|
العالم الحر والموقف من السعودية دولة التطرف والإرهاب والظلم الاجتماعي !!
كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 19:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العالم "الحر" جداً، العالم الرأسمالي المتقدم والمتوحش في أسلوب استغلاله للشعوب والراغب في فرض سيطرته الاقتصادية والسياسية والثقافية على العالم كله، "العالم الحر" الذي ما يزال، رغم تقدمه العلمي والتقني وإنجازات الإنسان الرائعة في المجالات كافة، يمارس في أكثر الدول تقدماً، بالولايات المتحدة الأمريكية، التمييز العنصري والتهميش والعنف ليس ضد الأمريكيين من أصل أفريقي ولا ضد الهنود الحمر من أصل أهل البلاد فحسب، بل وضد من هم من أصل أسيوي أو لاتيني أمريكي. هذا "العالم الحر" المتقدم يمارس اليوم وأكثر من أي وقت مضى بيع المزيد من الأسلحة الحديثة والتدميرية إلى شعوب البلدان النامية لتواصل صراعاتها ونزاعاتها المسلحة على وفق الخرائط والحدود التي رسمتها قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في عصبة الأمم في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ومنها خارطة منطقة الشرق الأوسط، ليجني منها تجار الموت أرباحاً سنوية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية، في حين لا تجني تلك الشعوب من وراء ذلك إلا الفقر والجوع والحرمان وسيول من دماء القتلى والجرحى والمعوقين واليتامى والمشردين والمهجرين بسبب تلك النزاعات والبطالة، وتدمير الكثير من التراث الحضاري للبشرية. هذا العالم "الحر" جداً الذي يسعى إلى تصدير نموذجه في الظلم وعدم العدالة والاستغلال والتمييز إلى بقية شعوب العالم بذريعة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، هذا "العالم الحر والديمقراطي!" جداً يتعاون ويسند ويدعم واحدة من أعتى النظم الاستبدادية وأكثرها قهراً لشعب الجزيرة العربية وأكثرها استغلالاً لثروات البلاد لصالح "العائلة المالكة" والمشايخ المحيطين بها وأكثرها تطرفاً في الفكر الديني الذي تلتزم به وتعمل على نشره عالمياً بالقوة وعبر المليشيات والتنظيمات الإرهابية والأكاديميات التدريسية والمدارس الدينية والرسمية القائمة في السعودية أو التي أقيمت في غالبية دول العالم وأكثرها توزيعاً للأموال النفطية لصالح كسب المزيد من الشباب العاطل والفقير إلى تلك التنظيمات المتوحشة التي تعلمت وتربت على ذبح الإنسان بسبب الهوية الدينية أو المذهبية أو الفكر الآخر المخالف لعقيدتها الوهابية المتطرفة والأشد سلفية من السلف. هذه الدولة السعودية ولقيطتها "دويلة قطر" ["الإخوانية، وأصلها وهابي أيضاً"] تنشران التطرف الديني والمذهبي بمنطقة الشرق الأوسط وفي العالم الإسلامي، ولكنهما تنشران ذلك في العالم الغربي أيضاً بأمل وهدف تحويل "ديار الحرب وسكانها" إلى "ديار السلام والإسلام" أي تحويل الدول الغربية المسيحية أو غيرها من الديانات إلى الإسلام وجعلها دولاً إسلامية!، لأن دين محمد كما تعتقد هو أخر الأديان وإنه الأصح في حين أن بقية الديانات لم تعد صائبة وعلى المؤمنين بها تركها والتحول إلى دين الإسلام وعلى وفق المذهب الحنبلي (أحمد بن حنبل، 164-241هـ/ 780-855م) والمدرسة الفكرية الأكثر تطرفاً المنبثقة من مذهب أبي حنيفة و (أبن تيمية، 1263م 1328 – م)، المدرسة الفكرية الوهابية التي يؤمن بها آل سعود والدولة الثيوقراطية السعودية الأكثر والأشد تطرفاً واستبداداً في العالم الإسلامي والعالم كله. إن هذه الدولة، التي أنتجت تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النُصرة وجيش الفتح وأحرار الشام بالتعاون مع دويلة قطر، تنتج يومياً بفكرها ومدارسها وثقافتها الدينية والمذهبية الصفراء المزيد من المتطرفات والمتطرفين الذين يمارسون القتل اليومي بصيغ شتى، بما في ذلك جماعة الانتحاريين الأوباش، بدول مثل العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وباكستان والفلبين واندونيسيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها. إنهم سعوديون متطرفون أولئك فجروا "مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية، و24 مفقودا، إضافة إلى الآلاف من الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة". (الموسوعة الحرة 11 سبتمبر 2001). وهم الذين فجروا العديد من السفارات الأمريكية في