أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - جدلية المثقف والسياسي العراقي














المزيد.....

جدلية المثقف والسياسي العراقي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اصبج المواطن العراقي اليوم بدون ثقافة ترشده والمثقف بدون تيار يدعمهُ , والسياسي اعتمد على طائفته وعشيرته ليفوز بالمكاسب الشخصية والمصالح الفئوية , نحن امة مسحورة وفي حالة غيبوبة اجتماعية , يخيّل إليها أصنام فيها حياة والعصي تتسربل بجلود الحياة , لذلك نحتاج إلى نظرية اجتماعية تقلب هذه المفاهيم , المبدأ أن السياسي حفيد المثقف وهو ملح المجتمع ونورهُ ولكن إذا فسد الملح فبماذا يُملَح, وإذا انطفأ السراج فبمن يوقد؟ حتى ينكشف الغطاء عن عين المواطن , وحتى ينطق المثقف فيرتفع الخرس , وحتى يسمع السياسي فيزال الطرش , فتنفتح منافذ العتم ليصبح المجتمع راشد.
اصبحت جدلية المثقف والسياسي تدور في حلقة مفرغة , لأن الأخير فكره متعلق بالمكاسب والمصالح وتارك مصلحة البلد الأولى , في حين أن المثقف يختبيء في الظلمات مثل الزوايا الميتة في مرايا السيارات , سيأتي زمان يلعن المثقف الخرس بألفاظ لا تقبل التأويل , عندما يصمت عن بث موسيقى الوعي المنعشة , أو يجند كلماته للحاكم في ممارسة حرفة بدون حرفة, الآن وما يمرّ به العراق من محنة ينبغي على المثقف أن يكون لهٌ الدور المهم في المجتمع.
لماذا يصمت المثقف , وعندما ينطق بعد خرسه يهلهل ويصفق على مرأى من الجمهور , ومستعد دوماً أن يصفق للذي فاز بالاستحواذ على المكاسب والمناصب , البلد يغرق في بحر من الدم والفساد الذي نخرَّ كل مؤسسات الدولة , وقد اقتطعت اجزاء من البلد , من الأرض والأفراد , نجد المثقف صامت أخرس والبلد تتربص له عيون الذئاب وريب المنون من قوى الظلام ودول الجوار التي لا ترغب بأن يتعافى بعد حروب وتجويع وحصار دام اكثر من عقدين من الزمن , القوى الظلامية وما تسمى بـ(داعش) أو (دولة الخلافة ) تشحنها الكراهية لتبرمج آلية العنف والعنف المتبادل , لماذا هذا الصمت ؟ هل نحن نعيش في مجتمع أتقن الصمت وممارسة الاحتجاج العام والخفي وفي إجازة مفتوحة إلى يوم يبعثون.
الديمقراطية التي اتى بها الامريكان بعد عام 2003 تعلن على تقديس الزعماء اكثر من تشهيرهم وفضحهم , لذلك قد وصلنا إلى الكوارث وحالة استعصاء لا تنتهي في العادة إلا بثلاث كوارث : احتياح خارجي وتحلل داخلي يفضي إلى حرب أهلية , أو تخبط إلى أجل غير مسمى في براد مشرحة الموتى , اصبح العراق مشروع لثلاجة الموتى , واتمنى ان لا يتحقق ذلك فهذا ما ترغب به قوى الظلام , لذلك اكتب والقلب يعتصر لما آل إليه العراق , هذه الكلمات موجهة للمثقف والسياسي , لأن هنالك مؤشر خطير يدعو إلى تقسيم العراق حسب الطوائف والقوميات وهو ما يعرف بمشروع بايدن , وقد نادى البعض بذلك والآخر طلب تشكيل دولة في الشمال وبارك لها أخيراً رئيس وزراء إسرائيل , المخطط كبير وخطير ونحن لا نحرك ساكن للحفاظ على وحدة العراق وفي غيبوبة تاريخية .
دائما اسأل نفسي , لماذا توالت علينا الكوارث ؟ هل حقاً نحن شعب واحد ؟ لكن أجد الإجابة أن هنالك جلدٍ جماعي للذات وبصمت , ما وصلنا إليه بسبب انعدام احترام الرأي والرأي الآخر الذي اصبح بمرور الزمن يتشبث بالخصام والنزوع إلى الإيذاء بعضاً لبعض و الانفصام العام في شخصية المجتمع .
