أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - صرخات ضمير وطني















المزيد.....

صرخات ضمير وطني


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من تابع الشعارات التي رفعتها الجماهير في بداية التظاهرات في المدن والساحات العراقية لاحظ انها صرخات ضمير وطني، صَبَر وتحمل الكثير من اجل الوطن والشعب، ولكن السلطات والإفراد ومن رغب ان يكون في واجهة المشهد السياسي في العملية السياسية التي جاءت بعد غزو واحتلال العراق عام 2003 او بعد ما حصل فيها من متغيرات، لم تبذل جهدا لتوفي بالحدود الدنيا من المتطلبات الضرورية للشعب، من أمن وآمان وخدمات اساسية ورئيسية، في بلد ثري في كل المستويات والأصعدة، ماديا وبشريا، وتركت لخطط المستعمر الامبريالي سهولة التنفيذ عمليا رغم موجات المقاومة الشعبية والرفض الوطني لها. وأثبتت الاحداث والوقائع تمكّن الامبريالية من النجاح في تمرير اجزاء واسعة من مشاريعها العدوانية، وأهمها عندها نهب الثروات وإشغال الشعب العراقي في صراعات اهلية بين رموز او بعض فئات مكوناته، وإغراء بعضها وقابلية اخرى للتخادم معه وتشكيل طبقتها التي تعبر عنها صراحة وعلى مختلف الصعد، او تعمل بديلا عنها في التخريب والتدمير اليومي الحاصل في العراق، تاركين اغلبية الشعب، بكل مكوناته، في حالة لا تحسد عليها، وليس بعيدا عنها تسليم مدن كاملة لتنظيمات ارهابية والتفرج على نتائجها. الامر الذي بلغت فيه الاوضاع الى ما فجر التظاهرات الواسعة في اغلب المدن والساحات العامة فيها، خاصة ساحة التحرير ببغداد.
بعد تجارب كثيرة لشعوب التحرر الوطني في العالم، تبدأ الثورات الشعبية الكبيرة من شرر متموجة من التظاهر والاعتصام، الى الاضراب و العصيان والمواجهات، الى الانتفاضة السلمية او العنفية وصولا الى الانتفاضة المسلحة وانحياز القوات المسلحة الى الشعب وتحقيق الثورة والانتصار. وإذا كانت صورة التظاهرات في العراق وخلال الاسابيع الماضية بدأت هكذا في احتجاجات سلمية لساعات محددة، وفي ظروف مناخية ليست يسيرة في كل الاحوال، ورفعت شعارات معبرة ومطلبية في اغلبها وبعناوين واضحة ولغة بسيطة، وحتى بأخطاء املائية او نحوية، ولكنها تعبير عن البدايات، الارهاصات، ودقات جرس انذار، او القول .. لا عذر بعد لمن أُنذر؟.
الشعارات المرفوعة او التي رُددت تكاد تكون متقاربة او متشابهة في اغلب التظاهرات، او المشتركة فيها، اكدت على مطالب اساسية مشروعة، اعلنت الرئاسات الثلاث وأعضاء البرلمان مباشرة تأييدها وإصدار حزم اصلاحات، وإجراءات كثيرة ولكنها لحد اليوم بقيت اشبه بكلمات معسولة او شعارات لامتصاص الغضب، والالتفاف على روح الاحتجاج، وتبقى في انتظار التطبيق العملي وتوفير المتطلبات بآجال قريبة، وتواريخ محددة، تكشف مصداقية الاجراءات وروح التفكير بها. وسبقتها المرجعية الدينية في الاشارة اليها ودعمها. وهي في كل الاحوال متطلبات ضرورية لا يمكن السكوت عليها او التغاضي عنها.
طبعا اغلب الشعارات عبرت عن وعي القوى الوطنية الشعبية وبلوغه درجة الغليان، ورغم ذلك ظلت الى حد الان في ارتفاع ابعد من الخدمات المعدومة، والنقص الفادح فيها. وقد رفع رجل مقعد وهو في عربته الطبية لوحة تقول: اليوم مظاهرة، غدا- عصيان، وبعدها- انتفاضة. وتكررت هذه اللوحة في اغلب التظاهرات. وكذلك لافتة تقول: للصبر حدود. وكانت الصرخات تؤكد على ضرورة توفير الخدمات الاساسية، الكهرباء والماء والدواء. وهي كما تبدو قضايا بسيطة جدا إلا ان الفساد الرهيب الذي مارسه المسؤولون عنها اضعف توفيرها وقلل منها او توقف عنها. وهذا في العراق، مهما كانت ظروفه