أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 5: همجية العربي














المزيد.....

الهوية الضائعة 5: همجية العربي


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 06:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الهوية الضائعة 5: همجية العربي

بدءا، أريد أن أشكر القراء على تعليقاتهم القيمة، السلبي منها والإيجابي. وأعتذر عن عدم الرد على الجميع، لكني أؤكد أني أقرأ تعليقاتكم بتمعن. وامل أن تكون المواضيع المطروحة موضع نقاش وتبادل للآراء.

ولذا، فأنا لن أختلف كثيرا مع بعض الآراء حول "همجية العربي"، حيث حاول عدد من القراء لفت نظري، وفي الحقيقة هذا كان موضوع مؤجل، لظروف البحث والإعداد له، لكني سأوضح هذه النقطة مستندة على ملاحظاتي، خلال سنوات كثيرة، حول سلوكيات العربي في أوروبا، والتي قد تكون خارجة عن المألوف الأوروبي. وأنا دائما أحبذ عدم التعميم.

باعتقادي، هناك ثلاثة أنواع من المهاجرين العرب،
الأول: العربي الطموح وربما يكون صاحب المبادىء، الذي يركز على أهدافه، وسبل نجاحه، ويتبنى الحياة الأوروبية حياة كاملة. وهؤلاء في الغالب ينجحون، ويتجنبون الإحتكاك بأبناء جلدتهم. وسمعت هذه الجملة تتردد باستمرار: " إذا رأيت عربيا في الشارع، فإني سأقطع الشارع إلى الجهة الأخرى." وسبب هذا الإنقطاع الكلي عن الجالية العربية مرده أولا لتجنب المشاكل وثانيا أن أبناء الجالية لا يحبون بعضهم بعضا، على عكس الأقليات الأخرى. لذلك يتجنب العربي المثقف الجالية العربية برمتها والتي قد يكون مستوى أفرادها العلمي متدنيا مقارنه بمستواه الثقافي، فهو يتصرف بما يمليه عليه المنطق والواقع، خصوصا أنه منهمك بحياته الأوروبية ولا يريد أن يتعامل مع أي مظهر من مظاهر التخلف، وهؤلاء في الغالب قلة ولا يوجد مشكلة معهم. وهذا النموذج تتبعه في الغالب النساء.

النوع الثاني، وهذا النوع نراه منتشرا عند الشباب الذين لا يستطيعوا أن يعيشوا منفردين، وإنما يتجمعون في شلل، وذلك بسبب المشاكل الكثيرة التي يعانون منها، وهي إما مشاكل إقامة وهجرة، أو القليل منهم لا يتحدث اللغة، ولذلك هم مضطرون لإسناد بعضهم البعض. هؤلاء مشاكلهم قد تكون كثيرة، وقد يستقوون على الفئات الأضعف، ومنهم من يكون محترما، لكن هذا يعتمد على الجالية والبلد التي أتوا منها، فمن جملة ما لاحظت أن مشاكل العراقيين، واستثني منهم الأكراد والأقليات الدينية، كما بدت لي، أكثر من مشاكل جاليات شمال إفريقيا، رغم أن الأخيرة لها مشاكلها. ولطالما شعرت أن شباب شمال إفريقيا، واستثني هنا فرنسا، أكثر وعيا من غيرهم في التعامل مع معطيات الهجرة، ربما بسبب تجربتهم مع فرنسا.
أما النوع الثالث والأخير، فهو العائلات، وخاصة التي تعيش بجوار بعضها البعض، هذه تبتعد عادة عن أي تشويش أو فوضى خارجية، وتكتفي بالتعامل مع مشكلاتها الداخلية، وبالحفاظ على حياتها التقليدية وسط أوروبا.
أما فيما يخص جرائم السرقة والتحايل والإغتصاب، ربما ينبغي الإطلاع على الإحصاءات، التي تفيدنا بأرقام عن حجم الجريمة العربية في أوروبا. وربما يجب فصل هذه الجرائم عن الإرهاب والتطرف.
أنا على دراية بشكل ما بمشاكل العرب في أوروبا، ولكن أحيانا علينا أن نقدر الظروف التي قد تكون قاهرة، وواقع العربي في أوروبا لا بد أنه انعكاس لواقعه المتردي. لكن يجب أيضا إدانة الجرائم وعدم تشجيعها أو الحث عليها.
أنا لا أقول أن العربي بلا سلبيات، وبعض من العرب يزدادون توحشا يوما بعد يوم بسبب واقعهم. فعلى سبيل المثال، من يدخل السجن إنسانا، ويظلم ويعذب، فهو لا بد إن خرج، سيخرج وحشا مفترسا، وبالتأكيد لن يشفي غليله إلا بالإنتقام. وأنا أحاول التفاؤل في وسط كل هذا المناخ الظلامي من الذبح والقتل والتهجير، ولا زلت أؤمن بفئات كثيرة في العالم العربي المنهار والمتآكل والتي تختنق كل يوم أكثر فأكثر من القيود، وتريد الحرية الحقة ولا مزيد. أعتقد هؤلاء يستحقون الوقوف معهم.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الضائعة 4: علينا التباكي كاليهود
- الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟
- الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي
- الهوية الضائعة
- ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟
- الإضطهاد المسيحي 2
- أنت كافر
- الإضطهاد المسيحي
- الإسلام: ظالمًا أم مظلومًا؟ رد على منال شوقي
- الأوروبي البدوي 3
- دوّي الله أكبر
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي
- الأوروبي البدوي!


المزيد.....




- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...
- أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن ...
- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...
- وجهاء الطائفة الدرزية يؤكدون رفضهم الانفصال من سوريا
- الجهاد الاسلامي: استهداف سفينة المساعدات اهانة للقيم الانسان ...
- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 5: همجية العربي