أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل عبد الأمير الربيعي - دراسة في كتاب الرفيق فهد .. البطالة وأسبابها وعلاجها















المزيد.....

دراسة في كتاب الرفيق فهد .. البطالة وأسبابها وعلاجها


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 18:54
المحور: الادارة و الاقتصاد
    




يستند مؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف (فهد) في تحليلاته الاقتصادية على منهج الفكر الماركسي ومتابعة كتابات لينين وربطه بالواقع المعاشي العراقي ، فكانت أغلب كتاباته في الصحف والتوجيهات بشكل عام خطاباً داخلياً يمس القضايا الوطنية المحلية، فقد تميزت كتاباته بالواقعية والموضوعية الملموسة ، إضافة إلى التماسك والوضوح فى عرض المشاكل التي يمر بها الفرد العراق بدايه القرن العشرين ، فكان أسلوبه في العرض يتصف بسلاسة اللغة لتقريبها لأذهان القارئ والناس البسطاء من أفراد المجتمع العراقي ، وكان واعيا لواقع المجتمع العراقي وما يمر به العراق من هيمنة الشركات الاستعمارية بسبب موارده النفطية.
إطلاع الخالد فهد فى ميناء البصرة على واقع حياة العمال ودور الشركات البريطانيه وسلطات الإحتلال البريطانيه فى الهيمنة على الميناء وعمليات الاستيراد والتصدير واستغلال العمال وتدني أوضاعهم المعيشية وظروف سكنهم وحياتهم اليوميه من جهة ، واطلاعه على واقع الفلاحين في مدينة الناصرية وتعسف الشيوخ الإقطاعيين وفي مدن العراق الأخرى بحق الفلاح من جهة أخرى ، مما جعلوا من العراقيين الهائمين علي وجوههم فى المدن يفتشون على لقمة العيش لهم ولعوائلهم ، لذلك بدأ فهد بتشخيص واقعي لطبيعة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية السائدة والتعرف على سبل الخلاص من هذا الواقع المؤلم من خلال الانخراط بالعمل السياسي والحزبي ، كما اهتم بمسألتين جديرتين بالاهتمام هما :

1- الإخلال بالسيادة الوطنية من جانب الدولة البريطانية وقتذاك من خلال معاهدة 1930
2- غياب الحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية المدنية والسياسية للمواطنين .

لذلك ومن خلال الفهم الموضوعي الواضح عند فهد , و بطبيعة المرحلة التي كان يمر بها العراق والتي سميت "مرحلة التحرر الوطني"، كان من أبرز أهدافها ضمان التمتع بالحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية لأبناء المجتمع .

من خلال هذه الأفكار كتب الشهيد الخالد فهد تقريره المهم عن حاله العراق للفترة الواقعة بين 1941-1945 في الكونفرنس الحزبي الأول تحت عنوان "البطالة وأسبابها وعلاجها"، ومن خلال هذا التقرير حدد فهد سياسة الحزب إزاء القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تشغل بال المجتمع العراقي ، حيث كانت من أبرز مشاكل المجتمع هي البطالة ، إذ كانت حالة سائدة في المجتمع العراقي ، وقد "قدر حالة البطالة في العراق في نهاية الحرب العالمية الثانية بحوالي 750000 عاطل عن العمل ، ثم انتقل منها إلى العوامل الكامنة وراء ذلك أو التي تسببت في تفاقم البطالة". وأبتدأ يؤكد في أن "البطالة كظاهرة اجتماعية غير منفصلة عن النظام الإقتصادي القائم لا يمكن أن تعالج بدون معالجة العوامل المحركة لاقتصادنا ومؤثراتها ".
يعتبرالعراق من البلدان المشهور بوارداته النفطية في العالم ، ولو استثمرة وارداته النفطية بأمانة ولصالح البلد والمجتمع لوظفت صناعة النفط هذه لجميع الأيدي العاملة في المدن والأرياف إلى حياة الصناعة , لأصبح واقع العراق أفضل وأحسن مما هي عليه ، لكن بما أن نفط العراق محتكر من قبل مجموعة من شركات (دتردنك) النفطية ، وهذه يهمها قبل كل شيء تطبيق سياستها النفطية التي ترمي إلى الاحتفاظ بالنفط العراقي كأحتياطي لاستثمار النفط الذي في إيران وغيره ، يشير الخالد فهد وبوضوح لمواقع مختلفة منها :
• لا يمكن حل البطالة فى العراق عبر تشكيل Members يتكون أعضاءها من الانكليز أنها تمس الانكليز منتدى البرامج.
• لا يمكن معرفة أسباب البطالة في العراق دون القيام بتحليل واقع وطبيعة القوى المحرك للاقتصاد، والتي هي جزء لا يتجزء من الاقتصاد الاحتكاري العالمي.
• أن سبب البطالة في العراق قد جاءت مع مجيء الرأسمالية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى وما بعدها.
• هنالك تناقضات قائمة تعرقل تطور القوى المنتجة بشكل عام ولا سيما في البلدان الكولونيالية أو شبه الكولونيالية.
لذلك لكي لا يفسح المجال "لاستثمار نفط إيران بمقياس واسع - إذ أن نفط العراق يعتبر ملكاً أبدياً لهم - ولكي لا تنمو الطبقة العاملة العراقية ، ولكي لا تنمو الثروة العراقية، ولكي لا ينمو الوعي الطبقي والوطني ويصبح مهددا لمصالح الاستعمار، ولو كان نفطنا بأيد وطنية أمينة أو بأيد وطنية - أجنبية مشتركة - على أساس العدل والتساوي - لما عرف العراق أزمة البطالة القائمة اليوم ، ولتغير وجه العراق الاقتصادي والاجتماعي ".

