أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - أضواء على كتاب الرثاثة في العراق..أطلالُ دولة.. رمادُ مجتمع للباحث فارس كمال نظمي















المزيد.....

أضواء على كتاب الرثاثة في العراق..أطلالُ دولة.. رمادُ مجتمع للباحث فارس كمال نظمي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرثاثة في اللغة مصدر الفعل رثَّ, أي الرديء المتاع وسقط البيت, ولا تحدث بفعل القدم بل بسبب اضمحلال شروط الحياة السليمة,وما تلحق بروح الإنسانية من رثاثة الحياة والمكان وتطبع السلوك الفردي والاجتماعي في سياق التاريخ والمؤثرات البيئية الاجتماعية والخطوات الرديئة للسياسيين بسبب رثاثة العقل السياسي السلطوي.
صدر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر للكاتب فارس كمال نظمي كتابه الموسوم (الرثاثة في العراق.. أطلالُ دولة .. رمادُ مجتمع) حجم الورق من القطع الوزيري , الكتاب يحتوي على 376صفحة ومبوب على فصلين ,الأول ما يخص رثاثة الدولة والسلطة والفصل الثاني يخص رثاثة المجتمع والفرد,والكتاب عبارة عن مجموعة نصوص لنخبة من الباحثين والكتاب العراقيين بلغوا أكثر من (30) كاتب وباحث, ساهموا في أرشفة الحقبة الرثة من تاريخ العراق, كما أكد الأستاذ نظمي في مقدمة الكتاب إذ قال الكتاب:«يستهدف أرشفة هذه الحقبة الرثة في تاريخ بلادنا,عبرَ مقاربات علمية متنوعة غايتها التوغل تشريحياً في الجسد العراقي المعتل للخروج باشرافات ورؤى إصلاحية وإشفائية تستند أولاً وأخيراً إلى التفكير النقدي المتمسك بموضوعية المنهج وحيادية الافتراضات», إن السبب بما يحصل في العراق بسبب الفكر القومي سابقاً والتطرف الديني الطائفي في الوقت الحالي, فالسلطة الحالية قامت بأصنمة الدين وجعلت منهُ كائناً استعلائياً روحياً مقدساً لا يمكن إرضاءه إلا بوساطة رجل الدين وأداء بعض الطقوس.
بعد إثني عشر عاماً من سادية الصراع على السلطة نجحت الفئة الرثة من ساسة الصدفة بتفتيت الهوية البشرية وإعادة صياغتها وفق سياستها وطائفيتها ,ففي صفحة 33 من الكتاب أكد البروفسور كاظم حبيب أن«مصطلح الفئات الرثة ينطبق على الجزء الأكبر من النخبة السياسية العراقية الحالية, سواء أكان هذا الجزء في السلطة التنفيذية أم في السلطة التشريعية أم السلطة القضائية,أم من يجلس منهم على مقاعد وثيرة في بقية أجهزة الدولة والقوات المسلحة»,وهذا ما يعني أن النخب السياسية المنحدرة من فئات اجتماعية هامشية هدفها استنزاف موارد الدولة العراقية وفق أساليب المافية من خلال الرشا والنهب والسلب, فهي لا تعرف الوطن ولا الدين الذي تتبناه شكلياً,فالوضع القائم في العراق أصبح يخدم الفئات الرثة ذات النعمة الحديثة التي لا يهمها تطوير البلاد من الجانب الاقتصادي وإنما همها سرقة المال العام وتعظيم ثروتها على حساب الاقتصادي الوطني وقوت أبناء العراق, مما آلَ إليه العراق بسبب سياسات الفئات الرثة إلى تفتيت الأرض العراقية ووحدة البلد والشعب إذ سمحت باجتياح داعش واحتلال مسلحيه لما يقارب ثلث مساحة العراق.
