أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - المختار الثقفي بين المنهج العلمي والمنهج الإنتهازي.














المزيد.....

المختار الثقفي بين المنهج العلمي والمنهج الإنتهازي.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن التاريخ يمثل المعين الذي تنهل منه الأمم والشعوب معارفها وتصوراتها على المستوى النظري والتطبيقي لأن دراسة وتحليل تجارب السابقين وسيرتهم فيها عبرة وعضة، بل تمثل منظومة معرفية تُثري الشعوب، وتمكنها من صناعة حاضرها ومستقبلها، ولهذا جاء الحث من الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بضرورة النظر والتدبر في سيّر وأحوال الأمم السالفة، ولكي تتحقق الثمرة لابد من أن تكون الدراسة دقيقة والتحليل موضوعي، وقبل ذلك أن نأخذ التأريخ من المصادر الموثوقة للوصول إلى المعلومة الصحيحة حتى لا نقع في مستنقع الدس والتضليل الذي زرعته أقلام المؤرخين والكتاب المأجورين الخاضعين لحكام الجور وأئمة الضلال.
إذ لا يخفى على الباحث الحر أن تاريخنا الإسلامي لم ينجُ من سموم التزوير والتحريف والدس والفهم الخاطئ والتفسير السقيم والتحليل المغرِض المُضلِّل والدراسة والقراءة السيئة (للأحداث أو سيرة الشخصيات) والتي ألقت بظلالها الوخيمة على امة الإسلام فكرا وعقيدة وسلوكا مما أدى إلى تبني أفكار وأيديولوجيات لا تمت إلى الدين الحنيف بصلة .
وفي خِضَّم هذا الإرث الظلامي المهلك والتحليل الضلالي المدمر والفهم الأسود لتأريخنا انبرى المرجع الصرخي ليطلق العنان للخطاب الإسلامي المعتدل أن يصدح في آفاق الوجود، ويطرق مسامع الشهود بالمعارف الإسلامية الأصيلة، والرؤى الثاقبة، والدراسة الدقيقة، والتحليل الموضوعي والتفسير العادل لما تضمَّنه تأريخنا من أحداث وما نقله من سِيّر للشخصيات، ليضع النقاط على الحروف، ويفك الرموز، ويحل الطلاسم، ويزيل الغموض، وينصف من ظَلَمَهُ الدس والتحريف والتحليل الخاطئ المغرض للتأريخ الإسلامي من خلال سلسلة محاضرات ((تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي )) والموجودة على موقعه الرسمي، كان يلقيها في باحة برانيه يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع بطريقة بسيطة وبأسلوب سهل سلس بعيدا عن التعقيد، وبطرح يحرص على إيصال الحقيقة، خاليا من أي لون من ألوان التعصب الطائفي، غير خاضع لتأثيرات الجو والظرف العام الاجتماعي أو السياسي الذي ظهرت ولازالت تظهر آثاره على المواقف والخطابات والرؤى الدينية بل تحكمت فيها وصنعتها، مستخدما في الوقت ذاته أسلوب ربط ما يجري في الحاضر بالماضي.
في هذه المحاضرات تناول المحقق الصرخي قضية مهمة وخطرة لما تكتنفه من غموض وملابسات واستفهامات تتعلق بالمختار الثقفي وحركته وأفعاله مع مناقشة أراء كبار العلماء من الأموات والأحياء كإبن نما الحلي والمجلسي والسيد الخوئي والسيستاني والحائري وغيرهم، وأبطل بالدليل والبرهان ما طرحوه من أدلة حول صلاح المختار، بل اثبت بكل وضوح أن بعض الأدلة التي طرحوها تثبت فساد المختار وليس صلاحه كما توهموا، واستمر المحقق الصرخي بنهجه العلمي وتحليله الموضوعي في إثبات فساد المختار وانحرافه وشذوذ أفعاله وبُعْدِها عن خط الإسلام والمذهب...
هذا الأمر أثار حفيظة الطائفيين من مراجع الكهنوت والسب والطعن (بعرض النبي والصحابة)، وملحقاتها السياسية والإعلامية والمليشياوية لأنه كشف عن جهلها وإفلاسها العلمي من جهة، ومن جهة أخرى إن أسطورة المختار باب من أبواب الجذب والاستقطاب والشحن الطائفي الذي تعتاش عليه تلك المرجعيات وملحقاتها، كما أنها دخلت في دائرة التسييس وصار المختار وأفعاله وجرائمه ومواقفه الانتهازية والمهادِنة قدوة يحتذي بها الانتهازيون من الرموز الدينية والسياسية والمليشياوية لترتكب المجازر بحق العراقيين بذريعة الدفاع عن المذهب والانتصار للحسين كما فعل "مختارهم" المنحرف حسب فهمهم الظلامي، فصرنا نسمع عن مختار العصر وعن تشكيلات مليشياوية ضمن الحشد الشعبي ومواكب حسينية تسمَّت باسم المختار، فتهديم صنمية المختار بمعول العلم على يد الصرخي يعني تهديم عرش من عروش الطائفية والتضليل والتدليس والانتهازية الذي يتربع عليه الطائفيون، ولهذا وغيره من أسباب يطول المقال بذكرها، استنفر الطائفيون والطعانون والسبابون والمليشياويون كل قواهم لإسكات الصوت العلمي الحيادي الذي صدح به المرجع الصرخي وراحوا يدبرون المؤامرات لقمعه انتهت بمجزرة كربلاء.
والمضحك المبكي انه وبعد أكثر من سنة ونصف تأتي المرجعية وعلى لسان احمد الصافي لتتقمص نص ما طرحه المحقق الصرخي بخصوص المختار في خطوة تكشف عن ديدنهم في سرقة مواقف وأفكار المرجع الصرخي حيث صرح الصافي في خطبة الجمعة( ان ثأر الامام الحسين عليه السلام لايمكن لأحد ان يأخذه الا ممن ارتبط مع الله ارتباطا حقيقيا وان المختار لم يكن مرتبطا بالله تعالى ..)، وهنا نطرح بعض التساؤلات:
إذا كان المختار غير مرتبطا بالله فبمن يرتبط؟!!!، ولماذا هذا السكوت المطبق طيلة هذه السنين؟!!!، ولماذا يُشَيَّد له مرقد يزار ويحسب على الوقف الشيعي؟!!!، ولماذا سمحتم لبعض فصائل حشد المرجعية برفع راية المختار واسمه كما أسلفنا؟!!!، وأين كانت المرجعية وقد أخذت قضية المختار المنحرفة مأخذها في المجتمع الشيعي خصوصا بعد عرض المسلسل الإيراني الممنهج والمسيَّس؟!!!.
لماذا أقمتم الدنيا ولم تقعدوها على المحقق الصرخي عندما اثبت بالدليل الشرعي العلمي الأخلاقي التاريخي فساد المختار وانحرافه، وحشدتم المرتزقة والمليشيات المجرمة والإعلام العاهر وارتكبتم بحقه ومقلديه أبشع مجزرة في تاريخ البشرية، وأين؟!!!، في كربلاء وكنتم تحرقون الجثث وتسحلوها بالشوارع وتهتفون لبيك ياحسين.... ؟!!!، وأما أسباب هذا التحول والانقلاب في موقف المرجعية الذي تأثر بالتغيرات السياسية الداخلية والخارجية فسنتناوله في مقال أخر إن شاء الله تعالى؟!!!.



