أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - فضل مسيحيي المشرق على المسلمين














المزيد.....

فضل مسيحيي المشرق على المسلمين


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما يتذاكر المرء أَي نقطة مضيئة في حياة العرب والمسلمين في الماضي أَو الحاضر أَو حتى في المستقبل - إِن كان لهم مستقبل أَساساً - فإنه لا يجد إِلا بصمة الإنسان المسيحي حاضرة وماثلة أَمامه ، لقد كان الإنسان المسيحي أَيها الإخوة هو المنارة أَو الشعلة المضيئة في هذه المنطقة المظلمة وكان الإنسان المسيحي هو العجلة الوحيدة الدافعة تجاه الحداثة والتطوير

يعني اليوم لو ســأَلت أَي شخص في الحظيرة الإسلامية عن أَبرز خدمة ثقافية قدمها مايسمى العالم الإسلامي لن تجد شيء يستحق الذكر بإستثناء الترجمة أَيام المأمون

وهذه الترجمة ماكانت لتحصل دون المجهود الذي بذله - على وجه التحديد - المسيحيون السـريان في العراق ، فهؤلاء أَتقنوا علم الكلام - الفلسفة - ، واللسانيات أَي اللغات ، وسائر العلوم بحكم الديانة والجغرافية ، فالسرياني يتقن لغته الأُم بالإظافة الى اللغة اليونانية لأَنها لغة الإنجيل وإِذا أَراد التبحر في التوراة فلابُدَّ أَن يتعلم العبرية ، بالإضافة الى ذلك فقد أَتقنَّ السريان النساطرة واليعاقبة في العراق اللسان الفارسي بحكم التبعية التاريخية للإحتلال الفارسي وقد كان النساطرة منهم على وجه التحديد على علاقة جيدة بالفرس وتحت رعاية الأَكاسرة كونهم على خلاف مع البيزنطيين في العقيدة

فلما دارت الأَيام دورتها المشئومة وقضت مقادير الأَرض والسماء أَن تطأ أَرض العراق والشام ومصر وشمال افريقيا قدم بعض إِخوتنا في الإنسانية ممن لم يتأهلوا بعد لدخول النادي الإنساني

وجاءت جحافل الصحراء جحافل خير أُمة أُخرجت للناس ، وبعدما نظر هؤلاء الى ماحولهم من مجدٍ غابر .. فقالوا لما لا نقرأ سيَّر هؤلاء ( أَي الفرس والروم ) وما سِواهم علنّا نصل الى رقيّهم ونكون أَصحاب حكمة وتفَّكُرْ

فوجدوا أَنفسهم لا يفقهون قولا بل لايفقهون شيئاً بإستثناء المسح بالأَحجار ( ولامؤاخذة ) وما شابه ذلك من الصنائع الوحشية البدائية .. فما العمل إِذاً ؟ وما سبيل الى لسان المتحضرين وعلومهم ؟

فلم يجد هؤلاء القادمون الجُدد بداً من الإستعانة بأَهل البلاد لعمل أَول ترجمة شاملة في كل تاريخ العرب ، فكان مسيحيو العراق والشام هم القنطرة التي تربط العرب لأَول مرة في تاريخهم بغيرهم من الأُمم ، فترجموا لهم القصائِد والأَشعار وقِصص وتواريخ الأَقدمين وكلام الفلاسفة وعلم المنطق والإلهيات والرياضيات والطب من سائر الأَلسنة المعروفة يومذاك .. الرومية والسريانية والعبرانية واليونانية والفارسية والهندية !

ولو نظرت الى سيَّر المترجمين الأَوائل تجدهم جميعاً مسيحيين سريان مثل آل بختيشوع وهم أَيضاً أَطباء البلاط العباسي ، وجرجيس ابن جبرائيل أَشهر من ترجم كتب الفلك ، وقسطا ابن لوقا البعلبكي ، ويوحنا ابن ماساويه ، وحنين ابن اسحاق العبادي النسطوري وكذا ابنه اسحق ابن حنين العبادي ، متى بن يونس النسطوري ، ويحيى البطريق او يوحنا الترجمان وهو أَشهر من نقل كتب الطب والرياضيات والمنطق من اللسان الرومي ، أَما ثابت بن قرة الحراني فلربما يكون هو من الإسثناءات القلائل حيث كان سريانياً صابئياً ومن بعده ابنه سنان وكذا يحيى ابن عدي السرياني اليعقوبي أَشهر أَساتذة تكريت
ولو أَفردنا فصولاً نحكي بها مــآثر هؤلاء ما أَوفيناهم حقهم .. فالسلام على أَفاد في دنياه ، السلام على صناع الحياة



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في ظهور الأَديان الشمولية 2
- مقدمة في ظهور الأَديان الشمولية
- اللحن الحزين في الكنيسة الشرقية
- ورطة صاحب القرآن في قانون العقوبات الفرعوني
- الزخرفة كناتج عرضي للقمع الإسلامي للفن
- خرافة اللوح المحفوظ دونها السيوف
- ورطة صاحب القرآن مع سيناء
- الأَساليب التبريرية لدعاة الإعجاز
- ورطة القرآن في الإقتباسات الغنوصية
- قاعدة الأَغلبية تنقلب على المسلمين - وبالدينونة التي تدينون ...
- شتائم إِلهية بنكهة عربية
- اللوح المحفوظ في ضوء تاريخ العربية
- قسطنطين الكبير
- فكرة الحياة الأُخرى ابتدأت في سومر
- ورطة القرآن في اللوح الوهمي المحفوظ
- ورطة القرآن مع اسم هامان الفارسي
- ورطة القرآن في دراهم يوسف المعدودات
- حينما يستغرق اليساري في أَحلام اليقضة
- حينما تعوي الذئاب بكاءاً على الحملان
- المسلمون في زمن القحبنة الرقمية


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - فضل مسيحيي المشرق على المسلمين