أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - عيسى ربضي - اليسار والثورة وما يسمى بالربيع العربي















المزيد.....

اليسار والثورة وما يسمى بالربيع العربي


عيسى ربضي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:40
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    



احدى اهم مخرجات ما يسمى بالربيع العربي في اقطاعيات العرب والمتعلقة باليسار ودوره يمكن تلخيصها بتصور نتائج هذا الربيع. في تونس ومصر تقدم اسلامي ممنهج، ليبيا نفوذ اسلامي قوي، سوريا تصاعد للقوى الدينية وحدة وعنف غير مسبوق، بقية الاقطاعيات ما زالت تنتظر دورها.
البحرين وقطر والسعودية بداية ضعيفة لتحركات جماهيرية تم قمعها او محاولات قمعها ولم تلق صدى او ردود سياسية ولا اعلامية تؤيدها على عكس بقية الاقطاعيات وهذا له مجال اخر بالبحث.
كيساريين نؤيد ثورات الشعوب بلا تحفظ ونساندها من الخارج لكن ما هو دورنا كيساريين من الداخل؟ هل نكتفي بالمساندة، هل نشارك فعلياً ام هل نقود هذه الثورات؟ هذا السؤال الكبير الذي على اليسار في اقطاعيات العرب ان يقف امامه بالتحليل والنقد وهذا يتطلب معلومات وافية غير متوفرة حتى الان، لكن هذا لا يثنينا عن تناول موقف اليسار ومحاولة الاجابة عن أي موقف يتخذه من ثورات شعوب الاقطاعيات.
سأنطلق بالحديث من منطلق اليسار داخل الاقطاعيات حيث اننا كيساريين نساند كل تحرك سياسي او مطلبي ونساند كل ثورة يقوم بها الشعب بقواه الذاتية وبمساندة القوى الاشتراكية الثورية اذا وجدت. لكن هل يمكن ان نقبل يمساندة الناتو وقوى الامبريالية العالمية للثورة؟ بكل جزم وحزم اقول لا. لا يمكن لقوى الامبريالية ان تدعم ثورة او تحرك لمساندة الارادة الحرة للشعوب فهذه القوى قائمة على اساس استغلال الشعوب ونهبها وتأبيد السيطرة عليها من قبل حفنة من المُلاّك للاقطاعيات ممن نسميهم حكاماً سواء ملوك او سلاطين او رؤساء او امراء. وكل ما يمكن ان تسعى له قوى الامبريالية هو المساهمة بتغيير من انتهى اجله من حفنة الحكام بحفنة جديدة اكثر قدرة واكثر ولاءً للمركز الرأسمالي. أي التحايل على الثورة وتخدير الجماهير لعقود جديدة. ويبدو ان الورقة الرابحة للحفنة الجديدة هي التيارات السلفية المرتهنة لحكام السعودية وقطر اكبر قواعد الرأسمالية والتي تملك قوة المد الديني بين الجماهير البسيطة غير المسيسة وغير الواعية والتي تشكل اغلبية ساحقة في اقطاعيات العرب.
على اليسار ان لا يكتفي بمساندة الثورات لكن عليه ان يشارك بها من اجل ضمان استمرارها حتى تحقيق اهداف الجماهير لا اهداف القوى الموجهة لها نحو المصالح الرأسمالية والكمبرادور المحلي الذيلي. وحتى لا يكون هنالك التباس في الطرح اشدد على ان الثورة التي يقوم بها الشعب وتساندها القوى الثورية هي التي تستدعي مشاركة اليساريين الثوريين بها ومساندتها.
لكن المهمة الرئيسية لليسار الثوري تكمن بضرورة قيادة الثورات لا مجرد المشاركة بها حتى تضمن استمرارها حتى تحقيق غايات الجماهير الكادحة المسحوقة وعدم التساوق مع قوى الرأسمال الخارجي – المركز – ولا مع قوى الرجعية والبرجوازية الذيلية المحلية – المحور- وبالتالي ضمان تحقيق الثورة الاشتراكية او على الاقل السير باتجاهها.
حتى تتحقق قدرة اليسار على قيادة الثورات لا بد من تحقق عدة عوامل يفتقدها اليسار الثوري اليوم وهي عوامل اساسية لا يمكن تجاهلها حين نحلل مصير الثورات الحالية لما يسمى بالربيع العربي.
اولاً: العوامل الذاتية:
- ان يكون لليسار حزب ثوري لديه رؤية وايديولوجيا واضحة وصلبة وقادر على انتاج الفكر الثوري التقدمي المناسب للمرحلة والمتناغم مع احتياجات الجماهير. ان يمتلك الحزب كادر واعي متجذر والأهم ان يكون هذا الكادر جزء من الفعل الجماهيري لا من سكان الابراج المعجمية والمتسلحين بمصطلحات المعجم الطبقي غير القابلة للفهم من قبل الجماهير البسيطة.
