أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالعاطي جميل - أرض مشتركة بين المسودات الشعرية والكاليغراف














المزيد.....

أرض مشتركة بين المسودات الشعرية والكاليغراف


عبدالعاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 03:33
المحور: الادب والفن
    


أرض مشتركة بين المسودات والكاليغرف
................................................
بقلم : الخطاط لحسن فرساوي
.......................................
إن الاشتغال الكاليغرافي على النصوص الشعرية هو بمثابة البحث عن تلك الأرض المشتركة بين الكتابي والبصري بالرغم من كون الصورة تتمتع بقوة الأصل بمزية الفورية ، وتتهيأ الرؤية المباشرة ، أما الكتابة فغامضة الأنساب ، أثرها مؤجل على الدوام ، وتمنحنا في خاتمة المطاف رؤيا غير مباشرة ، استعارة عن العالم ، وليس صورة موضوعية عنه . لذا وجب على الفنان التشكيلي والكاليغرافي البحث عن نصوص ذات رؤية جمالية استضمارية ، يتعالق ويتآزر فيها التصوير والقصيدة دون أن يمتثلا لمعيار حاجب ، كما لو أنهما " بحر واحد ، يعيش بقلبين ، اسمهما المد والجزر .. " ليغدو العمل المنجز سبيكة واحدة تتجاوز السطح الاعتباطي ومنطق الجوار إلى العمق البنيوي، ويصير العمل قراءة للمصير المشترك بين التشكيل الكاليغرافي والقصيدة ..
يقول جاك دريدا: " إن الأثر الذي لا ينمحي ليس بأثر .. " . وبالتساوق مع مغزى هذه المقولة وجب على الحرف أن يفقد أجروميته ، وهو ينطق شعرا ، ويتحرر ، ويتحلل من قواعده وضوابطه ، ليغدو مفردة تشكيلية حرة طليقة بمقدورها أن ترتقي إلى " مقامات " و " مواقف " أخرى ، ثم تندثر في ظلمة الباطن بفضل نفورها من سطوع الظاهر .. الظلمة ذاتها التي تصير معادلا مجازيا للصمت الرهيف الآسر الذي يمكن أن تلتقطه العين الثالثة للمناظر ، وتسمعه عينه الباطنة الاشتغال على مسودات الشاعر عبدالعاطي جميل ، في فترة كنت فيها مهووسا بالشذرات الشعرية لسهولة صهرها داخل الأثر التشكيلي ، ولعمق مضمونها الشعري الإيحائي والجمالي ..
فبعد قراءاتي لهذه المسودات الشعرية ، قلت في نفسي : هذا ما كنت أبحث عنه .. فجاءت التجربة مختلفة نوعا ما عن أعمالي السابقة ، بحيث إن نصوص الشاعر عبدالعاطي جميل تتغير حسب أحواله وأهوائه . ففي بعض النصوص ، نجده الشاعر المرهف الحس ، وفي البعض الآخر ، ذلك المناضل الثوري الذي يحمل هم هذا الوطن ، من الماء إلى الماء . وفي نصوص أخرى ، نجده الطليق الذي يتمتع بنوع من الحرية والصفاء والحركية والإشراق خاصة في النصوص الشذرية التي تتقاطع وشعر الزان الصيني وشعر الهايكو ..
هكذا حاولت أن أستحضر مجموعة من التجارب التي زاوجت ما بين الكاليغرافي والشعري كتجربة بنسالم حميش في ديوانيه : كناش إش تقول و ثورة الشتاء والصيف .. وتجربة الشاعر أحمد بلبداوي في دواوينه الشعرية : سبحانك يا بلدي و حدثنا مسلوخ الفقر وردي و هبوب الشمعدان .. وتجربة محمد بنيس في دواوينه : في اتجاه صوتك العمودي و مواسم الشرق و كتاب الحب .. وكذا تجربة عبدالله راجع في ديوانه سلاما وليشربوا البحار .. وعبدالله زريقة في ديوانه تفاحة المثلث .. هذه التجارب الرائدة التي حاولت أن أستفيد من رؤيتها للمزاوجة بين عمل الخطاط والشاعر واستثمار خصوصيات الخط المغربي وجمالياته ، إلا أني لا أعتبر الشكل الذي جاء به ديوان خطني أيها الحبر استنساخا لهذه التجربة أو تقليدا لها ، وإنما تجربة لرؤيتي المتواضعة الخاصة للاشتغال التشكيلي والكاليغرافي على النصوص الأدبية سواء كانت شعرا أو نثرا ..
أتمنى أن يجد القارئ في ديوان خطني أيها الحبر إلى جانب الشاعر الكبير تمثيلا بصريا ، ورؤية تشكيلية جديرة بالمتن الشعري داخل الكتاب ..
شكرا لصديقي وأستاذي الشاعر عبدالعاطي جميل الذي منحني هذا الشرف ... وشكرا .
مراكش / فبراير 2016 .
........................................................................................................
ــ نص الكلمة التي ألقاها الخطاط والتشكيلي لحسن فرساوي في الأمسية النقدية والشعرية التي نظمتها جمعية البديل الثقافي بمراكش ، ضمن الملتقى الثقافي المتحور حول " الحساسيات الشعرية الجديدة في الشعر المغربي .أيام 4 ، 5 ، 6 فبراير 2016 . بقاعة المحاضرات ، خزانة ابن يوسف ، دار الثقافة الداوديات / مراكش ..
ــ تم اللقاء بمشاركة : الناقد الدكتور محمد الدوهو ، والباحث الدكتور رشيد برقان .. والشعراء : عبدالعاطي جميل ، نعيمة فنو ، عبداللطيف السخيري ...
........................................................................................................................






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاضت السماء
- محمد الأمين الخمليشي
- فكت أزراره ...
- من غيمات أغمات ...
- قد يجرحك الجواب ...
- عتاب جسد ...
- يوم أحد ...
- يد أولى ...
- من سيرة دلو
- رحيل
- حانة أحن عليه ..
- ظبية تحرسها عيون الرماة
- ديوان وطن تغازله العاهات ...
- من سيرة أوراق خريف
- ديوان : كناش حرث الكلام
- شوق آخر ...
- أخناتون ...
- مسودات مطر الصيف
- جسدها بستان لغتي ..
- عنف المتخيل في ديوان الكرسي للشاعر محمد اللغافي


المزيد.....




- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة
- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالعاطي جميل - أرض مشتركة بين المسودات الشعرية والكاليغراف