وفي مقال للباحث فارس كمال نظمي في صفحة 44 تحت عنوان«اختراع الهوية الطائفية واستنسال الرثاثات»أكد نظمي «أن المجتمع العراقي لكل ما حدث ويحدث اليوم,إذ جرى تزييف وعيه, وهدم ثقافته السياسية, وشفط أمواله عبر تعميته بخلافات فقهية سطحية عمرها عشرات القرون, لينكفء على نفسه فاقداً أي فاعلية في التأثير في الأحداث», وهذه كارثة مصيرية عصفت بالعراق بعد عام 2003م, فأغلب المثقفين باتوا اليوم يتحدثون عن مظلومية الشيعة وأخرون يتحدثون عن مظلومية السُنة, حتى بات المجتمع العراق في صراع تعدد الهويات المذهبية والأثنية, وأصبحوا وقوداً دينياً طائفياً بخساً لآلة التطرف الديني والفساد السياسي, فالمتأسلمين هم سبب هذا البلاء في العراق وما أصابه من إرهاب دموي واغتصاب لمستقبل العراق, فمزيفي الدين والسياسة والتاريخ احترفا السرقة والتزوير وشرعنة الطائفية وسرقة حُلم الشعب بمستقبل أفضل بعد ذهاب حكومة البعث.
أما مقال الدكتور مهدي جابر مهدي «الرثاثة السياسية في العراق بعد 2003»,فقد أكد في صفحة 52 أن «الإرث الطويل للاستبداد والقمع والعنف الذي عاشهُ العراق منذ تأسيس الدولة الحديثة سنة 1921م سواء في الأنظمة الملكية أو الجمهورية», مما ميَّز الحكومات المتعاقبة على العراق قد شكلت التخلف والتبعية والاستبداد طوال 85 عاماً من فشل النخب السياسية في بناء الدولة المدنية الوطنية , وارباك الاستقرار وتوظيف الحكومات من خلال التلاعب بالرموز الدينية والقومية , وشيوع ثقافة اللامبالاة وانتشار الغيبية بين أفراد المجتمع, والعلاقات غير المتكافئة بين السلطة والمواطن, وتبعية المواطن للسلطة على مدى ثمانية عقود,وأصبحت المدن العراقية كانتونات تحتمي خلف الجدران الأسمنتية, وكرست ثقافتها داخل المجتمع من خلال التمايز والكراهية, والابتعاد عن ثقافة التسامح والمحبة بين مكونات الشعب العراقي.
أصبح الشعب العراقي يمتاز بالتمسك بالهويات الفرعية بعد عام 2003م, وقد أكد ذلك الدكتور صالح ياسر في مقال تحت عنوان«التحولات الرثة في خريطة العلاقات الطبقية-الاجتماعية في العراق بعد 2003» في صفحة 74 أصبحت«بعض مناطق بغداد مثلاً مجرد جزر منعزلة من الغنى في محيط كبير من الفقر والحرمان , هذا يكون دور النظام الحاكم لحماية من يملك ممن لا يملك! وبذلك يصبح المالكون أسيري البيروقراطية الحاكمة عندما تهددهم بثورة الجياع»,فالمهمشون هم فقراء المجتمع وثورة الفقراء أصبحت الفزاعة التي يهدد بها الحاكم الطبقة البرجوازية والبيروقراطية ,فنظرة سريعة إلى الأحزاب الحاكمة يتبين لنا أنهم يمثلون الرأسماليين الجدد من خلال سرقة المال العام بعدة وسائل منها عقود المقولات من خلال مقاولين ثانويين للقطاع الحكومي وفي عقود التجارة الخارجية التي كانت العمولة تشكل نسبة كبيرة من قيمتها الإجمالية .
