أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الخيار السعودي نقيض الخيار السوري














المزيد.....

الخيار السعودي نقيض الخيار السوري


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك ان تغيرا واضحا حصل في العلاقة بين روسيا وامريكا في الأشهر الاخيرة فيما يتعلق بالأزمة السورية تحديدا، حيث نشهد حالة من التنسيق شبه التام بين البلدين تتوج بتفاهمات هامة  وقد تكون مجدية لتقدم الحل السياسي للازمة. 
لم يكن هذا التغير من الجانب الامريكي ليحصل لولا التغيرات الدراماتيكية في الميدان لصالح الدولة السورية التي نجحت بإدارة الأزمة والمواجهة مع العالم الغربي وأدواته العربية والإسلامية بمهارة وامتياز هو سابقة في الصراعات الإقليمية الدائر رحاها في الشرق الاوسط منذ اكثر من عقد من الزمن. فالغرب الذي احتل العراق ودمر افغانستان وقسم السودان وقضى عل الدولة الليبية وعمم الفوضى والفتنة الطائفية والمذهبية لم ينجح حتى الان باسقاط الدولة السورية ومحور المقاومة ولم يستطع أيضاً حسم الحرب على اليمن. هذا الاخفاق في المخططات الغربية الاستعمارية في مقابل الانجازات الميدانية لسوريا ومحور المقاومة في كل الساحات بما في ذلك اليمن، كلها تشكل العامل الرئيسي في التغير الحاصل على الموقف الامريكي. لانه من المؤكد ان سياسة النهب والازدراء التي تسم استراتيجيات ومواقف الولايات المتحدة تجاه العرب لم تتغير من حيث الجوهر ولم تصبح امريكا حملا وديعا بشكل مفاجئ ، بل هي مضطرة الى اجراء هذا التغيير الذي فرضه الميدان بشكل اساسي. وهذا ينسجم تماماً مع البراغماتية السياسية المعهودة للادارة الامريكية والتي تغير أداءها وفقا للمعطيات والتطورات والحسابات الواقعية.
لقد بات من الثابت ان الدولة السورية بصمودها وإرادتها بالتعاون مع حزب الله وإيران  هي الأساس في فرض الوقائع الميدانية الجديدة وهي التي دفعت الروس للقدوم الى سوريا والتحالف معها . ولولا هذه القوة وهذا الصمود لبقيت روسيا مستنكفة عن أخذ دور اكثر من دورها خلال السنوات الأربع التي سبقت انضمامها المباشر الى المعركة. سوريا اثبتت للصديق والعدو انها ومحور المقاومة قادرة على مواجهة العدوان وان بإمكانها الانتصار مهما طال الزمن. لا شك ان الدخول الروسي عزز هذا المنحى وسرع العملية السياسية الجارية حاليا. وليس صحيحا كما يدعي البعض من ان روسيا تفرض على سوريا ما تريد ومن الواضح ان القرار السوري ما زال سياديا ومستقلا . لقد ثبت ذلك في مسالة الدولة الفدرالية التي كانت روسيا تطرحها كما يبدو نزولا عند التفاهمات مع امريكا. لقد تراجعت روسيا عن مناقشة الفكرة بعد ان قالت سوريا كلمتها لتعود روسيا وتؤكد مجددا ان السوريين وحدهم هم من يقرر مستقبل سوريا. 
يبدو ان الأداء السوري عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا في احسن حالاته وهو في حالة من الارتقاء المستمر.
السؤال المطروح هذه الايام هل ستتصرف معارضة الرياض بواقعية ازاء ما فرضه ويفرضه التطور الميداني ام انها ستستمر بانتهاج النهج السعودي التعطيلي والتخريبي؟ 
ليس هناك ضمانة لتغيير هذا النهج خاصة وان النظام السعودي، معلم هذه المعارضة، هو الاكثر تخلفا وعلى كافة المستويات الفكرية والسياسية والدبلوماسية وتتحكم به عقلية قبلية مافياوية لا تفقه سوى لغة الثأر الجاهلي. ومن سخرية القدر ان هذا النظام البائد يتحكم ليس فقط بالمعارضة التابعة له وانما بالنظام العربي الرسمي الذي بات رهينة لمساعداته المالية. 
هذا الوضع الذي تفرضه السعودية على العالم العربي وإحلال صراع عربي إيراني محل الصراع العربي الاسرائيلي، لا بل التحالف مع اسرائيل علانية ضد محور المقاومة لا يشي بإمكانية إنجاز تقدم على مستوى المفاوضات بين الأطراف السورية رغم تفاهم امريكا وروسيا.  
