أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بير رستم - فلسفة ..الكرسي والجاجة.














المزيد.....

فلسفة ..الكرسي والجاجة.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 01:08
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد خمسة عقود من العمر وأكثر من ربع قرن من الكتابة توصلت لقناعة _حكمة_ يمكن أن ألخصها بالعبارة التالية؛ "عندما يكون المرء لا شيء فهو يعتبر نفسه كل شيء وعندما يصبح كل شيء فإنه يعتبر نفسه لا شيء" وإنني أتذكر هنا بداياتي ولحيتي وشعري الطويل وأنا أتخايل في شوارع حلب وكأن الخليقة لم تخلق "غيري مبدعاً وكاتب قصة قصيرة" .. المهم؛ أيها القارئ الكريم إن سبب هذه الرسالة أو (البوست) هو ما لاقيته _وألاقيه_ في مسيرة حياتي من أناس يذكرونني بذاك "المتعملق" وخاصةً ممن يعملون في الحقل الأدبي والثقافي؛ حيث تجد الواحد منهم قد قرأ كتاب أو كتابين لأحد الفلاسفة وإذا به يعيش حالة من "التورم والإنتفاخ الثقافي" وأصبح يعلن عن نفسه إنه ديكارت العصر وأن الآخرين لا يصلون لـ"كعب ثقافته" الخنفشارية .. يا "رجل" قليل من التواضع جميل؛ حيث وللأسف قد ألتقيت بالكثير من هؤلاء .. ومؤخراً ومن خلال إشتغالي على مشروع التعريف والتوثيق لعفرين راسلت عدد من العاملين في حقل الثقافة والأدب في المنطقة وقد تجاوب الأغلبية بطريقة جمالية وحضارية ولكن _وكما لكل قاعدة شواذ_ فقد ألتقيت ببعض أولئك "المنتفخين ثقافياً" ولولا خبرتي بهم وبالحالة لكرهت الساعة التي فكرت بهكذا مشروع؛ حيث إستفساراتهم وطريقة تعاملهم بخصوص إرسال سيفي "سيرة حياتهم" كانت أشبه بإستجواب أمني، معتبرين أنفسهم أحد عمالقة الأدب والثقافة وأن هناك "صحفي غر" يريد أن يعمل عن (فخامة شخصيته الإبداعية) ريبورتاجاً صحفياً.

طبعاً كان هناك في الطرف الآخر؛ أي أولئك الذين ما زالوا في الظل ويعتبرون أنفسهم "أكثر عظمةً" من الجميع فقط لكونهم قد قرأوا نصاً لأحد رموز الثقافة العربية أو العالمية وخاصة لأولئك الذين لهم بصماتهم الواضحة في حركة التنوير والنهضة، رغم أن هو نفسه يكون خاوياً أو على الأقل لم يساهم أو يكتب حرفاً أو قصيدة ليغني بها المكتبة الكوردية ولكنه ينظر بتعالٍ وفوقية وكأي "ديك ثقافي منفوش" لكل ما هو مطروح ثقافياً وأدبياً في الساحة وقد كتب أحدهم لي على الخاص العبارات التالية: "انت عم تكتب عن شخصيات ثقافية وأدبية بعفرين .. ممكن بعض ملاحظات منهجية ونقدية" وعندما قلت له؛ "أخي.. أعتقد أن من حقك وحق الآخرين إبداء أي ملاحظة" أجاب بالرد التالي: "منهم لديهم أدوات معرفية ومنهجية ومنهم ليس لديهم أدوات معرفية بالعكس لديهم قصور معرفي .. بمعنى من المعاني هل هناك مثقف اوالنخبة .. لدى الشعب الكردي، بمعنى شاهدت واحد مثقف .. ظهر على التلفاز وهو يتحدث بطلاقة او ألف كتابا او لديه مشروعا .. مثل محمد عابد الجابري او محمد اركون والرحمة عليهم او حتى لديه تصور .. عن السياسة او اللغة .. بدي أقول الشعب الكردي فقيرمعرفيا ...هزيل وجوديا ...ميت سياسيا هذا ينطبق ع الشعوب العربية .. أنت عم تقارن مثقف كردي مع حسن حنفي او طيب تيزيني او صادق جلال عظم .. هولاء لديهم مشاريع ع الأقل لديهم أدوات للمعرفة او المنهج .. عم تقول أحمد خليل من قرزيحل مفكر اومثقف ...والله عيب". أنتهى الإقتباس والرسالة.

