أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاظم الحناوي - 25 عام على الانتفاضة وهدأة الامل بالعدل في هذا الوطن















المزيد.....

25 عام على الانتفاضة وهدأة الامل بالعدل في هذا الوطن


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 14:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


25 عام على الانتفاضة وهدأة الامل بالعدل في هذا الوطن
كاظم الحناوي
تمر هذه الايام الذكرى 25 لانطلاق الانتفاضة جنوب العراق .
على هدأة الامل بالعدل في هذا الوطن بعد غربة سورت الاحاسيس بالقنوط .. تدفقت الخطى المتعبة والامال لكي تسوي نهاية للمكابدة والانتظار..لوجوه سحقتها حرارة الصحراء ..وقلوب يعصرها الشوق للارتماء بين احضان الاهل والذكريات ..
عراقيون هربوا من بطش النظام البعثي على اثر سحقه للانتفاضة الشعبية المجيدة في اذار 1991 ليفترشوا بعد معاناة لاتوصف صحراء رفحاء السعودية..
بين هذا وذاك ثمة جدار اسمه القانون العراقي وضع بصمته على طول التاريخ ان الوجبات الاولى تستلم والمتأخرون لاي سبب كان تضيع حقوقهم لتضيع الاماني وتسد كوة الامل بالعودة للوطن والحصول على الحقوق،جدار عزل اللاجئين عن حقوقهم ومعاناة اهلهم الذين تنفسوا الصعداء بعد طول انتظار.
في حزيران خرجنا بمظاهرة في مدينة السماوة لفتح الحدود لعودة لاجئي رفحاء السعودية وقد كتبت تحقيقا مدعما بالصور نشرته جريدة المؤتمر في الصفحة الاولى عن هذه المظاهرة لاهميته في 12 حزيران 2003.
كنا من المدافعين الاوائل عن حقوق اللاجئين طرحنا على الامريكان قضيتنا قائلين ان الموجودين في الصحراء هم اخواننا محبطين ومدمرين نفسيا ويريدون العودة الى عوائلهم..
فاجابنا الامريكان انهم ينتظرون تشكيل حكومة عراقية والحكومة لن تشكل في هذا العام لذلك فلا عودة للاجئين قبل العام 2005..
خمسة عشر عام من العزلة عاشها من رفضت طلبات لجوئهم في الصحراء في المخيم يتوقفون يوميا على مقربة من الاسلاك الشائكة، لعل شلال ماء ينبعث من الصحراء لتعشب وتختفي الرمال ليصبحوا قادرين على الرؤية بوضوح، ومن خلال الاسلاك الشائكة بدا اللاجئون وكأنهم ملابس معتمة اللون معلقة عليها.
هززت رأسي وجلست وأنا أجد صعوبة في مقاومة الدمع الذي تدفق من عيني ليبلل خدي، أحس خطرا رهيبا مروعا، احسه الآن، انه يلازمني دائما، على الاقل لعام قضيته لاجئا في السعودية ، انه خطر يدفعني الى عرض مرتبك خجول، عندما ابصرعدد الاخطار والموت الذي كانت تجنبنا عنها الصدفة .. البعض ممن يتكلم عن لاجئي رفحاء يثير النفور والاشمئزاز، بسبب الطروحات الملأى بالاهانة، بالتهكم، والازدراء، لا لشيء الا لانهم جبناء لم يواجهوا الطاغية ..
عند عودتي وجدت احد ابناء مدينتي قد استولى على مكتبتي في السماوة بدعوى كاذبة شيئان تغلغلا في اعماقي، في اثناء المطالبة بعودة المكتبة، لون رصاصي يميل الى السواد وهو امكانية ايداعي في السجن بشاهدين بعثيين والثانية ايماني بعدالة قضيتي وان الحاكم العسكري سينصفني عند طرح قضيتي وعودة المكتبة المحتلة!
كانت عيني المشتكي ابن مدينتي بدتا وكأنهما جردتا من الرحمة واعماهما الطمع، والاختلاف الظاهر بين لون الوجه الأبيض ولون يديه القاتمتين، تبادلنا النظرات قبل المقابلة امام محافظ المثنى في حينها محمد يونس الاحمد، انا احس بالوحدة لدرجة القسوة.. اجابني المحتل بابتسامة عريضة تكشف عن أسنان بيضاء حادة كالتي يمتلكها الثعلب، وايماءة وايحاء انك في وكر البعث وكان الافظل ان لاتأتي وقد اعذر من انذر..
وحيد تماما لانني لست بعثيا ولا غنيا ولا يوجد لدي ظهر في الحكومة كما يقولون .
بعد دخولنا على المحافظ ..جاء السؤال في نغمة صريحة لا مجال للشك فيها، لا ليس هناك أي تكليف فيها، انه حقا لا يعرف من أكون . لماذا شاركت في اعمال الغوغاء؟ وهل بلغت بك الجرأة بأن تتجاوز على (الرفيق) وهو من المشاركين بعودة الامن للمدينة؟

كنت في شك من أمري، ترى هو يهزأ بي؟ وصاحبي ببسمة الثعلب التي تطل من شفتيه، والغموض الذي يحتوي نظرته، يغمرني بالقلق.
قلت بحزم وانا مشرف على النهاية : هل اتكلم بصراحة سيدي المحافظ ؟ قال المحافظ : قل كل شيء بصراحة ولا تخف.
قلت : سيدي المحافظ اعطيته اسما لايستحقه، هو لم يشارك في عودة الامن ، ولدي الدليل فالرجل قد اختبأ في بيت احد الاشخاص في حي المعلمين وقد لبس ملابس نسائية اثناء نقله الى هذا المخبأ وقد ضرب رأسه بحجز اثناء دخول قواتكم الى المدينة مدعيا اصابته من قبل الغوغاء.(طبعا المعلومات حصلت عليها من احد اقاربه الذي ساهم في تسليم اخيه للسلطة لاعدامه لهروبه من الجيش اثناء حرب ايران).
التفت اليه المحافظ قائلا: ما هو ردك على هذه الادعاءات؟
اجاب وقد اصابه الهلع والارتباك كانت الاصابة نتيجة سقوط الزجاج من شباك مخزن الذي كنت محتبئا فيه اثناء اطلاق النار في المدينة ، لان الكل يبحث عني وهم ماضون لقتلي على أول رصيف لو وجدوني..
وأضاف (الرفيق): كنت ولسنوات عدة في المنطقة انظم واربي الاجيال لخدمة الحزب، انا مستكشف للعديد من مخابيء الهاربين عشت الاسابيع الاخيرة بعد سيطرة الغوغاء في جزء مقفر مليء بالاخطار والعصابات المتوحشة، لا أخبار تصلني عن حقيقة الموقف، غير انني سأبرر لك ادعائي وبدى العرق يتصبب من وجه الرفيق الثعلب وخلالها بدأت الحياة تدب في عروقي؟!.
هز المحافظ رأسه بعد أن وجد المشتكي عاجزا عن الكلام.
ثم تجرأت وقلت: تستطيع ان تحكم بنفسك سيدي المحافظ!. بعدها سألني المحافظ وطلب اجابات من (الرفيق).
بعد مغادرتي منتصرا في حلبة الصراع مع (الرفيق) اطلق المحافظ قراره بصفته الحاكم المدني والعسكري للمدينة بطرد الرفيق من كافة المناصب الحزبية..
وانا اقف اليوم على عتبة 25 عام على الانتفاضة لم احصل على اي حقوق من الدولة العراقية الجديدة لا تعويض لا راتب تقاعدي لا حقوق عائلتي لا تقاعد زوجتي .انا الذي فقدت الكثير من الدم وعانيت من الالم ،وكم اغلقت عيني في ايام البعث ،ليتم فتحتهما ثانية. ايها الاخوة الفاسدون الذين تبعثرون بالاموال .من منكم انحنى وتفحص جسدي وكم عملية اجريت في بلجيكا لاعادتي للحياة من شريفكم الى سفيركم في بروكسل،اليوم بمناسبة انطلاق الانتفاضة احسست بحاجة الى ان اقول لكم شيئا لعله يهز احاسيس الموتى، قبل ان يفارقوا الحياة!. همست وانا الهث طالبت وقد تعب فؤادي هل انت مسرور يا محافظي العزيز او يا مديري او يا وزيري ..
انا أقول لكم بصدق لقد ملأتم قلبي قيحا ..



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة أمناء جديدة لشبكة الشبوط العراقي
- الوزارة عبر نافذة سير فانتيز
- الجنادرية لم تعد قرية بل هي ثقافة
- ابن حزم الاندلسي:لا مانع من هدايا الحب حتى بين الشواذ!
- ضحايا في كولشستر؟!
- لما اتى ارخت (لارجعت ولا رجع الحمير)
- القوات الهولندية تبحث عن دب في ام الروج
- الحاكم على الناعوت أملط !
- العنصرية والإرهاب: شراكة في الجرائم اليومية في اماكن عديدة م ...
- الجاليات المسلمة حول العالم : خطاب جديد للمتغيرات التي تفرضه ...
- كيف نشرح مجزرة باريس لآطفالنا؟
- نداء الى مؤتمر فيينا:برنامج بمرحلتين لسوريا وباقي دول المنطق ...
- الصراع في سوريا: أمريكا تعتزم دعوة إيران للمشاركة؟!
- دع القلق من ايران وإبدا التطبيع مع اسرائيل
- لماذا تراجع حزب العمال البريطاني عن الاعتذار للشعب العراقي؟!
- خطيب عراقي في صعدة اليمنية !
- فتح أبواب جديدة للاجئين – من بريطانيا (الجزء الثاني).
- فتح أبواب جديدة للاجئين – من بريطانيا (الجزء الأول)
- أول بلد إسلامي للموت الرحيم
- عملاء لكن ظرفاء !


المزيد.....




- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كاظم الحناوي - 25 عام على الانتفاضة وهدأة الامل بالعدل في هذا الوطن