أما ما يخص الجانب الصحي بعد عام 2003 , فقد ذكر الدكتور كاظم المقدادي في مقاله «الإدارة الرثة لنظامي الرعاية الصحية والبيئة في العراق»حول واقع الأطباء العراقيون في العراق الذي أصبح صعب جداً,ففي صفحة 85 ذكر الدكتور المقدادي أن المجلة الطبية البريطانية نشرت مقال لها ذكرت:«حتى الآن من الصعب للغاية العثور على أطباء عراقيين لديهم الاستعداد للعمل في مناطق معينة لأنهم يخشون على حياتهم..كما أظهر مسح شبكة معرفة العراق IKN لسنة 2011م أن جميع الأسر العراقية تقريباً (96,40%) ليس لديهم تأمين صحي على الإطلاق, وأن 40% من السكان يرون خدمات الرعاية الصحية في مناطقهم سيئة أو سيئة جداً, ونتيجة لذلك يسعى العديد من العراقيين الآن للحصول على الرعاية الصحية في الخارج, ويلجأون بشكل متزايد إلى بيع منازلهم وسياراتهم وممتلكاتهم الأخرى لكي يتمكنوا من تحمل نفقات تلك الرعاية.. فضلاً عن ما كشفت عنه لجنة النزاهة النيابية في شباط 2012 عن وجود أكثر من (11) ألف وثيقة مزورة في وزارة الصحة, فضلاً عن (40) ألف كتاب مزور تم الكشف عنها في وزارات ومؤسسات الدولة من بينها وزارة الصحة»,الجرائم الإدارية ارتكبت في حكومات تدعي الإسلام هو الحل, وتتاجر بصحة أبناء العراق بغياب الرقابة الحكومية الصارمة , فقد دخلت الأدوية المنتهية الصلاحية المراكز الصحية والمستشفيات, منها السامة والقاتلة, وتباع بعض الأدوية المسروقة في مذاخر وصيدليات بعض الصيادلة أو من خلال الأرصفة والباعة المتجولين, وهل تعلم وزارة الصحة أن من خلال دراسة عراقية رسمية بأن أكثر من (400) موقعاً ملوثاً بمستويات عالية من الإشعاع وسموم ديوكسين, وأن أكثر من (143) موقعاً ملوثاً باليورانيوم, وبعلم الحكومة العراقية التي اطلعت على تقرير فريق الكشف عن الآثار المشعة للمخلفات العسكرية في آب 2010م.
السياسة كما نعرفها من خلال متابعتنا لما لها هي «نشاط إنساني يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة المشتركة», يعني دخول الأخلاق لعالم السياسة هو انسجام العملية السياسية مع حرية الاختيار, لكن ما يحدث في العراق حالياً غير هذا , وهذا ما أكده الدكتور شيرزاد أحمد أمين النجار في مقاله «رثاثة التحول الديمقراطي في العراق بعد 2003م »,ففي صفحة 117 ذكر الدكتور شيرزاد أنما يحدث في العراق بعد عام 2003م من ظاهرة«هي نتاج الرثاثة السياسية التي خيمت على العراق, فبدلاً من تحقيق الديمقراطية دخلت البلاد في نفق معتم من الصراعات الطائفية والجهوية. وعوضاً عن إقامة الديمقراطية ,بدأت ملامح إعاقة الديمقراطية أو بدقة إسقاط الديمقراطية, تلقي بظلالها عليه, وتزامن كل هذا مع تشكيل مجلس حكم يعكس الطوائف والمكونات الأثنية والقومية في العراق» , لذلك تم تسييس الهويات الأثنية والمذهبية وبروز التصدعات الاجتماعي/ السياسية, مع العلم إن عملية الانتقال إلى الديمقراطية تحتاج إلى مستلزمات ثقافية فكرية اجتماعية, لذلك لم تنجح الديمقراطية في بلدنا وسببت النكوص والتراجع بسبب انحراف العملية الانتخابية عن أهدافها مصداقيتها وصعود المتطرفين الطائفيين إلى السلطة, وأصبحت الانتخابات مجرد شعارات فارغة ومفرغة من محتواها.
وهناك رأي للدكتور مظهر محمد صالح في مقال تحت عنوان «الطبقة الرثة والاستبداد الشرقي في العراق» حول الطبقة الرثة بعد عام 2003م في صفحة ص135قال إن«انهيار العقد الاجتماعي الثنائي أو المزدوج, وانهارت الدولة صبيحة التاسع من نيسان 2003 وصارت الحياة فوضى تكتسحها جحافل من الجيوش الأجنبية, وشاع الخوف بين الناس...انقضاض فئات من سكان الأكواخ والعشوائيات ...على الممتلكات العامة عشية سقوط النظام السياسي السابق, قد جاء بمثابة الثار من السلطة المركزية المهزومة, مارسته طبقة لا تمتلك مشروعاً وطنياً بحق,إنها الطبقة الرثة وليدة العقد الاجتماعي الرث!», مما أصبح جل اهتمام الطبقة الرثة اليوم الاقتتال والاستحواذ على الريع النفطي وتقاسم الثروة النفطية بعد أن تبددت آمالهم في حكم العراق بنظرية الخوف, فضلاً عن إهمالها البنية التحتية الزراعية والجانب الصناعي والتجاري.
