أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سندس القيسي - دوّي الله أكبر














المزيد.....

دوّي الله أكبر


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 20:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دوّي الله أكبر

لعل السؤال المؤرق الذي يدور في وعي ولا وعي الأوروبي هو: هل سيتحول أفراد الجالية العربية والمسلمة إلى قنابل بشرية تنسف كل ما تمثله أوروبا من أمن وأمان وحرية؟ تلك الديمقراطية التي بنوها بالعرق والدم بعد حربين عالميتين، ومن خلال تعلّم الدروس والعبر وعدم تكرار الأخطاء الماضية. هذا وقد أصبحت الديمقراطيات الأوروبية الأفضل في العالم.

ما هو الجرم الذي ارتكبه الأوروبيون ليستحقوا هذا الجزاء من جاليات احتوها ومنحوها جنسياتهم، وأعطوها حقوق المواطنة؟ لماذا لا يُرٓ-;-دُ الجميل بالعرفان، بل بالنكران والهمجية؟

إن كلمتين قصيرتين، هما الله أكبر، كفيلتان بإشاعة الرعب والذعر في صفوف الأوروبيين. مما لا شك فيه أن هجرة الإسلاميين إلى أوروبا، بعد أن لفظتهم الأنظمة العربية، قد حملت معها بذرة الإرهاب والتطرف الديني، التي زرعتها في الدول الأوروبية.

وحينما كانت الدول العربية تصرخ من "الإرهاب والتطرف الإسلاميين"، كانت أوروبا تشيح بوجهها عنها، إلى أن قامت الطامة الكبرى وأصيب العالم الغربي بالصدمة التي أتت كالصاعقة على قياداته ومواطنيه جراء أحداث أيلول 2001. عندها فقط بدأ الأوروبيون يستوعبون خطورة الموقف.

وقد أدى ذلك تباعًا بتوني بلير وجورج بوش إلى شن حرب طاحنة على العراق، الأمر الذي يعتبر خطًأ جسيمًا في نظر الكثيرين هنا في بريطانيا.

وعوضًا عن إيجاد حلٍ لمعضلة الإرهاب، فإنه كان من نتائج حرب الصدمة والترويع 2003، تغذية المد الشيعي في المنطقة لاحقًا، مع انهيار نظام صدام حسين الأقرب للعلمانية، حيث تشكلت البيئة المناسبة لتكوين بؤر التطرّف بشكلٍ لم تعهده المنطقة العربية من قبل.

ونستطيع القول إن المد الإسلامي بدأ بالزحف الجماهيري في أوائل التسعينيات، بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وجدار برلين لملأ الفراغ الأيديولوجي آنذاك. وساعده في ذلك بساطة فكره وسهولة وصوله إلى الناس، خصوصًا بعد أن جاء بشعار "الإسلام هو الحل".

ولأن الفكر الإسلامي لم يكن مجربًا في السياسة من قبل وبسبب تعاطف الشعوب معه نتيجة القمع الذي تعرضت له الأحزاب الإسلامية في أماكن مختلفة كمصر والجزائر، على سبيل المثال.
فقد حظيت الأحزاب الإسلامية بإقبال جماهيري، لكن بعضها ازداد تطرفًا مع التدخل الغربي المتواصل والحروب المتتالية.

وَمِمَّا زاد الطين بلة، تواطؤ بعض قيادات الدول العربية ضد شعوبها الممانعة للحرب. ولطالما كانت هناك معارضة على كل الحروب، إلا أنها كانت دومًا معارضة دون جدوى.

وإذ يشكو العالم الغربي اليوم من ما هو أكثر من التطرّف الإسلامي، بل ما يسمونه "الوحشية"، فإن مئات الآلاف من القتلى والأسرى العرب كانوا ضحية "الوحشية" الرأسمالية.

وليس من المستغرب أن ينعكس كل ذلك على أبناء وبنات الجاليات العربية والمسلمة، الذين شاهدوا أقاربهم وإخوانهم وهم يتمزقون أشلاءً على شاشات التلفاز، دون أن يستطيعوا أن يبدوا ولو حتى رأيًا واحدًا صغيرًا حول هذا الأمر الجلل.

وقد ابتلع البعض الغضب وانتظر إلى حين هدوء العاصفة، إلا أن العاصفة لا تهدأ والأوضاع في البلاد العربية تسوء يومًا بعد يومٍ. والربيع العربي أصبح خريفًا هرمًا وجافًا بل ولعنة على المواطنين العرب.

وأصبح الدم العربي أرخص من ذي قبل، وها نحن نشاهد الإذلال اليومي الذي يعيشه السوريون تحت مشروع الإبادة الجماعية. وها نحن نرى أهل مضايا وقد تحولوا إلى هياكل عظمية. وكل هذا الذي يمر به الشعب السوري، ألا يحوّله إلى وحوش؟ وهل نستغرب بعد ذلك البيئة الخصبة المهيئة لأشد حالات الإرهاب والتطرف؟



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي
- الأوروبي البدوي!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سندس القيسي - دوّي الله أكبر