 لا شك ان هناك اهمية بالغة لمسار المفاوضات لجهة وقف القتال من قبل مجموعات مسلحة اتجهت مؤخراً الى إبرام مصالحات مع الدولة السورية، فاطلاق المفاوضات وإعلان الهدنة يشكل مخرجا لمجموعات كثيرة باتت تدرك ان الدولة السورية ماضية بتحقيق أهدافها بالقضاء على الارهاب واستعادة السيطرة على كافة المناطق السورية. 
فشل المفاوضات الحالية بسبب معارضة الرياض لن يكون سببا لخلق حالة جديدة من الإحباط، وانما فرصة لاستكمال الحسم الميداني وإطلاق مبادرات سياسية جديدة مع المعارضة الوطنية التي لم تبع نفسها لأعداء سوريا وربما دون الحاجة لرعاية دولية.
ليس من المرجح ان السعودية ومن لف لفها تعلمت الدرس وأنها بصدد تغيير نهجها التخريبي ، ومتوقع انهاستمضي بشق الساحة العربية وتعميق الفرز بين تيارين : الاول مع اسرائيل والثاني محور المقاومة. وإسرائيل بدورها تعرف كيف توجه محورها مع عرب النظام السعودي باتجاه مزيد من الجرائم وتعميق الأزمات والفوضى على اساس الفتنة في العالم العربي، وسيكون من الصعب توقع الخطوات القادمة لهذا المحور في حين ان من السهولة بمكان معرف اتجاهه التخريبي العام. 
هذا المحور بقيادته السعودية والإسرائيلية يتربع اليوم عل عرش الارهاب وجرائم الحرب ويستفز بشكل يومي ودائم محور سوريا ايران حزب الله ، ما سيفضي بالمحصلة الى مواجهة شاملة بين المحورين ، سيكون من شانها اعادة صياغة الفرز على الساحة العربية مجددا، وسيكون الحكم فيها الميدان.
يعتقد كثيرون ان مساحة اللقاء والتوافق بين النظام السوري والمعارضة آخذة بالاتساع وينبغي على الطرفين كسر الجليد وإنشاء مبادرات جديدة، يكفي ان تكون الأطراف الدولية مراقبة لها ولا تديرها.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بئس القرار وبئس الخيار
- محور عربي إيراني مقابل محور عربي استعماري
- هل صحيح ان امريكا ضد التصعيد السعودي
- الراقصون على الدماء ليسوا مجرد -أعشاب ضارة-
- النخب المحتالة...بين دكتاتورية بشار وبوتين ودمقراطية سلمان و ...
- ملاحظة عن الدور المحوري للرئيس بشار الاسد
- أنا البحر
- التصعيد الاسرائيلي في ظل المعادلات الجديدة
- قصيدة العيد
- الى ايلان (الذاكرة) في لجوئه اللانهائي-قصيدة
- الى ايلان (الذاكرة) في لجوئه اللانهائي
- استراتيجية إسرائيلية جديدة في اعقاب الاتفاق النووي
- بين ندية التكامل وندية العداء
- الاتفاق النووي والدوافع الغربية
- تناقضات وتوازنات على الارض السورية
- ملاحظة حول المبادرة الروسية
- اسرائيل والاتفاق النووي
- ملاحظات حول تطوير نظرية التطور
- الفكرة القومية على ضوء المؤتمر القومي العربي الاخير
- القمة الخليجية الامريكية باختصار شديد


المزيد.....




- احذروا هذه الخدعة.. مطاعم في باريس تستعد لتحصيل المزيد من ال ...
- مسؤول أممي يكشف المدة الزمنية المطلوبة لإجلاء الفلسطينيين من ...
- الجوع يحدق بآلاف السجناء في الإكوادور بعد تعليق شركة الإطعام ...
- شرطة نيويورك تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من الطلا ...
- كيف أصبح الأول من مايو/أيار عيداً لعمال العالم؟
- الشرطة الأمريكية تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من ا ...
- أوستن يوضح بعض المعلومات عن رصيف المساعدات العائم قبالة سواح ...
- الولايات المتحدة تدرس مسألة إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غز ...
- لابيد يتوجه إلى أبو ظبي في -زيارة سياسية قصيرة-
- قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و-حزب الله- الليلة الماضية ( ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الخيار السعودي نقيض الخيار السوري