أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عيسى ربضي - الأحزاب اليسارية والفعل الجماهيري















المزيد.....

الأحزاب اليسارية والفعل الجماهيري


عيسى ربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 00:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الأحزاب اليسارية والفعل الجماهيري
في مقالة سابقة حول أسباب تفشّي -ظاهرة- الفردانية في العمل السياسي كنت اشرت لدور القيادة السياسية في التفرد بالقيادة وتجذر التصاقها بكرسي القيادة كأحد العوامل الأساسية في تفشي ظاهرة الفردانية في العمل السياسي من جهة ونمو ظاهرة "الناشطين" ودعم ابراز هذه الظاهرة من ناحية ثانية.
قلت ان "تفرد القيادات السياسية بموقعها وبالغالب بقرارها من ناحية واتخاذ هذه الخطوات الفردانية التي بررها اتباعهم واحزابهم من جهة ثانية شكلت ارضية خصبة لتنامي الفردانية بانتهازيتها ومغامرتها وافسحت المجال امام هذه الفئة لتشكل ظاهرة اصبح لها وزنها وسيكون بالمستقبل لها وزناً اكبر اذا لم تتخذ الأحزاب السياسية الثورية - اليسارية - اجراءات ثورية حازمة لأعادة بناء قلعتها وتحصينها بالفكر الثوري التحليلي" وقلت حول نشو ونمو ظاهرة الناشطين " من الضروري بمكان ان يحسم اليسار امره في محاربة النزعات الفردانية واعادة رسم خطواته بطريق الفعل الجمعي والا سيكون من الطبيعي ان تلفظه الجماهير ويفقد قدراته على ان يكون بوصلة لها. ولن يكون هذا التغيير النوعي الا عبر تراكمات كمية تحدثها الاحزاب اليسارية عبر المكاشفة والتقييم البعيد عن المجاملة كما البعد عن جلد الذات."
ما نشاهده اليوم هو نوع من الانفصال- الولادة بين جيل جديد وقيادة قديمة جيل يريد ان يخوض مخاضه بطريقته وقيادة تفشل في ان تمد الحبل السري لولادة ميسرة. الأحزاب السياسية بعد شهر كامل من الهبة- الانتفاضة الجماهيرية لم تستطع التقاط نبض الشارع والتفاعل معه لأي سبب كان. لكني ارى اهم الأسباب هو تخلف بنية الأحزاب التنظيمة-الفكرية عن العلاقة الثورية بالشارع. هذه الهبة ليست اعادة للأنتفاضة الأولى ولا الثانية بل هي انتاج انتفاضي له خصوصيته التاريخية وله فعله الثوري الخاص به.
وهنا لدي ملاحظتين. على صعيد الأحزاب السياسية اليسارية التي فشلت بأن تلتقط لحظة التضاد بين اقطاب اليمين الديني والمالي الليبرالي وبدل ان تحمل لواء القيادة اكتفت بدور المصلح العشائري ( انا سمعت حديث لأحد قيادات احزاب اليسار يقول بالكلمة نحن لا نريد الوصول للسلطة السياسية لكننا نريد الأصلاح بين فتح وحماس) فأي خطاب مهزوم مأزوم يمكن لليسار ان يمثله اذا لم يكن ساعياً نحو الظفر بالسلطة السياسية وتطبيق برنامجه الثوري؟ وأي دور يمكن لهذا اليسار ان يلعبه اذا اكتفى بدور الاصلاح العشائري؟ ومن هنا فأن هذا الخطاب والأحزاب الذي تتبناه قد انهت مرحلةتها التاريخية الضرورية بالضرورة وأصبح لزاماً تجاوزها وانتاج احزاب يسارية ثورية واعية لدورها الطبيعي - الضروري وقادرة على حمله. وهذا لا يعني بالضرورة تغيير اسماء الأجزاب بل تغيير بنيتها وقيادتها ورؤيتها الفكرية ومنطقها التحليلي اي تغيير ثوري راديكالي في بنية الحزب القائم او انشاء حزب يساري راديكالي ثوري جديد يولد من رحم البنية القديمة ويثور عليها ويبني هيكليته ورؤيته وفعله الثوري على تحليله الجدلي العلمي للواقع ويكون قادراً على الافادة من ارث احزاب اليسار القائمة ( قد يكون بدايات لمحاولة انشاء مثل هذا الحزب قد بدأت فعلاً بتشكيل التيار الديمقراطي التقدمي الذي فشل في بدايته واختفى لأن القائمين على الفكرة استخدموا نفس الأدوات القديمة في انتاج حزب جديد بل وكان نفس قيادات الأحزاب اليسارية الحالية او السابقة هم عناوين هذا الحزب الجديد الذي لم يتجراء ان يطلق على نفسه اي اسم يدل على ماركسيته وكان الجدال حول هذا الموضوع محسوم مسبقاً لصالح "الغمغمة" من منطلق ان المجتمع الفلسطيني مجتمع محافظ وبالتالي لن يقبل حزب ماركسي راديكالي!! بينما وجهة النظر المغايرة كانت تتلخص بأن الشعب الفلسطيني ليس "محافظاً" بمعنى الرفض للفكر الشيوعي كونه احتضن هذا الفكر لعقود وهو قابل للتعايش مع هذا الفكر بل والايمان به من جهة وهو شعب ليس غبي لكي يتم تغيير اسم او شطب كلمة فلا يفهم ان هذا الحزب حزب يساري او يحاول ان يكون لذا من الأفضل ان يتحلى الحزب بالجراءة الكافية ليعلن عن هويته الماركسية حتى يناصره من يناصره بارادته لا بجهله. من ناحية ثانية فأن التفاف الجماهير حول الحزب لم تكن يوماً بسبب اسمه بل بسبب برنامجه النضالي الوطني الثوري فلو تبنى اليسار برنامجاً نضالياً تحرريا وطنياً من جهة وبرنامج نضال اجتماعي لصالح الطبقات المهمشة والأكثر تضرراً من ممارسات الرأسمال المحلي كوكيل للرأسمال الاسرائيلي والاجنبي لقامت الجماهير بالألتفاف حوله ومساندته ومناصرته ولنا تجارب جمة بهذا المجال في العالم اجمع. ) ادرك ان هذه الجملة الاعتراضية الطويلة طويلة. لكني ارى انها ضرورية لنفهم لماذا هنالك تنصل من قيادات الميدان من قياداتهم السياسية التاريخية ومع انه لا يوجد قطيعة الا ان هناك رسالة يوجهها من في الميدان لمن في المكاتب السياسية واللجان المركزية ان اوان التغيير قد آن فاما ان تكون هذه الاحزاب التغيير الثوري المطلوب او ان تفسح المجال لحزب جديد سيأتي لا محالة حاملاً برنامجاً اكثر ثورية ونضالية.
هذه الرسالة تقودني لملاحظتي الثانية وهي دور "الناشطين" حيث اختفى بعضهم تماماً حين اصبحت المواجهة حقيقية وتستدعي بالضرورة ان تقف وجهاً لوجه امام رصاصة قاتلك. بينما اخذ البعض الاخر دوره الطبيعي بالطليعة فأستشهد او قارب. لذا فلا بد من غربلة ثورية راديكالية لكل المزاودين الناشطين ايام الفعل السلمي الذي بلا ثمن او يكون يمنه شمة غاز بأسواء الأحوال والهاربين لمقاهي التواصل الاجتماعي في ايام الجد والمواجهة الحقيقية. اذا اراد الجيل الثوري الجديد ان ينجح بتركيم خبراته وفعله وتحقيق انجازات حقيقية اكبر من ارقام فعليهم مواجهة اولئك الناشطين في زمن السلم والنائمين بزمن الحرب وغربلتهم من جهة ومن جهة ثانية ان يغيروا بداخل احزابهم ويفرضوا رأيهم وتغيير من تقاعس او تعب ولا بأس ان يعود اعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية ليكونوا اعضاء في احزاب يقودها الشباب الثوري الأكثر قدرة على الحسم وان يمدوا اولئك الشباب بخبراتهم ودعمهم ويساعدونهم على ان لا يقعوا بفخ الانتهازية ولا بكمين المغامرة دون ان يلجموا ثوريتهم التي اثبتوا بالشهر الأول من هذه الهبة انهم قادرين على تفعيل الفعل الثوري وادارة الصراع بحنكة قادة ميدانيين ( قد تنقصهم الرؤية السياسية واولوعي الأيديولوجي وهذا يجب معالجته فوراً والا سيعيدون انتاج نفس ما ينتقدون الأن) وهنا على من سيقودون مستقبلا ان يعوا انتهازية البعض ورغبتهم وقدرتهم على ركوب الموجة حين تعود المواجهة للحد الذي لا خطر فيه على حياتهم. وعلى احزاب اليسار الحالية او التي ستولد اذا لم "تتجدل" الأحزاب القائمة ان تعود للشارع بكوادرها وقياداتها وتبني برنامجها بناء على النبض الثوري الذي تصدح به الجماهير بالشارع.


.



#عيسى_ربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل التكامل بين الوطني والتنموي: المطلوب رؤية تنموية استر ...
- -ديمقراطية- بالعربي
- تهافت التهافت
- في أسباب تفشّي -ظاهرة- الفردانية في العمل السياسي
- عوامل بروز ظاهرة الناشطين الفردانيين
- حول الشكل التنظيمي لأحزاب اليسار
- ناشطين فردانيين مقابل أحزاب ثورية
- مهماتنا: الجزء الثاني التجربة الفلسطينية
- مهماتنا: الجزء الأول المجتمع المدني
- نحو تشكيل جبهة يسارية ثورية
- مهمات اليسار في ظل الحراك بالشارع العربي
- ازمة اليسار من سوريا
- الحزب، اليسار واليسار المهادن
- اليسار والثورة وما يسمى بالربيع العربي
- اي يسارٍ هذا؟
- ولوج البرجوازية العربية من باب الحارة
- ثقافة العنف على الشاشة العربية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عيسى ربضي - الأحزاب اليسارية والفعل الجماهيري