أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميلاد سليمان - حماده في الملكوت














المزيد.....

حماده في الملكوت


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 11:13
المحور: كتابات ساخرة
    


على بوابات سِدرة المنتهى، يدخل حمادة الملكوت بقدمه اليمنى ببلاهة فلاح ساذج يدخل مدينة باهرة لأول مرة، فبُهت عيزرائيل وهو مُرتخي الأجنحة في إحدى جلساته الحميمية مع صحبته من ملائكة الشاروبيم والصاروفيم، فقال مُحدّثًا نفسه:
- إيه اللي جاب الجدع دا دلوقتي؟
ثم نظر إلى ساعته في معصمه:
- مظبوط دا لسه له 40 سنة.
ينظر ساروفيل إلى حيث ينظر عيزرائيل :
- تعرفه دا؟
- أعرفه آه، عاملنا قلق تحت على الأرض.. بس المفروض معاد القبض عليه بعد 40 سنة.
- كدا هيعملّنا مشاكل.
يقترب حمادة من جلستهم النورانية، ثم قال في حياء وخوف:
- السلامعليكوووو... مش دي السما السابعة برضو؟
- أيوا، انت إيه اللي جابك دلوقتي؟
- حضرتك اتأخرت عليّا فقلت يمكن نسيت ولا حاجة، وكمان حضرتك قبضت أرواح كل اللي اعرفهم!
- لا منسيناش.. بس انت لسه فاضلك 40 سنة
- طيب ممكن اقابل ربنا، أصل عايز اقوله حاجة مهمة. يتدخل جبرائيل بصوته الرخيم المهيب:
- عايز الرب في إيه يا حماده؟
- اظن هو عارف.
يتبادلون النظرات الصامتة فيما بينهم، ثم يقول جيرائيل في إصرار:
- ربنا يعرف كل شيء ولا يخفى عليه أمر، لكن احنا لازم نعرف عشان نسمح لك تدخل لجلالته.
يشعر حماده بعدم راحة، ثم يقول:
- الحقيقة أنا نفسي اشوفه، واعرف منه حاجات كتير.. يستدعي جبرائيل -بصفقة من يديه- بعض الملائكة صغار الرتبة المختصين بكتابة الأعمال، ثم قال موجهًا كلامه لحماده:
- طيب نشوف أعمالك بقى ونعرف إيه ظروفك. يتدخل عيزرائيل في أدب منبهًا جبرائيل:
- بس دا يا ريس مُنتحر، يعني الموضوع منتهي. (يرمقه جيرائيل بنظرة جافة):
- أنا عارف، لكن لازم نشوف عشان الحساب يبقا مظبوط.. العدل والميزان وبلا بلا بلا...
عيزرائيل مستدركًا بانكسار:
- اللي تشوفه يا ريس.
يأخد جبرائيل السجلات من الملائكة، ثم يتصفح سجل الحسنات قليلًا، ثم قال:
- مانت كويس اهو... امال ايه اللي رماك الرمية السوده دي.
لم يتكلم حمادة لكنه بدأ يشعر بالاطمئنان، ثم أخذ جبرائيل يتصفح سجل السيئات، ولم تتغير ملامحه، ثم قال:
= امممم... شايف الجبل الناري اللي هناااااااااااااااااااك دا... إنت هتتعلق في قمته عاري الجسد...مشدود الأطراف.. وفيه نسر خول هيجي كل يوم يفقع بيضانك بمنقاره.. وهترجع تتطلع لك بيضان غيرها... ويرجع النسر في اليوم اللي بعده يفقعهم تاني وترجع تتطلع تاني.. وهكذا إلى الأبد..
نظر إليه حمادة ذاهلًا، ملأه الرعب وارتعش وانتفض حتى بلل سرواله ووقع على الأرض يصرخ ويبكي، ثم اهتزت صفوف الملائكة بضحك هستيري متواصل، وهم يضربون بأجنحتهم على صدورهم، فقال عيزرائيل وهو يمسح دموع الضحك من على وجنته الملائكية المنيرة:
= متخفش يا حماده، دا الريس بيحب يهزر بس... انشف كدااا..
وقف حمادة على قدميه من جديد، بينما يتدخل قائد الملائكة ميخائيل وقال بنبرة الرجل الطيب الذي يحب مساعدة الغرباء:
= بوص يا حماده... عشان تقابل ربنا... انت هتحتاج تشتري ورقة دمغة من هنااااااك ( وأشار إلى مكان تحرسه كلاب الجحيم النارية العملاقة) بعدين ترجع تختمها من المكتب اللي هنااااااااك دا من عند الخطيئة جولفدان (وأشار إلى مكان تجلس قبالته امرأة سمراء شعثاء ثمينة جدًا، وتمسك ساطور حاد في يديها وبجوارها على الأرض مُلقى عشرات الأعضاء الذكورية المبتورة التي تسيل منها الدماء الطازجة)
نظر إليه حمادة عاجزًا، ووقع على الأرض من جديد يبكي ويصرخ ويولول، فاهتزت صفوف الملائكة في وصلة ضحك عالية الصوت، فنظر إليه جبرائيل وهو لايزال يضحك وتسيل دموعه اللاإرادية وقال:
= بلاش تنتحر تاني يا حماده...
ثم انتبه وصحح لنفسه الكلام قائلا:
= إيه دا صحيح، ما هو أنت مش هتعرف تنتحر تاني خلاص... انت وصلت عندنا خلاص.
ثم تدخل صفوف الملائكة في وصلة أخرى من الضحك الهستيري عالي الصوت ضاربين بأجنحتهم على صدورهم وعلى الأرض وعلى بعضهم البعض.
ثم فجأة، سمعوا جميعًا صوتًا قويًا مجلجلًا هز السموات السبع، فخرّت الملائكة ساجدة في سرعة البرق، حتى تحول ضحكهم إلى سكون وصمتٍ تام:
- ما خلاص يا علء منك له... ابعتوهووولي.
‫-;-



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بس يا سيدي ونزل الدين الجديد
- تحلل الأجساد... هل للقديسين فقط!؟
- تمرير السلطة الكنسية
- الحرب.. جراحها مستمرة
- بيت الله قطاع خاص
- يوم في البنك
- الزواج في المسيحية
- الغباء الاجتماعي
- الكنيسة أمك
- موامس الحريات
- سيادة الملائكة
- خليك في حالك
- تشكيل الوعي
- على خطى العلمانية
- النقد الكهنوتي
- مغالطة حرق الاحداث
- الفاعل الأمين
- ولكنها مريم
- عملوها الفرنجة
- الحكومة.. وضبط النفس


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميلاد سليمان - حماده في الملكوت