أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - الأنظمة الطائفية والإرهاب والحريق القادم.















المزيد.....

الأنظمة الطائفية والإرهاب والحريق القادم.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأنظمة الطائفية والإرهاب والحريق القادم.
جعفر المهاجر.
لم تعد الألوان في عصرنا الراهن مختلطة على العيون فعالمنا اليوم متواصل مع بعضه ولا يمكن لأية قوة في الأرض مهما امتلكت من القدرات المالية والإعلامية أن تحصر الناس في أطر توجهاتها وغاياتها الضيقة. وشمس الحقيقة لايمكن أن تحجبها غرابيل الطغاة الذين همهم الوحيد محاربة القيم النبيلة التي تدعو إلى تحرر الإنسان من تسلطهم اللاشرعي واللاقانوني، وتنفيذ رغبات أعداء الأمة من قوى الإستكبار العالمي مقابل حماية عروشهم المبنية على جماجم المضطهدين في بلدانهم. وهاهي سجونهم تغص بالطبقة المثقفة الواعية من شعوبهم من سجناء الرأي الذين لم يرفعوا سلاحا، ولم يسلكوا طريق العنف للمطالبة بحقوق الأقليات المحرومة من أبسط حقوقها فحكمت محاكمهم المسيسة عليهم بالإعدام وزج بالبعض الآخر في السجون لعشرات السنين. وقضية الشيخ المجاهد نمر باقر النمر والكثيرين من أمثاله شاهدة على بغي وإجرام طغمة آل سعود وشبيهاتها. والغرب يشاهد ويعرف مايدور في هذه السجون من إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان لكنه لايتحرك ولا يحتج على هذه الأنظمة حفاظا على مصالحه الإقتصادية التي تعتبر من أولوياتها. ولا نبالغ إذا قلنا إن حكام آل سعود وأتباعهم من ملوك وأمراء ومشايخ البترول هم المثل الأسوأ لهؤلاء الحكام الطائفيين الذين أصبحوا وبالا على شعوبهم والمنطقة العربية بإثارتهم النعرات الطائفية والعنصرية وإشعالهم الحروب الدموية في المنطقة على هذا الأساس والتي تشكل مناخا مثاليا وخصبا لتنامي الإرهاب وتقوية شوكته ، وآنتقال حرائقه المدمرة إلى كل بقعة في العالم وهذا الذي يحدث اليوم .
لقد أصبح سلاح طغمة آل سعود الأول هو السلاح الطائفي لأنه السلاح الأمضى والأشد فتكا لتمزيق الأمة العربية والذي يحقق الهدف الأمثل لتحقيق أهداف الصهيونية العالمية. بعد أن جند أباطرة البترول وسائلهم الإعلامية الضخمة التي بلغت أكثر من سبعين فضائية ومئات الصحف والمطبوعات والمساجد التي تلقى فيها الخطب التكفيرية على مدار الساعة لبث هذه الطائفية باسم الإسلام والعروبة وكلاهما يبرآن من أفعالهم النكراء فالعربي الأصيل يقول:
وآنف من أخي لأبي وأمي- إذا مالم أجده من الكرام.
والإسلام يقول : ( أدعُ إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة .) ولكن مايفعله هؤلاء الحكام يخالف العروبة والدين لأنه ينطلق من الفكرة الوهابية الجامدة والعدوانية والرافضة لكل المذاهب والأديان والأخلاق العربية الأصيلة. إنهم حولوا كتبهم المدرسية ومساجدهم ومراكز بحوثهم وجامعاتهم إلى بؤرة للفكرة الوهابية التي يستمد منها الإرهاب العالمي كل أفكاره الجهنمية المعادية للقيم الإنسانية التي تدعو إلى السلم والمحبة والوئام بين البشر. وقد تغاضى حكام أمريكا والغرب عن كل هذه الدعوات المنطلقة من أرض نجد والحجاز حفاظا على المصالح البترولية والأموال الخليجية الهائلة المودعة في البنوك الأمريكية والغربية. ومقابل ذلك إستطاعوا أن يوحدوا عملائهم في المنطقة العربية لتنفيذ أهدافهم الخبيثة بعد أن رسموا لهم المخطط الذي يستهدف قوى الممانعة ضد العدو الصهيوني الذي هو العدو الأول للأمة العربية لتمزيق جسدها وجعلها أشلاء متصارعة بناء على وصية وزير الخارجية الأسبق هنري كسينجر لرئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن الذي قال فيها ( إنني أسلمك أمة نائمة ، والمشكلة إنها تنام ولا تموت ، فآستثمر قوة نومها مااستطعت ، فإنها تعيد في سنوات قليلة ماضاع منها في قرون.) وهاهم حكام آل سعود ينفذون هذه الوصية بحذافيرها والطريق الأمثل لتنفيذها هو إثارة النعرات الطائفية والعنصرية في المنطقة العربية التي تقوي الإرهاب في المنطقة وتوهن قدرات الأمة الخلاقة الساعية نحو التطور. ومد الجماعات الإرهابية منذ خمس سنوات في سوريا بالمال والسلاح من أجل ديمقراطيتهم المزعومة شاهد على ذلك. فالعالم كله يرى الغرب وفي مقدمته أمريكا وبريطانيا وفرنسا كيف تضخ أحدث الأسلحة الفتاكة التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات للنظام الملكي السعودي وأتباعه للإجهاز على شعب اليمن وبنيته التحتية. واحتلال البحرين وتدمير سوريا والعراق بواسطة أدواتهم من الإرهابيين وعلى رأسهم داعش والنصرة وجيش الفتح وجيش الإسلام والعشرات من ( الجيوش الإسلامية ) لو كانت في زمن صدر الإسلام لفتحت الصين . حتى إن أولاند رئيس فرنسا و رئيس وزراء بريطانيا تحولا إلى بائعي أسلحة في كل زيارة يقومان بها إلى المنطقة العربية. ويتساءل كل مراقب محايد لماذا يصدر الغرب هذه الأسلحة المتطورة وبهذه الكميات الضخمة إلى أنظمة ظلامية تكبت الحريات العامة وتدعم الإرهاب في السر والعلن.؟ ويعلم الغرب ومخابراته إن الكثير من هذه الأسلحة تذهب إلى داعش وأخواتها كجيش الإسلام وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها والتي تنهج النهج الوهابي التكفيري الذي لايؤمن بالآخر وإن تصارعت فيما بينها بين فترة وأخرى على مناطق النفوذ.؟ وهل من المنطقي أو المعقول أن ينشر هؤلاء الديمقراطية في سوريا.؟
فالنظام السعودي يقوم بلعبة مزدوجة قذرة فهو يذرف دموع التماسيح على ضحايا الإرهاب في الخارج وآخرها تفجيرات باريس الدموية ويقوم في الوقت ذاته بتمويل قوى الإرهاب في سوريا والعراق بالمال والسلاح بحجة (الجهاد) ) لإنقاذ أهل السنة تزامنا مع شن أعلامه الهجمات الهستيرية على الأنظمة التي لاتسير في ركابه. وقد وصلت حروبه إلى محاولة غلق أية فضائية تحارب الإرهاب كما فعل مع فضائيات عديدة وآخرها فضائية الميادين. وجن جنون قادته وإعلامه السائر في فلكه حين بدأت روسيا بشن حربها الحقيقية الفعالة ضد قوى الإرهاب في سوريا . فهذا النظام الذي امتلك ناصية الإعلام في المنطقة العربية تحاول إمبراطوريات إعلامه بكل الأساليب اللاأخلاقية تغييب عقل المواطن العربي ، وتغيير وجهة الصراع بين الأمة العربية والعدو الصهيوني