أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - افكار للتشويش (الجزء الثاني)















المزيد.....

افكار للتشويش (الجزء الثاني)


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانسان بشكل عام هو مخلوق يتسم بقدر عالي من الغباء، لكنه حتى الان لم يصل للقدر الكافي من الغباء الايجابي ليحظى بالسعادة، فقليل من الغباء الايجابي يفرح قلب الانسان ولا يقتله ،و كثير منه يجعله يعيش سعيدا.
عندما نقول ان قدر هذا الشخص ان يموت هكذا دون علم، لماذا تمت ميتته؟ وجوديا فنحن اشبه بحالة اي خروف بمزرعة يُذبح وتقول بقية الخراف هذا قدره، لانها لا تعلم لم مات واين يذهب..فنحن اذاً ما زلنا في مرحلة الغباء الحيواني تجاه الوجود وقدرنا..وربما يطلق علينا من سما وتأله ان لدينا متلازمة الغباء الوجودي.
ربما تتخلى عنا الطبيعة في حالات عدة: وهي عندما تقف في وجه تطور اي منتج لها، فتصبح عائقا امام من يريد تزويدها بانتاجاتها، البشرية في المقام الاول، وغيرها من بعض الامور الاساسية التي تساعد في نمو الحياة وازدهارها، حينها ستستبعدك الطبيعة من برنامجها، دون ان نعلم ما الغاية من تطورها وليس من استبعادنا.
اما ان تكون عالة لا استفادة منك ولا ضرر فلن تقوم الطبيعة باي جهد لازالتك وتدعك لمصيرك كأي ثمرة غير صالحة للاكل ولكن بقاءها لا ضرر فيه، فتدعها لتحولاتها في ضمورها دون اي اهتمام، ولم هذا الاستلشاء لا نعلم .
وفيما يخص مراكز الرعاية الاجتماعية والمراكز التي تساعد مرضى السرطان ربما يقول قائل انها تتكلف اموال باهظة على اناس اغلبهم سيموتون، او لا يكونوا ذوي فائدة، فهم يشكلون عبئا على المجتمع الذي تتطور الطبيعة من خلاله فلماذا لا تقوم الطبيعة بازالتهم؟
اقول: ان الانسان يقوم بانشاء مزارع للدواجن وغيرها ويضع فيها كثيرا من العمال الذين يعملون لتحصيل مردود للعيش، وكذلك من يعمل في هذه المراكز لعلاجات السرطان وغيرها من دور الرعاية الاجتماعية، يسمح له دخله بإدارة شؤون اسرة للانتاج البشري, ناهيك عن المعامل التي تنتج الادوات الطبية فحذث ولا حرج عن الاشخاص المستفيدين والذين في استفادتهم يعززون البقاء البشري ،وهذا المثال ينطبق ايضا على حالة الحروب ،فمن جهة السماء او القدر او قانون الطبيعة او حتى اله الاديان هناك قاعدة واحدة هي الغاية تبرر الوسيلة . ومن الطبيعي وجود حالات شاذة عن هذه القاعدة فلا وجود للصح المطلق في اي من معادلات الوجود ليسمح الوجود لنفسه بالتعددية في تطوره.
فمن المؤلم ان نكون كوسيلة للوجود ومن المؤلم اكثر اننا حتى الان لا نعلم ما اهميتنا للوجود كوسيلة، ومؤلم ايضا ان يكون بعض البشر وسيلة للبعض الاخر دون ان نعلم ما هي افضلية هذا على ذاك.
من المؤلم ان تكون الحياة نغمة من دون ايقاع وعليك ان تكون ايقاعها ومن يكون الايقاع، عليه ان يتحمل اكثر الضربات عنفا والتي سيشعر من بعدها بالسعادة الظرفية كردة فعل بعد كل تحول.
من المؤلم ان تدرك ان المعاناة لا تغيب عن هذا الكوكب للحظة فهي دائما متجسدة في مكان ما، فحين لا تكون في محيطك اعلم ان هناك من يعاني في مكان اخر.
من المؤلم ان تصبح انسانيا فالحياة ليست دارا للسلام.
من المؤلم ان تسمع لرجل الدين وهو يرسم لك الجنة التي يحلم بها او تحلم بها لكنه لن يستطيع ان يدخلك اليها ولا يستطيع ادخال ذاته اليها.
من المؤلم انه عليك ان تفكر دائما بالنهاية وانت تعرف مسبقا انك لن تصل الى حل وسيأتي خريف العمر وانت منتظرا اليقين لكنك فجاة تستسلم وتغرق في المجهول.
من المؤلم ان يعلمونا الدين ونحن صغار ويحدثونا عن جنهم اكثر من الجنة.
من المؤلم ان من يريد ان يعرفنا على الله هو لم يتفكر به الا من خلال ما قالوه له.
من المؤلم ان تدرك ان سكان هذا الكوكب على الشكل التالي:
42 بالمئة فقراء، و10 بالمئة معدمين تحت خط الفقر، و15 بالمئة معاقين وحوالي 10 بالمئة مجانين ،واكثر من 13 بالمئة معقدين نفسيا، وال 10 بالمئة المتبقية هم راسماليون فيهم من الجنون والعقد النفسية والخوف من الفقر والفقر المدقع والاعاقة الفكرية لما هو انساني ما يجعل هذا الكوكب بتفكيرهم جنهم واسوأ.
من المؤلم ان تعلم ان الوجود مبني على التناقضات وهذه التناقضات محببة اليه ومضرة بالخلق، ومن المؤلم اكثر حين تبرر هذه التناقضات بكلمة "للوجود حكمته" (تبرير عبثي).
من المؤلم ان ترى بعض الغباء الساذح يساعد بعض الاجرام السائد وهو يظن انه يعمل خيرا.
من المؤلم ان تعلم ان الاله الذي يعبده البشر هو لا يعلم بهم انهم يعبدوه هو، لكثرة ما شوهوه في تناقلهم عبر التاريخ.
من المؤلم ان تكون بشريا لما ما يتضمنه العقل البشري من اجرام وغباء مؤذي عن طيب نية.
من المؤلم ان تدرك ان القتل هو صفة وجودية وليست بشرية .بمعنى انه لا مفر من هذه الافة في اي حياة ستحياها.
ومن المؤلم حين يقول لك الدين ان كل معاناتك مقابل حور عين وكاس نبيذ وهما على هذا الكوكب موجودان بكثرة، وبمتناول الجميع.
من المؤلم ان تدرك ان من يعيش سعيدا، يموت وروحه مثقلة بالغباء ومن يعيش تعيسا يموت وروحه مثقلة بالعتاب وما بينهما خلق كالأنعام بل اضل سبيلا.
من المؤلم انك ان اردت ان تعيش حياة هادئة عليك ان تبتعد عن الرفاهية وتحقيق الطموح.
من المؤلم ان تكون فكرة الصلاة ليست الا تزلف مقيت ويكون الاله انتهازيا لدرجة الاستغلال دون فائدة .
من المؤلم انه عليك ان تخسر كثيرا وتفوز احيانا .
من المؤلم انه عليك سلوك الكثير من الطرقات للوصول الى النور وانت تعلم انه في النهاية سيختفي هذا النور.
من المؤلم انني لا املك ما يكفي من السوداوية لاعبر عن ما يختزنه الوجود من آفات.
لكن من المؤلم المفرح اننا سنكون احياء يوما ما حين ندرك ان الوجود مرهون فينا وربما نكون اشياء بالنسبة له لكننا اشياء محببة له ،ونستطيع ان نشارك الطبيعة او الوجود بمعناه الحقيقي من الاستلشاء و الفوضى واللامبالاة وايضا الفرح الساذج او الغباء التافه وحتى الالم المبدع الذي يجعلك فراشة رقيقة تهمس في اذن الصباح دون التقوقع في ازلية الخالق وابدية العبد العابد وانتهازيته الظرفية ،الذي ظناً منه انه سيخلد في مكان واحد.
لكن ايضا من المفرح ان ندرك اننا الهة مستعبِدين ومستعبَدين ومفطورين على ان نحب الحياة ونخافها.



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احبذ لقاءك ليلاً
- لبنان المضحك المبكي
- ابتسم بوجل في وجه القدر
- اياك ان تمضي بعيداً.. قالت
- دولة داعش العدو الجديد بدلا من اسرائيل
- نحن ومن في الوجود الهة وشياطين
- في انوثتها شعوذة
- ..طريقا للعروج
- قولي للذي احبك ببطء
- حتى لا تموت بملل
- خطيئة النبي والانسان السوي
- تمهلي في المسير
- عشوائية جميلة
- كيف ستنتهي الرحلة
- مقايضة مع القدر
- غرام كحقل الغام
- جنة الاله للقتلة والبسطاء!!؟
- لتحبينني ..
- رجال دين ..والله
- كتابة فوق تاريخ ممزق


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - افكار للتشويش (الجزء الثاني)