أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - كيف نصنع الديكتاتور














المزيد.....

كيف نصنع الديكتاتور


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نصنع الدكتاتور
نبيل عبد الأمير الربيعي

اكتسى الانسان منذ ظهور الدولة كيف يصنع الدكتاتور ليسيطر على مقاليد الأمور في حياته , وصناعة الدكتاتور مهنة قديمة قدم ظهور الدولة على مرّ التأريخ البشري , الدكتاتور كان رأس الدولة , كي يستمر في السيطرة المطلقة على الدولة وكل ما يتبع أمورها , كان لا بد من اختيار المساعدين والاتباع , ولضمان الولاء المطلق له في كل صغيرة وكبيرة بأمور الدولة والمجتمع .. وأس الدولة يتدخل ويتصرف حتى في بلورة وصياغة شخصية الفرد والاتباع , كأختيار الألبسة , شكلها ولونها وفي أسلوب الحديث والمخاطبة , بل وفي الوقوف والاصطفاف صفاً واحداً وكيفية الانتظار والدخول إلى ديوان السلطة , ومكان الجلوس وطريقة الكلام , ومن يحق له الكلام أو من يكون بادئاً في الكلام , وهذا ما نشاهده اليوم في عالمنا الثالث.
كي يستمر الأتباع في الولاء المطلق للرجل الأول , كان لا بد من تلبية احتياجات البطانة , وهكذا كان الرجل الأول يطلق العنان لمن يختاره ليتصرف على هواه من جمع الأموال والغنائم , واستخدام جميع أساليب القمع والقسوة تجاه من يحيد عن طاعته.
مهما طغى الإنسان ومهما كانت قسوته , فإنه لا يمكن الحد من طموح وانانية الفرد في المجتمع , فالأنانية والرغبة في امتلاك شيء أو كل شيء , هي غريزة تكمن وتكبر وتنمو بأستمرار لدى الإنسان.
نرى ونلمس هذه الغريزة الإنسانية , منذ الطفولة , يبدأ الطفل أول ما ينطق كلماته الأولى نراه داخل البيت وهو يقول لأحد افراد عائلته (هذا ليّ أنا وذاك ليّ أنا ) وتتحول كل حاجات داخل البيت ملكاً لهُ بدءً بلعب الاطفال وصولاً الى جهاز التلفاز , أو أية قطعة أخرى ثمينة أو غير ثمينة , وأني اعتقد هكذا ظهر وتطور ما نسميه بالاستبداد أو الدكتاتورية المطلقة , كغريزة إنسانية لأمتلاك كل شيء.
أن هذه الحالات , حالات غريزية للإنسان , سوف تبقى وتستمر طالما هنالك حياة واستمرارية للحياة , أن هذه الغريزة لا تخفى وتضمحل نهائياً , وأنما تتحول وتتطور لتأخذ اشكالاً وابعاداً أخرى, فالدكتاتورية الفردية , تتحول إلى دكتاوترية الطبقات السائدة في المجتمع , كما ظهر منذ أول تقسيم اجتماعي للبشرية.
فإذا كانت حاجات الفرد وطموحاته قد انتجت السيطرة الفردية التي تستكبر , لأن هنالك مصالح اقتصادية وسياسية متباينة ومتناقضة , وهي كثيرة وغالباً ما تكون تناحرية . ولا يمكن حل هذه التناقضات إلا بحروب اقليمية كانت أم دولية , أو من خلال الثورات الشعبية , عندما تصل الطبقة العاملة وسواد الشعب الاأظم إلى حالة الأملاق , هكذا قرأنا عن تاريخ المجتمع , وجدنا أن الرق يتعب ويشقى ويناضل ويوحد الصفوف من أجل التحرر من العبودية ومن الأسياد . هذا هو قانون الصراع الطبقي الذي اكتشفه كارل ماركس ولا يزال مستمر وأن يأخذ اشكالاً أو ابعاداً أخرى في هذه المنطقة أو تلك , ولا يتنكر لهذا المفهوم , مفهوم الصراع الطبقي إلا هؤلاء الذين اعياهم النضال أو الذين انتقلوا إلى المعسكر الآخر , معسكر الرأسمالية وآلتها الدعائية .
بعد هذا التقسيم في المجتمع البشري ظهر الأقطاع وطبقة الاقطاعيين , كان الفلاح والمزارع يعمل ويكدح من اجل الأقطاع والنظام الأقطاعي , ناظلوا ضد الأقطاع والدولة الأقطاعية وصولاً إلى الدولة البرجوازية ورأسمالية الدولة الأحتكارية وقمتها الولايات المتحدة الامريكية التي تتحكم بكامل امور الدولة والمجتمع , وخاصة المجمع المالي الصناعي الضخم , وصولاً إلى ما نسمعه منذ سنوات بالعولمة , فالحزبان الرئيسيان الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي ما هما إلا واجهة للـ(كونسرسيوم) حيث الاخير لا يمارس السياسة بصورة مباشرة بل توكلها لمجموعة تختارها وتدفعها لخوض انتخابات صورية بعيدة عن الديمقراطية , فالأحتكارات هي التي تصنع المسؤولين خلف الكواليس وبعيداً عن الشعب .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً ايها المناضل والصحفي سعد حمزة الغريباوي
- د. برهان شاوي وأسرار رواية مشرحة بغداد
- مأساة اكراد حلبچة والسلاح الكيمياوي
- الباحث عدنان حسين أحمد وأدب السجون
- الشخصية الوطنية موسى الطائي يروي المعالم المضيئة من تاريخ تن ...
- حوار مع كاظم محمد الحسن (أبو بسيم ) عن تأريخ تنظيم الحزب الش ...
- بغداد المحروسة
- جدلية المثقف والسياسي العراقي
- فاجعة الفرهود والتهجير في الموصل
- دور الحزب الشيوعي العراقي في مكافحة الصهيونية
- لبنى العاني الفنانة العراقية المغتربة التي تمتلك رخامة الصوت ...
- الإسلام السياسي ..النشأة والحقيقة
- قراءة في كتاب المفكر كريم مروّة (أفكار حول تحديث المشروع الا ...
- ملحمة المجرشة ومعانات المرأة العاملة العراقية
- أشهر مغنيات بغداد مطلع القرن العشرين
- ازدواجية الشخصية العراقية ودائرة الصراع النفسي
- في الأحوال والأهوال. المنابع الاجتماعية والثقافية للعنف ... ...
- عماد جبار الفنان التشكيلي الذي تعددت مواهبه بين الرسم والنحت
- حكاية من بغداد للروائية ..أثيل ستيفانادرو
- قراءة في كتاب (العراق ..نبوءات الأمل) للدكتور مهدي الحافظ


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - كيف نصنع الديكتاتور