أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - أين الصين من الثورة السورية؟














المزيد.....

أين الصين من الثورة السورية؟


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 03:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حوار مع أحد الاصدقاء و هو دكتور في الاقتصاد, تحدث عن دور الدولة الصينية الاقتصادي في الحرب القائمة على الأرض السورية حيث شرح الصراع المحتدم بين الصين و بين الولايات المتحدة الامريكية الجاري في بحر الصين و التوسع العسكري الصيني هناك على حساب الوجود العسكري التاريخي لأمريكا.
أشار إلى المعلومات و الدراسات عن حرب بادرة بين الطرفين و عن الاهتمام الكبير للادارة الامريكية, الذي يزداد يوماً بعد يوم بتلك المنطقة على حساب منطقة الشرق الأوسط رغم اهمتها الاستراتيجية, فلقد ازدادت مؤخراً حدة التصريحات المتبادلة بين أمريكا و الصين وسط تزايد التوتر بشأن عمليات البناء التي تقوم بها الصين في أرخبيل "سبراتلي" ببحر الصين الجنوبي و أظهرت الصين استيائها الشديد من تحليق طائرة تجسس أمريكية فوق مناطق قريبة من تلك الجزر و تبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بزعزعة الاستقرار في المنطقة.
الصين تاريخياً دولة لا تحفز الحرب العسكرية و يذكر التاريخ كيف احتلتها اليابان لسنوات و كيف بنى الصينيون القدماء سوراً عظيماً لصد هجمات المنغوليين عليها, كبديل عن محاربتهم.
الصين اليوم تؤمن بأن الحروب ليست بالضرورة حروب عسكرية رغم كل قوتها في هذا المجال و لكن الحروب الاقتصادية قد تكون أشد نجاعةً مع دول عظمى أخرى و لا يمكن للصينيين أن ينسوا نتائج الحرب الامريكية على الاتحاد السوفيتي و كيف اسقطته دون ان تطلق رصاصة واحدة.
في موقف الصين من الثورة السورية, فقد ساندت نظام الأسد منذ البداية رغم التردد الروسي في البداية و شاركت الروس ثلاثة فيتوهات ضده في مجلس الأمن لكن ماذا يمكن للصين أن تفعل أكثر من ذلك؟
التدخل الروسي العسكري في سورية بشكل فاضح و واضح لم يكن نتيجة مزاج بوتيني توسعي امبراطوري و حسب بل كان نتيجة تحضيرات لوجستية و عسكرية و سياسية خلال اربع سنوات و بالتأكيد كان نتيجة تفاهمات دول حلفاء لنظام الأسد, ليست ايران و حسب و إنما الصين الدولة القوية اقتصادياً و الدولة المرشحة لتزعم العالم خلال العقود القادمة.
لا يمكن للعقلية السياسية الروسية أن يغفل عنها أن الولايات المتحدة, و إن استفادت من تدخل روسيا العسكري في سورية بالمدى المنظور, سوف تقف مكتوفة الايدي أمام تحقيق انتصار عسكري روسي في سورية سيطرق ابواب بغداد و يزيح الهيمنة الامريكية المشرعة دستورياً في عراق ما بعد الاحتلال الامريكي, فالروس يعرفون قراءة التاريخ و كيف هُزموا أمام خصمهم التاريخي في حرب اقتصادية شرسة فككت امبراطوريتهم السوفيتية.
الحرب العسكرية المباشرة بين روسيا و أمريكا, أمر مستحيل و خارج كل التوقعات و الحسابات, فسورية ليست مكان يمكن أن تشتبك على ارضها قوات لدول عظمى و ليس من اجلها يمكن أن يتقاتلا. خاصةً, أن هناك سوريين يمكن أن يقوموا بهذه المهمة لصالح الولايات المتحدة الامريكية التي تستغل حاجتهم للسلاح و الدعم لتحرير ارضهم من دولة احتلت بلدهم.
المجابهة الامريكية الروسية بدأت, عسكرياً بتزويد قوات المعارضة السورية بأسلحة مضادات دروع أثبتت عجز قوات النظام الأسدي و ميليشيات طائفية تحارب معه عن تنفيذ مهمامها على الأرض بعد انتهاء سلاح الجو الروسي من القصف على مناطق المعارضة و نتائج المعارك قد تحدد امكانية تزويد تلك القوات بمضادات جوية مخزنة منذ زمن بعيد في مستودعات بتركيا.
المجابهة الامريكية الروسية بدأت, اقتصادياً بخفض اسعار النفط نتيجة زيادة انتاج السعودية و العراق و إدخال إيران لنادي انتاج و تصدير النفط العالمي بعد الاتفاق الامريكي الايراني, حيث يعتبر النفظ أهم موارد روسيا الاقتصادية و التي تقدر بنصف ايرادات الميزانية فيها مما ادى لهبوط حاد في سعر صرف الروبل الروسي في الاسواق العالمية مترافق مع العقوبات الاقتصادية الامريكية و الاوربية بعد الازمة الاوكرانية.
هنا من المنطقي أن تقف الصين كحليف اقتصادي عملاق في تمويل التدخل العسكري الروسي في سورية محققة عدة مكاسب:
1- مكسب سياسي كبير على حساب الولايات المتحدة في التخفيف من اهتمامها بمنطقة بحر الصين الجنوبي و الغوص في صراع منطقة الشرق الأوسط لصالح هيمنة صينية في بحرها.
2- مكسب اقتصادي يضمن استثمارها المستقبلي في روسيا الاتحادية نفسها و في دول الشرق الأوسط في حال استطاعت روسيا تحقيق انتصارها العسكري فيها و إعادة تأهيل انظمة تاريخياً متوافقة معها كنظام الأسد.
3- مكسب عسكري في توسيعها في مناطق جنوب بحر الصين دون أن تضطر لخوض حرب عسكرية مع امريكا لا يحمد عقباها.
الصين الشيوعية تغيرت و اصبحت عملاقاً اقتصادياَ يبتلع العالم يوماً بعد يوم, و الصراعات الدولية يمكن أن تفيدها و تساعدها على توسعها شرقاً و غرباً و بنفس الوقت لا توسخ أيديها طالما هناك من يفعل ذلك.
يبقى الحمل الكبير على الشعوب الصغيرة أن تتحمل وزر تلك السياسيات الدولية و تدفع الاثمان الباهظة في حروب و صراعات دموية تعيدها إلى الوراء رغم أن تلك الشعوب تناضل من أجل أن تتقدم و تزدهر بعد أن تسقط أنظمة استبدادية محترفة في اللصوصية و التجارة على حساب أوطانها.
السوريون, يدفعون فواتير ثورتهم اضعاف مضاعفة لم تكن بحسبانهم و لكن نظام الأسد كان أكثر من عرف كلفة الثورة عليه عندما قال أن إسقاطه سيعني زلزال في المنطقة و العالم لأنه نظام وضيع يعرف كيف يستغل الاوراق و يستقدم أطماع دول العالم لتأمين بقائه على جثث الشعب السوري, كل الشعب السوري, مجسداً مقولة خلدونية تاريخية: (الطغاة, يجلبون الغزاة).



