أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سندس القيسي - يوم لندني غامر بالحرية














المزيد.....

يوم لندني غامر بالحرية


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 21:54
المحور: الصحافة والاعلام
    


بينما كنت ذاهبة هذا الصباح إلى مشواري، مررت بسوقٍ شعبي في شارع إكسماوث المنزوي، بجانب الحديقة العامة. وفي هذا السوق، وهو ليس بالفريد من نوعه، يباع أشكالاً وألوانًا من الأغذية المفيدة للصحة، ولعل الطبق المفضل الذي أتي خصيصًا له يأتي من إفريقيا، وهو عبارة عن دجاج مع كريما وفستق سوداني مع أرز أبيض أو أصفر.

وهناك أكثر من قسم للحوم المشوية الطازجة، وبائعين متجولين يبيعون الأطعمة الهندية، و المكسيكية والتركية وغيرها. وهذا التنوع في المأكولات والمشروبات ينعكس على بوتقة ثقافية، يلتقي فيها الجميع، من كافة الأعراق والثقافات. ويكفي المرء أن يمشي في طرقات لندن المبلطة والمحظورة على السيارات، ويشتم الروائح الجميلة للأطعمة "العابرة للقارات". وليس أجمل من صحنٍ ساخن يلهب يديك أو ساندويتش ممتلىء بالخيرات، لا يتجاوز خمسة جنيهات إسترليني، تسد به رمقك وأنت ماضٍ تتسكع في طرقات هذه المدينة الجميلة والمليئة بالأسرار، التي تنتظر اكتشافها.

وهذه السوق الصغيرة في شارع إكسماوث ذائعة الصيت، والسوق الشعبي يطوق الشارع بينما تستمر المطاعم المتراصة خلفه في الصف الثاني في عملها، وأحيانًا تخرج بعض بضاعتها وتنصب شوادرها بجانب الباعة المتجولين لتنافسهم في بيعهم. ودائما ترى الطوابير تصطف وهي تشتهي ما لذ وطاب من الطعام. وفكرة الأسواق الشعبية مشهورة لكونها تساعد الأفراد أصحاب الأعمال الحرة، ويحاول اللندنيون أن يكونوا أخلاقيين في شرائهم البضائع من الأفراد الذين يمولون عائلات عوضًا عن الشركات الكبيرة الثرية والتي لها زبائنها أيضًا. وإذل كان الطقس جميلاً، فليس أجمل من أخذ طَعَامِك لتتناوله في المنتزه المجاور. وشارع إكسماوث هذا شهير لدى صانعي الأفلام والبرامج التلفزيونية لجماله وقدمه.

ولندن تتميز عن غيرها من المدن لكونها مدينة كبيرة، وربما لا يمكن اكتشافها كلها في حياة واحدة، وساكينيها لا بد أن يكونوا أكثر تحررًا عن غيرهم، خصوصًا مع وجود أعداد كبيرة من المهاجرين. والأقليات العرقية في لندن يكادوا يتجاوزون بمرات عدد سكان لندن الأصليين، والذين يهربون إلى الأرياف والمدن الأخرى خارج لندن بسبب الزحمة، وربما بسبب كثرة المهاجرين أيضًا، وتغييرهم للوجه الثقافي في لندن.

وجمال هذه المدينة يكمن في عقليتها المتطورة وفي استيعابها السريع والمستمر للشباب، الذين هم من يديرون عجلة إقتصادها. فلندن مدينة تحب الشباب الذي يستطيع أن يتحرك بسرعة ويلحق بعجلة الإنتاج القاطعة. وقد تكون أكبر نقلة قامت بها بلدية لندن تحت رئاسة بوريس ومنذ سنوات هي إخراج عجلة البسكليت إلى الشوارع في مقابل ترك السيارة في البيت لدرء الزحمة. وقد لاقت هذه الفكرة استحسانًا لدى الشباب لكونها وسيلة نقل ناجعة ورياضة في نفس الوقت ولو أني لا أتفق مع هذا بسبب خطورة قيادة البسكليت في شوارع لندن الضيقة. وعوضًا عن ذلك أفضل المشي لأنه أسلم، والمشي في لندن سهل وأمان. وها أنا أمشي من بستان لآخر، في طريقي إلى الحارة المجاورة. وأنا أتقصد المشي فوق الحشائش الخضراء لأَنِّي أحب الطبيعة ولأني أحاول أن أختار حلولًا خضراء في حياتي، يعني عمل خيارات إيجابية، أينما استطعت. فالخضرة تعطينا إحساسًا بالراحة، وتأخذ من شحنات أجسادنا السلبية.

ورغم جمال لندن الخاص بها، فإني لا أذهب كثيرًا للمتنزهات العامة، أو إلى نهر التايمز بسبب البرد، فإن تحملي له ينقص مع زيادة العمر! ويجب أن أرجع للمشي طويل المسافات، وهو أحد رياضاتي المفضلة، حيث أقسم ذلك إلى مناطق، فمرة أذهب شرقًا وأخرى غربًا ومن ثم جنوبًا وشمالاً. ومرة أذهب إلى التايمز وأخرى إلى القنال أو إلى المتنزهات أو مجرد الشوارع والأسواق الشعبية. وأنا أنتظر قدوم فصل الربيع. وَيَا له من يوم جميل، رغم أنه فبراير، يوم نشاط مفعم بالحيوية و هو بلا شك يوم غامر بالحرية!

Sent from my iPhone



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
- الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
- الشرف والدم 3: المستعمر وإقصاءاته للمرأة
- الشرف والدم 2: الأنوثة
- الشرف والدم 1: الذكورة
- الشرف والدم 1: الذكورية
- الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ
- الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي
- الهوية الضائعة 8: الله أكبر والصليب
- الهوية الضائعه 7: عقد العربي المركبة
- الهوية الضائعة 6: نماذج الهمجية
- الهوية الضائعة 5: همجية العربي
- الهوية الضائعة 4: علينا التباكي كاليهود
- الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟
- الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي
- الهوية الضائعة
- ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سندس القيسي - يوم لندني غامر بالحرية