أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الجدل حول غنوصية سمعان ماجوس السامري















المزيد.....

الجدل حول غنوصية سمعان ماجوس السامري


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الغنوصية السامرية – السورية :

كتب الباحث السوري القدير فراس السواح في كتابه :
(الوجه الاخر للمسيح : موقف يسوع من اليهود واله العهد القديم ومقدمة في المسيحية الغنوصية ) ان مؤسس المدرسة الغنوصية السورية هو سمعان ماجوس السامري والملقب في سفر اعمال الرسل ب ( الساحر ). وهو اكثر الشخصيات غموضا بسبب ضياع مؤلفاته ولم يتبقى منها الا افكار متفرقة وصلتنا عن طريق نقاده ومعارضيه من المسيحيين اصحاب الكنيسة الرسمية .

نشط سمعان في اواسط القرن الميلادي الاول , وكان معاصرا ليسوع وللرسل الاوائل .ومن تاثيرات سمعان ماجوس السامري هو ماجاء في انجيل يوحنا ( 8 – 48 ) حيث وصف اليهود يسوع بلقب ( السامري ):
( السنا على صواب اذا قلنا انك سامري , وان بك مسا من الشيطان ؟ ).

ان التفسير الوحيد لاتهام يسوع بانه سامري هو :( ان اليهود شعروا منذ البداية بوجود صلة بين تعاليم يسوع الغريبة عليهم , وبين تعاليم الغنوصية السامرية ).

بحذفنا للخوارق والسحر المنسوب الى سمعان ماجوس يمكننا القول مع فراس السواح انه لايبدو يهوديا راديكاليا ثائرا على الارثوذكسية اليهودية ( الاصولية , السلفية ) ولا مسيحيا غنوصيا متطرفا , وانما تنبع غنوصيته من مصدر ثالث هو على مايبدو الغنوصية المبكرة التي نشات عن طريق الموروث الوثني التقليدي للمنطقة .

وصف سمعان ماجوس نفسه بانه تجسيد للاله على الارض . وهو يقدم الخلاص من العالم المادي لكل من يتعرف عليه . وقد كان لسمعان عدد من التلامذة مثل دويتسيوس ومينا ندر واللذان بشرا في سوريا واتخذا من انطاكية مقرا لهما .

يتحدث سفر اعمال الرسل عن سمعان ماجوس(8 : 9 – 13 ) حيث آمن سمعان ماجوس بكلام فيليبس واعتمد .اما سفر اعمال بطرس المنحول فيعطي لسمعان رواية اخرى , حيث يصنع سمعان ماجوس والرسول بطرس الايات والمعجزات , الا ان الغلبة كانت في الاخير لبطرس .

يرفض الباحث فراس السواح فكرة وجود غنوصية يهودية سابقة للمسيحيةاستنادا الى مكتبة نجع حمادي . ان هذه النصوص كتبت في سياق مسيحي وليس في سياق يهودي , وضمن عدد اكبر من النصوص الغنوصية ذات الثوب المسيحي الصارخ .
اما عن الشخصيات التوراتية التي تظهر في نصوص مكتبة نجع حمادي ( الغنوصية ) فجميعها ينتمي الى الاصحاحات الاولى من سفر التكوين , ومن جيل آدم الى جيل نوح دون بقية الاسلاف . وهذا يدل على ان المسيحية الغنوصية قد استخدمت هذه المادة وتلك الشخصيات التي تنتمي الى مرحلةالخلق واصول العالم في سبيل مطابقتها بين الاله الديميرج صانع العالم والاله اليهودي يهوه وفي سياق نقدها للعالم المادي باعتباره صنيعة الشيطان – يهوه .

كما انه لايوجد اي دليل تاريخي على وجود نظام ديني غنوصي واضح الملامح قبل ظهور المسيحية الغنوصية (البراديغم –Paradigme ).

ويكتب الباحث العراقي د . خزعل الماجدي في كتابه :
( كشف الحلقة المفقودة بين اديان التعدد والتوحيد ) حول سيمون ماجوس او سمعان الساحر مايلي :
( ولعل المطابقة بين شخصية السيد المسيح وشخصية سايمون الساحر محيرة ومثيرة وجذابة , في الوقت نفسه , لكنها مازالت بحاجة الى الكثير من العلم والاسانيد ).