بالتأكيد هناك الكثير من الحقيقة في كلام الرجل ولكن الطريقة التي يتعامل بها مع الواقع والآخرين وبفوقية متعالية تذكرني بالحكاية الطريفة التي تتحدث عن "عبقرية وفذلكات" هؤلاء "الفطاحل الفكرية" والتي تقول؛ بأن أحد الفلاحين أرسل ولده للدراسة في الخارج وعندما عاد ومن أجل الإحتفال به وبعودته وشهادته عمل له وليمة فخمة وأجمع كل أهل قريته حولها .. وحين الإنتهاء من الأكل ومع شرب الشاي، سأله والده عن شهادته ليفخر به أمام أهله وجيرانه، فأجاب "عبقري زمانه وفيلسوف أيامه" _مع كل الود والتقدير للأصدقاء حاملي الإجازة بالفلسفة_ بأن دراسته كانت في فلسفة الكلام .. لكن الوالد الطيب لم يدرك المعنى تماماً فأراد أن يوضح أكثر وحينها أجاب "فيلسوفنا": (أبي راح أشرحها بقدر ما تفهمون؛ شوف هلق أنت قاعد ع الكرسي والكرسي ع الأرض يعني أنت قاعد على الأرض) .. فكر الوالد ملياً أي شهادة حملها ولده بعد كل هذه السنين والجهد والمال ومن قهره أجابه؛ (شوف إبني .. يلي أكلته كانت جاجة (دجاجة) والجاجة بتاكل .. يعني أنت عم تاكل ..).

وهكذا يبدو أن بعض الناس لا يعرفون من الحياة غير فلسفة الكرسي والدجاجة حيث إني لم أقارن الكتاب والشعراء الكورد مع أي مفكر أو كاتب أورده ذاك الأخ في رسالته أو مع غيرهم من المفكرين والكتاب العرب الآخرين _أو حتى الغربيين والأوربيين_ وفي قضية الأستاذ أحمد خليل فأعتقد الرجل يستحق لقب كاتب وباحث وبجدارة وذلك لما قدمه للمكتبة والثقافة الكوردية وفي مسألة إنه "مفكر" أم لا، أجدها أيضاً ليست بكبيرة على الأستاذ أحمد خليل .. وأما في قضية "العيب"، أعتقد بأنني لم أقم بما يعيبني أو يعيب المنطقة، بل أحاول قدر الإمكان تقديم صورة جميلة لعفرين _ولو أحياناً أمارس بعض البهرجة الإعلامية مع الشخصيات_ وثم إنني أقدم كل من ساهم ويساهم في المجال الأدبي والثقافي ولم أقل سوف أقف عند النخبة الفكرية وعمالقة الفكر والثقافة، بل إن المشروع هو مشروع ثقافي معرفي تنويري أو بإختصار؛ هو طموح للتعريف بالمنطقة ومن مختلف المناحي الحياتية والإجتماعية والثقافية وأن جزء منه ما هو متعلق بالجانب الأدبي والثقافي والأشخاص الذين ساهموا _وما زالوا_ في تلك المناحي الثقافية المختلفة .. فما العيب بالموضوع بربك؟!!.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الكورد ..في الساحل السوري.
- الشخصية الكوردية.
- كوردستان ..هو الحلم.
- حزب الإتحاد الديمقراطي؛ من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطي ...
- كوباني.. متحف!!
- أزمة الخلافات بين بغداد وإقليم كوردستان.
- الكورد وحركة التاريخ.
- حكايات (5) الكورد.. عنصريون!!!
- كوردستان (سوريا)
- كوردستان (سوريا) ..مشروع سياسي للعمال الكوردستاني.
- نعيق الغراب.؟!!
- كوردستان؛ الدولة القومية.
- كاريزما البارزاني.
- رسالة.. للإتحاد الوطني الكوردستاني.
- حروب مذهبية  .. أم ثورات شعبية؟!!
- الكوردي.. كائن مسلوب!!
- الكوردي المتحزب
- الحريات ..وخطاب الممانعة كوردياً!!
- صلاح الدين الأيوبي ..والتأسيس للدولة الكوردية .؟!! (3)
- كوردستان سوريا.. بين الوهم والواقع!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بير رستم - فلسفة ..الكرسي والجاجة.