أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - السيدة السمينة لم تغن بعد















المزيد.....

السيدة السمينة لم تغن بعد


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 375 - 2003 / 1 / 22 - 04:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



18.1.03

     ما الفرق بين الصابون وبين زعيم سياسي؟

     إسألوا "الخبراء"، رجالات الإعلام و"الاستراتيجيين" وسيخبرونكم بانه ليس هناك فرق. ان بيع الصابون وبيع الزعيم هما الأمر ذاته. يجري استطلاع للسوق ومن ثم فحص ما يفضله الزبائن  (=المنتخبون) ثم نعدهم بتوفير ذلك. ونحتاج الى عدد من الإعلاميين الأذكياء.

     أما إجابتي فهي مختلفة تماما: فهناك فرق شاسع بين الأمرين.

     من أنا لأتحدث عن ذلك؟ إنا لست مراقبا خارجيا، فقد خضت بنفسي اربع حملات انتخابية للكنيست غاية في التعقيد، ثلاث منها من قبل "حركة هعولام هازيه - كوح حداش" وواحدة من قبل "شلي". نجحت في ثلاث منها وأخفقت في الرابعة. لقد ذقت طعم النصر وذقت طعم الفشل. اني أعرف  ما هي الأمور الاضطرارية والضغوط والاستفزازات والإغراءات التي تكمن في الطريق. فمن هذه النواحي لا يوجد فرق كبيرة بين حملة انتخابية لحزب صغير وحملة انتخابية لحزب كبير.وأخفقت في الرابعة. لقد ذق عة. لقد ذق حربة ج ليس هناك فرق. ان

     منذ اول حملة انتخابية خضتها توصلت الى نتائج عدة، حاولت الإلتزام بها فيما بعد:

    اولا، حدد رسالتك وتمسك بها بقوة، دون ان تنحاز عنها يمينا أو يسارا، لتكن الإغراءات ما تكون.

     ثانيا، على رسالتك ان تعبر عن حقيقتك الدالخلية، وإلا فلن تقنع احد.

     ثالثا، على رسالتك ان تتلائم وصورتك التي رُسمت لك قبل ذلك. من المعقد تغيير الصورة خلال الحملة الانتخابية. تستطيع فقط ترسيخها وإظهار ملامحها بدقة.

     رابعا، على رسالتك ان تكون سهلة، واضحة ومفهومة.

     خامسا، لا تتلعثم! لا تختبئ دفاعا عن نفسك! لا تعتذر.

     هذه الأمور لا تكفي المرشح لمنصب رئيس الحكومة. فعليه ان يكهرب الجمهور - ان لم يكن هذا الأمر عن طريق شخصيته، فحري به أن يكون بواسطة رؤياه. عليه ان يملي على غريمه ميدان المعركة، كي يجبر غيرمه على القتال في ظروف لا تريحه؛ عليه ان يهاجم كي يجبر غريمه على الدفاع عن نفسه. لا يجدر به ان ينجر وراء استطلاعات الرأي، بل عليه خلق واقع جديد، يقلب استطلاعات الرأي رأسا على عقب.

     عندما ظهر عمرام ميتسناع على الحلبة، تمنيت بان يسلك هذه الطريق وقد عبرت عن ذلك في هذه الزاوية.

     عندما قدم متسناع، كانت في جعبته رؤيا جديدة ومنعشة، وهي وضع السلام على رأس سلم الافضليات  الوطني، وان يجدد المحادثات، التي اغتالها إيهود باراك، وأن يبدأ المحادثات دون المطالبة بوقف إطلاق النار، لان هذه هي الطريقة الوحيدة الكفيلة بوقف إطلاق النار هذا. ان يتحدث مع عرفات، لانه الوحيد القادر على الوصول الى اتفاقية وإقناع شعبه بها، إذا اقتنع هو بذلك. أن يحرز السلام بين إسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقوم. أن ينسحب قبل ذلك انسحابا أحادي الطرف من قطاع غزة، وإزالة المستوطنات جميعها من هناك، وجزء من المستوطنات في الضفة الغربية.

     لقد حملت هذه الرسالة في طياتها طاقة كبيرة كامنة: الجمهور يائس وهو يعرف انه لا يوجد حل عسكري وقد قالوا له انه لا يوجد أيضا حل سياسي. الأمن معدوم  والاقتصاد في وضع متردِ وليس هناك من حل. ومن شدة يأسه يحاول الجمهور الهرب من مشاكل مصيرية الى أمور ثانوية مثل "شينوي". كان الامر يقتضي رجلا مثل متسناع، يُسمع بشارته بصوت حاد وواضح، كي يثير في الجمهور الأمل ولربما يحرز الفوز أيضا. كانت هذه هي الطريقة لإدخال الروح القتالية في حزبه، لإضافة مقاعد أخرى ولتحضيرها للنصر في المرة القادمة، إنشاء الله.

   كنت اعلم ان هذا الأمر لن يكون سهلا. حزب العمل لم يكن جاهزا بعد لمثل هذه الحملة الفخمة. بعد سنتين في وظيفة الزانية الوطنية في حكومة شارون كان هذا الحزب واهن وبائس. المنتفعون الذين يركضون وراء المراكز لم يؤمنوا بالنصر وكانوا مستعدين لعرقلة الرجل الجديد، ذو الرؤيا الجديدة.

