أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 17















المزيد.....

بدوية 17


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 15:13
المحور: الادب والفن
    


...انا من احضرتك الى هنا برغبتى ..اردت عبدا يخدمنى ..اردت عبدا ليحبنى ..من انت لتختار لى !!..سيظل البكر فقيدى ودمائه عليك انت ..عليك ان تخلص دمائه من قاتله ..لا ازال اسمع صراخه ياتينى من جوفه السحيق يغمر جسدى ..يهدد منامى ..يسرق راحتى على الكرسى الذى صنعته ...وانت ومن هم فى المنخفض عليكم باحضاره واظهار الولاء...وانت اكثر منهم لقد سمحت بموت بكرى ...و لا ازال اسمع صوت صراخه انه حى ..سرق حارسى وعليك انت ان تخلصه من براثن ذلك الحارس الخائن وتعيده لى اتفهم ....
استيقظت الصغيرة واوقظت امها ولكنها لم تتحرك لقد سكنها الجوع طويلا بعد حاصر رجال الاحدب المنخفض بحثا عن القاتل الابن الثانى..فركضت خارج خيمتها كانت تسمع اصوات الصراخ قادمة من بعيد ..الكل بات يعلم ان السيدة غاضبة عليهم فتركتهم للاحدب ورجاله ..كانوا يقتلون من تعاون من المنخفض بينما المجنحين يطوفان السماء بحثا عن اى متعاون اخر يحاول الهرب الى البحر او الكهوف ..ركضت تبحث عن ابوها بعد ان خرج ليحضر لهم بعض الاسماك وتاخر وامها لم تستيقظ من ثباتها بعد ..رات الكل يركض باتجاهها يحاول الهرب من سيوف القادمين ..لكنها لم تعى تعلم ان والدها ذهب من هذا الطريق وعليها اكماله لتصل اليه ...كانت تحاول ان تسرع بقدميها التى تعرج حينما اصطدمت بساقه فسقطت على الارض ..نظرت لوجه الاحدب طويلا..لم يرفع عيناه عنها..كان صوت الصراخ يزداد بينما حملها هو على ذراعه وعاد فى طريق المنحدر ...
كانت عيناه عليها وهى تخرج بعبائتها الارجوانية وعمامتها على راسها وجسدها الاسمر ينبض حزنا وهى تتجه من قصرها فى موكبها صوب بيت تقدماتها ...تنفس الصعداء عندما سمح له اخيرا بمغادرة مخدعه ،كان الاصغر المنسى ..لا ياتى احدا لزيارته ولا يخرج سوى فى يومين محددين فى العام من خلف السيدة وابنيها البكر والاوسط والان لم يعودا هناك ..شعر ببعض النشوه هل سيصبح البكر لديها الان ؟..هل ستعلن ذلك على امام الجميع ويتغير حظه مرة واحدة والى الابد ..ساوره شعور الخوف ..كان الاحدب ورجاله يجوبان المدينة من مرتفعها الى منخفضها بحثا عن القاتل ...حتى انها امرت حراسها ان يبحثا فى المدن المجاورة ومن يقف امام السيدة حتى وان كانت مدينة اخرى ...كانت الاشاعات تسرى بين الافواه انه هرب لمدينة صغيرة جوارها ..فذهب اليها الاحدب برجاله وقيل لم يبقى منها حى ..ولكن القاتل لم يظهر .....
كان يحدق فى الفتاة النائمة فى مخدعها الوثير..داخل غرفتة بالقصر.كان تبتسم وهى نائمة هانئة فيبتسم ..تدارك نفسه ظبطها تفرح مع فرحة تلك الصغيرة منذ ان وجدها لم يعد يتركها..كيف خلصته من قساوة قلبه ؟....
اه يا سيدتى لقد صنعتى منى مهلك ..كنت احدب وكنت عبد..جلعتنى محبوب ثم القيت بى بعيدا بعد ان كنت اجلس على شرفاتك ...وجعلتى منى مهلكى...
امرت المنادى فخرج وقف فوق المنحدر وصرخ :افرحوا يا اهل الرمال ..لقد كفت السيدة عنكم ومنعت عنكم المهلك ولن يعود يعبر ذلك المنحدر اليكم مرة اخرى لا فى الليل ولا فى النهار ".....
