أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - كيف نساعد شارون















المزيد.....

كيف نساعد شارون


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 340 - 2002 / 12 / 17 - 04:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



14.12.02

 

   إذا أردتم مساعدة أريئيل شارون على البقاء في الحكم – ها لكم بعض النصائح القيمة.

     أولا: تحدثوا عن "حكومة الوحدة الوطنية" التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات

     انها حيلة محكمة. شارون يقول، عمليا، انه ليس هناك فرق يذكر بين الليكود والعمل. إذا كان الامر كذلك، فما الفائدة من التصويت الى جانب العمل؟ إذا كان هذا الانتخاب هو في آخر المطاف اختيارا مباشرا بين شارون وميتسناع اللذان سيجلسان غدا سوية في نفس الحكومة. اليست هناك افضلية لشارون المجرّب وصاحب الحضور على ميتسناع المبتدئ والشاعري؟ ومن جهة اخرى انها وصفة ناجحة لابعاد من يمقت شارون.

إضافة الى ذلك، فان من يتحدث عن حكومة وحدة وطنية، انما يقول عمليا بان فوز الليكود هو امر مفروغ منه. لا احد يتحدث عن حكومة وحدة وطنية يتزعمها ميتسناع، ومن المفروغ منه انها حكومة وحدة وطنية يتزعمها شارون، وذلك لان الأصوات المتأرجحة تفضل عادة الانضمام الى الفائز، فالرسالة واضحة.

هذا من شأنه ان يكون نبوءة تحقق ذاتها، فاذا هُزم ميتسناع سيسقط الحزب من جديد في أيدي محبي المؤخرة التي تلتصق بالكرسي.

ثانيا: أنشروا قصة أريئيل شارون الذي اصبح معتدلا، والذي تحول الى يساري محض، وكل حلمه هو دخول التاريخ كصانع السلام مع الفلسطينيين.

إن من يعرف شارون يعرف بأنها هي اسطورة، إنتاج "إبداعي" ينتجه الدعائيون.

شارون لم يصبح معتدلا. فمنذ سنتين يشن شارون حربا على الفلسطينيين، هدفها كسر الكيان الوطني الفلسطيني عن طريق كسر زعامتها الوطنية، اغتيال زعمائها وهدم بناها الاقتصادية. انه يسد كل قناة للحوار. يقوم بالاستفزاز يوميا. وقد قام بتوسيع المستوطنات بوتيرة مجنونة. اما الاحاديث المعتدلة فهي موجهة الى الامريكيين وللجمهور العادي في اسرائيل.

ان حديث شارون حول "دولة فلسطينية" هو مجرد هراء. على الاكثر هو مستعد أن يمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا مبتورا على 40% من المناطق المحتلة، والتي تشكل 8% من مساحة فلسطين (ارض اسرائيل)، وذلك بعد ان يرفعوا ايديهم ويستسلموا دون قيد او شرط. انه يعرف حق المعرفة انه لا يوجد فلسطيني في العالم يوافق على ذلك، ولذلك من الواضح ان الهدف النهائي هو طرد الفلسطينيين من البلاد. يحظى هذا الأمر بأغلبية في قائمة الليكود وشاس والمفدال والاتحاد الوطني، الذين يمكن ان يشكلوا أغلبية في الكنيست.

ان البائع المتجول الاول الذي ينشر صورة شارون داعية السلام هو شمعون بيرس. بعد ان قضى سنتين بصحبة شارون، اصبح الان يتوق الى الاسترار في ذلك في السنوات القادمة. ان بمقدوره تحويل فشله الى كارثة وطنية. ولانه لا يستطيع العيش بدون لقب وزير، يمكن ان يبيع جدته – فكم بالحري حزبه – لقاء يوم واحد في وزارة الخارجية.

لذلك يتحدث الان وكأن هزيمة ميتسناع هي حقيقة واقعة، ولم يبق سوى مفاوضة شارون على شروط الهزيمة (وزارة الخارجية لبيرس).

ثالثا: افعلوا كل ما في وسعكم لإخفاء ميتسناع.

