أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - الهدف: انقلاب!















المزيد.....

الهدف: انقلاب!


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 320 - 2002 / 11 / 27 - 03:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



23.11.02

                            

 

     يبدو ان ريحًا جديدة تهب في البلاد.

     لقد سافرت في الأسبوع المنصرم الى أوروبا، وفي طريقي الى المطار، خاطبني السائق قائلا بان الامر محسوم وانه لا يوجد أي بصيص من الامل، ولن يسود السلام بيننا وبين الفلسطينيين أبدا، فليس من شريك للحوار، ولن نتمكن من الوصول الى أية مصالحة، وان الحرب مستمرة لا محالة، ولذلك سيصوت لصالح شارون في الانتخابات القادمة.

    قلت له: إذا كان الامر كذلك، فمن المؤكد ان احفادك سوف يتركون البلاد. فأجابني بلهجة يعلوها الحزن ويكللها الفخر، "الأحفاد؟ إن ابني يعمل مهندسا معماريا في لوس انجلس".

      عدت الى البلاد بعد خمسة ايام، وقد فاجئني السائق، الذي أقلني الى بيتي عائدا من المطار، قائلا: "لقد انتخبت الليكود في الماضي، الا انه قد فشل، وليس هناك فرق بين شارون ونتانياهو. كلاهما لم يحقق الامن، هذا عدا الاقتصاد الغارق في الوحل. سأنتخب ميتسناع في هذه المرة".

     ماذا حدث خلال هذه الايام الخمسة التي قضيتها في اوروبا؟ ان ما حدث هو ان عمرام ميتسناع قد فاز في الانتخابات الداخلية في حزب العمل.

     هذا الامر بحد ذاته حقيقة مفاجئة من كافة النواحي، فان "الألماني" المنطوي على ذاته ومنعدم الحضور قد انتصر على العراقي الشعبي رجل المصافحات والتربيت على الكتف. حمامة انتصرت على صقر. سياسي في أول طريقه تغلب على وزير الدفاع الذي حاول القضاء على السلطة الفلسطينية.

     انه نصر كبير لمتسناع، غير ان الامر لا يقتصر على نصر متسناع، فان في هذا النصر علامات توحي بخفايا تستتر في الادراك الوطني.

     لقد سُئلت في العامين الماضيين، في وقت اتسعت فيه دائرة الكوارث، كيف استطيع ان ابقى متفائلا رغم ان كل من حولي قد فقد الامل. اجبت بانه في احد الايام، بعد اسبوع او بعد خمس سنوات، سيستيقظ الجمهور في الصباح ويقول: "كفى! لا يمكن الاستمرار على هذا المنوال! يجب التوصل الى حل!".

     "ما الجدوى من ذلك؟" اجابني من يرى الامور دائما بمنظار أسود، "فليس هناك من سياسي واحد يستطيع قيادة التحرك نحو السلام!"

اجبت: "الطلب سيولد العرض، عندما سيزيد الطلب لمثل هذا الزعيم، فانه سيظهر من مكان ما".

اعتقد بأن هذا التصور بدأ يتحقق. التيارات التي تستتر في خبايا الادراك الوطني بدأت تتغير. جيش الدفاع اصبح جيش احتلال، يقتل و"يقوض دعائم الارهاب"، ولم تتوقف العمليات الانتحارية حتى ولو للحظة، أصبحت التصريحات لشارون وموفاز بالتناوب تبدو وكأنها تسخر من نفسها.

ان اللاصقة التي أصدرتها مجموعة من الشباب قد اصابت فيما يتعلق بالشعور العام: "شكرا على السلام، صحتين على الامن". لاول مرة يدرك الاشخاص "العاديون" ان هناك رباطا وثيقا بين الانتفاضة والحالة الاقتصادية والضائقة الاجتماعية.

 

     هذا الامر لا يغرس محبة الفلسطينيين في قلوب الجماهير ولا يجعلهم يتعطرون برائحة السلام. بالتأكيد لا. ولكنه يحثهم على البحث عن زعيم ذي رؤيا، يحاول بصدق كسر الدائرة الدامية والتوصل الى حل.