التف الناس من حول الموكب الذى عاد للظهور بعد ان عفت عنهم السيدة وتراجع البحر عنهم وعاد السمك يلقى فى شباكهم مرة اخرى ولكنهم ما راوا السيدة تلك المرة ..بل خرجت تلك الطفلة التى ارتدت مثلها الارجوانى وتمشت لم يعرف عمر للطفله من جسدها الطويل والضخم حتى الاحدب تعجب من نموها السريع وبات يخشى منه لكنه فوجىء ببسمه السيدة تعود ولا يعلم لماذا ؟...ولكنها قالت مات حارسى وولد لى اخر ...كان يعلم ان موت تنينها احزنها فقامت باحراق قلبه على موقدها واشعلت منه بخورا اشتم المنخفض باكمله رائحته وانها لن تعود للبسمه خاصا بعد ان ارسلت ابنها الاصغر فى تلك المهمه التى عد اليها وعاد الاحدب برجاله الى القصر.....
تمشت الفتاة من امام الموكب بثقة كان الاحدب يتبعها مثل ظلها..تعجب من قيامها بالخطوات الصحيحة دون ان يرشدها احدا ..وجدها تتجه نحو رماد قلب التنين وتقبله ..كفتاة تقبل ابيها ..هل يعقل هذا ؟..وقف الاحدب يراقبها فى دهشه ..تذكرغضب السيدة وارسالها من يحضر تلك المراة التى تبعها التنين وابتعد قلبه عن سيدته !....تذكر اخر ليلة شاهد فيها التنين بعد ان تعارك مع البكر وسقط امامه ..فراى البحر مهتاج وهو يصعد من وسطه ..فتح الاحدب عيناه بقوة عندما راى الخارج ليس تنيا بل على شكل انس مثله ولكن لم يتبين ملامحه وهو يكمل طريقه ليختفى وسط غيوم السماء ...
لكنه سمع صوت صراخ قادما من خلفه فرأهم ياتون من جميع الجهات حراس السيدة يقتربون نحو الطالع وسط الغيوم يريدون قتله ..لكنه يزجرهم بريح قوية ويخرج لهبه من فمه لقد عاد يقذف النيران من جديد..فتراجعوا الى الخلف مذعوريين ..فتجمعت الرياح ونيرانه وبثها فى جموع حراسها فتحولوا من امامه الى رماد ...بينما الاحدب يقف مختبىء من وجهه يراقب ما يحدث من بعيد غير مصدق ان التنين عاد ورحل ..لقد تمرد على سيدته ...تمرد ..
لكنه خاف ..خاف عندما لمح من لم يسقطوافى رماده يتقدمون نحوه ويلقون بسيوفهم ويستسلمون عند قدميه...عاد ونظر الى الفتاة الصغيرة وهى ترقص بخفه ودهشه ..شعر بالحزن عليها ..كانت ثمرة التمرد وثمار التمرد عليها ان تقطع مبكرا قبل ان تحصد الارواح ....
لم تجلس السيدة فى قصرها بل خرجت تجوب المدينة على عربتها ومن امامها كان سبعه فهود يجرونها والناس يتابعدون من حولها ..كان صوت سياطها التى ترفعها وتضرب بها يجعل اهالى المنخفض منتظرين العقاب القادم ....ماذا هل لانهم احبوا الفتاة التى اعطتهم اياها وتركتها تتجول فى المدينة من امامها....بعد ان احبوها وهى تؤدى رقصتها وسمعوا صوتها الهادىء وهو يأمر لهم بتوزيع الطعام..وهى تجوب وسط المنخفضين وكانه واحدة منه بل وترفض حراس السيدة يتبعوها ...يلتف من حولها العبيد فتبتسم ويقترب الفقراء والبائعين والصيادين ..طافت الرمال وحفرت بقدميها بداخلها ...والان رحلت اختفت مثلما ظهرت دون ان تعطى انظار او ان تخبرهم السيدة بسبب...هبطت لتعاقب كل من احبها وسار من خلفها ..كان الحراس ينادون اين الخونة من وسطكم من يسلم نفسه يرفع العقاب عن اهله ....خرج من علم ان العقاب لا مناص منه ولكن قلبهم لا يزال يتسال لما تركهم ليحبوها ...لما اخذتها لديها من الاصل...هل احبتها مثلهم وارادت ان تكون بكرا لها عوضا عن الغائب ..لما لم تعاقب هى نفسها مثلنا ؟...خرج السؤال على لسان فتى عبد عمله التجول وانتظار الرزق ..نظرت له الاعين بخوف لكنه لم يتراجع ..ماذا سيحدث له هل ستوقع به العقاب فيموت ؟..اليس هذا افضل حالا من الموت جوعا لسبب يجهله ...فى البداية كان سوء طالعه من جعله عبدا من ان يوم ان خلق لانه ابن لعبيد وولكن الان ماذا ايضا ....الا يكفى ..لقد مل وسئم العمل دون طعام ..سئم العقاب من اسياده حاشيه السيدة التى لا تعرف سوى العقاب ...تختفى ثم تظهر لتعاقب كل من بحث له عن طريق نجاه ..تجلس فى قصرها وتترك التكهنات بموتها تتناقلها الالسنه وعندما يصدقها البعض من طول الغياب تخرج لملاقاته ....من نصبها سيدة علينا ....اختفى الاهالى من حوله يكفيهم من فقدوا ولن يتحملوا المزيد .....
