أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - رسائل احفاد سايكس بيكو















المزيد.....

رسائل احفاد سايكس بيكو


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتجدد مشاريع الاستعمار معه، ولا تختلف في جوهرها كثيرا، وترصد ما يحيط بها او ما يوفر لها مجالاتها الحيوية وفرصها المستهدفة، ولا تتوانى عن تنفيذها والعمل بها. فإذا كانت بريطانيا وفرنسا في بداية القرن الماضي ومعهما روسيا القيصرية حينها هي الدول العظمى، ووقعت على اتفاقية سايكس بيكو التي فضحتها الثورة الروسية عام 1917 وكشفت النوايا المستترة وقتها، فان ما حصل وما جرى منذاك الى يومنا هذا هو من كوارث تلك السياسات الاستعمارية ومصالحها الستراتيجية. وإذا اضمحلت قوتها الان وصعدت قوى اخرى زرعت ركائز لها في المنطقة لمثل هذه الايام فان التهديد بما هو اشبه بمشاريع الاجداد، ليس جديدا او مفاجئا، حيث اثبت عمليا ان الاحفاد هم اسوأ في كل الحالات بالنسبة للوطن العربي خصوصا. ورغم كل التطورات والثورات في مختلف المجالات ظلت ستراتيجيات الدول "العظمى" هي ذاتها في الاستعمار والاستغلال والهيمنة واستعباد الشعوب. او هي هكذا تخطط وتضع المشاريع لها وبكل تأكيد لم تستفد من تجاربها السابقة ولا من دروس التاريخ، وتمارس السياسات ذاتها والقواعد التي اعتمدت عليها، ومنها استخدام المتخادمين معها في تمرير سياساتها وبرامجها.
تصريحات مديري الاستخبارات الفرنسية والأمريكية خلال مؤتمر حول الاستخبارات نظمته جامعة جورج واشنطن (27/10/2015)، في العاصمة الأمريكية، مثال بارز ودليل كاف يقدم تلك السياسات ومخططاتها ومشاريعها العدوانية. ففي كلماتهما وما دار حولها من نقاشات يبرهن توجهات تلك الدول الاستعمارية وعملها الذي تجهز له كل وسائلها التدميرية والتخريبية وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية. حيث تضع في مخططاتها تغيير الخرائط القائمة ورسم جديدة لأهداف اخرى، لا تحسب فيها اية مصالح للشعوب التي تعيش عليها او تقدر اراداتها وخياراتها الوطنية والقومية. وما حصل في المنطقة عند اجتماعات سايكس وبيكو وما بعدها يكشف ان ما جاء به احفادهما استمرارا لتلك المخططات والاتفاقيات، بل وبأشكال وأساليب اسوا منها وأكثر ضررا وابعد خطرا، لاسيما في الوطن العربي، وخصوصا بعد تفتيته وزرع الكيان الصهيوني لتقسيمه وتنصيب حماته والمدافعين عنه في المنطقة، سرا وعلنا. فما يطرح علنا من خطط تفتيت البلدان والشعوب العربية، وتدمير مكوناتها ومقوماتها ونهب ثرواتها وتكليف العدو الصهيوني عليها وابتزاز المتخادمين في توفير الحاضنات لها، والأرضية الملائمة، كما هو حاصل الان من ازمات مختلفة وحروب متعددة، في الوطن العربي، يفضح تلك الارتباطات ويدل عليها.
لماذا نشرت اقوال مديري الاستخبارات هذه في اغلب وسائل الاعلام وأجهزتها المعنية الان؟، وما الهدف منها، وهل هي بالونات اختبار؟ ام وقائع لمستقبل المنطقة العربية؟. ان الخطورة في كلامهما وتأكيداته في وسائل الاعلام الغربية خصوصا تكمن في وظيفتهما وطريقة الاعلان، اذ ان كلامهما ليس رأيا صحفيا او ردا في مؤتمر اعلامي. وأنهما لا يقولان اجتهادا بل كما يبدو او يتوضح، ما خططا له ورسماه في غرفهما السرية المغلقة وفي مشاريعهما المعبرة عن سياسات ستراتيجية غربية لسنوات قادمة. وما يحدث على الأرض في العديد من الدول العربية يوثق لهما او يصادق عليها ويفضح اعمالهما ورسائلهما المباشرة والواضحة. تصريح مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه، بأن "الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة، وأن دولا مثل العراق أو سوريا لن تستعيد أبدا حدودها السابقة". يضاف له تأكيد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان، الذي أعرب عن ثقته في "أن المنطقة ستستقر مجددا في المستقبل وفق خطوط مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية". لا تصدر هذه التصريحات بهذا الشكل وهذا المضمون إلا إذا كانت هناك أهداف حقيقية يراد أن تصل لشعوب المنطقة، ورسائل وافية من احفاد سايكس بيكو وإضرابهما. حيث سبق وان سربت مثل هذه الاشارات والخطط ولكن لم تأخذ صدمتها مثل ما يجري الان في هذه التصريحات. ومن التجربة وما يحدث في المنطقة وقابلية التخادم والارتهان يخدم تلك المشاريع وتوجهاتها ويعيد للأذهان ما تم فعليا اثناء لقاءات واجتماع سايكس وبيكو حينها، وتبادل الادوار والمصالح والخدمات.
