أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*














المزيد.....

خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 20:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*
نعيم عبد مهلهل
آخر مرة قبل عام التقيت الراحل خضير ميري وداهمني قبل عناقه المؤثر كما كل مرة : لا استوعب فكرة ان مثقفا يعيش قي المانيا ولم يزر قبور فلاسفتها .
أضحك وأرد : لأن الحدائق هناك كثيرة فتشغلني عنهم .
لم يقنعه الجواب ليمضي معي في ثنائيات الرؤية بين حلم وعلم وجنون وبالكاد أصل معه الى ما يقصده . فخضير ميري حين يتقصد الدخول الى لجة الشيء يوهمكَ بمدركات شتى فقط ليشعركَ أن هذا الذي تخيلته الدولة نزيلا في الشماعية أنما هو العاقل الذي يصنع فنتازياته بمهارة بوذا يوم فكر ان يكتب عنه بدراية العقل والضوء ومراثي ما يحدث الآن.
السبت الذي مضى ذهبت قريبا من ضفاف نهر الراين في دوسلدورف ، ثمة مقهى صغيرة هناك اسسها مغاربي من اهل طنجة اسمها مقهى الفلاسفة ، وغير بعيد عنها هناك مقهى اسسها يوناني من اهل كريت تدعى مقهى المجانين .
الغرابة هنا أن رواد مقهى الفلاسفة هم من المجانين ورواد مقهى المجانين هم من الفلاسفة المبتدئين أو اؤلئك الذين يدرسونها في الجامعة الالمانية التي لا تبعد عن المقهى سوى اربع محطات بالباص.
اتخيل الآن روح صديقي خضير ميري تتنقل بين الأولى والثانية وهي تحتفي بخواطر زبائن المقهى التي يسكنها مجانين ممتلئين بالأخلاق والصفنة ودخان السكائر والثانية التي يسكنها بشر اعجبهم في نيتشه تلك التشاؤمية المرهقة .
أجلب نظرته النحيفة وبراءة نظارتيه لنشرب القهوة معا ونتحاور في احداث وثقافات وشخوص .فيكون له ما لا يكون لي .
انا معتدل في الحكم وهو حاد لا يقبل المهادنة إلا عندما هدهُ مرضه الطويل واسكن خطواته الى العكازة.
خضير ميري الروح الجميلة ، النحيفة كعود بخور اشعلته اماسي الرمل في البادية المحاذية لمضارب قومه آل بو صالح هناك حيث تقع الاهوار ومضارب الكرم واساطير مقاومة المستعمر الانكليزي التي قادها جده البعيد الشيخ بدر الرميض.
هذه الروح ليست بيننا الآن ، رحلت وهي ترتدي عباءة الصمت والألم وامنيات مشاريع تعطلت وبقيت اوراقا في مجرات مكتبه.
اتمنى أن يطلب من اهله أن تجمع وتظهر بكتاب وفاء لنحيف اثر ان يكون مجنونا بقصد حتى يكون فيلسوفا بمجد.
مجد خضير ميري في الثقافة العراقية والعربية كبير ، وهذا ما صرحت به القاهرة قبل بغداد .
واليوم بدون ميري تفقد الثقافة العراقية وجها اعتبره ظاهرة اليفة ومتميزة ولا تتكرر. وربما هذا الرحيل المسكون بليالي المرض والسهد ومنادمة الكأس ( الحنون ) اظهر فينا مدى قلقنا على فقدان تلك الظاهر الاليفة والمضيئة والمتفردة في الثقافة العراقية.
مات خضير ميري .
ووفاء لروحة الرائعة على ان اذهب في السبت القادم الى تلك المقهى التي تقع قريبا من نهر الراين ، أتأمل وجوه فلاسفتها وجمال اناثها الالمانيات اللائي علمهن صاحب المقهى المغاربي على تدخين الاركيلة ومطالعة قصائد ريلكه وهولدرين وغونتر غراس .
وحتما وسط اجفانهن الممتلئة سحرا وشهية وموسيقى سأحمل دمعة من جفن خضير ميري واضعها تحت اجفانهن.
وأن اتخيل أن هذه الدمعة هي قصيدة رثائي الى صديقي الرائع الذي توفى قبل اسبوعين.

دوسلدورف 1 يناير 2016

• الكلمة قرأها نيابة عني الصديق الروائي أسعد اللامي في الاحتفالية التي اقامها نادي السرد في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في بغداد استذكارا لروح الاديب الرائع خضير ميري في 2 يناير 2016



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطرٌ وسرٌ وغيبْ
- ليلة عبد الرب إدريس
- وطن بلا تأشيرة ( 25 ) الرمادي ( سلام خُذ )
- وطن بلا تأشيرة ( 24 ) جوائز منظمة عيون ( الوهم )
- وطن بلا تأشيرة ( 23 ) المسيحيون العراقيون ( البقاء )
- وطن بلا تأشيرة ( 22 ) النفط و( الغلط ، غلط )
- وطن بلا تأشيرة ( 22 ) تفرك لايت ( يالله )
- وطن بلا تأشيرة ( 21 ) الرمادي المحررة ( صينياً )
- وطن بلا تأشيرة( 19 ) كهرمانة ( حكاية اللصوص )
- وطن بلا تأشيرة ( 18 ) الأهوار ومسخ كافاكا
- وطن بلا تأشيرة ( 17 ) حباري قطر وحميد منصور
- وطن بلا تأشيرة(16 ) هينبعل القذافي عراقيا
- وطن بلا تأشيرة ( 15 ) الغجر العراقيون تراثٌ أيضا
- وطن من دون تأشيرة ( 14 ) ( حالوب ) لُبيد والمنفى
- ماذا لو البسنا باريس عباءة صوفي ..؟
- وطن بدون تأشيرة ( 13) ( الأكراد ليسوا جراداً )
- وطن بدون تأشيرة ( 12 ) عراق مكتبة ماكنزي
- وطن بدون تأشيرة ( 11 ) عمائم في الكرملين
- وطن بلا تأشيرة ( 10 ) ( إبريج ) خط النار
- وطن بلا تأشيرة ( 9 ) داعش بين الهامبرغر والهريسة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*