أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - مليار دولار صدقة لله يا محسنين!














المزيد.....

مليار دولار صدقة لله يا محسنين!


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 11:22
المحور: الادب والفن
    


أولاً
أثّر في قلبي كثيرًا موت جمال الغيطاني، أحببت الرجل وأعماله، لكني انتقدت سلوكه، فكرهني، لأن الكره كمدلول والحب يخضعان لحساب الربح والخسارة كما يفهمه صاحب "رسالة في الصبابة والوجد".

ثانيًا
سأوضح ما سبق بكلمات قليلة: "اولاد الأحبة"، يقصد النقاد والمثقفين العرب، قال لي جمال، ونحن في مقهى من مقاهي الحي اللاتيني، لم يهتموا بالزيني بركات –روايته- إلا بعد عشر سنوات من صدورها. هذا الاهتمام لم يسقط عليه من السماء، كان شرطه أن يصبح جمال كاتبًا من كُتاب النظام، فغرق حتى شوشته مع النظام العراقي، غرق حتى شوشته مع النظام المصري، غرق حتى شوشته مع أنظمة الخليج، باختصار غرق حتى شوشته مع النظام العربي، وجعل من نفسه مركزًا لهذا النظام –هو يقول مركزًا للعالم وقد غدا النظام العربي العالم- فكان الاهتمام بشخصه ليكون الاهتمام بكتبه.

ثالثًا
هناك ثلاثة أنواع من الكُتاب: النوع الأول نوع جمال الغيطاني ونوع محمود درويش ونوع الطيب صالح، أن تبدع، لكن هذا الإبداع لن يُعترف به إلا إذا مضى بعلاقاتٍ النظامُ محورُها. النوع الثاني نوع معظم الأدباء العرب، أن تلعق نعل النظام، وما تنتجه لا علاقة له بالإبداع، لتصبح شاعر زمانك، وروائي زمانك، وقصاص زمانك، باختصار فطحل زمانك. النوع الثالث نوع صُنع الله إبراهيم ونوع عبد الرحمن منيف ونوع سعد الله ونوس، أن يفرض إبداعك نفسه بنفسه، دون علاقات بنظام أو بغيره، لأن فيه بعض "الخلل"، وإلا كيف؟ خلل يجعله يمشي.

رابعًا
من حسن الحظ أنني لا أنتمي إلى أي نوع من الأنواع الثلاثة، لأني كاتب حر بأتم معنى الكلمة، كتابتي ليست بضاعة خاضعة للترويج، لهذا السبب لم يستطع النظام معي ما استطاعه مع غيري، ولهذا السبب كذلك ما أن يموت الكاتب حتى تموت بضاعته معه، فتعاطي الأدب لديه كتعاطي التجارة، لا أحد يتكلم عته، لأن النظام لم يعد يستغله، لم يعد يحرث على ظهره، ضربه النظام بنعله، فمن يتكلم اليوم عن درويش؟ من يتكلم اليوم عن منيف؟ من يتكلم اليوم عن كل زبالة الأدب العربي؟ في الغرب لم يزل هناك من يتكلم عن بلزاك وستاندال وفلوبير وموليير وهيجو وبروست وكامو وآلان روب جرييه ومارجريت دوراس، لم تزل أعمالهم تُقرأ، وتُعاد طباعتها، بيكيت مثلاً أعيدت طباعة أعماله عشرات المرات.

خامسًا
لهذا أنا الغريب في عالم ليس بغريب، أفتح يدي مستجديًا مليار دولار، ليتكلم عني الناس في الشرق وفي الغرب في الشمال وفي الجنوب إلى يوم الدين بما أن لا نظام لي في حياتي ولا قارئ لي في مماتي، وككل أديب أسعى إلى الخلود في عصر العولمة، عصر النقود، فقط مليار دولار، وليس هذا بكثير: تحويل خمس روايات من رواياتي، العصافير لا تموت من الجليد إحداها، إلى أفلام يخرجها مخرجون عالميون مثل سكورسيز وكامرون وإيست وود وسبيلبيرغ و.. أردت القول أورسون ويلز! تكلفة كل فيلم مائة مليون دولار، احسبها، خمسمائة مليون دولار، أضف إليها مائة مليون دولار ترجمة أعمالي الستين إلى ستين لغة، يعني إلى كل اللغات، صار ستمائة مليون دولار، طباعتها مائة مليون دولار، صار سبعمائة مليون دولار، الدعاية لها مائة مليون دولار، صار ثمانمائة مليون دولار، مائة مليون دولار للمسرح وللأغاني وللدراسات النقدية بأقلام مشاهير النقاد في العالم، صار تسعمائة مليون دولار، المائة مليون دولار الباقية لي، بستاهل بعد كل هادا التعب! أيها القارئ، هل تعلم أن بعض الأمراء السعوديين (والكويتيين والإماراتيين والقطريين...) يتبرعون بعشرات ملايين الدولارات بمئات ملايين الدولارات لمستشفيات أمريكية هي أساسًا لا حاجة لها إلى دولار واحد، لمؤسسات البر والإحسان في إنجلترا في فرنسا في السويد في أستراليا في جنوب أفريقيا في البرازيل...، عدا عن ملايين الدولارات عشرات ملايين الدولارات التي ينفقونها في المواخير؟ فيه واحد أعطى كل ثروته لست أدري لمن، وفيه ثانٍ أوصى بملياراته بعد وفاته لست أدري لمن. المليار الذي أستجديه حسنة لوجه الله، لكنه لمنفعة العرب أجمعين إلى أبد الآبدين، ثقافتهم هيبتهم عقلهم فكرهم فنهم أدبهم حجاهم إبداعهم، والأهم من كل هذا أن هذا المليار لن يذهب سدى، سيأتي بمليارات نتقاسمها سويًا. إيميلي معروف أيها الملياردير السعودي، أيها الملياردير الكويتي، أيها الملياردير العُماني، القطري، الإماراتي إلى آخره إلى آخره، وخاصة الفلسطيني، الملياردية الفلسطينية، إذا أدرت أن تعرف أيها القارئ، أكثر من الهم عالقلب، وهم في أمريكا وحدها يشكلون أكبر نسبة في العالم.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصافير لا تموت من الجليد النص الكامل
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل السابع والأخير
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل السادس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الخامس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الرابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الثالث
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الثاني
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثالث الفصل الأول
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الحادي عشر وال ...
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل العاشر
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل التاسع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الثامن
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل السابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل السادس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الخامس
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الرابع
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الثالث
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الثاني
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الثاني الفصل الأول
- العصافير لا تموت من الجليد القسم الأول الفصل السادس عشر والأ ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - مليار دولار صدقة لله يا محسنين!