المستوطنون "خرجوا من الموضة" والتفاهم "دخل اليها" . لقد ظهر عمرام مستسناع في اللحظة والمكان المناسبين يحمل في جعبته البشارة الصادقة.

     يجب ان يكون الشعار اليوم: بقوة وعزيمة، الى الامام!

     هناك بعض من رجالات السلام الحذرين الذين يقولون بانه يجب النظر الى الامور بحجمها الطبيعي. يجب الاخذ بعين الاعتبار استطلاعات الرأي التي تفيد بان متسناع لا يستطيع الفوز على شارون. غير انه يستطيع إعادة تنظيم حزب العمل في المعارضة. هذا موضوع هام بحد ذاته ايضا.

     هذا خطأ. استطلاعات الرأي تصوّر الحالة الخارجية،  وهي لا تستطيع التوصل الى ما ينشب تحت السطح من تيارات جديدة ، لذلك يجب ان يكون النصر هو الهدف.

     صحيح ان نصر ميتسناع على شارونياهو يبدو في هذه اللحظة اعجوبة، غير ان نصر ميتسناع على بن اليعيزر كان يبدو اعجوبة قبل شهر واحد. سيكون هذا الامر صعب، صعب جدا ولذلك يجب رصد كافة الجهود في هذا الاتجاه.

     يستشف من استطلاعات الرأي ان الفرق بين كتلة اليمين وكتلة ايسار هو  فرق ضئيل نسبيا في هذه الأثناء، وذلك قبل استيعاب الجمهور لما حدث في حزب العمل. تصل نسبة الفرق الى حوالي 65 مقابل 55. هذا يعني انه يكفي الفوز بخسة او ستة مقاعد في الكنيست بهدف إحداث انقلاب هائل.

     لا بديل للنصر. من اجل مستقبل اسرائيل وانقاذ الحياة وإعادة بناء الدولة، فالهوة بين ميتسناع وشارونياهو هوة عميقة.

     إذا لم يحن الوقت بعد، وفاز الليكود رغم ذلك في الانتخابات، فعلى النضال الا يتوقف حتى ولو للحظة واحدة. اذا فاز شارون او نتانياهو فسيدعمهم ائتلاف ضيق، متفكك وقابل للتفتت، ولن يحل هذا الائتلاف اية مشكلة. سيتمزق بين الحاجة في نيل اعجاب الرئيس بوش والحاجة  في إرضاء ليبرمان-إيتام، لان الامور لدى الزعامة ستهوي الى الحضيض بسرعة، وسيكون بالامكان إسقاط الائتلاف خلال سنة، وعندها سيكون بالمستطاع إحداث الانقلاب الكبير.

      لذلك هناك خطر كبير في التفكير في اقامة "حكومة وحدة وطنية" جديدة يتزعمها الليكود بعد الانتخابات. سيقترح شارون  بالتأكيد على حزب العمل شروطا مغرية جدا للانضمام اليه. وكما يُقال في المافيا: "اقتراح لا يمكن رفضه". لكن شارون  هو شارون ولن يتغير (انظر: الجد الطيب في الانتخابات الاخيرة). إذا اراد ميتسناع البقاء مواليا لذاته، فعليه ان يرفض. حتى لو حثه رجال الامس في حزبه، منعدمو المبادئ والذين يبحثون عن المناصب، على قبول الاقتراح.

     يجب ان يكون الهدف انقلابا تاما، على كل الجبهات وفي كل المجالات، أما ما هو اقل من هذا فلن يجدي نفعا.

     من الممكن ان يخيب عمرام ميتسناع آمالنا، فعلينا ان نتذكر الانفعال الذي قابلنا به إيهود باراك، الذي احدث كارثة كبيرة. يمكن ان ينهار متسناع في مسيرته وعلينا ان نستعد لكل طارئ. ولكن من المرجح ان يحدث العكس، وان يكبر هذا الرجل ليؤدي وظيفته التي اسندها اليه التاريخ.

      مستسناع هو الرجل الذي نبحث عنه في هذا الوقت. 

  

    

   

 



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثأر لطفل
- عزيزي عمرام ميتسناع
- كان لنابوت كرم
- لماذا انهارت حكومة شارون- فؤاد- بيرس؟ بسبب حبة زيتون صغيرة
- الحرب الان


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - الهدف: انقلاب!