أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل عبد الأمير الربيعي - الفكر المعتزلي














المزيد.....

الفكر المعتزلي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 13:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفكر المعتزلي
نبيل عبد الأمير الربيعي

يبنى الفكر المعتزلي على اعتبار العقل الأصل الأول في الإيمان والحياة , فهو الذي يميز بين الحُسن والقبح , وكذلك السنَّة والإجماع , كما تبنى المعتزلة مبدأ الفكر قبل ورود السمع , كما حاول المعتزلة القول بعدم تدخل الله في الكون بعد خلقه , إنطلاقاً من فلسفة التوحيد المعتزلي الخاصة في تنزيه الذات الإلهية من الصفات , كما أن لهم فلسفة النظر للإنسان كائناً حراً مسؤولاً عن أفعاله , والنظر إلى ظواهر الكون وهي متناسقة بضوابط العلاقات والقوانين .
ظهرت دعوة المعتزلة في مدينة البصرة , ثم تحولت إلى مدينة بغداد في القرن الثاني الهجري , كان من رواد الأعتزال الأوائل بالبصرة واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وعثمان الطويل وأبو الهذيل العلاف وإبراهيم بن سيار النظام وآخرين .
ظهر مذهب الأعتزال كفرقة وفلسفة , في مناظرة جمعت بين واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد في مجلس الحسن البصري , حيث انتصر واصل لمبدئه الجديد (المنزلة بين منزلتين) , " وبعد انقطاع عمرو بن عبيد في المناظرة أنسحب هو الآخر من شيخه , معلناً انتماءه إلى الإعتزال ليصبح قطباً من أقطابه "(1).
من المبادئ الأساسية للمعتزلة نفي الصفاة للذات الإلهية وخلق القرآن , وعليهما تعتمد مقالاتهم الكلامية والفلسفية الأخرى . ومن أشهر نفاة القدر (معبد الجهني وغيلان الدمشقي) وكلاهما قتل بسبب أفكاره .
حاول واصل بن عطاء التقريب بين الدين والدنيا , أي الإيمان عن طريق العقل , وأساس العدل عندهم مسؤولية الإنسان بالدرجة الأولى , وأن نفي القدر براءة الله من خلق المظالم , وكما ذكرت أن ابن عطاء انجز عملاً كبيراً ظل يُعرف بالواصلية في مناطق معينة , فهذه النسبة تشير إلى المعتزلة والعكس صحيح , كما نجح في قطع مخالفيه بمناظراته في مجلس الحسن البصري , واستطاع أن يثير اعجاب المحيطين به ليصبحوا فيما بعد معجبين وموالين .
كان لواصل بن عطاء لقاء في المبدأ مع بعض فرق التشيع , منها الميل في نفي الصفات ونفي القدر , مع وجود اختلاف حول مبدأ المنزلة بين المنزلتين , كذلك الأتفاق بالموقف تجاه علي وبنيه والمفاضلة بين علي وعثمان , وقد أكد القاضي عبد الجبار مفاضلة واصل لعلي بقوله :" ومن فضلَّ علياً على عثمان واصل بن عطاء , ولذلك كان ينسب إلى التشيع , لأن الشيعي في ذلك الزمان منْ كان يقوّم علياً على عثمان " (2) .
ميّز الأعتزال مبدأ المنزلة بين المنزلتين عن غيره من الفرق المتوافقة , وقدعُدَّ موقف واصل وهو الموقف الوسط بين المنزلتين , وذلك أن الناس قبل حدوث واصل بن عطاء كانوا على مقالتين في مرتكب الكبيرة من أهل القبلة , فمن قائل يقول " أنه كافر , ومن قائل يقول أنه مؤمن , فخرق واصل إجماع الأمة وقال أن مرتكب الكبيرة لا كافر ولا مؤمن " (3) .
لقد توقف المعتزلة كثيراً عند هذا المبدأ كقاعدة فقهية أساسية ضمن قواعد العدل المعتزلي الثلاث (المنزلة بين المنزلتين , الوعد والوعيد , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فكان الإعلان العقلي من قبل واصل على أساس أن الظلم الاجتماعي كبيرة من الكبائر . كان إعلان مبدأ المنزلة بين المنزلتين ومن أهم المتصدين لذلك عمرو بن عبيد صديق واصل بن عطاء في تأسيس الاعتزال فيما بعد وكان سبباً في قيام علاقة حميمية بين الرجلين .
لقد ثبّت واصل بن عطاء القواعد العامة للاعتزال منها نفي الصفات عن الذات الإلهية والمنزلة بين المنزلتين والقدرة والحياة والإرادة , ويعتقد الشهرستاني أن إقرار واصل لقاعدة نفي القدر أكثر نضجاً لديه من إقرار نفي الصفات , كما ألف واصل كتباً فكرية غزيرة إلا أن أكثرها فقدَّ وضاع حتى رحل عن الدنيا عام 131هـ أثناء طاعون عمَّ البصرة , وقد خلف مدرسة كلامية تحولت إلى فلسفة .
المصادر
1- رشيد الخيون. معتزلة البصرة وبغداد . ص14
2- القاضي عبد الجبار ". المغني في ابواب التوحيد والعدل ص78 ؛ رشيد الخيون. معتزلة البصرة وبغداد ص114.
3- مقالات الأشعري ص154 .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنّ هُم فاقدي ماء الوجه ؟
- دراسة في كتاب الرفيق فهد .. البطالة وأسبابها وعلاجها
- الديوانية المدينة التي التصقت بذاكرتنا
- سمير نقاش..نقش عراقي في الذاكرة
- علي هادي وتوت محافظاً للديوانية
- مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)
- العلامة طه باقر مرمم الذاكرة العراقية
- الديوانية زهرة الفرات
- الكابتن جاسم محمد علي الهندي ... الهداف الأول لملاعب بابل ال ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- (نظرية الاصل الفضائي للسومريين)
- الصابئة المندائيون في العراق ...تاريخهم . عباداتهم. عاداتهم ...
- الأيزيدية .. للباحث والمفكر والإنسان زهير كاظم عبود
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- الحلة تحتفي بالشاعر العراقي سعد جاسم
- حوار مع المناضل حميد غني جعفر الاسدي (جدو) , ليروي قصة النفق ...
- سحر الحقيقة ..شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- واقع المرأة في المجتمع العراقي
- كيف نصنع الديكتاتور


المزيد.....




- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل عبد الأمير الربيعي - الفكر المعتزلي