أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - سندس القيسي - ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟














المزيد.....

ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 03:54
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


ماذا نفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟

أم هل يجب أن نسأل ماذا عليهم أن يفعلوا بنا؟ أحد جيراني في لندن، وهو جييي، وهي بالتأكيد كلمة أجمل من "الهوموسيكشيول"، وفي الأصل كلمة "جييي" تعني الأنسان الفرح.

خبرني جاري حكايات يشيب لها الرأس وأراد مني أن أكتب كتابًا عن تجربته في إحدى الدول العربية، التي تطبق الشريعة الاسلامية، ولكني لم آخذ الأمر على محمل الجد لسببين: الاول؛ شعرت أن الكتاب سيكون فضائحيًا. والسبب الثاني: أني لا أحب ان يملي أحد، كائنا من يكون، علي ما أكتب. أنا أكتب بمحض إرادتي فقط.

ولعل سؤالي هذا سخيفًا، أو قد يبدو سخيفًا. ولكن بحكم حياتي في الغرب، فقد تعاملت باضطرار وباختيار مع كثير من المثليين الجنسيين. وراقبت عن كثب قضاياهم وحقوقهم التي كانوا يكتسبونها يومًا بعد يوم، ليصبح صوتهم أقوى، ووضعهم أكثر شرعية. ومنذ ما يقارب من سبعة عشر عامًا، كنا نرى زوجًا من ذكرٍ وذكر ومعهم طفل.

وانطباعي عن بعض المثليين الجنسيين، كما هو انطباع غيري، هو أن الرجال لطاف والنساء جحاف (وشرسات ) مع التحفظ على التعميم.

والحقيقة، وهنا لا أقصد الاهانة لأحد، فإن بعض الشباب يتصرفن كالفتيات ويتكلمن كالفتيات. وأول صديقة إنجليزية لي في لندن، كانت تقيم في بيت كله جييي، ومعظمهم طيارون، لكنهم لم يكونوا لينتبهوا لوجود أي إناث بل كانوا هن أو هم الأقرب للإناث. وظل الأمر يدهشني، أذ أن السؤال الحقيقي الذي يجب ان نسأله: هل ما نسميه شذوذًا جنسيًّا، هل هو شذوذ؟

ما الذي يؤثر في عوامل الاختيار والتفضيل الجنسي؟ هل هي عوامل بيولوجية؟ ام سيكولوجية؟ أم بيئية وأجتماعية؟ ولكثرة الرجال الجييي في بريطانيا تدور النكات حول النساء اللواتي لا يستطعن أن يجدن رجلا "هتروسيكشيول" بغرض الارتباط.

والبعض يعزي الأمر إلى ظاهرة الامهات العازبات، اللواتي يربين أولادهن بدعم من الدولة، دون وجود نموذج رجولي يحتذي الطفل به. فالطفل يأخذ طباع أمه عوضا عن ذلك، إن شاهدها تبكي عند اي مشكلة، قلدها.

وكثير من الأمهات يحرمن أطفالهن من أبائهن بغرض الانتقام من الرجل، بدعم من الدولة أيضا دون أن يدركن العواقب على أطفالهن. ثم أن الدولة تتدخل في تربية الأبناء عبر المدارس والمراكز التعليمية والقوانين.

كل هذه أمثلة لا ترقى الى مستوى التعميم. ولكن ماذا عن الأسباب البيولوجية والسيكولوجية. طفل يكره أو يحب أمه أو أبيه. هل يؤثر ذلك في انحياز الرغبة الجنسية لجنس دون اخر؟ أذ قد نسمع عن أن الطفل ولد هكذا، يميل إلى جنسه منذ الصغر.

وعلينا أن لا نكون ضيقي الفكر، لأن الجنس أعقد من أن يكون مجرد متعة خاوية. بل أن هناك تعقيدات كثيرة وعميقة، خصوصًا في الغرب الذي يعتبر السيكولوجيا هي الديانة العصرية الجديدة.

إن السؤال الأخلاقي الذي يجب أن نسألة دون أن نطلق أحكامًا جوفاء متسرعة، يشبه سؤال البيضة والدجاجة ومن أتى أولا. ويشبه سؤال هل المجرم ولد مجرما أم أن الظروف جعلت منه مجرما؟

وفي حالة المثليين الجنسيين في بلادنا، فهي بلا شك حالة تجريم. وهو موضوع صعب وشائك وليس من السهل الخوض فيه. لكن ماذا يحدث اذا اكتشف أحد الأباء او الأمهات أن الإبن أو الإبنة "مصابة" بالشذوذ الجنسي؟ هل يذهبوا بهم إلى الطبيب النفسي؟

حتى في بريطانيا لطالما كان موضوع الشذوذ الجنسي غير قانوني وعقوبته السجن، ثم حين خرج الموضوع إلى العلن، ظل الموضوع محرجًا ومؤرقًا للأهل وبقي سريًا إلى حين. ومع مرور الزمن أصبح مقبولًا ثم عاديًا جدًا، ولم يعد أحد يكترث بالأمر. حتى قساوسة الكنائس أصبحوا يعلنون مثليتهم الجنسية الأمر الذي لا أعتقد أن يحصل ابدًا في البلاد الإسلامية.

لكن الشذوذ حاصل على أعلى المستويات في بلادنا، فكما وصف جاري الجيي البلد الإسلامي الذي عاش فيها بضع سنين، فقد كانت له فردوسًا أعلى، بسبب رغبات الرجال العرب الشديدة فيه. وكان كالطفل الذي وجد نفسه في متجر الالعاب الشهير هامليز، لديه كل ما يحلم به.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإضطهاد المسيحي 2
- أنت كافر
- الإضطهاد المسيحي
- الإسلام: ظالمًا أم مظلومًا؟ رد على منال شوقي
- الأوروبي البدوي 3
- دوّي الله أكبر
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي
- الأوروبي البدوي!


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - سندس القيسي - ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