- ان يتبنى الحزب قرارات ثورية لا مواربة بها ولا مهادنة فيها مع القوى الاظلامية والرجعية من الناحية الايديولوجية وحتى لو افترضت المرحلة ضرورة التنسيق او التعاون مع قوى اليمين الوطني او الديني فهذا لا يعني اذابة الهوية الايديولوجية للحزب الثوري او محاولة اخفائها لتحقيق الشرط الموضوعي المرحلي بل يعني ضرورة الحفاظ على استقلالية هذه الهوية ووضوحها وتصليبها حتى لا يتسرب العفن اليميني إلى قلعة اليسار الثوري ويبداء بنهشها وزرع الانتهازية فيها.
- ان يمارس الحزب الثوري العمل العلني حيث امكن ذلك مع ابقاء العمل السري كأساس صلب للحزب فتجارب الحركات الثورية اليسارية في السودان والعراق والجزائر وغيرها من اقطاعيات العرب تثبت ان قوى اليمين الديني او "الوطني" لا تتورع عن ذبح قوى اليسار تحت ذرائع تكفيرية او تخوينية. وبالتالي هدم صرح هذه القوى ومنعها من تركيم خبراتها ونشاطاتها وصولاً للقفزة النوعية التي تحمل بذور التغيير الثوري.
ثانياً: العوامل الموضوعية:
- قدرة الحزب على فهم وتحليل وتبني احتياجات الجماهير السياسية والمطلبية على السواء مع ضرورة تبني سياسة توعوية للجماهير لحقوقها ودورها حتى لا تبقى فريسة للتيارات السلفية التي تستخدم المنابر الدينية للتأثير على عقول الجماهير وقراراتها. وحتى لا تبقى فريسة للتيارات اليمينية والذيلية المسيطرة على الاعلام الرسمي وشبه الرسمي والتي تزرع بذور الخمول الفكري والفعلي للجماهير.
- قدرة الحزب على بناء التحالفات على قواعد تحالف وصراع وتحالف ونقد وهذا من خلال قدرته على تحليل وتصنيف القوى على اساس اصدقاء واعداء بصورة واضحة. وهنا لا بد من تركيم التجارب السابقة والافادة منها في فهم طبيعة التحولات التي تحصل في العلاقات مع القوى السياسية والسلفية حسب المرحلة.
- قدرة الحزب على تفعيل اعضاءه في النقابات والتجمعات المختلفة ليكونوا جزء فاعل من الحركة الوطنية والثورية وفي قيادتها. فالجماهير تتحسس الدور الفاعل للمناضلين الحقيقيين الثوريين ليكون ذلك مدخلاً لتقبل افكارهم الايديولوجية.
هذا ليس تحليلاً بالمعنى الجدلي لقوى اليسار وهو ليس هدفنا لكن اردت وضعه كمدخل للتأكيد على عدم جاهزية قوى اليسار الثوري لقيادة الثورات وبالتالي ترك الساحة لسيطرة قوى السلفية المرتهنة للرأسمال في المركز. فلن يكون في امكان هذه الثورات – للأسف – تحقيق مطالب الجماهير الحقيقية وستكتفي باحداث تغيير صوري لحفنة من المرتزقة بحفنة جديدة ويبدو انها هذه المرة حفنة من الملتحيين وعليهم رشة منقبات لتحقيق المساواة الجندرية المتساوقة مع شعارات الزيف الرأسمالي.
لذا على قوى اليسار الثوري اذا ارادت ان تكون قوى فاعلة ان تتبنى نهجاً استراتيجياً صلباً في تجذير كادراتها وتصليب وتفعيل دورهم الفعلي في النضال اليومي بجميع اشكاله. وان تبني الحزب الثوري على اسسس ايديولوجية ماركسية جدلية قادرة على التفاعل مع المتغيرات بشفافية ثورية بعيداً عن الانتهازية والطفولية.
ان ما يسمى اليوم ربيعاً عربياً قد يكون خريفاً جديداً اكثر تمرغاً في تبعيته للمركز الرأسمالي واكثر انحيازاً لقواه المناهضة لمصالح الجماهير مما يتطلب جهداً اضافياً بل اعجازياً من قوى اليسار الثوري لتحقق دورها الطبيعي – بالتالي الضروري – في قيادة الثورات نحو المجتمع الاشتراكي الثوري العادل.



#عيسى_ربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اي يسارٍ هذا؟
- ولوج البرجوازية العربية من باب الحارة
- ثقافة العنف على الشاشة العربية


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - عيسى ربضي - اليسار والثورة وما يسمى بالربيع العربي