أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نسمة كافكا














المزيد.....

نسمة كافكا


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


مسح ضوئي
نسمة كافكا
مقداد مسعود
لم تعد السوريالية فقط في الرسم والشعر ،فالوضع العراقي اشد سوريالية من لوحات سلفادور دالي أو قصائد رائد السوريالية العربية الشاعر السوري اورخان ميّسر..كنا نبتهج بسقوط الامطار،لأنها تعزف بمهارة لذيذة على صرائفنا الدفيئة والصفيح المضلّع لمنازلنا العمالية ..الجدات تضع الاواني الواسعة الفوهة في الحوش ..كان البرق يضيء دشاديشنا الماطرة ..وحين يتوقف المطر، ستهبط اسعار المحاصيل القادمة من مزارع صفوان وسنشتري المحاصيل بالصناديق البلاستك وليس بالكليو .مياه الأمطار تهرول في (المشروب) نحو البالوعات العامة ..وهكذا نحصل على شوارع جديدة وكورنيش جديد لشط العرب واشجار جديدة ، لماذا صار المطر يخيفنا ؟ مركبات الحكومة تخيفنا؟ الاذرعة المفوّهة الوفيرة للمسؤول تخيفنا ؟ مافائدة البطاقة الذكية والطوابير تقف في الهواء الطلق والمطر الشمس ..وفجأة ينهرك صاحب المكتب : خلّصت الفلوس ..تعالوا غدا..أين ذهب تجار البصرة الشرفاء اولئك الذين ينتظرون بلهفة شهر رمضان وعاشوراء ليخفّضوا اسعار المواد الغذائية ؟ لماذا المواطن وحده المسؤول عن كل مايجري من تدهور اقتصادي وسياسي وثقافي واخلاقي ؟ كيف يكون هذا المواطن المملوك مسؤولا عن كل هذا الخراب العراقي وهو يفتدي العراقي يوميا بكل شيء حد الاستشهاد والقتال في الحشد الشعبي ؟ ثم تطالبه الحكومة بالتقشف !! والمياة تقتحم البيوت والمدارس الغرقى ماتزال بدوامها الثلاثي وسائق الأجرة يهدد رزقه شرطي المرور وهو يشهّر وصل الغرامة!! إذا كان المواطن عنترة!!فهل هو ابن زبية؟ ابن شداد؟ أم هي هكذا( يدعونني في السلم يا ابن زبيبة /وعند اصطدام الخيل يا ابن الاكارم)؟ ..أمريكا التي اسقطت معسكرا اشتراكيا ،حررت العراق من الطاغية، ثم فخخت العراق ولأن العراق عنقاء خالدة ، اعانت امريكا نفسها بداعش وهكذا سقطت الموصل واخواتها ..؟ اليس نحن الآن ابطال روايات كافكا (المحاكمة)(القلعة) (المسخ) أمانزال نعيش في (مستوطنة عقاب)؟ من جعل ايامنا تسيح مثل (ساعات سلفادور دالي)؟ من جعل حياتنا مثل لوحته (الفاصوليا المسلوقة)؟ من اشد فقرا نحن ؟ افغانستان ؟ لماذا اذن لايوجد لدينا كهرباء منذ سنوات الحصار حتى الآن؟ أليس هذه هي السوريالية؟ وفي زمن الحصار قال المصريون بسخريتهم اللذيذة (دا آخر زمن ..عراقي يشتغل باليمن )..والآن مَن اجّج هذه الهجرات الجماعية للشباب العراقي؟ المواطن المملوك؟ من أكثر سوريالية ؟الادب العراقي ؟ الواقع العراقي ؟ مايزال الاديب العراقي يكتب برصانته المعهودة عن واقع لارصانة فيه ، وهناك من يتناسى هذه اللحظة المفخخة ليكتب عن جثة الماضي ...مَن المسؤول منذ سقوط الطاغية الى مابعد الآن عن الذاكرة العراقية وهي تشتغل بتوقيت الزمن النفسي ..فتستعيد لحظات جميلة رغم جحيم تلك السنوات الدموية..؟ وأخيرا أقترض من كافكا واقول ملعونٌ من صيّر حياتنا (نسمة معارة من الحجيم )؟
* مسح ضوئي /عمود صحفي أسبوعي / طريق الشعب / 19/ 1/ 2016



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية النص / كتابة الاخ..(طيور التاجي) للروائي اسماعيل فهد ا ...
- أوعية النص ..(في حضرة العنقاء والخل الوفي ) للروائي اسماعيل ...
- هؤلاء معي
- تناسل المحكي الغرائبي/ ترهين السارد ..(عندما يكون رأسك في طر ...
- الكلام بنقيضه شذروان رشدي...
- (عبور) ...محمد عبد حسن . الى : مقداد مسعود ..وآخرين عبروا ال ...
- شوق الدرويش
- حركة المشكال وأسطرة الوجود أنثويا مها حسن في روايتها (تراتيل ...
- ضيوف الحاسوب
- أسئلة الليمون /غلاف الدمعة..نور عبد المجيد..في روايتها (أنا ...
- بستان مهدي
- الشاعر محتفياً...(قطر الشذى) مهدي محمد علي
- بصرياثا...من خلال جنة البستان (1945- 2011)
- من بساتين السياب
- من القص الى التروية إسماعيل سكران في روايته (جثث بلا أسماء)
- شرطي يتكرر...في (غيوم تكركر) للشاعر فرات صالح
- سراج الحكايا : محمد خضير
- أفرغ رأسك من النحل.. الروائية مها حسن ومسرحة النص ،في - الرو ...
- السرد بالمناوبة...(المرأة والقطة ) للروائية ليلى العثمان
- مقبوسات سردية من سراج محمود عبد الوهاب


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نسمة كافكا