كانت البطالة وفق العلاقات الإنتاجية شبه الإقطاعية موجودة ومقنعة بفعل طبيعة العمل العائلي، لكن هنالك سبب مهم قد أشار له فهد بما يخص البطالة وهو "إن من أهم أسباب البطالة عندنا اليوم، عدم تطور الصناعة الوطنية، وهذا ناتج عن السياسة الاستعمارية التي تسير عليها هذه الإدارات لمنع التصنيع في القطر "، وبعد البرنامج المفضل لأكثر من ستة عقود يمر العراق بنفس المأساة فى مجال البطالة وتبديد الإمكانيات المادية والبشرية وقد تزايدت ظاهرة البطالة علي شكل واسع بين الشباب.
يرى الخالد فهد في ذلك مجموعة من العوامل منها على سبيل المثال لا الحصر: التصدي لنمو الطبقة العاملة وتنامي دورها في الحياة الاقتصادية والسياسية ، إضافة إلى الحد من نمو البرجوازية الصناعية التي تصطدم مصالحها بمصالح الامبريالزم ، وتأثيرها المباشر على التبادل التجاري وتقليص أستيرادات العراق الذي يخشى منه المستعمرون كثيرا، إضافة إلى إهمال الجانب الزراعي والاستثمار المحلي في الصناعة ، لذلك كتب فهد يقول "فعلى العمال وأصحاب المشاريع الصناعية الوطنية، وعلى الممولين الذين جمدت رساميلهم، وحيل بينهم وبين توظيف هذه الرساميل في الصناعة، أن يناضلوا مشتركا لإزاحة الحواجز التي وضعها التدخل الاستعماري للحجر على صناعتنا ومنعها عن التطور " .
من خلال قراءة ما كتب فهد وبواقعية وهي رؤيه ماركسية متماسكة تؤشر مدى تحليل فهد وإدراكه بأن الاحتكارات الرأسمالية البريطانيه تريد ربط الإقتصاد العراقي بعملية إعادة الإنتاج فى الإقتصاد البريطاني للحصول على المواد الأولية العراقية ومنها النفط والمحاصيل الزراعيه للتوسع فى الإنتاج البريطاني وزيادة عدد المشتغلين والقيمة المضافة المنتجة والسيولة النقدية في الأسواق المحلية ، لذلك من خلال هذا سيتوسع الاقتصاد البريطاني على حساب العراق ، وفي الوقت نفسه تقوم بريطانيا بتصدير السلع والمنتجات للتداول والاستهلاك في الاقتصاد العراقي، مما يدل هذا على استنزاف إيرادات النفط المالية وإعادتها إلى الاقتصاد البريطاني بفعل الاستيراد المتواصل ، وإهمال تنمية الاقتصاد العراقي بالشكل المناسب وعجزه عن توفير فرص عمل جديدة للعاطلين عن العمل وضعف السيولة النقدية.
نتيجة تحليلات فهد لمشكلة البطالة إذ يؤكد أن " فيما تقدم العاملين الرئيسيين لتأخر الصناعة الوطنيه ونشوء البطالة وهما: -
أرتباط العراق بالاقتصاد الاحتكاري الاستعماري العالمي كجزء تابع له، والسيطرة الاقتصادية والسياسية على مرافق حياة القطر الاقتصادية المتمثلة بالشركات الاحتكارية الاستعمارية، وبالإدارات الأجنبية على المشاريع الاقتصادية الهامة.
النظام شبه الأقطاعي الفاسد السائد في الريف ونتائجه الوبيلة على الاقتصاد الوطني وإفقاره الذين يؤلفون الأكثرية الساحقة من الشعب العراقي وحرمان السوق الداخلية منهم كبائعين ومشترين أو بالأحرى حرمان الصناعة الوطنية من السوق الداخلية التي لا يمكن أن تنمو وتزدهر صناعتنا دون الاستناد إليها باعتبارها الأساس الثابت لصناعتنا الوطنية ولاقتصادنا الوطني بصورة عامة " .
اقترح الرفيق فهد الحلول التي تبناها الحزب وقتذاك وناضل من أجلها في معالجة الوضع الاقتصادي في البلد لمكافحة البطالة ، فكانت هنالك جملة من الآراء الصائبة الذي أقره الكونفرنس عام 1944:
• رفض منح امتيازات اقتصادية جديدة للشركات الأجنبية وإلغاء أو المشاركة في ما هو قائم منها وفرض الرقابة على ما هو موجود منها .
• العمل من أجل الخلاص من السيطرة الأجنبية شبه الاستعمارية على البلاد لضمان ممارسة الحكومات العراقية المتعاقبة لسياسة اقتصادية وطنية تعبر عن مصالح المجتمع والاقتصاد الوطني .
أتخذ فهد موقفا سليما من تطوير القطاعات الاقتصادية من حيث الملكية لوسائل الأنتاج ، اضافه الى قناعته بضرورة تحقيق التعاون لرفع الإقتصادي العربي , فهو الخطوة المستقبلية الصحيحة علي طريق التنمية والتنسيق لصالح الوحدة العربية ، إضافة إلى تنشيط دخول رؤوس الأموال الأجنبية إلى العراق لتفعيل بعض المجالات الاقتصادية ، و كما يرى إن الطريق السليم لتحقيق كل ذلك يفترض أن يمر عبر قوى النضال الرئيسية وهي نقابات العمال .
كانت تحليلات فهد مهمه وحيوية على الساحة السياسية العراقية والتحرك للنضال الوطني فى سبيل إنماء الإقتصاد العراقي ، في الوقت الذي كان العراق خالٍ من المشاريع الصناعية المهمة والطبقة العاملة الفعالة لطرح مثل ضرورة إقامة الصناعات الثقيلة في العراق، فكان التركيز على الملاحظات المهمة التي تستوجب الأشارة إليها ، فقد أدرك فهد بأن المرحلة التي كانت تواجه نضال العراقيين وقتذاك هي التركيز على المهمات الوطنية والديمقراطية.