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية والصندوق الأسود.
- بعد معانقة إيران لقطر .. ماذا ستكون التهمة للرافضين للمشروع ...
- ليس من نهج الحسين السكوت عن المفسدين.
- الانتهازية ديدن المؤسسة الكهنوتية مع التظاهرات والقضية الحسي ...
- -ياليتنا كنا معكم...-، ساحات التظاهر أنموذجا.
- العراق بين التخبطات الأمريكية وسطوة المرجعيات الإيرانية.
- أزمة مالية... والمراقد منابع نفط تسيطر عليها المرجعية.
- هل ظهر نبي جديد...؟!!!.
- الغدير مواساة وضمير..وليس تسلط ولبس الحرير.
- المالكي يتهم السعودية... ويتناسى انه اكبر المتهمين.
- المُجَرَّب لا يُجَرَّب... فهل ستلزم الناس المرجعية بما ألزمت ...
- فتوى المرجعية...وإلغاء عقود - 37- شركة أجنبية.
- العيد المفقود... والشعب المَوْءود.
- أيها المتظاهرون المصلحون إنهم يراهنون على تراجعكم...
- تريد فساد اخذ فساد، تريد إصلاح اخذ فساد.
- مَن لا يحترم الشعب لا يحترم الوقت .. مرجعية النجف تغازل الفا ...
- الأقصى يستغيث.. فأين يوم القدس العالمي وفتوى الدفاع عن المقد ...
- لولا الفتوى لتمكن الشرفاء من دحر داعش الأربعمائة.
- العراق يحترق بنار سليماني...والسيستاني يستفسر من الخامنئي!!! ...
- المليشيات بين أحضان فتاوى التحشيد..وتغييب الرأي السديد.


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - المختار الثقفي بين المنهج العلمي والمنهج الإنتهازي.