أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - اخبار السويد الحزينة















المزيد.....

اخبار السويد الحزينة


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت وكالات الانباء اخبارا حزينة من السويد، تتحدث عن عودة موجات الكراهية والعنصرية. وتفشيها من جديد والآن، في هذه الاوقات الملغمة والمتوترة على مختلف الصعد، ولاسيما اثارها المباشرة على المجتمع السويدي، المعروف بسلميته وفائض الحرية لديه وحبه الاستقرار والهدوء والتضامن مع المضطهدين في البلدان الاخرى، والمتعاون مع نضال الشعوب وحركات التحرر الوطني، والمعترف بقضاياها العادلة والمشروعة، لاسيما قضية شعب فلسطين، رسميا وشعبيا.
موجات الكراهية والعنصرية تشتد في اغلب البلدان الاوروبية خصوصا عندما تتفاقم الازمات الاقتصادية ويتسع التمايز الاجتماعي والاقتصادي، وتستغلها القوى العنصرية والنازية المدعومة من القوى الاستعمارية والصهيونية والمعادية لسياسات الاستقلال والحرية ودعم الديمقراطية في البلدان والشعوب المناضلة من اجلها والمضحية في سبيلها. وإذ تعود اخبارها ومن السويد بالذات في هذه الظروف المعقدة اشارة الى تداخل مخططات كثيرة لحرف الانظار عن القضايا الاساسية في النضال الدولي ضد العنصرية والفقر والاحتلال والحروب ومساهمة الحكومات الغربية الاستعمارية في اشعالها وترويج شركات اسلحتها واستخدام المتخادمين معها في الدول الاخرى لذلك بشكل مفضوح ومعلن من قبلها او من دوائرها المساهمة في هذه الجرائم والانتهاكات الصارخة. وهذه الموجات المهينة للإنسانية والكرامة البشرية تعبر عن تلوث القائمين بها بما هو اخطر من اعمالها واشر من تحركاتها، وما هي إلا اشارات عن تدهور اخلاقي واجتماعي واقتصادي وتحريض عدواني منبوذ.
ورد في الاخبار التي انتشرت من السويد مؤخرا، ان مدينة ترولهتان Trollhä-;-ttan استيقظت يوم 22/10/2015 في حزن عميق، حيث شهدت إحدى مدارسها أعمال عنف لم تشهدها مدرسة سويدية في العصر الحديث. ثلاثة قتلى، بينهم مرتكب الجريمة البالغ من العمر واحدا وعشرين عاما. الضحية الاولى كان المعلم فيها، شاب عراقي في العشرين من عمره دافع عن الطلاب وأراد إزالة قناع القاتل، والضحية الاخرى طالب من الصومال.. وصفت تقارير الشرطة الحادث بالصدمة. "قام به أحد الأشخاص الملثمين مستخدما سيفا في مدرسة Kronan ببلدية ترولهتان مسفرا عن وفاة شخصين وإصابة شخصين آخرين بجروح بليغة، كما أصيب مرتكب الجريمة بعد إطلاق الشرطة النار عليه".
اضطرت الشرطة لذلك، وتم نقله على الفور إلى المستشفى. وأعلن عن وفاته بعد يومين.(حسب تقارير الشرطة السويدية).
تحدث عدد من شهود العيان من طلاب المدرسة لوسائل الإعلام السويدية أنهم اعتقدوا في بداية الأمر أن القاتل يحاول المزاح مع الطلاب من خلال التنكر بملابس عيد الهالويين، قبل أن يكتشفوا أنه في الحقيقة يحاول إيذائهم.
صرح قائد إدارة الشرطة في ترولهتان نيكلاس هالغرين في تعليق لقسم الأخبار في راديو السويد، بأن هذه الجريمة كانت جريمة كراهية، بدوافع عنصرية، قائلا: "نحن مقتنعون بأنه كان لمرتكب الجريمة دوافع عنصرية. استنتجنا هذا الشيء بناءً على ما وجدناه في شقته، وأيضاً على اختياره لضحاياه".
كما طالب وزير التعليم، غوستاف فريدولين، من حزب البيئة، في حديث أجراه راديو السويد معه، الشعب السويدي، بجميع مكوناته، أن يتوحد في وجه العنصرية: "تذكرنا هذه الجريمة بأن العنصرية تجتاح السويد أكثر فأكثر. لا يريد أحد منا رؤية هكذا تطورات في وطننا. لهذا، فيجب علينا التدخل المبكر لاستئصال الجذور التي تهيئ لإمكانية دخول الشباب في صفوف التنظيمات العنصرية المتشددة".
ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر ورئيس الوزراء ستيفان لوفين عبّرا عن ألمهما لوقوع الحادث المأساوي. وصف لوفين ما جرى باليوم الاسود بالنسبة للسويد، مشيرا فيما يتعلق بالمتضررين، "انني احس بما يشعرون به، وسنقوم بتقديم ما يلزم القيام به من مساعدة". وفي بيان صحفي على صفحة الحكومة على الانترنيت كتب رئيس الوزراء، افكاري مع ضحايا الهجوم وعائلاتهم والتلاميذ والعاملين، وكل المجتمع الذي اصابه (هذا الحادث)". وقام مباشرة رئيس الوزراء بزيارة مدينة ترولهتان للوقوف على تبعات الحادث. جاء ذلك في خبر على صفحة البرلمان على تويتر، حيث تم الغاء جلسة برلمانية كان من المقرر ان تكون بحضوره.
في بيان صحفي قال الملك: "ان هذا يعتبر صدمة للسويد. وبحزن بالغ تلقينا انا وعائلتي خبر الاحداث في ترولهتان. افكارنا مع المتضررين وعائلاتهم، الى الضحايا الذين يعالجون وهم في حالة حرجة، وكذلك الى التلاميذ والعاملين في المدرسة الذين هم بحاجة الى كافة اشكال الدعم".
لم تكن هذه الحوادث منفردة ولا جديدة في اوروبا، ولاسيما الان بعد سيول اللجوء العاتية اليها من كل حدودها، وردات الفعل تظهر بأشكال مختلفة، ومنها للإساءة وتشويه الصور الانسانية وتخريب العلاقات والقيم الحضارية. يظهر ذلك جملة احداث متفرقة، ولكنها متعمدة او مستهدفة من بينها سلسلة حرائق في مراكز ايواء للاجئين، تشهدها السويد التي يتدفق اليها كل اسبوع آلاف من طالبي اللجوء، وغيرها ايضا.
فمنذ الاول من كانون الثاني/ يناير هذا العام تم احصاء نحو 15 حريقا في كامل السويد قضت بالكامل او الحقت اضرارا كبيرة بمراكز استقبال وشقق يعيش فيها مهاجرون. منها مثلا حريق في مدينة مونكيدال المعروفة عادة بهدوئها والتي يسكنها عشرة الاف نسمة في جنوب غرب السويد. ولم تسجل اية اصابة خطرة جراء السنة النار بين المقيمين الـ14 حتى وان كان بعضهم اصيب باختناق جراء تنشق الدخان. وقد اعيد اسكانهم بسرعة.
وتعترف الجهات المسؤولة عن وجود نوايا اجرامية في نحو عشر حالات منها. الامر الذي يؤشر الى مصادرها وأهدافها ومروجيها او داعميها. وهي ليست حالات عابرة بالتأكيد، ولكنها حالات تعبر عن اتجاهات ودوافع وضغوط مختلفة الاسباب، ولكنها لا تخلو من اعمال موجهة ودفع مقصود لأسباب كثيرة، ابرزها العنصرية والكراهية والتمييز.
في هذا الصدد، عبرت وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم عن غضبها في تغريدة على تويتر كتبت فيها "ان بلدا متحضرا وإنسانيا مثل السويد لا يمكن ان يقبل بان تكون مراكز ايواء لطالبي اللجوء ضحية المصابين بهوس الحرائق".



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الجمهوريات العربية؟
- مَن يُقرر مصير الاوطان؟
- تحالفات تدمير العرب
- صرخات ضمير وطني
- حين تقاوم الكلمة
- ربع قرن على غياب غائب
- قراءة في صراع سليم اسماعيل
- غضب العراقيين
- هذا ما يكشف المسكوت عنه
- الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية والشعب العربي ...
- انا وعمر الشريف والنصيرات
- قراءة في نصف قرن من تاريخ وطن
- ستراتيجية احتلال جديد للعراق
- ثابت حبيب العاني وصفحات من السيرة الذاتية
- صدمة الانتخابات في المملكة المتحدة
- في الذكرى المئوية لمذبحة الارمن
- ما بعد صلاح الدين!
- من يوميات نصير
- قولي لهم أماه.. ان يتذكروا
- عراق ما بعد 2003


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - اخبار السويد الحزينة