ويقوم الماجدي بالتعريف بسيمون السامري , انه عاش حوالي 67 م وهو سايمون ماجوس او سمعان الساحر او شمعون الساحر , واسم سايمون او سمعان تعني بالعبرية (سامع ) وماجوس هو لقب اطلقه عليه اعداءه ( مثل اطلاق لقب الكذاب على مسلمة الحنفي ).وردت قصته في اعمال الرسل . وهو مسيحي , بحسب الباحث الماجدي ,من السامرة من قرية جتو ( بتشديد التاء ). ظهر في عصر كلوديوس قيصر وقضى طفولته في مصر . وكان يمتلك قوى سحرية ( المقصود طاقة باطنية غير اعتيادية )يمزج السحر بالغنوصية والمسيحية ليكون له طريقا او مذهبا اطلق عليه لاحقا( السايمونية )الذي ظل حيا باتباعه الى منتصف القرن الثالث الميلادي .

مارس صناعة المعجزات في السامرة, وصل صيته الى روما حيث اقيم له تمثال في نهر التيبر ( وهو اسفل الفاتيكان بمسافة قريبة ) بين قنطرتين ونقشت عليها بالاتينية ( سيمون الاله القدوس ).ادعى النبوة اولا ثم ادعى الالوهية في السامرة وتبعه اغلب اهلها .

وكان يقول انه وفق النظام الغنوصي :الرب في السامرة , والمسيح بين اليهود ,والروح القدس في الامم الاخرى .
هنالك من يرى ان سيمون هو السيد المسيح وانه بداية الغنوصية المسيحية وان الخلاص لاياتي عن طريق الايمان والحب وحدهما , ولكن عن طريق المعرفة ( العرفان او الغنوص )والحدس الخاص وممارسة طقوس السحر , فهي تدعو الى التوفيق بين المذاهب .
وهكذا اخذت كل ماتعلمه الزرادشتية والديانة المصرية والهلينية – الفلاسفة وخصوصا ثنائية زرادشت في الصراع بين قوى النور والظلام .حتى اخذت من المسيحية فكرة الخلاص .

اصطحب سيمون امراة من صور اسمها (هيلانة ) وادعى انها من بنات افكاره وانها ( الفكرة الاولى ) التي ظهرت منه وانها ام كل الاشياء , وبها خلق الملائكة والعالم وقد وضعها العالم في جسد بشري ومنعوها من الرجوع اليه فصارت غانية ضالة. وجاء سيمون ليخلصها من سجنها المادي . وكان يطلب من الناس ان يتبعوه معها حتى يهتدوا الى الخلاص .

يقول الباحث الماجدي ان سيمون كان يقلد سيرة السيد المسيح يسوع ويتشبه به وبمعجزاته . وحتى هيلانة كانت نظيرة مريم المجدلية في حياته .اصطدم بالرسولين بطرس ويوحنا , ويقال انه اهتدى على يد فيليبس , لكننا لانملك دليلا على ذلك .
لقد صنع المعجرات والشفاء للناس .ويقال انه حاول الطيران لكنه سقط واصيب بكسور . وحاول الصعود الى السماء في عربة ذات لهب فسقطت وانكسرت رجله . ولذلك القى بنفسه من على جبل ومات ( قارن ذلك مع تجربة يسوع مع ابليس في انجيل متى – كاتب المقال ). وهناك من يرى انه طلب ان يدفن حيا في آخر حياته , حتى يقوم بعد ثلاثة ايام ,ولكنه لم يقم ومات في قبره .والقبر موجود اليوم في اريشيا قرب روما Ariccia .

هاتان النهايتان تفندان موضوع هدايته على يد فيليبس . ولاتخلو مثل هذه المبالغات في سيرته من تدخل كتاب السيرة المسيحية . وكان لسيمون كتاب مقدس وصلت بعض فقراته .
تاثرسيمون بالغنوصية الوثنية المبكرة بحسب الباحث الماجدي وبالسحر , ورسم سفر بطرس النحول له صورة اخرى وهو يتبارى مع الرسول بطرس في روما ويستطيع الطيران فوق روما والتجول في سمائها .كان له تلميذان في السامرة هما (نياندرو ودوتسيوس ) اللذين غادرا انطاكية ونشرا الغنوصية المسيحية فيها .

هنالك الكثير ممن يشير الى وجوده التاريخي وهو موصوم من قبل الكنيسة الرسمية بالكذب والسحر والشعوذة , وهو اب لكل البدع .
هنالك مايشير الى ان سيمون ينحدر من سلالة كلدانية قدمت الى السامرة ولم يكن يهوديا , بل كان بابلي الديانة . وتخالط ديانته ثقافة زرادشتية , فضلا عن انه كان تلميذا ليوحنا المعمدان وقضى معظم طفولته في مصر .
في هذه الفترة انتشرت الاخبار عن تعاليم ( الاسينيين ) . وكان هؤلاء يعتنون بتربية الاطفال والصبيان وفق تعاليمهم الزهدية والرافضة للديانة اليهودية التقليدية والداعين الى ديانة عالمية .حيث انضم الى حركة الاسينيين يوحنا المعمدان وبطرس وفيلبس وبولس .

