خير امة

مرثا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 13:29
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

خير امة

خير امة ، هذا ما يدّعيه كل شعب لنفسه دون بقية الشعوب ، كم هي غريبة احوال الناس ! ، فلو سالت ابسط مواطن علي وجه الخليقة ، قال لك : يكفي انني من الامة الفلانية و هي خير الامم ، و من عائلة كذا و هي من احسن العائلات ، و افضل ما في العائلة هو انا ،
و حين تسال ما هو مقياس الافضلية ؟ ..........لا شيء !! ، فقط يجيبك الواقع ، فخير امة هي امة تسير بمنطق الاغلبية و الاقلية ، و اعلاء مصلحة الجماعة علي مصلحة و راحة ، بل و حياة الفرد ، و تصنف مواطنيها لدرجات ، هذا مواطن من الدرجة الاولي و ذاك مواطن من الدرجة الثانية دون ادني حق في السؤال من اين اتت هذة الامة بهذة التصنيفات و الدرجات ؟ ، هي امة لا تملك سوي مكبرات الصوت لتنعق بها ليل نهار ، و تدعو بالنقمة و تترجي غضب السماء علي من اخترعوا و صنعوا مكبرات الصوت هذة – حسداً و حقداً علي ما هم فيه من تقدم و تفوق – هي امة تعيش لتاكل لا لتفكر ، تعيش لتستهلك لا لتنتج ، تسعي لاقتناء كل ما هو جديد من صنع الاخرين ، و تشكر الله الذي سخرهم ليستخدموا هم عقولهم فيما هو اهم و اثمن حيث المسلسلات و الافلام و مبارايات كرة القدم ، هي امة امرضها الجهل ، انظمتها التعلمية العقيمة لا تفرز سوي ببغاوات ، حيث لا مجال للابداع او اعمال العقل او حتي التعبير بحرية عن الراي ، فتتنج سنويا ملايين الشباب ممن لا يحملون سوي شهادة محو الامية بدرجة بكاليريوس او ليسانس ،
هي امة لا يجد فقرائها قوت يومهم ، بل و يموتون جوعا في وقت يموت فيه اغنيائها من تخمة ما يتقاسمونه مع حكامها ، وبعد هذا تتبجح و تقول بمليء الفم انها خير امة ، فتصير لشعوب الارض سخرية الامم .
و حين تسال عن احسن العائلات ، يقولون : نحن الاحسن لاننا نصون بناتنا بحجبهن عن الاخرين و حبسهن في البيوت و قمعهن في التعليم و الزواج و الميراث ، بل و الاهم من ذلك نحن قادرون علي اقناعهن بان في ذلك خيرهن ، فتستكين و ترضي انفسهن بل و يدافعن عن ذلك اذ اصبحن يرونه الحق المبين .
و في الاخير عندما تسال المواطن البسيط ، لماذا تري نفسك الافضل ؟ ، يقول : لان عقيدتي هي الافضل ، و لماذا هي الافضل ؟ ، لا شيء .............فقط هي الافضل حتي و ان كنت اجهلها بكل ما تحويه من من تعاليم ، اذا هل تقبل الاخر و تحبه و تعامله كما تريد ان يعاملك ؟ ، لا ، فانا الافضل و لا يجوز لي حتي القاء التحية و السلام عليه !!!!!
و لنتسائل الان بالعقل و المنطق ، امثل هذة العقلية و هذا السلوك يصلح ان يكون لخير انسان في خير امة ؟ ، الا تسال هذة الامة نفسها علي اي اساس تكون هي اخير الامم ؟ ، الا يسال كل منا نفسه باي المقاييس يظن انه الافضل و ان ايمانه هو الحق الاوحد ؟ ، اكثر الناس ينادون كل واحد بصلاحه ، اما الرجل الامين فمن يجده ؟

#مرثا_بشارة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل