أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - أمرت أن أقاتل الناس













المزيد.....

أمرت أن أقاتل الناس


حسام المنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 00:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة سؤالا (ساذجا ) يتردد كثيرا على مسامعنا في الأونة الأخيرة . هو " من أين جائت تلك الجماعات والتيارات الإسلامية المتشددة " التي نراها يوميا على شاشات التليفزيون وهي تمارس أبشع أنواع العنف والقتل والإبادة الجماعية دون أي وازع أخلاقي ، ودون أي شعور بتأنيب الضمير؟ . والإجابة على هذا السؤال تكمن في تراثنا وموروثاتنا الدينية .
فثمة أحاديث كثيرة تنسب إلى النبي محمد تحض على القتل ، والعنف ، وكراهية غير المسلم . منها حديث "أمرت أن أقاتل الناس " وإليك نص الحديث :عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) متفق عليه.
والحديث يتحدث صراحة عن ثمة أمر إلهي موجه إلى النبي محمد لمقاتلة غير المسلمين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فإن فعلوا ذلك فعصموا دمائهم وصانوا أرواحهم ، وإن لم يفعلوا سيساقوا رغما عنهم إلى حرب دروس تأكل الأخضر واليابس . وبكل أسف هذه الأحاديث وأشباهها تتردد على مسامعنا يوميا من خلال الفضائيات الدينية التي تعج بدعاة لا هم لهم سوى إثارة الفتن وبث الكراهية في النفوس وإشاعة الفرقة بين الناس ، ومن خلال المنابر التي أصبحت وبكل أسف أداة محورية لترويج الخرافات وتسطيح العقول وتزييف الوعي ،وبكل أسف نحن نجلس أمام هؤلاء ونستمع إليهم دون أن ينتابنا ذرة من خجل ولا وكزة من ضمير .
تصور معي أن الله يأمر نبيه أن يقاتل الناس لا لسبب سوى أنهم غير مسلمين ، ويجب عليهم أن يدخلوا الإسلام طوعا أو كرها ، رغم أن أول شرط من شروط الإيمان هو الحرية . الله لا يأمر إلا بالرحمة والمحبة والسلام ، الله يأمر بالإخاء بين الناس على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وألوانهم ، الله عدل مطلق ، وليس من العدل أن أحارب أناس أبرياء مسالمين كل خطيئتهم أنهم يؤمنون بعقيدة مختلفة عن عقيدة الإسلام . ولكن هذه الأحاديث وأشباهها رواها البخاري ومسلم . وكمانعلم جميعا أن كلام البخاري ومسلم مقدم على كل قيمة أخلاقية ، ويسبق أي رؤية إنسانية . فإذا قلت لهم هذه الأحاديث لا تتفق مع القيم الإنسانية الرفيعة والمثل العليا ، قالوا لك يكفينا أنها جائت في كتاب صحيح البخاري حتى نصدقها ونؤمن بها ونرسي قواعد سلوكياتنا على هديها .
وبعد ذلك نتجاسر ونتسائل " من أين جائت تلك المذاهم والجماعات المتطرفة " التي تقتل وتسبي وتفجر هنا وهناك . أليست هذه الجماعات تنفذ حرفيا كل ماجاء في هذا الحديث سالف الذكر؟، ألم يرتكبواكل جرائمهم ظنا منهم أنهم يسيرون على هدي السنة النبوية ؟ ألم يتخذوا اليهود والنصارى أعداءا لهم و للإسلام ، ومن ثم يجب محاربتهم وقتلهم بل واجتثاثهم من على وجه الخليقة ؟ . فقبل أن نلقي اللوم على هؤلاء الإرهابيين المجرمين ونتنكر لأفعالهم و نتعجب مما يفعلوه وما سيفعلوه مستقبلا ، علينا قبل ذلك أن ننقي تراثنا الديني من تلك الأحاديث التي أراها مفرخة للإرهاب ، وأرضا خصبة تحتضن وترعى شجرة التطرف الديني الخبيثة .



#حسام_المنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير
- توماس جيفرسون ونقد الموروث الديني
- دفاعا عن إسلام البحيري
- محمد عبده . رائد الإصلاح الديني في الفكر العربي الحديث
- - الشك -
- ديكارت يشك في الوجود
- نقد التراث الديني .
- مفهوم الفلسفة عند ستولنيتز .
- كل ما أعرفه إني لا أعرف شيئاً .
- لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه
- ديالكتيك الفكر الإسلامي
- المدرسة الملطية . أول المدارس الفلسفية عند الإغريق . -مجموعة ...
- أنكسيمندروس [610 - 547] ق.م
- طاليس الملطي . أول الفلاسفة الإغريق
- مدخل الفلسفة اليونانية القديمة . عصر ما قبل سقراط .
- الإضطهاد الديني . وإغتيال الكلمة
- انتكاسة عقل
- جيوردانو برونو . والمحرقة
- محنة -ابن رشد-
- قتل الحلاج . وتحريم الفلسفة


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - أمرت أن أقاتل الناس