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواز سفر سوري, و جثة ارهابي
- أوهام الانتصارات
- مصالح الدول, بين الشر المطلق و الخير المطلق
- آذن القلعة, ينادي!
- لا تنسوا كي نذكر العالم دائماً بجريمته
- تركيا الجار الحنون
- قرص شنكليش
- فمتى نبدأ أيها السوري؟
- دولة المواطنة و ضمانة الانتماء
- الطاغية لم يمت بعد
- سقوط سجن تدمر
- العرس بسورية و المؤتمر بالرياض
- خاين يلي بيخطف ثائر
- تحليل في خطاب الشيخ زهران علوش
- ثورة تحت الرماد
- امتحان إدلب الصعب
- ائتلاف, بلا عطارين
- البعد الوطني و صراع الاحلاف
- المزاودة, تبرر شلال الدم السوري
- كرة الثلج الارهابية


المزيد.....




- رجل يعتدي بوحشية على طفل أفغاني ويطرحه أرضًا في مطار موسكو
- توقيف طبيب نفسي مغربي بشبهة الاعتداء الجنسي على مريضاته وتصو ...
- كيف يقضي طيارو المقاتلة B2 عشرات الساعات داخل قمرة القيادة؟ ...
- ماذا نعرف عن صناعة كسوة الكعبة؟
- وزير الدفاع الأميركي: تسريب التقرير الاستخباراتي هدفه التشكي ...
- مستذكرًا تجربة الاتحاد السوفيتي.. وزير بولندي: هكذا يمكن إسق ...
- قتلى وجرحى ودمار واسع خلفته غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ ب ...
- شرق ألمانيا: تطرف الشباب أو حين تصبح -تحية هتلر- عرفا مدرسيا ...
- مرسيدس تختبر أقوى سيارة كهربائية فائقة السرعة!
- القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - أين الصين من الثورة السورية؟