أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - قضية شرف














المزيد.....

قضية شرف


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 17:31
المحور: الادب والفن
    


قضية شرف .
رَنّ جرس الهاتف ، نهض من الكنبة متثاقلاً يتمتم متذمراً من هذا ثقيل الظل ،الذي يقطع عليه قيلولته في هذه الظهيرة القائظة.
-آلو ،نعم !!
- مرحبا ، كيف حالك ؟ أنا محمود ، عاوزك ضروري ...!!
همسَ في سرِّه : يا لطيف يا دافع البلاء !! خير ما الأمر ؟
- أرجوك أن تتدخل ، قبل أن تحصلَ مذبحة ..!!
- يا ساتر ، يا رب !! أيةُ مذبحة ؟؟ وقد طار النُعاسُ من رأسه وتيقظت جميع حواسِّهِ ..
-القصة وما فيها ، بأنه وقع خلاف بين أولاد أخي واولاد صاحبك أحمد، والذين هم جيران، تطّوّرَ الى عراك وتكسير، وهم جميعا شبابٌ طائش ، كما تعلم .. وقد وصلت الأمور الى الخوض في شرف البنات ...
-طيب وبعدين ؟!
-هدّد أبناء صاحبك بقتلِ ابن أخي ، بل وأبرزوا مسدساً في وجهه ..!!
- لا هذه حالٌ لا يُسكت عليها ، أمهلني لحظة لأتصل بأحمد وأحدد معه لقاءً بيني ، بينه وبينك ، وسنسوي الأمر ، لا تخف ..!!
كان أحمدُ في عمله ، معلما في مدرسة ثانوية ، وأخبره بأنه قادمٌ إليه معية محمود لتسوية الخلاف...
أدارَ سيارته حالاً وسريعاً ، متوجهاً الى مقر عمل أحمد ، وهو يتمنى بأن تنجح مساعيه ويحتوي الحادث قبل أن يرتكب أحد الشباب حماقة .
كان محمود بإنتظاره على أحرّ من الجمر ، ولجا غرفة أحمد وبعد التحية والسلام ، بادرَ بالقول :
- جئتُ ومحمود لكي نتفادى أموراً لا تُحمدُ عقباها ..
لم يمهلاه لإتمام كلمته ، وانهالا على بعض صراخا وتهما متبادلة ، كديكين في قن دجاج !!
- لقد حطمّ أبناؤك سيارة أخي !! وهو يريد تعويضاً مالياً عنها ..!! قالَ محمود ..
- وأبناءُ أخيك ، خاضوا في عرض بناتي ، واتهموهن بأمور أخجل أن أقولها ..!! أجاب أحمد ...
- لكن يا جماعة ، عذراً ، لم نأتِ الى هنا لنخوض حرباً من جديد .. حاول تهدئة النفوس ..
- سأدفعُ لكم ثمن السيارة ، لكنني سأُطالبُ بتعويض عن شرف بناتي المثلوم !! صاح أحمد . سأقاضيهم بتهمة تشويه السمعة وسنرى ما هو المبلغ الذي سيقرره القاضي .. لكن بالتأكيد سيكون أضعافاً مضاعفةً من ثمن سيارة ..!! ولا أضمن تصرف أبنائي .. قال بنبرة مهددة !!
علت الأصوات مجددا ، وتهدجت العروق ، ولم يعد يتمكن من متابعتهما بشكل كامل .. سرح في الموضوع ، وتصور ماذا سيحدثُ إن لم يتفقا على حلٍ يرضي الطرفين . فالشباب "دمه حامي " وقد يحاول أحدهم "الثأر" لشرف أخواته ، وهذا أمر غير مستغرب ..!!
- يا إخوان الصراخُ لا يجدي نفعاً ، دعونا نتكلم بهدوء .. حاولَ استعادة زمام الأمور ليديه ، فهو الواسطة المقبولة بين الطرفين ..
لكن ما مِن فائدة ...
سيارة أخي وشرف بناتي ..!! أيهما أغلى الشرف أم الحديد ؟!
هدأت النفوس قليلاً ، وبدأ نقاش حول التسوية بين الطرفين ، بشرط أن يتكفل كل طرف بردع "شبابه " ...
- نتنازل عن ثمن السيارة . قال محمود ..
- ونتنازل من طرفنا عن قضية الشرف..!! قال أحمد ..
فتحَ عيناه بدهشة ، وفتح فمه ليُعلِّق ، لكنه اطبق على شفتيه ..!! وحدث نفسه : يا لي من غبي ، وأنا الذي كنتُ مصدقاً بأن القضية قضية شرف ، سوف يُراق على جوانبه الدم ، فإذا هي تتحول الى قضية خلاف مالي !!




#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواضيع -ألسكسية- ..!!
- الجديلة ..
- رسالة الى الخليفة أفنان الديموقراطي ..
- ألستاتوس كوو..!!
- الإنفصال عن ألواقع ..disassociative
- وللذكر مثل حظ الأُنثيين ، ما بين النص والواقع.
- نصف الكأس الممتلئ..!!
- مصائبُ قومٍ ...!!
- إبنة هولاكو ..
- ألحاخام ألوهّابي..
- يعيش الرفيق ستالين..
- بُرجُ عاجٍ دكتاتوري ..؟!!
- التاريخ : سجّانٌ أم مُعلم ..!!
- ماذا كان سيقول فكتور فرنكل ؟!
- نتانياهو -يُبريء ساحة - هتلر ..!!
- طُنجرة الضغط ..!!
- تحية للشُجعان ..!!
- دُموع الفرح وألفيسبوك
- إضطراب ما بعد الحدث ألصادم ..مُساهمة في الحوار مع الاستاذة ل ...
- سِكّينٌ وسِكّين ..!!


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - قضية شرف