أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسماء محمد مصطفى - حياتها .. خيارُها














المزيد.....

حياتها .. خيارُها


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 20:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يحق للمرأة أن تقرر مايناسبها ، مثلما الرجل حر في قراره الشخصي .. كلاهما إنسان .. وكلاهما له الحق في اختيار الطريق الذي يراه يضمن كرامته واحترامه لنفسه .. فإذا ما أخطأ الخيار فهو من يتحمل النتائج ، فمابال الذكوريين والذكوريات والمتسلطين والضعيفات المغيبات يشعرون ويشعرن بالاستياء إذا فكرت إحدى النساء او بعضهن بطريقة مستقلة تخصها هي ولاتخصهن ؟!! متى يتخلون ويتخلين عن عقدة التسلط وثقافة القطيع ؟!! ولماذا يفكر المجتمع بالنيابة عن المرأة ؟! ومن قال إن (عقل) المجتمع كامل متكامل كي يكون قراره هو الأنسب للمرأة ؟!
سيقول قائل ، طبعا يعترضون ويرفضون لأنّ حق المرأة في تقرير مصيرها يهدد مصالحهم .. وهنا نسأل : هل المرأة خلقت من أجل مصالحهم ؟ ماذا عن مصلحتها هي وحقها في الحياة الكريمة ؟
وهل الحياة المشتركة تتطلب التحيز لمصلحة أحد الجنسين على حساب الآخر ؟ ومن قال إن المرأة الناجحة العاملة ستضر بعائلتها ؟ لماذا لاتقولون إنّها بنجاحها تزيد من ثقة أطفالها لأنّ نجاحها سيجعلهم يفتخرون بها ويشعرهم بتميزهم ، لاسيما حين توازن بين واجباتها الوظيفية وواجباتها الأسرية ؟
حتى حين تقرر امراً ، فهذا من حقها ، لأنها هي من تعرف خصوصية أمورها وهي من تدرك مصلحتها ، حتى لو جاء خيار من خياراتها مغلوطا ، فهذا شأنها ، تتحمل عواقبه بنفسها ، أفلا يخطئ الرجال في قراراتهم ؟! فلاتتحدثوا وكإنّ النساء خطاءات والرجال ملائكة لايخطؤون ولايقصرون ، كأنّ كلهم يحرصون على ضمان حياة كريمة لنسائهم ..
فكروا بأنّ لاشيء في الحياة مضمون ، فربما ثمة قدر يؤدي الى فقدان المعيل كالأب او الزوج او فقدانه عمله ، فإذا كان للمرأة مصدر رزق خاص بها تنفق منه على نفسها وأطفالها ، استطاعت المضي قدما ، على العكس من التي بلاعمل او مصدر رزق ، تندب حظها وتكتفي بمايمنّ به أخ أو أي فرد من العائلة ، بينما كان بإمكانها تفادي ذلك ، إن هي شقت طريقها في الحياة بنفسها. وربما لايتوفر لها المعين بعد وفاة الزوج او الأب او الأخ .. فهل تخرج للتسول ويرضيكم هذا ؟! او تأخذ بالصراخ في الشارع أنّها ضاعت لأنّ زوجها مات ، كما سمعنا أكثر من مرة في ولولة بعض النساء بعد فقدانهن أزواجهن ؟!
هذا مثال واحد ، وثمة أمثلة كثيرة ضحاياها نساء مكبلات بسبب النظرة القاصرة بعيدا عن حقيقة أنّ الحياة تتطلب التوازن سواء من الرجل او المرأة ، وليس تغييب كيان إنسان تحت غطاء وضعه القطيع وموروثاته ، فأحد وجوه العنف ضد المرأة تصور الرجال أنّ المرأة يجب أن تمشي وفقا لأهوائهم ومصالحهم وأفكارهم هم ، محاولين أن يصادروا حقها في الحياة والخيار والقرار والتفكير ، حتى إنّ البعض مازال ينظر الى أن عمل المرأة غير ضروري وأن مكانها البيت بالضرورة متجاهلا او جاهلاً بأحقيتها في أن تقول كلمتها وتقرر ماتريد ، سامحاً لنفسه بالإجحاف والتعسف والتطفل على حقها الإنساني في أن تكون كما تريد هي وليس كما يريدون .
وأخيرا فإنّ الأرض خلقت للمرأة كما هي للرجل ، ولها الحق في أن تتخذ طريقها بإرادتها ، وأن تعمل وتحصل على رزقها بنفسها بلا وصاية ولاتبعية لذكر يسمح لنفسه بأن يخطئ بلاحساب ويمشي على هواه لكنه يمنع المرأة من أن تحصل على حياة تناسبها وتختارها بنفسها ! بل إنّه ، وكي يُسكت المرأة ويُسكت من يتحدث عن إحقاق حقها ، يحيل الموضوع الى الله والدين ، مفسرا الآيات على هواه ، متجاهلاً آياتٍ أخرى لأنّها لاتتفق مع مصالحه ، ذلك هو النوع الذي ينتقي من الدين مايحلو له ويتناسى الآخر .. فهل يحق للمتحايل المتجاهل أن يقرر بدلاً عن المرأة ؟ وإذا كان عقل الرجل وصيا على عقل المرأة ، فلماذا خلق الله لها عقلاً أيّها العاقلون ؟!!



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي جيش وطني يتحدثون ؟
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 9
- التراث الجميل ، كالشعوب ، يستحق الحياة / التراث الثقافي غير ...
- حال الدنيا / (1) : و .. من حاسدٍ الى محسود !!
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 8
- الأمهات لايمتن أبداً !
- أفكار في سطور (4)
- أفكار في سطور (3)
- دولة عبود !
- عن .. قصص الحبّ التي لاتُعد .. !!
- عن القراءة ، والجمال الذي لايشيخ
- الرواتب .. خط أحمر أم أسود ؟!
- قصة قصيرة : نقطة
- الإرهاب ضد المرأة
- تجربة القراءة .. رحلة حياة
- سبعة أعوام من رحلة تعزيز الموروث الثقافي
- من حياتي : درس بحرارة الماء
- لمناقشة قضايا المرأة وحقوق الإنسان والأقليات .. هناء أدور في ...
- رحلة الألف ميل من المحبة .. تبدأ بنبضة واحدة / تجربتي .. مع ...
- أفكار في سطور(2)


المزيد.....




- الكويت.. حجز مواطنات ارتكبن أعمال عنف على متن طائرة قادمة من ...
- ما هي خطوات التقديم على منحة الزواج 1445؟ المؤسسة العامة للت ...
- مراكش: جثة الفتاة القاصر طفت على سطح المسبح والمحكمة المغربي ...
- شوفوا باقي الفيديو على قناتنا وsubscribe عشان توصلكم فيديوها ...
- أهم النصايح للشعور بالنشوة الجنسية
- أمينة الفتوى: لا يوجد مانع شرعي في المصارحة بالمشاعر بين الش ...
- “اتفرج على كل اغاني لولو الحبابة”.. تردد قناة وناسة الجديد 2 ...
- “متضيعيش الفرصة من ايديك” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكث ...
- هُـــنا “800 دينار بين إيديكي” التسجيل في منحة المرأة الماكث ...
- احصل على 400 ريال فورا.. منفعة الأسرة تعلن صرف 400 ريال عمان ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسماء محمد مصطفى - حياتها .. خيارُها