أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرثا بشارة - شباب يناير وعجائز يونيه














المزيد.....

شباب يناير وعجائز يونيه


مرثا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن يوم الخامس والعشرين من يناير عام ألفين وأحد عشر يوما عاديا، بل يوم سينال حظا وافرا من التدوين في كتب التاريخ، وكثير من حبر الطباعة على صفحات الصحف المحلية والعربية والعالمية، والكثير والكثير من ساعات طوال في الجدال على شاشات الفضائيات، انه وباختصار يوم فيه تغيرت احوال البلاد وانقلبت الموازين وتزلزلت ارجاء مصر.
يومها اختلطت عليّ مشاعري بين الفخر والاعتزاز بشباب بلادي وانا اراهم يتحدون جبروت رجال الشرطة، وبين الحنق على هذا الجهاز التنفيذي الذي طالما رأى أفراده انفسهم اسيادا للشعب، يعاملون ابنائه كفئران الشوارع،
انتابتني فرحة عارمة وانا اقرأ كلمات حماسية تشجع المصريين على التغيير، كلمات تضمنت عبارات مثل: لن القي القمامة في الشارع، لن اقبل رشوة، لن اقدم رشوة، لن اتحرش.....وغيرها من هذه الشعارات النبيلة التي لم يتجسد اي منها على ارض الواقع!
ظننت يومها اننا على اعتاب تغيير حقيقي سيضع بلادنا على المسار الصحيح لتنافس الدول المتقدمة في يوم بات قريبا جدا!!!
لكن الامور بدأت تأخذ منحًى آخر، وفجأة بدأ كل شيئ يتهاوى، حتى غابت البهجة تماما وفارقت البسمة وجوه المصريين الكادحة وتقوقع الجميع خلف شاشات الفضائيات، لمتابعة الاخبار المنذرة بتغير الاحوال للأسوأ،
حينها سطع نجم حفنة من الشباب، ولمعت بعض الاسماء مصحوب كل منها بلقب ناشط سياسي او ناشط حقوقي، وتصدرت وجوههم الشاشات، وظلوا يملئون الدنيا ضجيجا ويتحدثون بأسم الثورة والثوار، ينفعلون ويصرخون، احتكروا الثورة لانفسهم وكأنهم اصحاب الحق في تقرير مصير البلاد والعباد، وكأن احدا من الشعب المكافح لم يشاركهم الثورة على الظلم والفساد، توجوا انفسهم ثوارا ابطالا وهم لا يملكون من الوطنية مثقال ذرة، ولا يملكون من البطولة سوى اقتناص الفرص ليصنعوا شهرة وهمية وليزيدوا من ارصدتهم في البنوك على حساب وطن سُرق من اصحابه المخدوعين....
ظلت البلاد في مخاض لا يهدأ حتى بزغ فجر يوم جديد خرج فيه الشعب كبيره وصغيره، الطفل والشاب والمراة والشيخ، خرج الجميع ليرفضوا الحكم الثيوقراطي، ليقولوا لا للدولة الدينية، ليقولوا لا لقدسية حاكم على حساب الوطن.
وكان للشعب – بكل فئاته- ما أراد، استرد أرضه وتاريخه يوم الثلاثين من يونيه عام ألفين وثلاثة عشر.
لكن وللأسف، (عادت ريما لعادتها القديمة) كما يقول المثل الشعبي الدارج، وتقوقع المصريون من جديد خلف الشاشات، لكن ريما عادت هذه المرة بوجه مختلف، بوجه اشد قبحا، واكتست الشاشات بالعديد من وجوه عجائز ظهروا من حيث لا ندري، نسمعهم في مداخلة هاتفية في احد البرامج، ثم نراهم في لقاء تلفيزيوني على إحدى القنوات، ثم تتلقفهم البرامج من شاشة فضائية لأخرى.
وفي غضون بضعة لقاءات يحصل الاستاذ فلان على لقب الدكتور والخبير، والمستشار.... علما بأن أحدا من هؤلاء لم يكن ليحلم بتلك الالقاب ، حملوها بفضل اعلاميين لا يملكون مادة إعلامية مهنية تبني المشاهد، فوجدوا ضالتهم في هؤلاء العجائز لسد "خانة العجز" في برامجهم ليقدموا للمشاهد مادة إعلامية سخيفة ركيكة لا تخرج عن إطار الثرثرة وتبادل الاتهامات والقذف بالشتائم.
يدعي كل اطراف النقاش الوطنية والسعي لاجل صالح الوطن والمواطن، وكلما كانت التصريحات نارية كلما ازدادت الشهرة وفتحت الباب على مصرعيه محققة مكاسب اكبر من مجرد حوار تلفزيوني مقابل أجر، بالطبع ستكون هذه المكاسب على كافة المستويات، اجتماعية و سياسية ووظيفية....

والحقيقة، اننا بعد ثورتين لم نتغير! ولو اندلعت المزيد من الثورات لن نتغير! لأن حكامنا وكل من هم في السلطة لم يأتوا إلينا من كوكب آخر، هم نتاج ثقافة نشئوا وترعروا فيها. ومع كل ثورة ستطفو على السطح فئة جديدة من المنتفعين، اصحاب المصالح، التغيير الحقيقي لن يأتى إلا بتغيير ثقافة مجتمعنا.
عاشت مصر الحضارة





#مرثا_بشارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اللُغة هوية؟!
- قانون البكيني!
- من اجلنا يصنعون الحروب
- بحبك يا ام الدنيا
- مهرجان الجنس البذيء
- و يحدث ان...
- ليست كباقي النساء
- لا تستكيني
- يا قاهرتي
- من يقتل زهور العرب ... احفاد اسماعيل ؟!
- جوانا كتير احلام
- الدين و تغييب المصريين
- شعبٌ اختل توازنه
- أَحْلُمُ كَفَتَاةٍ شَرْقِيَّة
- انا عربي .....انا رسالة
- هنيئاً للحوار المتمدن للحوار الحر
- خير امة
- لست مع البابا و لست مع هؤلاء
- زيدان و الاديان


المزيد.....




- لعبة لطالما ارتبطت بكبار السن وتلقى رواجًا بين شباب بريطانيا ...
- وصفها بأنها -محرجة-.. استمع لما قاله مذيع CNN عن قمة ترامب و ...
- مصمّمة نيجيرية تخطف الأنظار عالميًا بأزياء هندسية مستوحاة من ...
- -أوهام عدوانية-.. رغد صدام تعلق على تصريحات نتنياهو عن -إسرا ...
- وثيقة سرية على مكتب نتنياهو.. حماس قد توافق على صفقة جزئية ت ...
- ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
- ظروف صعبة يعيشها كبار السن في غزة نتيجة الحصار والتجويع
- كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألا ...
- هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفل ...
- تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرثا بشارة - شباب يناير وعجائز يونيه