أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مرثا بشارة - انا عربي .....انا رسالة














المزيد.....

انا عربي .....انا رسالة


مرثا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 16:53
المحور: المجتمع المدني
    


بين النرجسية و جلد الذات هوة عميقة تهوي في غياهبها الشخصية العربية ، فمنذ نعومة الأظافر ، ننشئ علي الفخر و الاعتزاز بالقومية العربية ، و يعلمنا مدرسونا في المدارس التغني بأننا أصحاب تاريخ و حضارات ، و يسوقنا دعاة النرجسية عبر وسائل الإعلام حتى نظن أننا أفضل شعوب الأرض قيم و خُلق ، لكن علي الجانب الأخر تقف مطرقة النقد لتحطم هذه النرجسية الزائفة علي صخرة الواقع ، و نكتشف أننا لا نملك سوي أطلال الماضي و انه من القبح أن نتغنى بالماضي مادمنا لا نملك الحاضر ، و بين هذا و ذاك يجد الإنسان العربي نفسه يعيش حالة من الازدواجية ، فمن تتفاخر بالاحتشام و تلوم الأخريات علي السفور ، تجلد ذاتها كل يوم علي ما تفعله في الخفاء ، و من يتظاهر بالتقوى ويأمر بالمعروف يؤلم ذاته المعذبة باقتراف المنكر ، و من يتغنى بالعدالة و الأهمية القصوى لمصلحة الشعب ، لا يعنيه سوي كرسي البرلمان..........و غيره و غيرها الخ الخ
و هكذا تسير الحياة بكل منا ، نرجسية في العلن و جلد للذات في الخفاء حتى فقدنا ثقتنا في أنفسنا كعرب بأننا قادرون علي التغير ، و فقدنا الرجاء بان هناك غد مشرق ، و بدت الصورة أكثر قتامة عندما ذابت و اختفت في المجتمع الفئة القليلة التقية الباقية ، و لم تعد نور و لم تعد ملح يصلح من مرارة هذا الواقع ، بل أصبح الإنسان العربي هو هو من المحيط للخليج له نفس أسلوب التفكير و نفس طريقة العيش ، بكل فئاته و طوائفه نفس ملامح الشخصية بأوجه مختلفة من بلد لأخر ،
و لا تظهر هذه النرجسية إلا عندما لا نجد بين أيدينا ما نواجه به الاتهام بالضعف و التقصير ، و كأن الادعاء بأننا بأفضل حال و أن الآخرين يهدفون و يتآمرون لهدمنا لأننا أفضل منهم ، هو الملاذ للتستر علي عيوبنا أمامهم ، لكننا ننزوي بعيدا في الخفاء لنبكي بكاء مرا علي واقعنا الأليم و نعود لنجلد ذواتنا ، هل العيب فينا أم في مجتمعنا ، في فكرنا أم في ثقافتنا ، في تخاذلنا أم في استقواء حكامنا ، في لهثنا وراء رغيف الخبز أم في من سرقوا و نهبوا خيرات بلادنا دون رقيب أو حسيب ،
لماذا يعيش من نظن أنفسنا أفضل منهم حياة أفضل منا ؟ ، ينعمون برغد العيش و حرية الفكر و الاختيار ، يقدرون قيمة الإنسان دون ظلم لأخيه الإنسان ، و رغم تباهينا و تفاخرنا بأنفسنا ، نموت غرقا من اجل الفوز بالعيش في جنتهم ، و رغم الاعتزاز بقوميتنا إلا أننا لا نحتفي إلا بمشاريعهم و بضائعهم ، و رغم ثقتنا في كلمتهم و جديتهم نفقد الثقة بأنفسنا ، فالعربي لا يثق في أخيه العربي ، ألسنا رغم العنجهية الزائفة نجلد ذواتنا بأيدينا ؟
و ماذا بعد ؟ ، هل سنظل علي هذا الحال دون سعي حقيقي للتغير ؟ ، إن كنت أتفاخر أمام العالم بأسره بأنني عربي ، فما هي قيمتي و ما هي رسالتي ؟ إن كنت أتباكي من نظرة الآخرين الدونية لي ، فماذا فعلت حتى اثبت لهم عكس ما يظنون ؟ ، إن أردت إن أغير نظرتهم فبالأولي أغير نفسي ، انهض من بين الخمول و انفض تراب السلبية ، ارعي الحق و اسلك بالأمانة دون أن اسقط فشلي علي المجتمع و الآخرين ، فالمجتمع لن يتغير مادام كل منا لا يملك سوي لسان يلوم ويشجب و يستنكر ، دون أن يملك عقلا مبدعا مفكرا يخرج من المشكلة حلول ، و من الفشل نجاحات ، و مادام كل منا يضع الحواجز و الحدود حتى لا يعامل الأخر المختلف ، إنها دعوة اليوم لنتغير ونقبل الأخر مهما كان الاختلاف حتى يتغير واقعنا و يصير مجتمعنا أفضل ، لا عن كلام أو انفعال بل عن عمل جاد و مثمر ، إن فعلنا هذا ، حينها سيتوقف جلد الذات و يحق لنا أن نفتخر بكوننا عرب و بأننا بسلوكنا نقدم للعالم رسالة



#مرثا_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئاً للحوار المتمدن للحوار الحر
- خير امة
- لست مع البابا و لست مع هؤلاء
- زيدان و الاديان


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي يعلن خواء مخازنه في غزة
- الأمم المتحدة تنقل 1400 شخص من غوما إلى كينشاسا في عملية إنس ...
- الأمم المتحدة تحذر من جرائم الحرب بمالي وتدعو للتحقيق في الإ ...
- نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
- الأمم المتحدة: 92% من الرضّع في غزة بلا غذاء كاف
- منظمة هيومن رايتس ووتش تتهم الأردن -بتهجير- سكان مخيم لاجئين ...
- الحرب في أوكرانيا: تقرير عن الاعتقالات التعسفية للصحفيين وال ...
- مدير عام صحة غزة يدعو الأمم المتحدة لإصدار إعلان رسمي عن حال ...
- الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس
- بعد معاناة النزوح، قتل طفلي وأصيب زوجي وأبنائي بجروح خطيرة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مرثا بشارة - انا عربي .....انا رسالة