الخارج، كما في العام 1998 حين فجروا سافرتي الولايات المتحدة في كل من (دار السلام (تانزانيا) ونيروبي (كينيا). إن ما يجري اليوم بالعراق وسوريا واليمن وليبيا لا يمكن إبعاده أبداً عن مخططات السعودية وقطر ولا عن مشاركة تركيا بهذه العمليات الإجرامية الدموية فكراً وممارسة التي أودت بحياة مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين بالعراق، إضافة إلى تدمير الهياكل الارتكازية والخدمية ودور سكن الناس الأبرياء وتهجير الملايين من سكانها إلى خارج هذه الدول أو في داخلها. إنها جرائم ترتكبها هذه الدول وتقف خلفها، شاءت أمن أبت، الدول الغربية التي تحتضن هذه الدول وتبيع لها السلاح وتمدها بالعون والحماية، كما إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وهي التي فتحت الحدود أمام ولوج الإرهابيين إلى سوريا والعراق ووفرت لهم الغطاء والدواء ومعالجة جرحاهم والتسوق منها وبيع النفط المهرب لها. إن "العالم الحر" جداً يشارك في العواقب التي تتحملها شعوب هذه البلدان بما في ذلك تدمير تراثها الحضاري بالارتباط مع المذهب المتطرف لهذه الجماعات المتطرفة. إن السلاح ما يزال يصدر بكميات كبيرة إلى هذه الدول لتصدرها بصورة سرية إلى قوى الإرهاب أو تستخدمها للقتل كما يجري اليوم وبتحالف عربي رجعي دموي باليمن وتحت غطاء مواجهة المذهب الشيعي المتطرف للدولة الإيرانية المتطرفة أيضاً، وهي دول تسعى للهيمنة على شعوب منطقة الشرق الأوسط واستغلالها اقتصادياً وفرض سياساتها وأهدافها التوسعية عليها. إن الإدانة تتوجه للدول الراعية للإرهاب والساكتة عنه، وما حصل أخيراً بالولايات المتحدة الأمريكية من عملية إجرامية قُتل فيها مجموعة من المعوقين على يد امرأة سعودية وزوجها الأمريكي من أصل باكستاني، وهما مرتبطان بداعش، على وفق ما نشر من معلومات، يؤكد تورط الفكر الوهابي الإرهابي وتنظيم داعش في هذه العملية أيضاً، فمتى يعي الشعب الأمريكي هذه الحقيقة ليتصدى للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الدول التي تنشر الفوضى والفساد والإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط ويفرض الرفض القاطع للتعاون مع هذه الدول وتنظيماتها الإرهابية وسياساتها بالمنطقة.
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مواقف تركيا إزاء الحملة المناهضة لقوى الإرهاب بسوريا والعراق
...
-
الاقتصاد السياسي للفئات الرثة الحاكمة في العراق
-
كتاب -الرثاثة في العراق -أطلال دولة ... رماد مجتمع-
-
هل في مقدور التعبئة العسكرية الدولية وحدها تصفية داعش؟
-
هل يعي المجتمع الدولي طبيعة الإرهاب الإسلامي السياسي؟
-
لمن ولاء أجهزة الأمن العراقية للشعب أم لغيره؟
-
هل يمكن تحقيق التغيير بولاءين؟
-
شعوب العالم والإسلام السياسي
-
الموقف من عمليات التغيير الديموغرافي لأراضي المسيحيين بإقليم
...
-
أحمد الجلبي في ذمة المجتمع والتاريخ!
-
نتائج أو عواقب عوامل الأزمة المتفاقمة بالعراق!
-
المسيحيون جزء أصيل من أهل وتاريخ العراق [مشروع كتاب]
-
هل يمكن العيش في بلد يحكمه الأوباش؟
-
رأي بشأن القانون المسخ، قانون البطاقة الوطنية بالعراق
-
العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة
-
التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟
-
المشكلات المتراكمة التي تواجه إقليم كُردستان العراق!
-
الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!
-
أنجيلا ميركل في مواجهة نيران عدوة!!
-
سماء كردستان العراق الملبدة بالغيوم!
المزيد.....
-
إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب
...
-
مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو
...
-
تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا
...
-
قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا
...
-
ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
-
ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
-
السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور
...
-
ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
-
مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
-
-خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها
المزيد.....
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|