كان بمفرده يجوب ويتسأل لماذا ؟...لقد احب الفتاة مثلهم واراد الصعود للمرتفع وخدمتها هى وفقط ..كلما تذكر عيناها شعر بالغضب...قتلتها وسطهم بارضهم ..ولا واحد خرج يدافع عنها من حراسها حتى هو...خاف..يد الحراس باطشة قوية ..لمن يذهب ويسألها عن الحساب..هى القاضى والسيدة ..هى الخصم والحكم ...والجميع يتبعها فى صمت ...كان الغريب محقا لم يعد ممكن الصمت عليها ..عشت على طاعتها والان منعت عنى الرزق كله وماذا جنيت انا سوى رؤية اهلى العبيد من حولى يتساقطون ومع ذلك ظللت اتبعها ولكن الان يكفى ...ركض نحو المنحدر والجميع يبتع عنه وصرخ "اسمعنى ايتها السيدة انا لم اخطىء ..بل انتى من اخطأتى فى حقى ..لقد اطعت ولم اخرج عليك يوما...كنت اسير من خلفك عندما تمريين علينا بموكبك ودفعت ما عليه لبيت صخرتك والان ماذا لقد اخذتى منى كل شىء حتى من احبونى وتركتنى عبدا وحيدا....اسمعينى لقد مللت ولم اعد اهاب الموت منذ اليوم انا لن اتبعك...اتفهمين لن اتبعك ...وابقى اذانك جوار حاشيتك هم فقط من تكونين سيدتهم اما باقى المنخفضيين فيكرهونك"......
من فرح منهم فرح سرا ومن حزن منهم حزن علننا...كان المنخفضيين يخشون مزيدا من العقاب على عبد يعيش وسطهم فيتلقى الجميع معه العقاب لذا شعروا بالاطمئنان عندما غادر المنخفض قالوا ربما يسكن البحر ..ربما يسكن الرمال ..شكوا فى امره من اين له ان يقف امام السيدة هكذا بكل تلك الجرأة حتى ولدها عندما تمرد لم يصنعها بمثل تلك الشجاعة ولم يطلبها علانية ....سمعوا صوت النسور تحلق من بعيد وجوهها مثل الانسان وجسدها جسد النسر المحلق ..علموا انه العقاب السريع قادم ...حراسها كانوا يعلمون فى اى رمال يختبأ....وجدوه جالسا كان يتناول طعامه من الاسماك فى تلذذ...على تلك الطاولة الصغيرة فى هدوء.اقتربت النسور من حول راسه وتحلقت ..اكمل طعامه فى هدوء...اقتربت بمنقارها من رقبته ودغدغته ..استمر يكمل طعامه رغم الالم ..كان يعلم انه سيرحل ولكنه اراد بالتلذذ من اخر قطعه سمك لديه قبل ان يرحل ...اكل حتى اخر قطعة ثم ارخى راسه فى استسلام ...وبسمه ....
عاد الجفاف المدينة من جديد ولا البحر عاد يخرج سمكا ،قيل همسا بسبب موت الفتى ..بكت النساء على صغار سيرحلون وانتظر العجائز منهم الموت ..عدوه املا قادما لهم بعد ان حل الجفاف والجوع ...بعد ان زاد السخط ولم يعودوا يهربوا من عقاب السيدة ولا من البحر كلاهما قاسى عليهم ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر عاملة 11
- ثورة طيبة1
- من هرماس الى سيدى هيراكليس
- رسائل هرماس ابن جدته صاحبة بيت طيبة
- قضية هرماس
- بدوية 16
- دفتر عاملة 10
- بلدة من زمن اخر
- عم صالح
- تاريخ الاسرة ما بين الحيوان والانسان
- الكاهنة الام
- رياح الجنوب
- دفتر عاملة 9
- ليليث ام خنثى الام المقدسة 2
- الام المقدسة 1
- بدوية16
- دفتر عاملة8
- ام ..بالاكراه
- استعدت عقلى..عايدة
- لا نعرف لغة الحياه..عايدة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 17