المصادر
1 - د - كاظم حبيب - لمحات من عراق القرن العشرين دار اراس للطباعة والنشر أربيل -2013 - ص 21
2 - فهد - البطالة أسبابها وعلاجها - من وثائق الحزب الشيوعي العراقي، بغداد، منشورات الثقافة الجديدة، مطبعة الشعب، ط 2 -1973
3 - فهد - مستلزمات كفاحنا الوطني - من وثائق الحزب الشيوعي العراقي، بغداد، منشورات الثقافة الجديدة، مطبعة الشعب، ط 2-1973



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديوانية المدينة التي التصقت بذاكرتنا
- سمير نقاش..نقش عراقي في الذاكرة
- علي هادي وتوت محافظاً للديوانية
- مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)
- العلامة طه باقر مرمم الذاكرة العراقية
- الديوانية زهرة الفرات
- الكابتن جاسم محمد علي الهندي ... الهداف الأول لملاعب بابل ال ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- (نظرية الاصل الفضائي للسومريين)
- الصابئة المندائيون في العراق ...تاريخهم . عباداتهم. عاداتهم ...
- الأيزيدية .. للباحث والمفكر والإنسان زهير كاظم عبود
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- الحلة تحتفي بالشاعر العراقي سعد جاسم
- حوار مع المناضل حميد غني جعفر الاسدي (جدو) , ليروي قصة النفق ...
- سحر الحقيقة ..شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- واقع المرأة في المجتمع العراقي
- كيف نصنع الديكتاتور
- وداعاً ايها المناضل والصحفي سعد حمزة الغريباوي
- د. برهان شاوي وأسرار رواية مشرحة بغداد


المزيد.....




- القضاء الروسي يجمد حسابات أكبر بنك أمريكي في روسيا
- بوتين يستشهد بمؤشر يؤكد صلابة الاقتصاد الروسي
- رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص في مصر
- البنك المركزي الروسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه ...
- تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟
- قيود أميركية جديدة على صادرات الأسلحة النارية
- بورصة -وول ستريت- الأمريكية تتلون بالأحمر بعد بيانات اقتصادي ...
- شويغو: عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الم ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل عبد الأمير الربيعي - دراسة في كتاب الرفيق فهد .. البطالة وأسبابها وعلاجها