الذي أنتهك حقوق الشعب الفلسطيني إنتهاكا صارخا بالقتل والسجون ومصادرة الأرض إلى صراع عربي فارسي. ويسمع المواطن العربي يوميا أطنانا من الأكاذيب والأضاليل وهي تنطلق من أفواه عملاء النظام السعودي الداعم للإرهاب مثل (إن جبهة النصرة أعلنت إنفصالها عن القاعدة وتحولت إلى فصيل مقاوم للنظام السوري ) ، و(الملك سلمان هو اليوم رمز الشموخ العربي )و( النهضة العربية بدأت من عاصفة الحزم) (وعاصفة الحزم أعادت للعرب ثقتهم بأنفسهم )و(لابد من التنسيق مع تركيا شمالا والأردن جنوبا للوقوف بوجه الهلال الشيعي والمشروع الصفوي الفارسي ) ( ومن المعيب علينا أن لانتدخل في سوريا لإنقاذ الشعب السوري !!!) كل هذه الجمل وغيرها الكثير تنطلق يوميا من أفواه هؤلاء العملاء الذين تكشفت عوراتهم تماما.وبات المواطن العربي الواعي المحصن ضد ضلالات إعلام الردة والسقوط يدرك كيف فتح ملك هذه المملكة وأمير قطر والتابعين الآخرين خزائنهم لدعم قوى الإرهاب التكفيرية في سوريا والعراق، وكيف إن عادل الجبير وزير خارجية حكام آل سعود جعل من نفسه ناطقا باسم الشعب السوري وأخذ يطلق تصريحاته الحربية الوقحة في جنيف والداعية إلى إسقاط النظام في سوريا بالقوة العسكرية إذا لم يستطع عملاء النظام السعودي إسقاطه. بعد أن أجهز سادته في الرياض بكل خسة ووضاعة وجبن منذ ثمانية أشهر بأحدث الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على شعب اليمن فقتلوا آلاف المدنيين ، ودمروا البنية التحتية لهذا البلد ، فانتعشت القاعدة وقوت شوكتها بعد أن شاركت في القتال مع مرتزقة خائن شعبه الهارب عبد ربه منصور هادي. كل هذا يحدث وما يسمى بالرأي العام العالمي أو العالم الحر صامت صمت أبو الهول لابل هو مشارك في العدوان على هذا الشعب بحجة القضاء على (الإنقلاب الحوثي ) وإرجاع الشرعية إلى اليمن بشخص رئيسه العميل المتحالف مع القاعدة.
إن مايرتكبه الإرهابيون في سوريا منذ خمس سنوات وما حدث للطائرة الروسية المنكوبة ومن عمل إرهابي دموي في الضاحية الجنوبية لبيروت ومن هجمات إرهابية دموية في باريس كانت الأبشع والأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية كله إنذار لدول العالم بأن الحريق الأشمل والأخطر قادم مالم تتكون جبهة عالمية فعالة لشن جرب حقيقية لاهوادة فيها على الإرهاب وتجفيف منابعه ومنع أية دولة من شراء البترول من داعش وإيقاف تدفق الصفقات الهائلة من الأسلحة وهذا ماطالب به الرئيس الروسي بوتين لأن كل هذه الجرائم الإرهابية متصلة مع بعضها وسيتسع الحريق أكثر فأكثر طالما ظل الغرب يدعم هذه الأنظمة الإستبدادية الداعمة للإرهاب. فهل تتعظ دول الغرب من ذلك أم ستستمر في سياساتها الخاطئة المبنية على المصالح المادية فقط.؟
جعفر المهاجر.
15/11/2015م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر واليراع
- رحلة الشتاء والصيف ودوَامة العراق.
- بوحٌ لسيدة الفجر.
- آه .. ماأقسى السفر
- أمجاهدون وثوار أم مجرمون وأشرار.؟
- للهِ دَرُكَ ياعراقْ.
- ليس إلا العراق ظلي الظليلُ
- آل خليفة وطريق الإستبداد.
- تمخض الجبل فولد فأرا.
- تخبط حكام السعودية وآستهتارهم بالكرامة الإنسانية.
- طقوس الرعد.
- المسجد الأقصى يستغيث ..هل من مُغيث.؟
- إشتعالات الروح.
- الفساد السياسي والإداري والإرهاب آفة بثلاثة رؤوس .
- وصاحب الدار أدرى بالذي فيه.
- إلى نخلة عراقية .
- ملك الرمال المتهور ووهم النصر في اليمن .
- مرثيةٌ لعاشق الأرض والزيتون.
- مقاطع لسيدة الندى والجمر.
- حكومة الدكتور حيدر العبادي والتحديات الكبرى.


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - الأنظمة الطائفية والإرهاب والحريق القادم.