أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - نصوص وقصص ساخرة - القسم الحادي عشر















المزيد.....

نصوص وقصص ساخرة - القسم الحادي عشر


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


نصوص وقصص ساخرة - القسم الحادي عشر

نبيل عودة

دفن حماته... فقط!!

التقى مع صديقه جميل، تعانقا بمودة وشوق.
- اشتقت لك يا جميل.. تمضي السنوات بسرعة ما أروع اللقاء بك بعد هذا الإنقطاع الطويل.
- لا شيء يوقف الزمن الملعون. انا أيضا اشتقت لك يا طوني ولأيامنا الماضية، ليتنا نعود تلامذة مدرسة لا نحمل الهم ولا نعرف الغم.
-أراك غاضباً متوتراً، ماذا حدث؟
-.....
لم يرد. نظر الى وجه جميل وهاله ما رأى، كان وجه صديقه شاحباً ومليئاً بالكدمات، وكأنه خارج من طوشة عمومية. عندما التقاه لم يلاحظ وجهه، ولم يفكر الا بعناق هذا الصاحب العزيز على نفسه، والذي تربطه به ذكريات لا تنسى.
انتبه طوني ان الجروح تغطي ذراعي جميل وصدره ورقبته أيضا، قال لنفسه لا بد انها خناقة من خناقات جميل، يبدو انها عادة أخلاقية ولدت معه ولازمته رغم تقدمه في السن.
منذ ايام المدرسة كان شقياً ومقاتلاً، ولا يتردد في الدخول الى معركة ضد من هم أكثر منه أو أكبر منه دفاعاً عن صديق، او شخص ضعيف، او زميل في الصف. وكان بسبب جرأته وإقدامه يفرض هيبته على جميع طلاب المدرسة كباراً وصغاراً.
هل ما زال جميل بنفس الطباع؟
- ماذا حدث لوجهك إذن يا جميل؟ انظر لحالتك.. كلك مليء بالجروح، من ضربك..؟
-لم يضربني أحد.
- ما زلت تتورط بالعراك..؟ لم تبطل عادتك؟
- أبدا.. لا شيء من ذلك. أنا لا أتعارك مع أحد.
- ربما لا يجرؤ أحد على عراكك، يعرفون انها معركة خاسرة؟
- لا يا طوني، لم أعد أتعارك، عندي همومي وهي أكبر من العراك مع الناس..
- اذن من سبب لك هذه الجروح والكدمات..على وجهك.. وصدرك.. وعنقك.. وذراعيك؟
-لا شيء مهم.. اليوم قبرت حماتي؟
- حسنا، الله يرحمها..ومن سبب لك هذه الجروح؟
- أوه.. هذا بسبب رفضها الدفن.

ابشروا يا قادة العرب: لكم ملكوت السماء!!

بعد جهاد طويل في سبيل سعادة الشعب والأمة والدين والله والرسل جميعا، على مدى ستين عاما بلا توقف، انتقل إلى رحمة الله تعالى احد ملوك العرب العظام، انشغلت التلفزيونات ومحطات الراديو والصحافة ومواقع الانترنت بالحدث الجلل، انهمرت دموع الشعب حزنا على وداع مليك الأمة وإمامها أمير المؤمنين، مولانا عليه الصلاة والسلام، صاحب الجلالة والفضائل والحسنات وقائد الدولة وقواتها المسلحة، وحبيب الشعب ، حامي حمى الوطن ، قاهر الاستعمار والصليبيين باني الأمة وراعيها، كما كان يصفه شيوخ الدين الأجلاء.. وكل صفة جديدة تلصق بوالي الأمة لا تمر بدون هبات باليورو والدولار.
على أبواب السماء كان ركبا سماويا عظيما ينتظر جلالة مليك الأمة الراحل، بعد العناق والقبلات اركب ناقة بيضاء كالثلج السيبيري، فطارت به إلى حضرة رب العالمين ، حيث استقبل استقبال الفاتحين.. محمولا على أكتاف الملائكة، مثيرا حقد الشياطين، حتى اجلس بحضرة الرب خاشعا وقلبه ينبض بالإيمان ولسانه يتمتم بالصلوات.
سأل الله الملك العربي عن الحسنات التي قام بها في حياته، حتى يقرر له مكانه في الجنة أو جهنم.
بعد ركعة خشوع أمام الله ليتبارك اسمه، جلس جلسة عربية أصلية، حيث أعد له الملائكة فرشا عربيا ومساند من الحرير الخالص، لم تكن المساند خشنة مثل مساند قصره المصنوعة من جلد البعير.
بعد ان بسمل وشهد مكررا بان الله لا ثاني له، طالبا رفع شأن امة المؤمنين وان ينزل اشد العقاب بالمغضوب عليهم والضالين والكفرة الرافضة، حتى يتعلم الآخرين ان من يولى عليهم من الله توجب طاعته، ثم قال ان أعماله كلها حسنات إذ لم يبق كرامة عربية على قدميها، لم يحفظ شرفا لعربي تحت سلطته، لم يترك رأسا عربيا يفكر بغير مواعيد الصلاة والدعوى لمن يولى عليهم، قمع رغبة المضللين لتقليد الغرب الكافر في ما يسمى التطور الاجتماعي والاقتصادي، متجاهلين ان الله، ليتبارك اسمه، أعطانا هدية لا تقدر بثمن، نفط يتدفق بلا جهد من باطن الأرض، فهل ننكر هبة الله ونقلد كفار الصليبيين والاستعماريين في صناعة أجهزة الكفر؟ ألا توفر لنا أموالنا ان نستوردها دون ان نتورط بالكفر في إنتاجها، ونجعلها أداة لنشر الإيمان والقناعة بما وهبنا الله وخصنا به من خيراته؟ أضاف: قمعت يا رب العالمين مطامع الجاحدين بما وهبته لنا ، قمعت أفكار الفتنة التي رفعت تضليلا شعار اسمه الحرية وآخر اشد كفرا أسمه الديمقراطية، مستوردان من الغرب الكافر،أقنعتهم ان لا حياة لهم الا برضاء ولي الأمر الذي أوكله الله برقاب العباد. أغلقت الفرص أمام الساقطين، عملاء الغرب الكافر بتقليدهم في نهضتهم الإلحادية، أصررت على نهضة إيمانية أصولها الدين والعبادة بدل ترويج أفكار قومية ووطنية لا تقبلها شرائعنا. زججت بالسجون كل المتنكرين لفضائل رب العالمين.. أو الحالمين بعصر عربي يستعيد القدرة على مواجهة دولة شعبك المختار...
كان جلالة المليك غارقا في سرد حسناته أمام رب العالمين حين قاطعه الله: كفى كفى ..أحسنت.. أحسنت.. لإنجازك هذه الأعمال الجليلة تستحق ان تجلس هنا بجانبي!!

مخاطر التفكير على عقل التكفير

عقد ثلاثة من كبار علماء الدين اجتماعا تشاوريا لتدارس قضايا خطيرة تمس الشريعة وصحيح الدين، سببها ما اتفق على تسميته ب "حرية التفكير" التي يدعو إليها بعض المواطنين، وهم على ضلال وجهل من مصدر هذه البدعة التي يروجها الصليبيون والاستعماريون بهدف تضليل المجتمع المؤمن وزرع الفتنة بين أهله.

قال الشيخ الأول ان هدف الكفار الصليبيون من هذه البدعة حرف المؤمنين عن صحيح دينهم، والإيقاع بهم في الضلال والانحراف،وأضاف انه يتلقى يوميا عشرات الرسائل التي تحتج على مخاطر حرية التفكير على أولادهم، وان كل جهودهم لردعهم عن التصرف مثل الكفار في الغرب باءت بالفشل. حيث ان الأولاد رغم صغرهم يسألون أهاليهم أسئلة حرجة، مثلا عن كيف يولد الأطفال؟ من أين يأتون؟ بل وسأل طفل أباه لماذا تطلع الشمس دائما من الشرق؟ وآخر سأل ما الذي يضيء القمر في الليل؟ هل توجد على سطحه، استغفر الله... شبكة كهرباء تُشغل ليلا فيضيء؟
حتى ان إحدى الرسائل فيها سؤال غريب للغاية، حيث يصر ولد ان يعرف لماذا يبول الرجال وقوفا والنساء جلوسا؟ هذا الخطر الصليبي يجب ان نضع له حدا. هذه نتائج حرية التفكير التي يتعلمها الأولاد من برامج الكفر بدل ان يقضوا أوقاتهم في حفظ القرآن وتعلم الصلاة والاستماع لشروح الدين من علماء الفقه.
أب آخر أرعبه استفسار ابنه عن سبب إخفاء وجه أخته عنه، بينما هو يتمتع بحق الظهور في كل مكان سافرا بلا غطاء للرأس. وانه يريد ان يلعب مع أخته كما كان يفعل سابقا. تصوروا الخطر على المجتمع من انتشار هذه الحرية في التفكير؟.
قال الشيخ الثاني: يا للهول، يبدو أننا تأخرنا في إيجاد الحلول لهذا الكفر الذي يدخله الصليبيون مثل الجراثيم إلى عقول أولادنا.إنهم يسممون عقول الأولاد بما ينشر في الحاسوب والتلفزيون، كانت فتوى عن منع المرأة من سياق السيارة فحافظنا على عفتها، ويبدو إننا يجب ان نفتي بتحريم التفكير لأنه رجس من عمل الشيطان وحلفائه الصليبيين. ما رأيكم ؟ مثلا نقول ان التفكير يثير الشهوة الجنسية، يقود الأولاد إلى البلوغ قبل أوانهم، هل نزوجهم وهم بجيل العاشرة؟ هذا سيثقل على الدولة ويكلفها مصاريف هائلة وقد تضطر إلى تقليص منحها وهباتها لرجال الدين ونحن منهم. نعم التفكير انحراف عن الدين. لكن كيف نمنعه؟ كيف نعرف من يفكر لنحكم بجلده ومن لا يفكر؟
جاء دور الشيخ الثالث، فاستغفر ربه من هول ما يجري، وقال انه قلق جدا على الجيل الناشئ مما يسمى حرية التفكير، لكن قال ان لديه استفسارا قبل ان يواصل حديثه. قال له زميلاه: ما هو استفسارك؟ أجاب: منذ ساعة وأنتما تتحدثان عن التفكير ومخاطره وحتى أقول رأيي أرجو ان تشرحوا لي: ما هو التفكير...؟!

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال عالم الطفولة بتجربة الأديبة عايدة خطيب
- رئيس الحكومة ووزرائه يزورون المؤسسات
- نصوص وقصص ساخرة - القسم العاشر
- نصوص وقصص ساخرة - القسم التاسع
- نصوص وقصص ساخرة - القسم الثامن
- في تكريم الأديبة النصراوية نهى زعرب قعوار*
- مروان مشرقي يطلق النار من شمسيته
- نصوص وقصص ساخرة - القسم السابع
- بصراحة: مجتمع -المهاجرين المتفكك- في إسرائيل
- نصوص وقصص ساخرة - القسم السادس
- حكايات القبور في دولة تتحدث باسم الأموات أكثر مما تتحدث باسم ...
- نصوص وقصص ساخرة - القسم الخامس
- نصوص وقصص ساخرة - القسم الرابع
- نصوص وقصص ساخرة - القسم الثالث
- نصوص وقصص ساخرة - القسم الثاني
- نصوص وقصص ساخرة
- شماسي الجبهة تطلق النار على علي سلام..!!
- مخاطر التفكير على عقل التكفير
- مطلوب جهاز سمع للجبهة.. وربما جهاز كرامة أيضا!!
- رسالة نصراوية إلى أهل -التحليل الطبقي-


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - نصوص وقصص ساخرة - القسم الحادي عشر