وزيرة -للثقافة- الهابطة ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وزيرة "للثقافة" الهابطة ..!!
السيدة ميري ريغف ، هي وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة نتانياهو الحالية ، وهي حكومة اليمين المتطرف والمستوطنين ، بحيث أصبح نتانياهو "الحمامة" داخلها ..
تباهت الوزيرة في لحظة من لحظات التجلي بأنها لم تقرأ تشيخوف ، وقد نتفقُ معها بأن عدم قراءة ابداعات تشيخوف ، ليست نقيصة أو مذمة .. فهناك الملايين من بني البشر لم يسمعوا بتشيخوف أبداً..!! لكن ، كل هؤلاء الذين لم يقرؤوهُ ، لا يُشغلون منصبا كمنصب الوزيرة.
وقد أُشتهرت ميري ريغف ، بأنها أشغلت منصب الرقيب العسكري الرئيسي في اسرائيل ، وهي ذات رتبة عسكرية عالية .. وتعود أسباب شهرتها الى اسلوبها الذي يمتاز بالتحريض على اليسار ومُخاطبة القاسم المشترك الأدنى للجمهور الإسرائيلي الذي يميل نحو اليمين الديني المسيحاني ..!!
وقد حاولت ومنذ تسنمها منصب الوزيرة أن تُغّير معايير تخصيص الميزانيات للمسارح والمكتبات العامة ، بناءً على معاييرتعتمد على مدى تماهي المؤسسات الثقافية مع السياسة الرسمية للحكومة .. وكان أن طالبت بإيقاف الدعم عن المسرح العربي الحيفاوي "الميدان" ، لأنه عرض مسرحية عن فلسطيني في السجن ..(ولا يهم في هذا السياق ، نوع تهمته ).
وبالأمس قامت القناة العاشرة بعرض تقرير بحثي لمراسلها السياسي، عن الوزيرة ريغف . وقد حصل المراسل على تسجيلات بصوت الوزيرة مع مساعديها المقربين وهي تشتمُ المستشار القضائي للحكومة التي تجلسُ فيها ، ووصفته بأنه "زبالة " ووصفته والعاملين في مكتبه بأنهم "خرا" ، حاشاكم ..!!
بينما حصل الصحافي كذلك على "دفتر يوميات " مساعد الوزيرة وفيه قائمة مفصلة ، عن اعضاء في مركز حزب الليكود ، تنوي الوزيرة تعيينهم في "وزارتها" ، لكي تضمن دعمهم لها مستقبلاً ... الإشكالية في الأمر هو أن غالبية هؤلاء المحظوظين ، ليس لهم نشاط ثقافي يُذكر ولا علاقة لهم بالثقافة والمثقفين ، بل هم مِمَن يُطلقُ عليهم في "القاموس " السياسي الاسرائيلي ، مقاولي أصوات ..!! أي أن لكل واحد منهم مجموعة من مئات وألاف المؤيدين ، والذين يُدلون لأصواتهم لصالح المرشح الذي يأمرهم المقاول بالتصويت له ..!!
انشغلت كل الصحف الاسرائيلية وعلى صدر صفحاتها الأولى بهذا "السكوب الصحفي" لمراسل القناة العاشرة .
لقد لامست الوزيرة بتوصيفها للمستشار بهذه الكلمات النابية ، عصباً حساساً . فالمستشار يشغل منصب المدعي العام الرئيس أيضاً ، وهو يشاركُ في جلسات الحكومة وطواقمها المصغرة ، لكي "يحذرها" أي الحكومة ، من اتخاذ اجراءات أو إصدار قرارات تتناقض مع القانون . لذا هو "حارس " على القانون في جلسات الحكومة. لكن مع هذا تستطيع الحكومة ان تقرر عدم الاخذ برأيه ، لكنه لن يدافع عن القرارات أمام القضاء في حال ، قرر أحدهم التوجه للقضاء ضد قرار حكومي ما .
عملياً هاجمت الوزيرة مُحاميها (أي الحكومة) وشخصية قانونية سيادية، لأنه رفض المصادقة على قرارها بعدم تخصيص موازنة لمسرح الميدان، الأمر الذي اعتبره المستشار مخالفةً للقانون وللإدارة السليمة ..
الأمر المستغرب حقاً ،هو أن تتلفظ الوزيرة بألفاظ سوقية كهذه ، وهي الوزيرة المسؤولة عن "الثقافة " .. الثقافة الهابطة ..!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات