أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي














المزيد.....

الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 04:09
المحور: الادب والفن
    


الشاعر لا يموت
*************
في حفل توقيع باكورة أعماله الشعرية الموسومة ب ّضمديني أيتها المقامات " ، قذفني اعتراف الشاعر "مصطفى بلوافي " بفضل زوجته في وقوفها معه في محنته الوجودية ، بلهب التواضع ونيران الامتنان ، فمن منا يمتلك جرأة الاعتراف بامرأة كانت دثارا له في زمهرير الحياة المغربية اليومية ؟ . وحين نطق الناقد محمد المسعودي بحقيقة الاصدار الأول للشاعر ، استرجعت تجربة القاص عبد السلام الجباري وهو يوقع مجموعته القصصية الأولى ، بعد انقطاع دام أكثر من خمسة عشر سنة .
لا أخفي القارئ سرا حين تداعت أسئلة هذا التأخر والتأخير في اصدار باقة شعرية لشاعر مارس غواية الشعر وتلظى بنارها و وتدثربنورها منذ زمن بعيد . اسم غير مألوف بالنسبة الينا كقراء ، لكنه قارع قلق الشعر منذ أزيد من ثلاثين سنة حسب اعتراف الشاعر والمترجم المهدي أخريف ، وكذا الناقد مصطفى المسعودي ونشر في جرائد كالاتحاد الاشتراكي والعلم ، لكنه اختفى كما يقول صديقه مصطفى المسعودي . وكانت العودة بديوان يحمل بين دفتيه واحدا وعشرين قصيدة ، تتوزع بين قصيدة التداعي ، وقصيدة الفكرة ، بين التعبير عن الذات ، والتعبير عن القضية .
حين استلم الميكروفون ليأخذ حقه من الكلام والبوح والاجابة عن الأسئلة ، صارت الكلمات مخنوقة في حنجرته ، وكأنها تخاف التعبير عن جروحها ، عن تجربتها القاسية ، عن يتمها الشريد في باطن الشاعر . كيف يقول ما انحبس مدة ثلاثة عقود في خلايا جسد أنهكته مشاق الحياة وواجبات رتابة اليومي ، في لحظات ضوئية مشحونة بعيون تشرئب الى التمعن في سحنات شاعر بسيط ينتمي الينا ، وسماع صوت شاعر اكتشفته فجأة مكتمل العبارة ، مختمر الفكرة ، متعدد الدلالة ، ثري الصورة .
تقاطعت تجربة الشاعر مع تجربتي الشخصية وانسلت سكاكين الاقصاء والتهميش بالقوة وبالفعل تستعرض بريقها الآفل . فكان الشعر وكانت الكتابة علامة قاهرة لطغيان القتل الرمزي والمادي ...
كان على الشعر أن يحمي شاعره المضمر ، ويخبئ ما تبقى من ضوء شمع الحياة ليضيئ به عتمة مصطنعة في أقبية الحجر والوصاية الغاشمة . هل سرقت الشمس أيها النوري ؟ أم ان الشمس المجاز تشرق من أمثالك ، فتخاف وطاويط البلد من وهج النور السرمدي المنفلت منك رغما عنك
هل التبست عليهم رياح الشعر بريح الارهاب والخيانة ؟ ، أم علينا اليوم أن نقيم مساجلة للمأزق الانساني والحرج الوطني ، ونسائل القاتل الرمزي والقاتل المادي عن صافي ربحه في خنق حتجرة الشعر وتدمير كينونة شاعر ، وتعطيل مسار شعرية كان يمكن أن تروي منذ زمن بعيد جفاف حقلنا ، او تضيف اليه مجرى شعريا آخر .
مهما يكن من لولوبية الأسئلة التي لا تنتفي بالعودة ، فهي وحدها جواب أكثر افحاما على ارادة الوجود . وجود نوعي يعبث بقيم الكم القطيعية . مع سؤال تغييب شاعر، تصبح محاكمة القيم الوطنية والثقافية ضرورة حياة لمن اختبر الحياة من خلال طاحونة التخريب والتدمير والاقصاء . وكان مرغما ان يراقب بساطة حياة الآخرين .
أهلا بك مصطفى بيننا ، نحن شعراء الهامش ، مشاعل العتبات الروحية ، أما تجربتك الذاتية فهي كنز حتما ستغمرنا بمياهه الهادرة بين صحوة شعر واغفاءة ومضة . وقد اثبت فعلا ان الشاعر لايموت حقا .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهات اتحاد كتاب المغرب المغلقة
- النظام السعودي يزداد اختناقا
- محاولة منهجية لتأسيس الذات المثقفة
- ايران نمر الخليج القادم
- اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى
- قصيدة الاعدام
- رسالة الى صديق غائب
- حكايات طنجة
- العصر الذهبي للارهاب
- تهمتي أني شاعر
- ليلة عيد الميلاد.....قصة
- الارهاب ونظرية سلب العقول أو شلها بالصدمة
- شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل
- الكفار والمسلمون
- خطبة السيد الحاكم العربي
- هنيئا للعرب ، لقد انتصرت ايران
- مصر الى أين ؟؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-21-
- بحث عن أساب فشل العرب ومجتمعاتهم
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-20-


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي