أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - إني أحذّر!














المزيد.....

إني أحذّر!


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً
في عام 2002، قال مايكل لودين، عضو مجموعة المحافظين الجدد لجورج بوش: "علينا أولاً أن ننتهي من الأنظمة الإرهابية، بِدءًا من الثلاثة الكبرى: إيران والعراق وسوريا. ثم سننشغل بالعربية السعودية، نحن لا نريد استقرارًا لا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان ولا في إيران ولا في العربية السعودية. نريد أن تتبدل الأشياء، والمسألة ليست في معرفة ما يجب زعزعته، ولكن كيف فعله." نعم الكيفية، وفي الكيف تحقق منذ ثلاثة عشر عامًا احتلال أفغانستان جارة إيران، احتلال العراق، الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، تمزيق ليبيا، تقطيع السودان، تمزيق سوريا، تمزيق اليمن، سياسة التمزيق والتفريق هذه بالطبع، التمزيق الأرضي والتفريق الطائفي، لضمان مصالح أمريكا الجيوإستراتيجية والهيمنة على منابع النفط وسريانه تحت وصاية ما يدعى بالإمبراطورية الإسرائيلية-الأمريكية.

ثانيًا
إستراتيجية الأسلمة، كما يراها برزيزنسكي، لم تسقط على "الإمبراطورية" من السماء، وإنما جاءت استيحاءً من سقوط الاتحاد السوفياتي، في منطقة النفوذ الروسي من تركيا إلى الباكستان (والا يا عمي روسيا في سوريا عشان سواد عيون أسد؟ روسيا في سوريا عشان صراع جهنمي لم يبدأ اليوم)، وذلك بإنشاء دول مصغرة يسهل التحكم بها تحت معطف "الإمبراطورية"، وفلسطين كهوية مصغرة تحت معطف إسرائيل خير مثال على ذلك (لهذا كل من يحلم بدولة مستقلة ما فيش والمشروع الإسرائيلي الفلسطيني المصغر سيكون لكل الدويلات العربية في المشروع الإمبراطوري العربي المكبر)، وكذلك بإقامة أنظمة إسلامية أو شبه إرهابية في شمال أفريقيا (لماذا الثورة في تونس؟ لماذا الحرب الأهلية في الجزائر؟ لماذا الإسلاميون في المغرب؟) لقطع الطريق على أوروبا باتجاه أفريقيا، وهكذا من كابول إلى كازابلانكا تلقي الإمبراطورية بين فكي الكماشة منافسيها التقليديين: أوروبا، روسيا، الصين، الهند، وتوقف دوران دولاب هيمنتهم.

ثالثًا
يقول هانيبال جنسيريك، على أنقاض الدول العربية والإسلامية المفككة في دويلات، تمامًا كما حصل مع دويلات الطوائف في العصر الأندلسي، ستقام دويلات إسلامية للخلافة تحت الحماية الأمريكية، كما هو الحال اليوم مع دويلات الخليج، فكل رئيس إسلامي سيكون خليفة على الأرض التي ستمنحه إياها "الإمبراطورية"، تحت شرط أن يكون بحكمة وحنكة أمراء وملوك النفط الحاليين. وحسب خطة أوديد يِنون، المحلل في وزارة الخارجية الإسرائيلية، سيتم تفكيك تسع عشرة دولة عربية، استعادة سيناء، اقتطاع شرق مصر (والا ليه جابوا السيسي يا جدعان؟)، ومن شرق مصر خط يقطع الجزيرة العربية حتى البصرة، ليدور شمالاً قاطعًا العراق فسوريا حتى إنطاكية. إسرائيل الكبرى هذه ليست المعروفة المستهلكة من النيل إلى الفرات، إسرائيل الكبرى هذه تحت معطفها ليست السلطة الفلسطينية فقط كما هو اليوم بل والأردن كذلك وشمال السعودية ونصف العراق ونصف سوريا ولبنان.

رابعًا
الهدف من كل هذا كما يقول مايكل كولنز بيبر هو 1) تكريس الولايات المتحدة كعملاقة دولية 2) إعادة تشكيل العالم العربي لضمان عيشه، فالعالم العربي في صيغته الحالية في طريق الموت، وهذا صحيح، لهذا السبب يقال عن كل ما يجري من تدمير "التدمير الخلاق"، وهذا غير صحيح 3) توسيع قوة إسرائيل. وتقطيع العالم العربي كتقطيع الجزار للحم أكدته جريدة القوات المسلحة الأمريكية، وأكدت عزم البيت الأبيض على المضي بالمشروع الجهنمي إلى أقصاه، بالتوافق مع إسرائيل: ستُفَكك العربية السعودية في القريب العاجل، ستقوم هويتان دَوْليتان (من دولة) في الغرب وفي الحجاز لا تخضعان للرياض. إحداهما فاتيكان إسلامي يشمل مكة والمدينة (الفكرة نقلتها أمريكا عني شكرًا لأمريكا)، دولة إسلامية مقدسة تشمل كل مدارس الإسلام برئاسة الغنوشي كخليفة، اتجاهها إسلامو-أمريكي، يا حيا الله! يعني ستشع على أمم العرب والإسلام إشعاع العم سام والعياذ بالله! بركات إخضاعنا الاقتصادي لا بد أن تمضي ببركات إخضاعنا الفكري! اقتطاع منطقة الحسا (الأحساء) الشيعية وإدماجها في الدولة الشيعية في العراق، يعني موت العربية السعودية، وكل النفط في الحسا. أضف إلى ذلك، ستُقْتطع جازان ونجران وعسير لإعادتها إلى اليمن. أخيرًا، ستُقْتطع للأردن واجهة بحرية على البحر الأحمر.

خامسًا
الأحرار العرب، الأحرار السعوديون، ها أنا أحذّركم، الأوراق كلها لم تفلت بعد من أيديكم: الأنظمة العربية تعرف أن المدحلة ماشية، الحكام العرب يعرفون أن أيامهم معدودة، الأمريكي-الإسرائيلي يعمل على تشييد إمبراطوريته، إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة له في عالم، الصراع فيه أقوى ما هو عليه في التاريخ، فكلما اشتد التنافس الجيوسياسي بين العمالقة كلما خضع الأقزام وسلموا بالأمر الواقع واستسلموا. الأمريكي-الإسرائيلي يخاطب الملوك والرؤساء من موقع القوي المتحكم بالمال والعباد بالأرض والثروات المتنفذ المتأله، يخاطب أكبر شنب حاكم بيا كلب البعيد، اقبل بالدويلة أو ارحل، ليس لديك من خيار. لهذا السيسي يعرف أن أيامه محسوبة بعدد أصابع يد سيده في إمبراطورية الغد، أمراء الخليج يعرفون المصير الذي ينتظرهم، فما أسهل وضع خليفة داعشي محل أكبر واحد منهم بلا دم وبلا نار بتوقيع صغير من السفير الأمريكي، الملك سلمان يعرف أن الأمريكيين والإسرائيليين لن تنفع معهم صحبة ولا مبدأ ولا شرف ولا دين، يعرف تمام المعرفة أنهم سيمزقون السعودية، وليست هناك أية قوة في العالم ستمنعهم عن تنفيذ ذلك، يعلم أن كل ما يفعله في اليمن في سوريا في أفغانستان في كل مكان مع حليفته قطر التي سيُقْتطع لها طرف هي الأخرى من أرض جزيرة العرب الغالية على قلوب كل العرب الكريمة، يعلم تمام العلم أن كل هذا لتمزيق العالم العربي السعودية الأولى، حتى هو الأوراق كلها لم تفلت بعد من يديه، وها أنا أحذره هو كذلك، بين أن يجمع أمواله ويرحل وبين أن يجمع شعبه ويبقى، القرار التاريخي الحاسم المنقذ يعود إليه.





#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنات عاجلة بين رائف بدوي وعبد الله مطلق القحطاني
- مليار دولار صدقة لله يا محسنين!
- العصافير لا تموت من الجليد النص الكامل
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل السابع والأخير
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل السادس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الخامس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الرابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الثالث
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الثاني
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الأول
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الحادي عشر وال ...
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل العاشر
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل التاسع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الثامن
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل السابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل السادس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الخامس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الرابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الثالث
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الثاني


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - إني أحذّر!