كان سيمون مؤمنا بان للكتاب المقدس معاني رمزية , واصبحت فرقته السايمونية حافزا لولادة فرقة الدوسيتية والتي تؤمن بان المسيح لم يمت جسديا على الصليب
يختتم الباحث الماجدي فصله بالقول :
( كانت ومازالت هنالك شكوك قوية بان سايمون هو المسيح الحقيقي الذي ظهر في فترة المسيح نفسها وحقق بعض المعجزات وكان غنوصيا , ثم نسجت حوله اسطورة اخرى عن المسيح المصلوب ).
توفي سيمون بين الاعوام (64 – 65م ) وهنالك خمس احتمالات لموته :
1 – بعد اجراء نوع من التحدي بين سيمون وبين بطرس طار سيمون فوق روما لكنه سقط بعدها والتقطه بعض الناس , ورغم مااشيع عن عدم موته , لكنه ربما اصيب بكسور ادت الى موته ثم وضع في تابوت حيث دفن في تيراسينا ومن ثم في اريشيا .
2 – بعد ان سقط على الارض ربما انتحر .
3- ربما عثر عليه مكسورا وطلب هو ان يدفن حيا ليقوم بعد ثلاثة ايام لكنه مات ولم يقم .
4- ربما يكون قد استخدم اجنحة ايكاروس , كما في الحكاية الاغريقية , لكنه سقط ومات .
5 – هنالك احتمال خامس , وهو الاقرب الى الواقع بحسب كاتب المقال , بعد استبعاد الخوارق والمعجزات من القصة .ان سيمون اصبح في حلقة مسيحية تضم السيناتورالمقرب من نيرون وهو مارسيلو ,بل ان الامبراطور نيرون ربما يكون في هذه الحلقة , وربما كانت مباراة التحدي بين سيمون وبطرس فاصلة ,وكان نجاح سيمون وسقوطه مثيرا , وهو ماجعل سيمون يرجم من قبل الناس ,في مابعد , وقد اتهم بطرس بانه دبر قتل سيمون فسجن وصلب , اما سيمون فقد كرمته الامبراطورية الرومانية بعد وفاته وكانه اله وصنعت له التمثال المعروف ب ( سيمون المقدس ) والذي امر بصنعها القيصر كلوديوس .

توفي سيمون في حدود سنة 65 م وصلب بطرس راسا على عقب , على الصليب مقلوبا , لانه كان يرى انه ليس اهلا ليكون مصلوبا كاالمسيح , صلب في عام 67 م .اما بولس والذي كان يبشر في روما فقد اعدم بقطع راسه وليس بالصلب (لانه حاصل على الجنسية الرومانية )بامر من نيرون على اثر حريق روما الشهير والذي اتهم المسيحيين باشعاله عام 64 م ولذلك يؤرخ موته ب (64 - 67م).

يعتقد كاتب المقال ان سيمون كان ضحية لمخطط وضعه ونفذه نيرون وقام بقتل سيمون واتهام الرسول بطرس بقتله وهي تمثل على مايعتقد كاتب المقال البداية الحقيقية للابادة التي تعرض المسيحيون بعد حريق روما .وهو استنتاج يعتمد على الحدس وليس على الوثائق التاريخية.كمقتل وزير الدفاع العراقي في زمن صدام حسين ( عدنان خيرالله ) في حادثة طائرة هليوكوبتر, وهو حادث مدبر بدقة , ثم البكاء عليه واعتباره شهيد الوطن .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائية الغنوصية وظهور فكرة المخلص
- قراءة في الهرمسية وجذورها
- عولمة اليهودية في العصر الهلنستي
- كشف الحلقة المفقودة بين اديان التعدد والتوحيد
- ولادة المسيحية من رحم الثقافة الهلنستية
- ترثيث المراة في العراق
- الرثاثة الاجتماعية في العراق
- الرثاثة والاستبداد الشرقي في العراق
- بين رثاثة السياسي ورثاثة عاملة الجنس
- اشكالات في كتابة الابحاث والمقالات
- الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة
- الرثاثة وجذورها في العراق
- من يقرر صناعة مستقبل عالمنا العربي ؟
- الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الجدل حول غنوصية سمعان ماجوس السامري