يثبت ذلك ما يحدث اليوم في العديد من الدول العربية والإصرار على اشغالها بالحروب الداخلية وصناعة ازمات مختلفة الابعاد والصعد لها ومحاصرتها بشتى الوسائل، الامر الذي يدخل في صلب هذه المخططات والمشاريع ويهيئ الارضية للنتائج التي عبر عنها المسؤولان الاستخباريان مؤخرا. علما بان اوساطا اخرى مثلهما او مشابهين لهما سبقتهما ايضا في تصريحات مشابهة او تهديدات مبطنة بتلك الخطط والمشاريع العدوانية. فسربت خرائط وبرامج عن تفكيك دول عربية وإقليمية، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية. من بينها ما نقل عن مدير المخابرات الأمريكية السابق، مايكل هايدن، في تصريح لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية: أن هناك دولتين ستختفيان قريبا من منطقة الشرق ألأوسط مشيرا إلى أن اتفاقيات سايكس بيكو التي وضعت هذه الدول على الخارطة بمبادرة من القوى الأوربية عام 1916 لم تعكس قطّ الوقائع على الأرض. وقال هايدن: "لنواجه الحقيقة: العراق لم يعد موجودا ولا سوريا موجودة، ولبنان دولة فاشلة تقريبا، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضا"، مضيفا: لدينا الآن الدولة الإسلامية والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة والعلويون فيما يسمى سابقا سوريا والعراق (!).
لخص البروفيسور إدوارد جاناثان، بجامعة جورج واشنطن، هذه الافكار بقوله "أن التقسيم أصبح الخطر الأكبر الذي يتربص بهذه المنطقة، وأن ما وصلت إليه دول العالم العربي من تشرذم وعجز عن أخذ زمام المبادرة بيدها، كان دافعا لمن يرى أن عناصر خطة تقسيم العالم العربي، طبقا لخارطة الشرق الأوسط الجديد، اكتملت، وأن مرحلة التنفيذ على أرض الواقع مسألة وقت فقط". فمن سيصدق قوله، ومن يرد عليه وعلى تصريحات غيره؟!.
رسائل احفاد سايكس بيكو واضحة وهنا السؤال عن الارادات والخيارات، لابد من الانتباه اليوم لها قبل الغد والتاريخ غني بالدروس والعبر والوقائع والصفحات بصددها، وقبل فوات الاوان.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية الى مارغوت والستروم
- اخبار السويد الحزينة
- لماذا الجمهوريات العربية؟
- مَن يُقرر مصير الاوطان؟
- تحالفات تدمير العرب
- صرخات ضمير وطني
- حين تقاوم الكلمة
- ربع قرن على غياب غائب
- قراءة في صراع سليم اسماعيل
- غضب العراقيين
- هذا ما يكشف المسكوت عنه
- الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية والشعب العربي ...
- انا وعمر الشريف والنصيرات
- قراءة في نصف قرن من تاريخ وطن
- ستراتيجية احتلال جديد للعراق
- ثابت حبيب العاني وصفحات من السيرة الذاتية
- صدمة الانتخابات في المملكة المتحدة
- في الذكرى المئوية لمذبحة الارمن
- ما بعد صلاح الدين!
- من يوميات نصير


المزيد.....




- إيلون ماسك ينتقد مجددا مشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه ترامب ...
- مقتل 20 شخصًا بينهم أطفال في غارة على سوق مزدحم في مدينة غزة ...
- بالصور: المشاهير يتوافدون على البندقية لحضور حفل زفاف جيف بي ...
- عودة 36 ألف لاجئ أفغاني من إيران في يوم واحد
- مظاهرات تطالب بإسقاط الرئيس الصربي بشبهة فساد
- جيش الاحتلال يلقي منشورات في غزة تتضمن آيات قرآنية
- مظاهرات إسرائيلية ترفض صفقة تبادل جزئية
- المجلس الإسلامي السوري يعلن حلّ نفسه
- أنباء عن تقدم بمفاوضات غزة وزيارة نتنياهو لواشنطن مشروطة
- محللون: مستقبل نووي إيران بات غامضا وإسرائيل ستعتمد التعامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - رسائل احفاد سايكس بيكو