وأوضاعه الاقتصادية وتأثره بالأزمة الاقتصادية التي قادتها الادارة الامريكية ونفذتها ادواتها في المنطقة، لاسيما في خفض اسعار النفط، المصدر الرئيس لميزانية اغلب البلدان، ومنها العراق بالذات. فكانت صورة الشعارات حول الكهرباء والماء خصوصا في رفع نعوش والكتابة عليها جماهير المدينة المعينة ينعون لكم الفقيد الكهرباء او الماء وبقية الخدمات. كما حوّل المتظاهرون بعض الاغاني الشعبية المعروفة الى شعارات مطلبية ونقد سياسي صريح للادارات السياسية العاملة او الراغبة في الوقوف في الواجهة السياسية. ومثلا اغنية عمي يا بياع الورد، تحولت: (عمي يا بياع النفط... وين النفط... وين (اين)، صار الوضع موخوش وضع ... والريحة فاحت، فاحت. وين الغذاء... وين النفط... وين الكهرباء.... الحصة راحت... راحت). وكذلك: فوك داعش والبلاء.. انوب ماكو كهرباء.( فوق داعش والبلاء.. ياتي انعدام الكهرباء). ووصفت شعارات كثيرة الفساد والمفسدين، باللصوص و"الحرامية"، ولاسيما من الذين يدّعون الحديث باسم الدين والتدين السياسي. وحذرت التظاهرات من غضب الشعب، ونفاد الصبر، واللف والدوران وتهريب الفاسدين والسكوت عن الجرائم التي ارتكبت او تمرير منظمي او مجرمي التخريب والتدمير والتبذير، وبالتالي ما اوصل العراق الى ما عليه الان. حيث انتهت الحجج والذرائع، وتعقدت صورة المشهد السياسي والاقتصادي، وبدأت تتسابق جهات كثيرة للاستفادة ايضا من ما يطلق عليه الان بحزم الاصلاح او المطالبة بالمحاسبة والمحاكمة والتنكر لادوار مسجلة ومثبتة وحقائق لم تعد مخفية او سرية، لاسيما وارض البلد موزعة عمليا والصراعات داخلها قائمة والمشاريع والمخططات تحرث في مجاريها في رسم خريطة جديدة لأرض الواقع الحالي واستغلال ظروف العراق ايضا.
تتطلب الشعارات التي رفعت وما عبرت عنه، العمل على تنفيذها بوقت سريع ملائم لها، لإثبات صدق النوايا وأساليب المعالجة الصحيحة والإخلاص والإنقاذ الوطني. وبالتأكيد لا تبقى في تلك الحدود اذا لم تتحقق او تنجز اغلبها في الاوقات القريبة، وكذلك العمل على موازاتها مع تهديدات الارهاب والاحتلال العملي لمحافظات كاملة، ومناورات استعمارية ورجعية تعمل هي الاخرى في اعاقة الاصلاح والتغيير، اضافة الى التدخلات والتداخلات الكثيرة، المشرأبة برؤوسها في اكثر من زاوية في البلاد.
تظل مسالة لابد من الانتباه لها تتعلق بوسائل الاعلام وما تبثه وما تنشره، وحرية التعبير والالتزام بالمهنية والموضوعية في الحدث العراقي، اذ ان جهات كثيرة، خارجية اغلبها ولها امتداداتها طبعا، تلعب ادوارا خطيرة في تشويه معاني الاحتجاج والحراك الشعبي، وتستثمره فرصة لانتشارها على حساب المصالح الوطنية والإرادة الشعبية. وتكشف عن نواياها السوداء التي تتربص بالعراق وشعبه ودوره ومواقفه الوطنية والقومية.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تقاوم الكلمة
- ربع قرن على غياب غائب
- قراءة في صراع سليم اسماعيل
- غضب العراقيين
- هذا ما يكشف المسكوت عنه
- الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية والشعب العربي ...
- انا وعمر الشريف والنصيرات
- قراءة في نصف قرن من تاريخ وطن
- ستراتيجية احتلال جديد للعراق
- ثابت حبيب العاني وصفحات من السيرة الذاتية
- صدمة الانتخابات في المملكة المتحدة
- في الذكرى المئوية لمذبحة الارمن
- ما بعد صلاح الدين!
- من يوميات نصير
- قولي لهم أماه.. ان يتذكروا
- عراق ما بعد 2003
- تقرير لجنة تشيلكوت
- قلق بان
- سرطان اوباما
- اليوم بتنا هنا والصبح في بغداد


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - صرخات ضمير وطني