أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الناصرية والسوق وروح سيد سعد بنيان














المزيد.....

الناصرية والسوق وروح سيد سعد بنيان


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 11:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الناصرية والسوق وروح سيد سعد بنيان

نعيم عبد مهلهل

( الى صديقي الدكتور طالب سيد سعد بنيان )
1
يعرف البسطاء في الناصرية أن المرحوم سيد سعد بنيان من خلال سوق بناء في قلب المدينة .
والمثقفون يعرفونه تاجرا ومثقفا ومكتبي ، وله مجلس من رغبة الكلام فيه ثير التواريخ أيامنا منذ أبراهيم وآتون الحطب ، وحتى اهدائي لروحه ( العلوية ) كتابي ( الناصرية مدينة الأنبياء والفقراء ).
فأسمعه في همسة التوقيع يقول : هي درتنا والمكان المخبئ في القلوب .
هي طيف برحية في حديقة بيت .
وهي الصلاة الواجبة كلما انهالت الدموع بالذكريات.
أودعه وأنا لا أعلم أني لا أراه .
ويودعني وهو يعلم أنه سيراني في كتابي .
أتخيل في صدى ما يجول بأيامنا .
خواطر السوق ...
والفقراء .
بائعات الخضرة .
ومقهى الشاي السيلاني .
والأراجيل .
وفتنة البرتقال في واجهة دكان عطوان ..
وصاحب المطعم .
ومصلح ساعات الرادو ...
ومسجلات الفيليبس.
وصغار بين داربين السوق يحملون قراءات المدرسة واكياس النايلون.
وواحدة تقرقر عن كوابيس حلم أن زوجها تزوج ثانية عليها ...
وأشياء اخرى ..
وفي الركن هناك .
سيد سعد بنيان أتخذ واحدا من الحوانيت مكتبا له ...
يتأمل فيه بسطاء الناس ...
ويقرأ في موسوعة عن حرب هتلر ...
وحين ازور المكتب أنا والغائب أبي ( الحوراء ) طلال عبد الحميد
لأن ابيه صديق السيد ومحاسبه في جباية ايجارات السوق.
ونناقشه عن تلك الحرب.
يخطئ معلوماتنا ...
ويكون متزمتا في الرأي ...
فنناقشه اكثر ...
وفي الاخر نكتشف أنا نقرأ التاريخ مقلوبا .
وهو يقرأه بدقة زنبلك الساعة.

2
مات سيد سعد بنيان ...
الرجل الذي أبقى في المدينة عطر ثقافة ما يقرأ
مات ...
وفي السوق هناك مدينة ...
وتواريخ لأجيال ...
حفظت الاسم على ظهر القلب
دونته مكاتيب الجنود
رسائل العاشقين
مآتم الحسين ...
ودفاتر اليسار وشمس النهار..
فالسوق دولة ..
ورئيسها سيد بركته في ركن صغير ..
ومن خلف سواد نظارتيه..
يتحرك المتسوقون مع ابتسامته...

3
الرجل الورع ...
والمنتصب بعمره الطويل ثقافة الكتاب .
تمازجه أحلام زقورة ...
واشتياق مزارعه ....
ونضارة ما يسكننا في بهجة ما ترك.
حديقة الذكريات التي أسمها ( سوق سيد سعد )

4
أتأملُ آخر صورة لي معه ..
فأشم راحة ليل المدينة.
هوى الحبوبي
ووسامة محياه ..
ونبل عباءته ..
وأتذكره في قراءته للسفر الروحي لمملكة أور ..
فيقول ( بناها ) الوالي العثماني ..
وأدام حياتها ناصر باشا السعدون .
ونحن نتنفس عطرها الآن
باب معبد ...
وأيقونة مرثية للسجاد..
وحلم بلاد ..
كلما هاجر ابناءها ...
في جوازاتهم ختم مميز عن كل المطارات...
حدود قلوبنا في شوارع السوق...

5
ثنائية السوق والرجل ...
هي ثنائية العطر والعباءة .
ثنائية العصافير وصباح البسطيات...
ثانية بهارات العطار وحنين الشوق الى وطن .
مزق الجنوب فؤاده بالأغاني فصار مواويل شهداء .
فيا هذا المتسع من قلبك سعد بنيان ...
السيد الطيب...
الراقد في قبر ذكريات طفولتنا ...
الشامخ في ساحة حروب المكان ...
هو السوق سوقكَ .
ونحن المتبضعون

6
والآن وقد شتتنا المهاجر طيرٌ ومنفى.
لم يعد للسندباد سوى الحكايات.
سوق في القلب .
والسيد في ثرى الغري...
وأور التي تزعجها الطائرات ...
بيتها معول اثري ونبي
والناس هناك..
أهلها .
احبابنا ...
عشيقات سحر مراهقتنا ..
والسينمات..
والرصيف..
كلها في مرايا السوق
ضحكتكَ
ودمعتكَ..
وأبناؤكِ
وأحفادكَ
وعقالكَ العربي.........!

دوسلدورف في 3 آذار 2016



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرام ممنوع وأنوثة الهمس المسموع
- السياب ( الدهشة تلدُ الحزن أولا )
- السياب وجيكور المؤسطرة شعراً
- السياب سُعالٌ في كتاب
- خواطر في ذكرى السياب
- خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*
- عطرٌ وسرٌ وغيبْ
- ليلة عبد الرب إدريس
- وطن بلا تأشيرة ( 25 ) الرمادي ( سلام خُذ )
- وطن بلا تأشيرة ( 24 ) جوائز منظمة عيون ( الوهم )
- وطن بلا تأشيرة ( 23 ) المسيحيون العراقيون ( البقاء )
- وطن بلا تأشيرة ( 22 ) النفط و( الغلط ، غلط )
- وطن بلا تأشيرة ( 22 ) تفرك لايت ( يالله )
- وطن بلا تأشيرة ( 21 ) الرمادي المحررة ( صينياً )
- وطن بلا تأشيرة( 19 ) كهرمانة ( حكاية اللصوص )
- وطن بلا تأشيرة ( 18 ) الأهوار ومسخ كافاكا
- وطن بلا تأشيرة ( 17 ) حباري قطر وحميد منصور
- وطن بلا تأشيرة(16 ) هينبعل القذافي عراقيا
- وطن بلا تأشيرة ( 15 ) الغجر العراقيون تراثٌ أيضا
- وطن من دون تأشيرة ( 14 ) ( حالوب ) لُبيد والمنفى


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الناصرية والسوق وروح سيد سعد بنيان