أما رأي الدكتور لؤي خزعل جبر في مقالته«الدولة الفاشلة في العراق.. قراءة تحليلية في مؤشرات الرثاثة الدولية» إذ أكد الدكتور جبر في صفحة 149 أن العراق على مدى عشر سنوات (2005-2014)«وقع ضمن الإنذار في قائمة العشرين دولة الأكثر فشلاً في العالم» وفشل الدولة تؤكده ما حصل لضياع ثلث مدن العراق في حزيران عام 2014م وعدم قدرة الحكومة المركزية من حماية مواطنيها من العنف والدمار الذي طوق المدن العراقية في ظل حكومة الدكتاتور نوري المالكي.
كانت لديمقراطية المحاصة السبب الرئيسي في انتشار الطائفية والأثنية في العراق , الدكتور حسين الهنداوي أكد ذلك في مقاله «ديمقراطية المحاصصة الطائفية في العراق ورثاثة البراديغم .. الأنموذج» وتجربة انتشار الفكر السلفي الداعشي الرهيب في بعض مدن المنطقة الغربية مما ساعد على أعمال القتل الجماعية وهذا ما أكده الدكتور الهنداوي في صفحة 161 إذ قال «ما يقترن به من أعمال قتل جماعية في دير الزور وتلعفر, وسبي النساء في سنجار, وسرقة ممتلكات المسيحيين كغنائم, ونحر رقاب صحفيين أجانب في حلب والحسكة ,وإعدام آلاف الجنود الروافض ذبحاً بعد السيطرة على قاعدة سبايكر في تكريت, فيما أعتبر أكبر مجزرة في تاريخ العراق كله», كانت هذه الأعمال الجرمية مسوغة تحت الغطاء الشرعي والديني وبفتاوى التكفير لإنزال حالات الرعب في قلوب أبناء العراق المسالمين .
أما الأكاديمي والباحث الدكتور صادق إطيمش في مقالته «رثاثة الشعار ووهم الدولة في فكر الإسلام السياسي .. العراق تطبيقاً» فقد أكد في صفحة 184 على ضرورة فصل الدين عن الخطاب الديني «عبرَ الإلمام الفكري بهما..الهادف إلى مواجهة الإسلام السياسي عبر تفكيك بنيته المصطنعة القائمة على دمج قسري للغايات الغيبية الغامضة بالتفكير السياسي الدنيوي», كثيراً ما يجري الخلط المتعمد بين الدين والخطاب الديني في المؤسسة الدينية التي لا تعبر بالضرورة عن جوهر الدين, لذلك الكثير من المثقفين كانت دعوتهم الأخيرة إلى التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية لمقاومة الرثاثة والدعوة للدولة المدنية بعيداً عن الاستغباء الطائفي والابتزاز الديني التي يمارسها الإسلام السياسي خلال العقد الأخير داخل إطار الحكومة العراقية, لذلك نتمنى تظافر الجهود جدلياً لعودة الحياة المدنية لبناء مستقبل الوطن العراقي.
أصبح العراق بؤرة خطرة للأمراض النفسية والاجتماعية والبدنية هذا ما أكده الدكتور عبد جاسم الساعدي في مقال تحت عنوان«الأمية في العراق.. رثاثة التعليم وضحالة تشريعاته» ,في صفحة 191 ذكر الدكتور الساعدي«إذ تفاقمت أشكالها وبواعثها منذ الاحتلال الأمريكي 2003م حتى الآن, فتضاعفت الفئات الاجتماعية المتضررة من التهجير القسري والتوترات الطائفية والحملات الأمنية والاغتيالات والتصفيات السياسية والمذهبية والتفاوت الاجتماعي والطبقي وانتشار ظاهرة الفساد المالي والإداري والسطو على وظائف الدولة من دون شروط ومعايير إدارية نزيهة» مما أصبحت الأزمات في العراق السرطان الذي من الصعوبة استئصاله ,وقد جاء في تقرير برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للأطفال عام 2010 موضحاً أن 19% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-14 سنة لا يذهبون حالياً إلى المدرسة, وأن نسبة الأمية بين العراقيات تبلغ 24%, وهذا يعني أن مجمل عدد الأميين في العراق يبلغ 6 مليون إنسان , لذلك نجد أن المؤسسات التربوية لا تمتلك التمويل الكافي لبرامج محو الأمية ,ولم تعي الحكومة العراقية وأحزابها حجم الكارثة ومضاعفتها بسبب هذا الكم الهائل من الأميين في وسط النساء والأطفال بعد أن أعلنت الحكومة السابقة عام 1991 خلو العراق من الأمية.