انا لي ثقة عالية بأن المثقف الحق هو من صدع ووقف في وجه القوة بكل اشكالها , يرى ( الصادق النيهوم) في كتابه محنة الثقافة مزورة أنه: (منذ عصر سومر وحتى ظهور الإسلام كانت الثقافة سلاحاً مهمته تجهيل الناس اكثر من تثقيفهم. ولهذا السبب سكتت جميع الثقافات عن قضايا الإنسان وفشلت في تطوير مجتمعات حقيقية محررة من عبادة الأصنام الحية الميتة) . ويقول المثل الانكليزي : (إذا اردت أن تعرف حقيقة الإنسان فاعطه مالاً أو سلطة ) .إن نصف المصيبة هو ضعف وعي المواطن والانتماء الحقيقي للوطن والمثقف الصامت , ولكن كل المصيبة هي في التحام مثقف مأجور بعجلة السياسة.
أما سرّ الديمقراطية فيبقى في بذرة المعارضة , ولا معارضة بدون فكر , ولا استقلالية في التفكير بدون حرية التعبير . إذا كانت ثقافتنا صدق وعدل , وأن الخطأ لا يقاربنا , و الوهم لا يتخللنا , فلماذا نفشل في الالتحام بمركبة الفضاء الحضارية ؟
يصنف المثقفون اليوم إلى ثلاثة اصناف : المثقف الوهمي أو الكاذب , والمثقف المهاجر , والمثقف الحقيقي . الأول فيلسوف السلطة والمشترى بثمن بخس, والهدف أن يستخدم سلاحاً لتجهيل المجتمع أكثر من توعيتهم , وهذا ما نشاهده اليوم عبر وسائل الاعلام والقنوات الفضائية . لكن حرفة الثقافة اجدها مليئة بالتحدي وغير مريحة عموماً , فالمفكرون في العادة فقراء مفلسون وهم يتعاملون مع أخطر الكائنات (الكلمة) التي اخترعها البشر, والثقافة هي رسالة ومسؤولية .
أما المثقف المهاجر الذي هاجر في العقود السابقة بسبب واقع السلطة الغاشمة , والوطن اصبح ليس فيه مكان للمواطنة , وقد تقوقع في شرنقة يجتّر فيها افكاره ضمن جدار سميك من العزلة لتحفظ عليه حياته وكرامته , أما المثقف الحقيقي المهدد بالتصفية من جهات مختلفة ومتعددة , المهدد بالتشويه والاغتيال بطريقتين , أما اغتيال افكاره في لعبة الصراع الفكري حتى لا تنتقل عدوى افكاره ومشاريعه التحررية إلى المواطنين , أو تصفيته واغتياله جسدياً . لذلك نجد أن اصلاح المجتمع يتم بتغيير ذاتي يبدأ من الأفراد ثم المجتمع , وهذا منالنا كي يصبح السياسي حفيد المثقف وتلميذه البار لا العكس , فمن خلال ممارسة المثقف دوره في التوعية من خلال استخدام كافة السبل والوسائل لنشر الثقافة الواعية لرفع المستوى الثقافي للمجتمع .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة الفرهود والتهجير في الموصل
- دور الحزب الشيوعي العراقي في مكافحة الصهيونية
- لبنى العاني الفنانة العراقية المغتربة التي تمتلك رخامة الصوت ...
- الإسلام السياسي ..النشأة والحقيقة
- قراءة في كتاب المفكر كريم مروّة (أفكار حول تحديث المشروع الا ...
- ملحمة المجرشة ومعانات المرأة العاملة العراقية
- أشهر مغنيات بغداد مطلع القرن العشرين
- ازدواجية الشخصية العراقية ودائرة الصراع النفسي
- في الأحوال والأهوال. المنابع الاجتماعية والثقافية للعنف ... ...
- عماد جبار الفنان التشكيلي الذي تعددت مواهبه بين الرسم والنحت
- حكاية من بغداد للروائية ..أثيل ستيفانادرو
- قراءة في كتاب (العراق ..نبوءات الأمل) للدكتور مهدي الحافظ
- مجالس يهود العراق الثقافية والأدبية والإجتماعية
- رائد القصة العراقية الحديثة ...أنور شاؤل
- الأنظمة الشمولية والهوية الوطنية
- الفنان هادي الخزاعي.. رحلة أربعين عاماً في الفن
- كاظم الجاسم..عاش شيوعياً ومات شهيداً باسلاً
- شعرية الذات بالنيابة للشاعر علي محمود خضير
- قراءة في كتاب أنطقة المحَرّم للكاتب سعد محمد رحيم
- التشكيلي عاصم عبد الأمير :الاطفال هم رسامون كبار , وقد منحون ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - جدلية المثقف والسياسي العراقي