطرق لمثل هذا القرار الذي اتخذ في المكاتب المُغلقة ودون حتى إعلام الطرف النقابي الذي من المفروض التفاوض معه قبل اتخاذ أيّ إجراء من هذا القبيل وبهذا الحجم. وجاء ردّ فعل النقابات فوريا إذ قرّرت:
ـ تنظيم اعتصام جماهيري أمام مبنى البرلمان يوم 12 جانفي
ـ مقاطعة الحضور في مجالس إدارة المؤسسات التي تحضر فيها عادة وهي: الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الوكالة الوطنية للتأمين عن المرض، ديوان التكوين المهني وتطوير التشغيل، مجلس المفاوضات الاجتماعية، المجلس الأعلى للوظيفة العمومية، ومجلس طب الشغل.
ـ تقديم شكوى لدى منظمة العمل الدولية.
وبعد نجاح اعتصام يوم 12 جانفي أعلنت المركزيات النقابية الأربعة في بلاغ مشترك عن اعتزامها تنظيم إضراب عام جديد (بعد إضراب يوم 10 ديسمبر الماضي والذي شمل بالخصوص قطاعات التربية والتعليم والصحة والفلاحة والمالية)، يُحدّد تاريخه لاحقا للتنديد باستخفاف الحكومة في التعاطي مع عديد الملفات الحارقة وسعيها المحموم إلى تحميل تبعات أزمتها على كواهل الطبقة العاملة والأجراء واتخاذها لإجراءات لا شعبية دون احترام لقواعد الحوار الاجتماعي. وجاء في البيان المذكور "أن الحكومة تعمل على ضرب المقدرة الشرائية للمواطنين وعلى تجميد الأجور والانتدابات، مدعية قيامها بإصلاحات عميقة لم تبرز آثارها لا في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولا في الترتيب العالمي للاقتصاد المغربي". أمّا بخصوص ملف التقاعد، فقد أشارت النقابات إلى سعي الحكومة لتحميل عجز الصندوق المغربي للتقاعد على كاهل الأجراء والمتقاعدين عوض المراجعة الجذرية لطرق التسيير ومتابعة المسؤولين الفاسدين ومحاكمتهم. كما ندّد البيان بالعنف الذي واجهت به حكومة بنكيران تحركات الأساتذة المتدربين وأعلنت النقابات تبنيها لمطالبهم المشروعة.

وفي الختام...

وأنا أخط هذه الكلمات عن النضالات التي يخوضها الشباب والعمّال والأجراء في المغرب الشقيق، كنت أتوقف كل مرّة لأتثبت إن لم أكن بصدد الحديث عن تونس. فقضايا النضال ذاتها وجواب السلط القائمة هو نفسه. إذ أن حكومة بنكيران قابلت تطلعات الشباب المغربي من أجل تثبيت حقوقه وترسيخ ما انتزعته الأجيال السابقة بالقمع ولا شيء غير القمع. وأنّ هذه الحكومة لا حول لها ولا قوة إلا مزيد الانصياع لإملاءات المؤسسات المالية الدولية بالإمعان في تفكيك القطاع العمومي وتجميد التوظيف فيه وفسح المجال للقطاع الخاص لمزيد تكديس الأرباح بالاستفادة من الخبرات التي أنفقت المجموعة الوطنية الأموال الطائلة على تكوينها وتقديمها إليه على طبق من ذهب دون أن يكون قد ساهم ولو بقسط ضئيل في ذلك المجهود، تشهد على ذلك قائمات المتهربين من الواجب الجبائي لهؤلاء.
29ـ01ـ2016



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تدفع بوركينا فاسو ضريبة التدخل الامبريالي الفرنسي في بلدا ...
- أردوغان يستغلّ انشغال العالم بالحرب على سوريا ليشنّ الحرب عل ...
- -التنمية في تونس-، كتاب جديد للأستاذين محمود مطير وحسين الرح ...
- الطبقة العاملة تستقبل السنة الجديدة بموجة من النضالات في أنح ...
- الانتخابات التشريعية في فنزويلا: هل هو انتصار للثورة المضادّ ...
- هل هي نهاية الاستقطاب الثنائي على الساحة السياسية الإسبانية؟
- الانتخابات الجهوية بفرنسا: الشعب يعبّر عن رفضه لبرامج الأحزا ...
- صدور العدد 31 (أكتوبر 2015) من مجلة -وحدة وصراع- في نسخته ال ...
- خلفيات إسقاط الطائرة الحربية الروسية وتداعياته
- القمة الدولية للمناخ: رهانات وعوائق
- علامات من ثقافة المقاومة زمن الاستبداد
- ثنائية الأمن والحرية في مواجهة الإرهاب
- حوار مع الأستاذ عبد الحميد الطبابي حول كتابه الجديد -دراسات ...
- ماذا يحصل في تركيا بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات ...
- لا لسياسة الحرب والإرهاب والبؤس! من أجل جبهة مشتركة لنضال ال ...
- العمليات الإرهابية في باريس ترسم مجددا خط الفرز بين القوى ال ...
- حوار مع الأستاذ مصطفى القلعي حول كتابه الجديد -التيار الإخوا ...
- اليونان من الاستفتاء إلى قبول المذكّرة الجديدة
- أمام هجمة رأس المال، الطبقة العاملة العالمية تتجنّد للدفاع ع ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - الشباب المغربي يخوض معارك شهر يناير بروح 20 فبراير