عمرام ميتسناع هو المرشح المضاد. ليس هناك أي شخص آخر. يمكن ان نُعجب به أو لا، نحبه او لا نحبه – ان على من يريد الانتصار على شارون تركيز جل اهتمامه في إعلاء شأن ميتسناع ورفعة منزلته. ان المواجهة بين شارون وميتسناع هي التي ستتصدر الانتخابات. من يريد مساعدة شارون، عليه ان يصور ميتسناع كإنسان شاحب، أسير لدى معسكر اليمين في حزبه، وان حزبه يعارض مساره السياسي وان خطه المعتدل هو كارثة للحزب.

رابعا: اشعلوا فتيل الحرب بين الاحزاب اليسارية.

إذا نشبت حرب ضروس بين حزب العمل وميريتس، وبين كلاهما والجبهة – سيكون هذا الامر رائعا. كل هذه الأحزاب سوف تكون مشغولة بهذه الحرب، وستسوّد كل منها صورة الاخرى، وبذلك تكون قد خدمت اليمين. ولن يبقى لأي من هذه الاحزاب قوة كافية للصمود أمام شارون.

يمكن استخدام قضية بيلين. استخدموها كبرهان على تملّق ميتسناع وضعفه، ولتوجه الحزب الى اليمين. ليس لهذا الامر صلة ما بالواقع، فان سقوط بيلين كان نتيجة الخصام الداخلي في الحزب. لقد أكره زملائه في الحزب به وظهر وكأنه على وشك ترك الحزب. ان الحزب الذي انتخب ميتسناع بأغلبية كبيرة لا يتحول الى حزب من الصقور لانه رفض بيلين. من غير الواضح مَن مِن الاثنين "يساري" اكثر، بيلين ام ميتسناع.

هذا كله غير مهم. ففي آخر الامر لا فرق بين انتخاب العمل او ميريتس او الجبهة او الأحزاب العربية. كله هذه الاحزاب معا ستشكل الكتلة المانعة، في حال قيامها. وكل حرب تنشب بينها هي بمثابة إضاعة للوقت.

خامسا: قولوا ان كلهم سواسية ونادو بالامتناع عن التصويت.

هذا لن يؤثر على الناخبين اليمينيين. هؤلاء سوف يتوجهون الى صناديق الاقتراع حتى لو حدثت في ذلك الوقت هزة ارضية. هذا يمكن ان يؤثر على اليساريين فقط، فأي امتناع من منطلق "المبدا" سيساعد اليمين، وكل بطاقة فارغة هي بطاقة لمصلحة شارون.

سادسا: ادعوا المواطنين العرب لمقاطعة الانتخابات.

ان مليون مواطن عربي هم شركاء طبيعيين في معسكر السلام. لولاهم لما كان هناك يسار سياسي ذو تأثير. من يحرضهم على مقاطعة صناديق الاقتراع، انما ينفذ، ببساطة، إرادة شارون.

هذا امر جلي وواضح، مما يوحي بالشك بان هؤلاء الذين يرفعون هذه الراية البيضاء من منطلقات "وطنية" ليسوا الا عملاء سريين لشارون والشاباك (لا فرق بينهما). وكلما علت اصوات المقاطعين الوطنية والاسلامية، كلما ازداد في قلبي هذا الشك وكلما تحول الى حقيقة.

للمواطنين العرب اسباب كثيرة ومقنعة للغضب على السلطة الاسرائيلية، بما في ذلك حزب العمل. الا ان هذا الغضب يجب ان يوجه الى إقامة قوة برلمانية متينة، لتناضل من اجل نيل حقوقهم وتطلعاتهم. فالشعب الذي يتسبب في تقوية السلطة اليمنية ما هو الا مدلل كالأولاد.

ان هذا التصرف هو بمثابة كارثة من الهدم الذاتي لشعب يهدد سيف "الترانسفير" عنقه. من الصعب تفهّم الزعماء الذين يتحدثون عن خطر "نكبة ثانية"، في الوقت الذي يتصرفون فيه كما تصرفوا امس وأول أمس.

كل من يريد مساعدة شارون، فليعمل بهذه النصائح.
 
 
 
    
 



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف: انقلاب!
- الثأر لطفل
- عزيزي عمرام ميتسناع
- كان لنابوت كرم
- لماذا انهارت حكومة شارون- فؤاد- بيرس؟ بسبب حبة زيتون صغيرة
- الحرب الان


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - كيف نساعد شارون