أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - افكار للتشويش (الجزء الرابع)














المزيد.....

افكار للتشويش (الجزء الرابع)


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 20:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان كان هناك خالق وخلقنا، او اننا خُلقنا عن طريق الصدفة الوجودية، او الفوضى الخلاّقة الوجودية، او مجرد فيض وجودي تعسفي او عبثي، فما لنا الا ان نكون مبدعين حتى نستميل نحونا من خلقنا او من يراقب هذا الانتاج الفوضوي، حبا به ،او استفادة منه، ومن الطبيعي ان يكون من هو اسمى منا ،مبدعا، محبا لكل مبدع ،والابداع له هو الغاية ،والذين يستمرون في الابداع على هذا الكوكب تباركهم السماء ولا تنظر الى الوسيلة، فالابداع يغفر الذنوب ،وهذا حال الكوكب.
حين تصبح الفضيلة مقرونة بالشفقة تصبح رذيلة، وحين تصبح الرذيلة مدعاة للفخر تصبح آثمة ،وحين يكون الاثم محفّز للعمل يصبح فضيلة.
ان يكون حب الحياة لدينا هو فطرة ،والخوف من الموت ايضا فطرة، فهذه مآساة، لاننا هكذا نكون ضحية جدلية تجعلنا لا نستطيع ان نعبث بالحياة ولا ان نتجاهل الموت.
ان اردت ان تكون ذا قيمة حقيقة للحياة، عليك ان تكون مبدعا في الخير والشر، واضعف الايمان في احداهما، اما ان تكون معتدل وتسير على ما قيل لك، فما انت الا آفة من آفات الطبيعة ،او من كمالياتها، يستغني عنك الوجود في اول مقايضة مع بديل جديد.
ان الها محبا للخير لكنه خلق الشرور جميعا، فأي قيمة لهذا الخير !؟
ان ارادة الحياة في الجبان اقوى من ارادة الحياة عند الشجاع.
حظ قليلي الحيلة ان السماء لا تقسوا عليهم، لكنها ايضا لا تحبذهم.
..وخطيئة الاقوياء في التكبر.
ان الاستمرار في الاستغراق في الحياة هو كممارسة الحنس مع عاهرة ، تلبية حاجة لا غاية.
ان السلوك الحيواني الذي فُرض على الانسان جعل من القطيع وسيلة.
اذا تقوقع كل فرد على ذاته داخل مجتمعه فان المجتمع سيكون في حالة رثة ولن يجد من يرثيه.
ان الامور التي تنذر بهلاك مجتمع-ما هي ذاتها التي تبشر بقيامه.
ان الانسان يهرب من الموت وكأن الحياة رحلة دفع ثمنها مسبقا ولا يريد خسارتها .
..لكن؟
لماذا كل هذا الشقاء من اله محب غيور؟
لماذا كل هذا الانجاب ونحن نعلم مسبقا مدى سوء المعاملة السماوي لمن سننجبه، ونحن نعلم بما سنقحمه؟
لماذ كل هذا الاصرار على عملية التوالد المستمر الذي لم يغير شيء في معادلة التعب والالم والموت؟
فالاب يدفن ابيه والابن يدفن ابيه، والمواساة الوحيدة لنا هي عبارة "سنة الحياة" وهي تعبير جاهلي لانه غرائزي غير مبرر.
فما مر على هذه البشرية من مآس والام كفيلين بتحريك شعور اي خالق لاعادة النظر بما صنعه، ان كان هناك صانع يتمتع بحس اخلاقي او حس ضمائري، او ان النغمة الوحيدة التي تصل للخالق هي نغمة الفرح؟ فلربما هو اله ضحوك يكره الماسآة ولم يدرك بعد اننا نعيشها .
او ربما لان اكثر البشرية لم تصل الى الوعي الكافي لتعلم ان هناك اجحاف في حقها وهذا ما يجعل السماء غير مدركة لهذا الاجحاف.
ففي المجتمعات الفقيرة المتخلفة، قلة قليلة هي التي تعلم بالظلم، ولكن الكثرة التي تقول شكرا للحاكم، تجعله يظن انه هو على صواب،.وهذا ربما ما نعانيه على هذا الكوكب اتجاه حاكمنا السماوي.
ان بعض الامور التي تلزمنا بها السماء هي ليست ضرورية او ذات منفعة، وانما لاكمال فكرة ما، يتطلب بعد المكملات ،او الكماليات، لكنها تصاغ بقالب الضرورة حتى تُحمل على محمل الجد، ليكون التعاطي معها ضرورة، مما يساعد ان تصبح واجب، والانسان المتدين بين الضرورة والواجب يضيع نصف عمره، ويضيع النصف الثاني في تضييع من اراد ان يعيش ويصنع كامل عمره.
فالوعظ الذي يتم ترداده يوميا على المنابر ان كان في الاحاديث والخطب او من الكتب السماوية هو ذاته من الفي سنة و 1400 سنة، لكنه لم يغير اي شيء على الصعيد الحياتي للفرد او المجتمع ، غير انه جعله محلك سر ،اذاً فليبقى تلاوة شعائر وليترك الشرائع لاهل الفكر.
تخيلوا لو ان ما يزاع يوميا على المنابر يزاع مكانه خطب فكرية تحفز الوعي والادراك، ويوميا يكون الوعظ بها، لكان لدينا جيل من المفكرين المبدعين بدلا من مكفرين منظرين .
ان تكون واقعي في مجتمع يحلم بالجنة ويبني استراتيجية دفاعية فقط لتخطي مشروع النار ستكون واقعيتك زندقة، وهو من سيفرض على ذاته السقوط ولو بعد حين .
ان عدم امتثالك لاي دين هو اكبر دليل على انك الانسان الذي ينتظره اله مبدع في المستقبل.
ان الاستمرار في تهذيب الذات على طول مسيرة الحياة سيمنعك من الاستفادة الحقيقة من وجود هذه الذات.
ربما يكون الموت رحلة فوضوية كمبدأ الحياة، عليك ان تحارب لتخرج منتصرا من ظلمته الى النور، وليس مجرد باب تعبر منه لتحاسب فقط على ما فعلت، بل تحارب لتصحح ما فعلت، لتخرج من اخر، منتظرا دخول جديد، الى ان تتجزأ وتنتهي، او تتكدس وتتأله



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسي سكران.. قال:
- لاتنتظريه
- في صمتها امل
- افكار للتشويش (الجزء الثالث)
- ما اجملكِ في حضرتي.. واثمل
- المعركة الكبرى والتدمير الذاتي
- فلتبقى اميرتي نائمة
- في موتها حرية مُرّة
- ملكٌ وأنثى
- جدّف بمجاذيف الاقدار
- افكار للتشويش (الجزء الثاني)
- احبذ لقاءك ليلاً
- لبنان المضحك المبكي
- ابتسم بوجل في وجه القدر
- اياك ان تمضي بعيداً.. قالت
- دولة داعش العدو الجديد بدلا من اسرائيل
- نحن ومن في الوجود الهة وشياطين
- في انوثتها شعوذة
- ..طريقا للعروج
- قولي للذي احبك ببطء


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - افكار للتشويش (الجزء الرابع)