في الفصل الثاني من الكتاب تناول الباحث فارس كمال نظمي مقال تحت عنوان «سيكولوجيا إنتاج الرثاثة في المدينة العراقية» إذ ذكر في صفحة 204 واقع المدن العراقي «انحساراً مريراً في الطابع الحداثوي للمدينة العراقية في الجزء العربي من البلاد, إذ يجري كل يوم تجريف قدرتها على إنتاج الأنسنة, بل تقويض هويتها حد التصحر» بسبب الصراع المذهبي المناطقي مما أدى إلى جسامة الخراب في الحياة العراقية المدينية , حيث اختلت هذه المدن التدين الزائف وتراجع تحضرها وتطورها الحداثوي عبر تهشيم الرموز للهوية المدنية وإحلال محلها المظهر اللاهوتي أو القبلي , وقد أصبحت اليوم بغداد بحالة مأساوية يرثى لها , بسبب عداء المتأسلمين اليوم للجمال والتمدن والتحضر والنظافة والمستقبل, واهتمامهم بكرنفالات الطقوس وميثولوجيا الماسوشية للفكر الديني, فأصبحت الأسلمة طاردة للوطنية مستغرقة في عصابها الحضاري والسياسي المشوه.
كما احتوى الكتاب مقالات حول الثقافات الرثة لكتّاب عراقيون , منهم «الدكتور سيار الجميل,والدكتورة أسماء جميل رشيد والباحث سعد محمد رحيم والدكتور المعماري خالد السلطاني والباحث الدكتور رشيد الخيون والدكتور حميد البصري والدكتور لؤي خزعل جبر والدكتور ضياء الشكرجي والكاتب جاسم محمد المطير والإعلامي عماد جاسم», حيث ذكر الإعلامي عماد جاسم في مقال له تحت عنوان «المال السياسي ورثاثة التجربة الإعلامية بعد 2003م.. شهادة حية من الميدان»,حيث أكد في صفحة 361 «باتت رثاثة المشهد العراقي في السنوات الأخيرة أمراً لا تخطئه العين... فقد شهدت الأعوام الماضية ولادات مشوهة لعلاقات مبطنة بين شخصيات سياسية مقربة من زعامات الإسلام السياسي مع مسؤولي مكاتب إعلامية لصحف وقنوات فضائية, الأمر الذي أنتج سماسرة دخلوا ميدان العمل الإعلامي كمحللين سياسيين أو تبوؤوا مناصب في الحكومة تمكنّهم من لعب دور الوسيط بين السياسيين والمؤسسات الإعلامية»,مما يعني هذا انحدار المهنية الإعلامية نحو التدني والابتذال وانعدام المصداقية والمعايير المهنية, وكل هذا بسبب ارتباط الإعلام بالمال السياسي.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتابي الموسوم (لمحات من تاريخ يهود العراق) بجزأين
- إلى القضاء العراقي ... الحرية لعقيل الربيعي
- ذكرى رحيل العراقي البروفسور نعيم دنكور
- أضواء على كتاب .. يهود العراق والمواطنة المنتزعة للدكتور كاظ ...
- ضواء على كتاب المسألة الشيعية..رؤية فرنسية . للكاتب د. جواد ...
- الجذور التاريخية لمسيحيي العراق
- رائد المسرح الديواني المناضل جبار عبد الكريم الأصفر
- حنا بطاطو ونهجه في تفسير تاريخ العراق المعاصر
- الباحث والمؤرخ وداي العطية
- الحركة الأنصارية ودور تنظيم محلية الديوانية للحزب الشيوعي ال ...
- قراءة في كتاب صراع الدولة والجماعات في العراق
- هؤلاء تركوا أثراً في مدينتي (المربي الفاضل كريم كميل الخزاعي ...
- الأمة الإسلامية اليوم!!!
- الفكر المعتزلي
- مَنّ هُم فاقدي ماء الوجه ؟
- دراسة في كتاب الرفيق فهد .. البطالة وأسبابها وعلاجها
- الديوانية المدينة التي التصقت بذاكرتنا
- سمير نقاش..نقش عراقي في الذاكرة
- علي هادي وتوت محافظاً للديوانية
- مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - أضواء على كتاب الرثاثة في العراق..أطلالُ دولة.. رمادُ مجتمع للباحث فارس كمال نظمي