     والأفظع من ذلك، ان "المستشارين" على أنواعهم قيدوا ميتسناع كما قيد الأقزام جلفير. فحذروه بألا يتحدث عن السلام. عليك ألا تتفوه بمثل هذه الكلمة المخيفة. السلام سُم. الجمهور لا يؤمن بالسلام، الجمهور يريد جدارا فاصلا، وهذا الجدار له شعبيته. تحدث إذن عن جدار، جدار فقط ولا شيء غير الجدار. أما عرفات فالكل يكرهه، إذن سر في هذا التيار انت أيضا.

     لقد نجح المستشارون في جعل رؤيا متسناع باهتة. وقد سمع صوت البوق المرتفع أحيانا كأصوات متقطعة. لقد أخفوا السلام تماما، وتحول الجدار الى رؤيا الجميع. لقد تحدثوا عما يجب عمله في حال لا يجدون فيها "مع من يتحدثوا" – وبهذا قضوا على الأمر الكبير الذي كان من شأنه دفع مرشحهم الى الفوز . يأتي كل ذلك من منطلق السجود الأعمى لاستطلاعات الرأي.

     نعم، يمكن لاستطلاعات الرأي ان تحط بمتسناع في الحضيض. هناك دائرة سحرية: ان من يقول للجمهور ما يريد الجمهور سماعه، سيقول على الأغلب أشياء معروفة وواهية، ومن يسمع الجمهور هذا الحديث الواهي فإنه لا يستطيع إثارته وسيكون مملا.

     مستناع لم ينحز عن رسالته الأصلية. رغم كل الإغراءات، ولم يتفوه بما يتعارض مع هذه الرسالة، إلا ان صوته قد أُخفض. صحيح انه بهدف جلب الأصوات يحق للمرشح في الإنتخابات أن يشدد على هذا الجزء من رسالته أو ذاك وأن يقلل من التشديد على جزء آخر، إلا ان السؤال هنا، هل هذا التصرف يعتبر تصرفا حكيما؟

     هناك جدال أساسي: هل يجب على ميتسناع خفت صوت رسالة ما، لاجتذاب المنتخبين المترددين بين العمل وشينوي والليكود (وبذلك يفقد جزءا كبيرا من اليسار)- أو ان عليه عمل العكس؟ وان يشدد على رسالته ويقنع الجمهور بأن لديه بشارة كبيرة وجديدة من الأمل، وبأن السلام ممكن وان هناك من نتحدث معه، وأن حكومة برئاسته سوف تحدث انقلابا تاريخيا كان رابين قد بدأه، وباراك قد أفشله.

    يبدو أن ميتسناع نفسه محتار بين هذين التوجهين المتضادين. ولذالك لا يستطيع أن يملي على شارون ميدان المعركة. لقد نجح طومي لبيد صاحب رسالة غير معقولة ولكنها شعبية، عندما أعلن عن "حكومة وحدة علمانية". حلم من أحلام اليقظة يثير الأمل في قلوب جمهور، هدفه في الحياة الهرب من الواقع.

      سيتم حسم الصراع، في آخر الأمر، بالمنافسة بين ميتسناع وشارون. شارون إنسان خطير لا يعيقه عائق، بطل الكوارث، ولكن فيه شعاع من الزعامة، تخترق عقل الجماهير الباطني. اما ميتسناع فهو إنسان عاقل، عادل ومتزهن، وربما لهذا السبب ليس لديه مثل هذا الشعاع. ويمكنه إثارة الجمهور بواسطة رؤياه فقط.

     لم تنته المعركة بعد. تقول مقولة أمريكية: لا تنته الأوبيرا حتى تنته السيدة السمينة من غنائها".

    بقيت عشرة أيام. يجب على ميتسناع استغلالها لترسيخ رسالته ولينادي المعسكر كله الى المعركة الحاسمة. لقد انجز خطوة شجاعة في هذا المجال عندما أعلن بانه لن ينضم، بأي شكل من الأشكال، الى حكومة مخزية يتزعمها شارون.

    كما قلت سابقا، يحتاج ميتسناع الى أعجوبة لينتصر في هذه المرة. يمكن لهذه الأعجوبة أن تحدث الآن أيضا. إلا انه في حال لم تحدث هذه الأعجوبة، يستطيع ميتسناع ان يرفع هامة حزبه وأن ينفخ فيه الروح التي يحتاجها لإسقاط الحكومة اليمينية القادمة، في حال قيامها. وكما قال مناحيم بيغن في فرص كثيرة: "سنخدم الشعب من موقع المعارضة".

    لتكن نتائج هذه الدورة الإنتخابية ما تكون، فالمعركة الضارية ما زالت في بدايتها.



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد الصداقة
- السوفييت الأعلى الخاص بليبرمان
- إنقلاب نداف
- حيوان غريب جدا
- كيف نساعد شارون
- الهدف: انقلاب!
- الثأر لطفل
- عزيزي عمرام ميتسناع
- كان لنابوت كرم
- لماذا انهارت حكومة شارون- فؤاد- بيرس؟ بسبب حبة زيتون صغيرة
- الحرب الان


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - السيدة السمينة لم تغن بعد