أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عيسى ربضي - ناشطين فردانيين مقابل أحزاب ثورية














المزيد.....

ناشطين فردانيين مقابل أحزاب ثورية


عيسى ربضي

الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 09:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أصبح من الدارج في العديد من البلدان ان يظهر اسم " الناشط" او " الناشطة" في مجال حقوق الانسان او السياسي او الاجتماعي...الخ. مع تغييب ملحوظ للطليعة السياسية المنظمة أي الحزب الثوري بالتحديد.
ان مراجعة سريعة للعقدين الأخيرين تظهر بجلاء تراخي معظم الأحزاب السياسية وتراجع مدها بين الجماهير الشعبية وتحديداً الأحزاب الثورية واليسارية التي لا تحظى بدعم وتأييد الرأسمالية العالمية او عائلات البترودولار. ضعفت الأحزاب الثورية لأي سبب وبرزت الحركات السلفية القائمة على التفريق بين قطاعات الشعب سواء التفريق السياسي او الديني او الطائفي او او او. وظهرت بقوة حركات التكفير الشوفينية الدينية الوهابية والتي حملت لواء الفتنة الكبرى بين آل البيت وحاربت بدعم البترودولار حركات طائفية اخرى خصوصاً الشيعية ولم تخفي هذه الحركات عدائها لحركات مقاومة مثل حزب الله كونه حزباً شيعياً بالأساس. ومع ان هذا الحزب شوفوني ديني بدوره الا انه بهذه المرحلة حزب مقاوم يتقاطع مصالحه مع الحركة الثورية، مع ذلك فأن الحركات التكفيرية الوهابية تسعى لأضعاف هذا الحزب وأي حراك شبيه فيه تحت لواء طائفي قذر وهذا ما نراه جلياً في قمع الحراك الثوري في تونس ما بعد الثورة وما نراه من تكفير للمطالبين باستكمال الثورة في مصر في زمن الأخوان المسلمين.
في ظل هذا الأضعاف للأحزاب الثورية سواء ببنيتها الفكرية او النضالية ذاتياً وموضوعياً برز مقابلها ابراز للحراك المعنون بفردانية ظاهرة بدأت بالبداية في دول ما يسمى محور الممانعة والمقاومة ( ايران سوريا...) حيث تم تسليط الضوء على حالات فردية لمعارضة النظام وتركيز الضوء عليها لتتضخم وتظهر بمظهر المعارضة العريضة. واستمر بعد ذلك نقل هذه الفلسفة للعديد من الدول حتى اصبحت ظاهرة لا يمكن ان نغفل عنها واستمرت أبواق الأعلام تركز على هذه الحالات الفردية وتغفل عن الحراك الجمعي وفي العديد من الحالات تتجنب ذكر الأحزاب الثورية خصوصاً الموضوعة على القائمة السوداء للرأسمال المركزي والصهيونية العالمية.
لا شك ان هنالك " ناشطين" فاعلين في مختلف المجالات لكن اختزال الصراع في قضايا اجتماعية وحقوقية يعبر عنها هذا الناشط او ذاك تدعمه مؤسسة أهلية هو محاولة جديدة للرأسمالية لتحجيم الصراع الوطني والطبقي وتحويله إلى صراع حقوقي بأحسن الأحوال. وهو بلا شك استمرار لمحاولات زرع الفتنة بين الطبقات والفئات المضطهدة لتفتيت قوتها وبعثرة جهودها لتبقى حبيسة التشكيلة الرأسمالية.
ان ابراز العمل الفرداني واعطاءه هالة من القدسية يشكل نفي للعمل الجماعي المتمثل بالحراك السياسي الثوري الطليعي ويعتبر أحد أهداف الرأسمالية الساعية لبلورة سوبرمان متجدد يكون قادر بأحسن أحواله على ان يحدث بعض الضجة هنا او هناك دون أي تأثير حقيقي على الأرض. وكذلك ترى العديد من " الناشطين" يقعون فريسة سهلة لفخ " الأنا" التي تبرز اسمهم فيقومون باغراق الفضائيات بتصريحاتهم ولا ينقصهم الا المشاركة ببرامج الطبخ واحوال الجو!!!!
الرأسمالية العالمية في حربها المستمرة لتأبيد وجودها ونهب المزيد من ثروات الشعوب تسعى جاهدة لتسخيف وتسطيح أي عمل جماعي مبني على اساس الوعي الطبقي واستبداله بأسماء لامعة يسهل شراءها او بأسواء الأحوال التخلص منها. وهذا ما يجب ان تعيه الجماهير الثورية وتعيد الأعتبار للأحزاب الثورية على ان تقوم هذه الأحزاب بتغيير جذري في بناءها الفكري وكوادرها لتكون قادرة على مواجهة التحديات بدل اللهاث وراء من يلمع اسمه بهدف كسب تصريح منه او منها يعلي هذا الحزب او بالأحرى يعلي من رضى بعض القيادات المهترئة عن اداءها المخزي.
المستقبل سيحمل لنا المزيد من الأمثلة على الفردانية الليبرالية التي تسعى – واعية او غير واعية – لمحو "موضة" الأحزاب الثورية واستبداله " بموضة" الناشطين محدودي القدرات ومحدودي التبعية وبذلك لا يكون هنالك خطر من تحول اولئك الناشطين إلى شخصيات كاريزماتية قادرة على الانفراد بقراراتها او محاولة الخروج عن سيطرة الرأسمال المركزي.



#عيسى_ربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهماتنا: الجزء الثاني التجربة الفلسطينية
- مهماتنا: الجزء الأول المجتمع المدني
- نحو تشكيل جبهة يسارية ثورية
- مهمات اليسار في ظل الحراك بالشارع العربي
- ازمة اليسار من سوريا
- الحزب، اليسار واليسار المهادن
- اليسار والثورة وما يسمى بالربيع العربي
- اي يسارٍ هذا؟
- ولوج البرجوازية العربية من باب الحارة
- ثقافة العنف على الشاشة العربية


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عيسى ربضي - ناشطين فردانيين مقابل أحزاب ثورية