أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عيسى ربضي - في أسباب تفشّي -ظاهرة- الفردانية في العمل السياسي














المزيد.....

في أسباب تفشّي -ظاهرة- الفردانية في العمل السياسي


عيسى ربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 21:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كنت قد تناولت مسبقاً عدة مرات قضية تنامي "ظاهرة " الناشطين الفردانيين مقابل، او كنتاج لتراجع دور وفاعلية الأحزاب السياسية الثورية. ولن اكرر ما قلت سابقاً لكني سأضيف بعض الرؤى التي ارى انها تساعدنا على فهم "ظاهرة" التشرذم النضالي لصالح السوبر مناضل من جهة ومن جهة ثانية لماذا وكيف وجدت هذه الظاهرة السوبرية لها تربة خصبة في تاريخ الأحزاب السياسية الثورية التي كانت تتربع على قمة هرم النضال الوطني لعقود خلت.
انا ارى ان بدايه خلق ظاهرة الفردانية او افساح المجال لها لتنمو كما العشبة الضارة في حقل العمل الثوري "المعاصر" - أي منذ بدايات الفعل الثوري المنظم ضد بريطانيا والهجرة اليهودية واستمرارها ضد الأحتلال الصهيوني لاحقاً - كانت في اللحظة التي تربع قادة على عرش المقاومة - سواء استحقوا هذا الموضع ام لم يستحقوه - ولم يعودا يغادروه. كان كل "قائد" يعتلي عرش حزب او لجنة او هيئة ولا يغادرها الا ميتاً، ولا يوجد تقريباً استثناءات لهذا التنصيب وان كانت المنافسة بين العائلات التي طمحت وطمعت بالقيادة السياسية تخلي مكاناً او منصباً لتعيد تقسيم الارث السياسي الا ان "القائد" يبقى هو نفسه فتتغير اسم الهيئة او الحزب او اللجنة ولا يتغيير القائد.
مع انكشاف حقيقة اقامة كيان صهيوني على اكثر من ثلاث ارباع فلسطين التاريخية، وبدء "الثورة" على الأقطاع العائلي ليس في فلسطين فقط بل بالعديد من الدول العربية وخصوصاً مصر التي كان لها أكبر الأثر في الحركة الثورية في فلسطين، بدأ اتباع الفكر القومي يرون بقادة هذه الثورات نماذج الخلاص البديلة للاقطاع المهترىء. فظهر " القائد القومي" بديلاً للقائد الاقطاعي وتم اعطاءه نفس الهالة التي اعطيت من قبله للقائد الاقطاعي وشكل نموذجاً يحتذى للعديد من قادة الأحزاب السياسية من اليمين الى اليسار. ومع بداية انشاء الأحزاب والحركات الثورية بعد النكبة مباشرة ظهر صف جديد من القادة السياسيين والعسكريين الذين تربعوا على عرش قيادة الأحزاب منذ تأسيسها حتى وفاتهم او فناء احزابهم، مع استثناءات قليلة جداً خصوصاً بالصف القيادي الأول. وحتى في الأحزاب التي كان يجري بها انتخابات للصف القيادي كان "القائد" الملهم المعلم المؤسس يستمر في حصد اعلى الأصوات لأسباب عدة لسنا بصدد نقاشها هنا لكن من المهم الاشارة لها كونها احدى نتائج-مسببات هذه الاستمرارية في القيادة الفردية.
وان كان بعض قيادات الأحزاب اكثر ديمقراطية في اتخاذ القرارات من غيرهم الا ان بقائهم في مناصبهم بدون تغيير لعقود من الزمن - بعضهم له اربعة او خمسة عقود - يعني انهم يصنعون ويعيدون انتاج القيادة الفردية والفعل الفردي باستمرار. فالقائد الخالد بخلوده يخلق نمط من الفردانية ويعطي لهذا النمط "شرعية ثورية" تفتح الأفق للأنتهازيين ليكونوا اكثر فردانية واكثر تفرداً بالرأي والقرار وبالتالي أكثر قدرة على شرعنة كل تنازلاتهم او سياساتهم المغامرة على حد سواء.
من جهة ثانية، كان لهذه القيادات الكثير من القرارات والمواقف التي تتناقض مع قراراتهم او مواقفهم السابقة بدون تفسير او تبرير معقول! والفاجعة ان الأتباع يهللون لحكمة القائد!!! فما دام الموقف الذي يحكم الأتباع هو خطوة القائد - فلا بد ان يكون القائد من الحكمة بمكان بحيث لا يمكن له ان يتخذ قراراً خاطئاً - فلا بد ان يقدم القائد على خطوته بثبات واثق الخطى...
في التاريخ الفلسطيني العديد من القرارات التي اتخذت من قبل القائد وكانت اما انتهازية او مغامرة واحياناً مدمرة ولم نسمع عن اجراءات لمحاسبة هذا القائد الملهم ( وأخص احزاب اليسار لتبنيها مبادىء النقد الذاتي والنقد والمحاسبة كمبادىء تنظيمية لينينة وليس لأنها كانت الأسواء) بل على العكس تم الدفاع عن هذه القرارات في حينها وكأنها قرارات منزّلة.
تفرد القيادات السياسية بموقعها وبالغالب بقرارها من ناحية واتخاذ هذه الخطوات الفردانية التي بررها اتباعهم واحزابهم من جهة ثانية شكلت ارضية خصبة لتنامي الفردانية بانتهازيتها ومغامرتها وافسحت المجال امام هذه الفئة لتشكل ظاهرة اصبح لها وزنها وسيكون بالمستقبل لها وزناً اكبر اذا لم تتخذ الأحزاب السياسية الثورية - اليسارية - اجراءات ثورية حازمة لأعادة بناء قلعتها وتحصينها بالفكر الثوري التحليلي.



#عيسى_ربضي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوامل بروز ظاهرة الناشطين الفردانيين
- حول الشكل التنظيمي لأحزاب اليسار
- ناشطين فردانيين مقابل أحزاب ثورية
- مهماتنا: الجزء الثاني التجربة الفلسطينية
- مهماتنا: الجزء الأول المجتمع المدني
- نحو تشكيل جبهة يسارية ثورية
- مهمات اليسار في ظل الحراك بالشارع العربي
- ازمة اليسار من سوريا
- الحزب، اليسار واليسار المهادن
- اليسار والثورة وما يسمى بالربيع العربي
- اي يسارٍ هذا؟
- ولوج البرجوازية العربية من باب الحارة
- ثقافة العنف على الشاشة العربية


المزيد.....




- شاهد رد فعل ترامب بعد فوزه الكبير في المحكمة العليا.. وما يع ...
- ترامب عن خامنئي: أنقذته من -موت شنيع-.. وسأضرب إيران مجددا ع ...
- بوتين -مستعد لتفاهم- مع أوكرانيا ويمتدح ترامب.. ويقر بضرر ال ...
- ذبحتونا: الشكوى حول امتحان الرياضيات جدية ويجب على الوزارة ا ...
- نعي شاعر ومناضل كبير
- بوتين مستعد لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا ولقاء ترامب ...
- 60 شهيدا في غزة والمجازر تستهدف أطفالا ومجوّعين
- لماذا يُنصح بإضافة مسحوق الشمندر إلى نظامك الغذائي؟
- فوق السلطة: مؤيدون لمحور الممانعة يتهمون روسيا وبوتين بالخيا ...
- علماء الأمة يطلقون -ميثاق طوفان الأقصى- لتوحيد الموقف الشرعي ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عيسى ربضي - في أسباب تفشّي -ظاهرة- الفردانية في العمل السياسي